المجموع : 5
سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي
سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي / هِيَ الوُدُّ صاناهُ بِحُسنِ صِيانِهِ
عَفاءٌ عَلى دَهياءَ كانا إِزاءَها / وَنِكلٌ لِداجي الخَطبِ يَعتَوِرانِهِ
تَدَفَّقتُما مِن طَلِّ مُزنٍ وَوَبلِهِ / وَمِن شَرخِ مَعروفٍ وَمِن عُنفُوانِهِ
وَهَل لي غَداةَ السَبقِ عُذرٌ وَأَنتُما / بِحَيثُ تَرى عَينايَ يَومَ رِهانِهِ
رَأَيتُكُما مِن رَيبِ دَهرِيَ هَضبَةً / وَمازُلتُما لازِلتُما مِن رِعانِهِ
فَأَصبَحَ لي تَحتَ الجِرانِ فَريسَةً / وَلَولاكُما أَصبَحتُ تَحتَ جِرانِهِ
وَمَلَّكتُماني صَعبَةً وَخِشاشَها / وَأَمكَنتُما مِن طامِحٍ وَعِنانِهِ
لَئِن رُمتُ أَمراً غِبتُما عِندَ بِكرِهِ / لَقَد سَرَّني فِعلاكُما في عَوانِهِ
وَما خَيرُ بَرقٍ لاحَ في غَيرِ وَقتِهِ / وَوادٍ غَدا مَلآنَ قَبلَ أَوانِهِ
تَلَطَّفتُما لِلدَهرِ حَتّى أَجابَني / وَقَد أَزمَنتَ رِجلي هَناتُ زَمانِهِ
وَمازِلتُما مِن نَبعِهِ إِن عُجِمتُما / لِضَيمٍ وَعِندَ الجودِ مِن خَيزُرانِهِ
لَعَمري لَقَد أَصبَحتُما العُرفَ صاحِباً / لَهُ مِقوَلٌ نُعما كَما في ضَمانِهِ
وَيَأخُذُ مِن أَيديكُما وَهَواكُما / فَلا عَجَبٌ أَن تَأخُذا مِن لِسانِهِ
أَلَم تَرَني خَلَّيتُ نَفسي وَشانَها
أَلَم تَرَني خَلَّيتُ نَفسي وَشانَها / وَلَم أَحفِلِ الدُنيا وَلا حَدَثانَها
لَقَد خَوَّفَتني النائِباتُ صُروفَها / وَلَو أَمَّنَتني ما قَبِلتُ أَمانَها
وَكَيفَ عَلى نارِ اللَيالي مُعَرَّسي / إِذا كانَ شَيبُ العارِضَينِ دُخانَها
أُصِبتُ بِخودٍ سَوفَ أَغبُرُ بَعدَها / حَليفَ أَسىً أَبكي زَماناً زَمانَها
عِنانٌ مِنَ اللَذّاتِ قَد كانَ في يَدي / فَلَمّا مَضى الإِلفُ اِستَرَدَّت عِنانَها
مَنَحتُ الدُمى هَجري فَلا مُحسِناتِها / أَوَدُّ وَلا يَهوى فُؤادي حِسانَها
يَقولونَ هَل يَبكي الفَتى لِخَريدَةٍ / مَتى ما أَرادَ اِعتاضَ عَشراً مَكانَها
وَهَل يَستَعيضُ المَرءُ مِن خَمسِ كَفِّهِ / وَلَو صاغَ مِن حُرِّ اللُجَينِ بَنانَها
وَمُحتَكِمٍ في الخُمصِ طَوراً وَفي البُدنِ
وَمُحتَكِمٍ في الخُمصِ طَوراً وَفي البُدنِ / فَقَد دَقَّ عَن حِقفٍ وَقَد جَلَّ عَن غُصنِ
تَبَدّى فَأَبدى لِيَ الجَوى بِصُدودِهِ / وَأَسنى عَطِيّاتِ الفُؤادِ مِنَ الحُزنِ
وَقَد سَوَّدَ الديوانُ بَعضَ ثِيابِهِ / وَأَحسَنُ ما تُستَوضَحُ الشَمسُ في الدَجنِ
فَلاقَتهُ أَبياتٌ تُناسِبُ وَجهَهُ / نَدَبتُ لَها فِكري وَأَخدَمتُها ذِهني
فَأَغضَبتُهُ أَن قُلتُ يا أَحسَنَ الوَرى / وَكادَ بِأَن يُفضي إِلى الشَتمِ وَاللَعنِ
إِذا غاظَ وَصفُ الناسِ بِالحُسنِ أَهلَهُ / فَلِمَ لَم يُخَرِّق ثَوبَهُ يوسُفُ الحُسنِ
لَعَمري لَئِن قَرَّت بِقُربِكَ أَعيُنٌ
لَعَمري لَئِن قَرَّت بِقُربِكَ أَعيُنٌ / لَقَد سَخَنَت بِالبَينِ مِنكَ عُيونُ
فَسِر أَو أَقِم وَقفٌ عَلَيكَ مَحَبَّتي / مَكانُكَ مِن قَلبي عَلَيكَ مَصونُ
أَفيكُم فَتىً حَيٌّ فَيُخبِرُني عَنّي
أَفيكُم فَتىً حَيٌّ فَيُخبِرُني عَنّي / بِما شَرِبَت مَشروبَةُ الراحِ مِن ذِهني
غَدَت وَهيَ أَولى مِن فُؤادي بِعَزمَتي / وَرُحتُ بِما في الدِنِّ أَولى مِنَ الدِنِّ
لَقَد تَرَكَتني كَأسُها وَحَقيقَتي / مُحالٌ وَحَقٌّ مِن فِعالِيَ كَالظَنِّ
هِيَ اِختَدَعَتني وَالغَمامُ وَلَم أَكُن / بِأَوَّلَ مَن أَهدى التَغافُلَ لِلدَجنِ
إِذا اِشتَعَلَت في الطاسِ وَالكاسِ نارُها / صَليتُ بِها مِن راحَتَي ناعِمٍ لَدنِ
قَرينُ الصِبا في وَجنَتَيهِ مَلاحَةٌ / ذَكَرتُ بِها أَيّامَ يوسُفَ في الحُسنِ
إِذا نَحنُ أَومَأنا إِلَيهِ أَدارَها / سُلافاً كَماءِ الجَفنِ وَهيَ مِنَ الجِفنِ
تُقَلِّبُ روحَ المَرءِ في كُلِّ وِجهَةٍ / وَتَدخُلُ مِنهُ حَيثُ شاءَت بِلا إِذنِ
وَمُسمِعُنا طَفلُ الأَنامِلِ عِندَهُ / لَنا كُلُّ نَوعٍ مِن قِرى العَينِ وَالأُذنِ
لَنا وَتَرٌ مِنهُ إِذا ما اِستَحَثَّهُ / فَصيحٌ وَلَحنٌ في أَمانٍ مِنَ اللَحنِ
وَفي رَوضَةٍ نَبتِيَّةٍ صَبَغَت لَها / جَداوِلَها أَنوارُها صِبغَةَ الدُهنِ
ظَلِلنا بِها في جَنَّةٍ غابَ نَحسُها / تُذَكِّرُنا جَنّاتُها جَنَّةَ العَدنِ
نَعِمنا بِها في بَيتِ أَروَعَ ماجِدٍ / مِنَ القَومِ آبٍ لِلدَناءَةِ وَالأَفنِ
فَتىً شُقَّ مِن عودِ المَحامِدِ عودُهُ / كَما اِشتَقَّ مُسموهُ لَهُ اِسماً مِنَ الحُسنِ