المجموع : 8
لأوطاننا البُشرى لأرواحنا الصَفا
لأوطاننا البُشرى لأرواحنا الصَفا / بعودة حامي الملك ذي العز وَالجاه
فَهَكذا الفَوز وَالعليا مؤرّخة / يَعم خديوينا بنصر من اللَه
أَقول لدنيا عضد الغدر مكرهاً
أَقول لدنيا عضد الغدر مكرهاً / أَتيتُكِ مضطراً وَأذهبُ كارها
أَتيتكِ لما لم أَجد عَنكِ مصرفا / وَأذهبُ لا أَسطيع ردّاً لما دَهى
وَأعلم بالعلم اليقين بِأَنني / سأَلقى الَّذي أَخشى وَأَترك مشتهى
وَأَدرك عُقبى الأَمر ثم تغرّني / مباديهِ بالآمال حَتّى إِذا انتهى
وَما الناس في هذا الوُجود وَإِن رَأوا / محالاً سِوى رَهنٍ لِيَوم وَقد وها
وَما كل عَيشٍ سرّ إلا وَينقضى / وَلا حالة إلا وَدَهرٌ أَحالها
مقام عليه للجلال سرادقٌ
مقام عليه للجلال سرادقٌ / حوى بضعةً من آل طه وآواها
ممجدة الجدين من آل أحمدٍ / وَساداتنا أَهل الوَفا الغرُّ آباها
فقف بفِناها خاضعَ النفس خاشعاً / وَقُل أَكرم الرَحمن في الخلد مَثواها
وَقُل لِلّذي يبكي عليها مؤرخاً / لطافات عادت نزلها عند مَولاها
بكى مَوت محمود هدى الشعر وَالنَهى
بكى مَوت محمود هدى الشعر وَالنَهى / وَناحت به الآدابُ وَالحزنُ حزنُها
مضى صفوةُ الآداب والمجد وَالعلا / فكدَّرها وانهاضَ اذ مات ركنُها
مضى من به الدنيا تباهي وَتزدهي / وَهيهات تلقى مثلَه ما أظنُّها
لقد كانَ إن تسطر يميناً يمينَها / وإن أمعنت في معضل فهو عينها
فكم حكمةٍ أبدت بدائعُ نظمِه / يدوم عَلى مر الجديدين زينها
مكارمُ يخشى الدهر أن ستبيده / وَتبقى وَيفنى حسن ما فيه حسنها
له المنطق المرهوبُ يرجَى وَيُتَّقى / وعزة نفسٍ عز في الكَون كونها
همامٌ عَلى باس الليالي ولينها / لديه سواء ليس يغشاه شينها
إذا أظلمت آفاقها فهو شمسها / وإن أمحلت خضراؤها فهو مُزنها
عجبت لدنيا ما وعت حقَّ فضله / وأعجب منها الدهر إذ هو عونها
لقد فَجَعت منا قلوباً وأرسلت / عيوناً وجلت غارة قد يشنها
حزِنّا وقر سرت رفاتٌ بأنسه / وفاخر فيه ظاهر الأرض بطنها
عفاءٌ عليها اليوم كُدِّرَ صفوُها / ومن بعد هذا اليوم يظهر هونها
ألا في سبيل الله شاعرُ عصرنا / وشمس بني الآداب إن جنَّ جونها
توفِّي فمات الشعرُ إلا صبابة / تعلل شرب الشعر اهريق دنُّها
فدام بما يرجوه من فضل ربه / وفي جنة مرضية عزَّ ابنها
كما لا يزال الدهر يتلو حديثه / يبيد به سهل الليالي وحزنها
وإني لَعَن حقٍّ أقول مؤرخاً / بكى موت محمود هدى الشعر والنهى
وهت مهجةٌ جَرْحَى بكت أعين مَرْهى
وهت مهجةٌ جَرْحَى بكت أعين مَرْهى / فيا دمعُ ما أجرى ويا حزمُ ما أوهى
لكَ الله من شهمٍ بكينا لفقده / زهورَ الربى لطفاً وبدرَ السما وجها
لقد رعت يا ابراهيم بالبين واغتدت / بك الجنة العليا وفردوسها يلهى
فبشراك بالرضوان في دار نعمة / مخلدة تلهو بما تشتهي منها
فإن عنايات المهيمن أرخت / مآبك يا ابراهيم في جنة تزهى
وكاسٍ من الزرجون لما شربتُها
وكاسٍ من الزرجون لما شربتُها / على ظمأٍ أروت فؤادي بما فيها
حمدت الَّذي أهدى وقلت تشكُّراً / لقد روحت روحي فلا زلت مهديها
إليك اعتذاري إن ضننتُ بزورتي
إليك اعتذاري إن ضننتُ بزورتي / فمثلي يجفو ما اشتهى لكريهِ
وهيهات أن يحتل ناد مهذب / إذا احتله بين الوَرى ابن أبيهِ
أَلا إنما الدُنيا وقد جئت كارهاً
أَلا إنما الدُنيا وقد جئت كارهاً / وكابدت أَهليها وأذهبُ مكرها
وَما لي عَلى شيء من الأَمر قدرةٌ / فيا رَب رحماك الَّتي أَنتَ ربها