سرت نسمات الشيح وهنا فنبهت
سرت نسمات الشيح وهنا فنبهت / اخا كلف لم تألف النوم عيناه
وهبت علينا من حمى الضال نفحة / سرت بجناحي خافق من حواياه
فَما نَسَمات الجزع تحمل ريّاه / على حين اِنستنا الحمى وخزاماه
تثني بذاك العطف عن كل نبعة / فعهدي بخوط البان غضا تمناه
وَمري بنا ازكى من المسك نفحة / تَفوح بادنى المأزمين واقصاه
وَعوجي على الرضراض من رمل عالج / فقد برزت للمدلجين نعاماه
اذ الشيح والقيصوم فيه تعانقا / وَفاحَت بذياك العَبير ثناياه
فدونك يا ارواح نجد شميمه / ولا تحرمينا ويك من طيب رياه
وفي الجانب الغربي من ايمن الحمى / صفاء يفديه الحمى بصفاياه
بِنَفسي هم من نازلين بمغناه / وَبي انتم من راشدين وقد تاهوا
فَيا اخوي ودي القديمين لاطفا / خميلته الغنا وعوجا بمغناه
فثمة قتلى نشوة في صعيده / ويا بابي ذاك الصعيد وقتلاه
وَيا صاحبي الاطيبين تبوءا / مقاما الى جنب الفرات عهدناه
عهدناه مرهوب الجناب ممنعا / بشهم فمن موسى وما طور سيناه
علي الذرى سامى القواعد شامخ / بسر علي شيد اللَه مبناه
وَناهيكما عن منعة العزأنه / حفيظ اذا اعلنتما السر اخفاه
بعيشكما هل من سبيل اليكما / وهل شيق يحضى بما يتمناه
وهل لي ارى ذاك المذبذب قرطه / فيوهمني بدر السما وثرياه
بواد يود البدر لثم ترابه / على حين ذاك الظبي يلثمني فاه
وَباللَه هل اخلصتما من نجيبه / وَهَل هو لي مستودع بعض نجواه
وهل لي اليه شافع ومشفع / فيخلص لي سلساله من ثناياه
وَهَل لي على طور المناجاة وقفة / يبثكما الشاكي بها بعض شكواه
سلا ذلك الدر النقي فطالَما / تعود بسط الجود من جود يمناه
فَتى طوق الاعناق كهلا وَيافعا / وكم من ابى عاطل الجيد حلاه
فَيا نسمة المعروف فيه تأرجي / وَقومي بمثل الرند من طيب ذكراه