القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 5
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً / له ما أَحبَّ المرءُ لَيلى وَلا لُبنى
وَلكن جَهِلنا فاستراحَت نُفُوسُنا / وما تلكَ إِلا راحةٌ تَعقبُ الحُزنا
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا / فَبُحتُ بِسرٍّ طالَ كَتمي لَهُ صَونا
وَما نَظَرت عَيني إِلى غير واحدٍ / تَصرَّف في كُلٍّ فَلونٌ يرى لَونا
وَما أَدرَكَ الأَشياءَ غَير منطّقٍ / أخي لُطُفٍ يَمشي عَلى أَرضِهِ هَونا
فَكَم بَينَ ذي علمٍ وَآخرَ جاهِلٍ / وَكَم بَينَ ذي نورٍ وَعادِمِهِ بَونا
هِيَ النَفسُ يَجلُوها فَتَبدو حَقائِقٌ / بِها وَصَداها الجون يُظهرهُ جَونا
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه / وَلا زالَ في أَمنٍ مَدى الدَهرِ جَذلانا
تملَّكني مِنهُ بِسحرِ جُفُونِهِ / فَصِرتُ أخيذاً لا أَرى عَنهُ سُلوانا
غزالٌ لَهُ مَرعىً خَصيبٌ بِمُهجتي / وَسَلسالُ دَمعي يَغتَدي مِنهُ رَيّانا
وَلما رَآني ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَذُقتُ مَراراتِ المَحبةِ أَلوانا
تَعجَّبَ من صَبري عَلى مُرِّ هَجرِهِ / فَأَهدى ليَ الحلواءَ لُطفاً وَإِحسانا
توهَّمَ أَن أَشفى بِها فَإِذا بِها / يَزيدُ ضنىً جسمي وَقَلبي نِيرانا
وَأَيُّ شفاءٍ لا يُرى شفَّهُ الهَوى / سِنينَ لَهُ تِسعاً يُكابِر أَشجانا
أَيا مَهديَ الحَلواءِ في فيكَ شبهُها / بَل احلى بِهِ لَو شِئتَ أَرويتَ ظَمآنا
وَيا مالِكاً رِقّي أَما لَكَ رِقَّة / عَلى عاشقٍ يَهواك سِراً وَإِعلانا
وَكُنتُ أَرى أَنَّ التَهاجُرَ يَنقَضي / إِذا الحسنُ يَكسو وَردَ خَدَّيكَ رَيحانا
وَقَد زِدتَ في تِيهٍ وَعُجبٍ وَنَخوَةٍ / أَخاً لَكَ ما الفردوس خاتلت رِضوانا
فَجئتَ إِلى الدُنيا فَريداً فَلا تَرى / بِها عاشِقاً إِلا بِحُبِّكَ مَلآنا
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم / أَذىً جاهِلٌ أَوليتَه مِنكَ إِحسانا
يجيئُكَ عيرٌ مِنهُم فَتسوسُهُ / إِلى أَن غَدا في الناسِ يُحسَبُ إِنسانا
فَيَبأى وَيُزهى زاهِداً فيكَ نابِزاً / لِحقِّك يُبدي عَنكَ في العلمِ غُنيانا
وَلَو أنَّه قَد فاقَ في الفَضلِ صحبَهُ / لَما كانَ إِلا العير طَرطرَ آذانا
وَمَن كانَ تلميذاً وَيَزعمُ أَنَّهُ / كَشيخٍ لَهُ فَالجهلُ أَولاه حِرمانا
لَدى الشَيخِ مِن علمٍ زَوايا غَريبةٌ / قَد اكسبَها مُذ عاشَ في العلم أَزمانا
عَجِبتُ لمثلي عِشتُ سَبعين حِجَّةً / أعاني لِسانَ العُربِ جَمعاً وَتِبيانا
فَما صحَّ عِندي غَيرُ أَني مُقصِّرٌ / وَقَد فاتَنا مِنه كثيرٌ وأَعيانا
فَكيفَ بمَن أَضحى سُكُردان صُحفِهِ / يقلِّبُ في ذا ثمَّ ذَلِكَ أَحيانا
يَرى أَنَّهُ قَد صارَ شَيئاً وَلم يَكُن / كَشَيءٍ وَلَكن جَرَّ للجَهلِ أَرسانا
وَأُمٌ وَلودٌ هَذه الأَرضُ لا يُرى / بِها مُدَّعٍ إِلا وَيُفضَحُ خُذلانا
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ / كِتاباً عَلى شَيخٍ بِهِ يَسهُلُ الحَزنُ
أَتَزعُم أَنَّ الذهن يُوضِحُ مشكلاً / بِلا موضح كَلا لَقَد كَذَبَ الذِهنُ
وَإِنَّ الَّذي تَبغيه دونَ مُعَلِّمٍ / كَموقِدِ مصباحٍ وَلَيسَ لَهُ دُهنُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025