مَتى تَسأَلي عَن عَهدِهِ تَجِديهِ
مَتى تَسأَلي عَن عَهدِهِ تَجِديهِ / مَلِيّاً بِوَصلِ الحَبلِ لَم تَصِليهِ
يُكَلِّفُني عَنكَ العَذولُ تَصَبُّراً / وَأَعوَزُ شَيءٍ ما يُكَلِّفُنيهِ
وَيَحزُنُكَ اللُوّامُ لَستُ أُطيعُهُم / وَقَولٌ مِنَ الواشينَ لَستُ أَعيهِ
عَلى أَنَّني أَخشى عَلَيكِ وَأَتَّقي / زِياداتِ مُغراً بِالحَديثِ يَشيهِ
عَناءُ المُحِبِّ عَن عَقابيلِ لَوعَةٍ / تَحُلُّ قُوى صَبرِ الفَتى وَتَهيهِ
مُعَلِّلُهُ بِالوَعدِ لَيسَ يَفي بِهِ / وَقاتِلُهُ بِالحُبِّ لَيسَ يَديهِ
وَأَهيَفُ مَأخوذٌ مِنَ النَفسِ شَكلُهُ / تَرى العَينُ ماتَحتاجُ أَجمَعُ فيهِ
وَلَم تَنسَ نَفسي ما سُقيتُ بِكَفِّهِ / مِنَ الراحِ إِلّا ما سُقيتُ بِفيهِ
أَرى غَفلَةَ الأَيّامِ إِعطاءَ مانِعٍ / يُصيبُكَ أَحياناً وَحِلمَ سَفيهِ
إِذا ما نَسَبتَ الحادِثاتِ وَجَدتَها / بَناتِ الزَمانِ أُرصِدَت لِبَنيهِ
مَتى أَرَتِ الدُنيا نَباهَةَ خامِلٍ / فَلا تَرتَقِب إِلّا خُمولَ نَبيهِ
وَما رَدَّ صَرفَ الدَهرِ مِثلُ مُهَذَّبٍ / أَبى الدَهرُ أَن يَأتي لَهُ بِشَبيهِ
أَبو غالِبٍ بِالجودِ يَذكُرُ واجِبي / إِذا ما غَبِيُّ الباخِلينَ نَسيهِ
تَطولُ يَداهُ عِندَ أَوسَعِ سَعيِهِم / ذَوي الطولِ مِن أَكفائِهِ وَذَويهِ
إِذا ما تَوَجَّهنا بِهِ في مُلِمَّةٍ / فَلَجنا بِوَجهٍ في الكِرامِ وَجيهِ
تَقَيَّلَ مِن آلِ المُدَبِّرِ سَيِّداً / يَقودُ إِلى العَلياءِ مُتَّبِعيهِ
وَما تابِعٌ في المَجدِ نَهجَ عَدُوِّهِ / كَمُتَّبِعٍ في المَجدِ نَهجَ أَبيهِ
يُذَلِّلُ صَعبَ الأَمرِ حينَ يَروضُهُ / وَيَحفَظُ أَقصى الأَمرِ حينَ يَليهِ
جَديدُ الشَبابِ كُبرُهُ بِفَعالِهِ / وَبَعضُ الرِجالِ كُبرُهُ بِسِنِيِّهِ
مَخيلَةُ حِلمٍ في النَدِيِّ كَأَنَّها / إِذا اشتُهِرَت مِنهُ مَخيلَةُ تيهِ
إِذا باتَ يُعطي وَالسَماحُ حَليفُهُ / تُوُهِّمَ يُعطي بِالسَماحِ أَخيهِ
فَداكَ مِنَ الأَسواءِ مَن بِتَّ مُسمِحاً / بِمالِكَ تَفدي مالَهُ وَتَقيهِ
حَلاوَةُ لا في نَفسِهِ جِدُّ صِدقَةٍ / وَطَعمُ نَعَم في فيهِ جِدُّ كَريهِ
وَمُطَّلِبٍ مِنكَ المُساواةِ لَم تَزَل / أُلوفُكَ حَتّى أَجحَفَت بِمِئيهِ
وَلَو كانَ يَبغي مَوضِعَ الجودِ لَاكتَفى / بِمُسمِعِهِ أَينَ النَدى وَمُريهِ
فَئيهٍ لَكَ الخَيراتُ مِن سَيبِكَ الَّذي / غَمَرتَ بِهِ سَيبَ المُساجِلِ إيهِ