القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو تمّام الكل
المجموع : 5
سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي
سَأَشكُرُ لِاِبنَي وَهبٍ الهِبَةَ الَّتي / هِيَ الوُدُّ صاناهُ بِحُسنِ صِيانِهِ
عَفاءٌ عَلى دَهياءَ كانا إِزاءَها / وَنِكلٌ لِداجي الخَطبِ يَعتَوِرانِهِ
تَدَفَّقتُما مِن طَلِّ مُزنٍ وَوَبلِهِ / وَمِن شَرخِ مَعروفٍ وَمِن عُنفُوانِهِ
وَهَل لي غَداةَ السَبقِ عُذرٌ وَأَنتُما / بِحَيثُ تَرى عَينايَ يَومَ رِهانِهِ
رَأَيتُكُما مِن رَيبِ دَهرِيَ هَضبَةً / وَمازُلتُما لازِلتُما مِن رِعانِهِ
فَأَصبَحَ لي تَحتَ الجِرانِ فَريسَةً / وَلَولاكُما أَصبَحتُ تَحتَ جِرانِهِ
وَمَلَّكتُماني صَعبَةً وَخِشاشَها / وَأَمكَنتُما مِن طامِحٍ وَعِنانِهِ
لَئِن رُمتُ أَمراً غِبتُما عِندَ بِكرِهِ / لَقَد سَرَّني فِعلاكُما في عَوانِهِ
وَما خَيرُ بَرقٍ لاحَ في غَيرِ وَقتِهِ / وَوادٍ غَدا مَلآنَ قَبلَ أَوانِهِ
تَلَطَّفتُما لِلدَهرِ حَتّى أَجابَني / وَقَد أَزمَنتَ رِجلي هَناتُ زَمانِهِ
وَمازِلتُما مِن نَبعِهِ إِن عُجِمتُما / لِضَيمٍ وَعِندَ الجودِ مِن خَيزُرانِهِ
لَعَمري لَقَد أَصبَحتُما العُرفَ صاحِباً / لَهُ مِقوَلٌ نُعما كَما في ضَمانِهِ
وَيَأخُذُ مِن أَيديكُما وَهَواكُما / فَلا عَجَبٌ أَن تَأخُذا مِن لِسانِهِ
أَلَم تَرَني خَلَّيتُ نَفسي وَشانَها
أَلَم تَرَني خَلَّيتُ نَفسي وَشانَها / وَلَم أَحفِلِ الدُنيا وَلا حَدَثانَها
لَقَد خَوَّفَتني النائِباتُ صُروفَها / وَلَو أَمَّنَتني ما قَبِلتُ أَمانَها
وَكَيفَ عَلى نارِ اللَيالي مُعَرَّسي / إِذا كانَ شَيبُ العارِضَينِ دُخانَها
أُصِبتُ بِخودٍ سَوفَ أَغبُرُ بَعدَها / حَليفَ أَسىً أَبكي زَماناً زَمانَها
عِنانٌ مِنَ اللَذّاتِ قَد كانَ في يَدي / فَلَمّا مَضى الإِلفُ اِستَرَدَّت عِنانَها
مَنَحتُ الدُمى هَجري فَلا مُحسِناتِها / أَوَدُّ وَلا يَهوى فُؤادي حِسانَها
يَقولونَ هَل يَبكي الفَتى لِخَريدَةٍ / مَتى ما أَرادَ اِعتاضَ عَشراً مَكانَها
وَهَل يَستَعيضُ المَرءُ مِن خَمسِ كَفِّهِ / وَلَو صاغَ مِن حُرِّ اللُجَينِ بَنانَها
وَمُحتَكِمٍ في الخُمصِ طَوراً وَفي البُدنِ
وَمُحتَكِمٍ في الخُمصِ طَوراً وَفي البُدنِ / فَقَد دَقَّ عَن حِقفٍ وَقَد جَلَّ عَن غُصنِ
تَبَدّى فَأَبدى لِيَ الجَوى بِصُدودِهِ / وَأَسنى عَطِيّاتِ الفُؤادِ مِنَ الحُزنِ
وَقَد سَوَّدَ الديوانُ بَعضَ ثِيابِهِ / وَأَحسَنُ ما تُستَوضَحُ الشَمسُ في الدَجنِ
فَلاقَتهُ أَبياتٌ تُناسِبُ وَجهَهُ / نَدَبتُ لَها فِكري وَأَخدَمتُها ذِهني
فَأَغضَبتُهُ أَن قُلتُ يا أَحسَنَ الوَرى / وَكادَ بِأَن يُفضي إِلى الشَتمِ وَاللَعنِ
إِذا غاظَ وَصفُ الناسِ بِالحُسنِ أَهلَهُ / فَلِمَ لَم يُخَرِّق ثَوبَهُ يوسُفُ الحُسنِ
لَعَمري لَئِن قَرَّت بِقُربِكَ أَعيُنٌ
لَعَمري لَئِن قَرَّت بِقُربِكَ أَعيُنٌ / لَقَد سَخَنَت بِالبَينِ مِنكَ عُيونُ
فَسِر أَو أَقِم وَقفٌ عَلَيكَ مَحَبَّتي / مَكانُكَ مِن قَلبي عَلَيكَ مَصونُ
أَفيكُم فَتىً حَيٌّ فَيُخبِرُني عَنّي
أَفيكُم فَتىً حَيٌّ فَيُخبِرُني عَنّي / بِما شَرِبَت مَشروبَةُ الراحِ مِن ذِهني
غَدَت وَهيَ أَولى مِن فُؤادي بِعَزمَتي / وَرُحتُ بِما في الدِنِّ أَولى مِنَ الدِنِّ
لَقَد تَرَكَتني كَأسُها وَحَقيقَتي / مُحالٌ وَحَقٌّ مِن فِعالِيَ كَالظَنِّ
هِيَ اِختَدَعَتني وَالغَمامُ وَلَم أَكُن / بِأَوَّلَ مَن أَهدى التَغافُلَ لِلدَجنِ
إِذا اِشتَعَلَت في الطاسِ وَالكاسِ نارُها / صَليتُ بِها مِن راحَتَي ناعِمٍ لَدنِ
قَرينُ الصِبا في وَجنَتَيهِ مَلاحَةٌ / ذَكَرتُ بِها أَيّامَ يوسُفَ في الحُسنِ
إِذا نَحنُ أَومَأنا إِلَيهِ أَدارَها / سُلافاً كَماءِ الجَفنِ وَهيَ مِنَ الجِفنِ
تُقَلِّبُ روحَ المَرءِ في كُلِّ وِجهَةٍ / وَتَدخُلُ مِنهُ حَيثُ شاءَت بِلا إِذنِ
وَمُسمِعُنا طَفلُ الأَنامِلِ عِندَهُ / لَنا كُلُّ نَوعٍ مِن قِرى العَينِ وَالأُذنِ
لَنا وَتَرٌ مِنهُ إِذا ما اِستَحَثَّهُ / فَصيحٌ وَلَحنٌ في أَمانٍ مِنَ اللَحنِ
وَفي رَوضَةٍ نَبتِيَّةٍ صَبَغَت لَها / جَداوِلَها أَنوارُها صِبغَةَ الدُهنِ
ظَلِلنا بِها في جَنَّةٍ غابَ نَحسُها / تُذَكِّرُنا جَنّاتُها جَنَّةَ العَدنِ
نَعِمنا بِها في بَيتِ أَروَعَ ماجِدٍ / مِنَ القَومِ آبٍ لِلدَناءَةِ وَالأَفنِ
فَتىً شُقَّ مِن عودِ المَحامِدِ عودُهُ / كَما اِشتَقَّ مُسموهُ لَهُ اِسماً مِنَ الحُسنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025