المجموع : 12
بروحي غريرا بالرصافة قلبه
بروحي غريرا بالرصافة قلبه / لدى ظبية لمياء خلفه رهنا
وقالبه بالكرخ علم أهله / فنون جنون وهو في غيرهم جنا
له في الهوى العذري عذرا إذا لوى / لبان اللوى عطفا وحنَّ إلى المغنى
أتشجيه سعدي والرباب وأنه / يحاول أن يقضي اللبانة من لبنى
إذا ما انتظى من جفن عينيه مرهفا / رجوت فؤادي إن يكون له جفنا
فمقلته تلك المصيبة إنها / لأم الدواهي والدواهي لمن أضنى
ومن قدِّه واللحظ إن ماس أو رنا / يقاسي كقلبي قالبي الضرب والطعنا
يميت ويحيى هجره ووصاله / فلي قربه أبقى ولي بعده أفنى
يعيد ويبدي من طوته يد النوى / وأخنى عليه ما على لبد أخنى
تكلم عيناه القلوب بغمزها / وتتلو إلى السلوان إن عدتمو عدنا
تثنى فأودت بالقلوب طعانه / فما ضره لما تثنى لو استثنى
وهيهات عن قلبي تطيش سهامه / وقد صار منه قاب قوسين أو أدنى
يادرنا والغدر ملء جفونه / ويتركنا ما دام منفصلا عنا
نحورا بلا عقد كؤسا بلا طلى / جسوما بلا روح حروفا بلا معنى
نغيب به عنا إذا كان حاضرا / وإن غاب عنا مثل غيبته غبنا
ترينا نعيما بعد بؤس شؤنه / فمن سيرة خزنا ومن صورة حسنا
ومن قسوة لينا ومن سخط رضا / ومن كدر صفوا ومن بخل منا
تعلمت الحرباء منه تلونا / فتأخذ عنه كل آونة لونا
يروح ويغدو والقلوب بكفه / فآونة يسرى وآونة يمنى
هو المشتري الارواح في نقد وصله / فهل مدَّع في بيع مهجته الغبنا
قضيب إذا ما اهتز ظبي إذا رنا / سنان إذا ما لاح سم إذا رنا
بغير جناح طار عني وانه / لحرَّ وشأن الحر أن يألف الوكنا
علي تجنى قبل ما ناظري جنى / ورود خدود في يد الفكر لا تجنى
إذا قلت قلبي أين حلَّ أجابني / فهل لك من كمِّ به تعرف الأينا
ويبسم عن برق فأبكى بمدمع / إذا شمت ذاك البرق تحسب ذا مزنا
لقد زارني والليل زرَّ جيوبه / علينا ونام النجم عنا وما نمنا
وبت يعاطينا سلافة ريقه / فلله ما أحلى ولله ما أهنى
إلى أن رأينا الليل غطى ذراعه / ضياء نهار صبحه شمس الردنا
ومد يدا تجني من الزهر نرجسا / حكى من عيون العين مقلتها الوسنا
تباشيره لاحت فصاحت بلابل / وغنى هزار الدوح في الروضة الغنا
وسلَّ الدجا من غمده باترا حكى / تبسم عباس ومطلعه الاسنى
بديع معان ذو بيان بسحره / تفنن هاروت وما أتقن الفنا
لي الله من ذي منطق أعجز الورى / وألسنة الافصاح عنه غدت لكنا
لقد رق بشرا مثل ما راق منظرا / وقد دق معنى أن نشخصه معنا
حبيب إذا أنشا صريح إذا انتشى / بديع إذا وشى غريض إذا غنا
ومفتقر مغنى اللبيب للفظه / يعلم في اعرابه معبد اللحنا
ترعرع في حجر النجابة وانثنى / من المجد قبل المهد متخذا حضنا
بلاغته قبل البلوغ قد انتهت / إلى غاية سل عن بديته منا
تسامى على الاقران فهو أجلهم / وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا
وأكثرهم فضلا وأفرطهم ذكا / وأنقدهم فكرا وأشحذهم ذهنا
وأطلقهم وجها وأجملهم حلى / وألطفهم طبعا وأحسنهم حسنى
فأنى لهم إدراك شأواه في العلا / وقد قعدوا عن ذاك أنى لهم أنى
مراث بنعت الآل آل محمد / له الدهر يعطي حين ينشدها الاذنا
ويستوقف الافلاك شجو نشيده / ويستصرخ الاملاك والانس والجنا
فيبكي الحيا والرعد يندب والسما / تمور ووجه الأرض يملؤه حزنا
وينشق زيق الليل للذيل حسرة / ويقرع ثغر الصبح من أسف سنا
فحياه مولاه وبياه من فتى / عبير الثنا من لفظه قد تنشقنا
ولا زال معشوق السجايا محببا / كما نحن عشاق المحاسن لا زلنا
علينا أهلة هذي الشهور / غدت تحصد العمر في منجل
وداست بيادر أيامه / بنات لياليه بالأرجل
وقد نثرته مذاري الخطوب / كنثر الحبوب من السنبل
وقد طحنته رحى النائبات / دقيقا فما احتاج للمنخل
وقد عجنته بماء الصدود / أكف القطيعة في الموصل
وقد خبزته سليمي الهموم / بمسجور تنورها المصطلى
وقد قوِّرته رغيفا رغيف / فقلنا لأم الدواهي كلي
ومر الصبا كنسيم الصبا / ومنه الشمائل كالشمأل
وطار إلى ما ورا الخافقين / يرفرف في خافقي أجدل
وضاع الشباب فرحنا عليه / ندور من الشيب في مشعل
وقد خضبته أكف الغموم / خضابا إلى الحشر لم ينصل
وكان السواد قرابا له / فصار البياض شبا المنصل
بكينا على زمن مدبر / كما الطفل يبكي على المطفل
ولا بد من بعد هذا البكا / سنبكي على الزمن المقبل
تشابه ذا اليوم مع أمسه / فقسنا الأخير على الأول
ظهر الدين طالعا من أكنه
ظهر الدين طالعا من أكنه / كهلال عنه أميطت دجنه
وحمدنا عند الصباح سراه / حيث قد جاء مطلقا للأعنه
ونفى الجور عدل قاض بحق / وقع آرائه كوقع الأسنه
ولأهل الزوراء من غير زور / كم وكم منحة أتت أثر محنه
فأذاقت قطر العراق على مر / ر الليالي أحلى من المن منه
وقضت حاجة ليعقوب كانت / من قديم بنفسه مستجنه
بقضاء المولى محمد ه / ذا العصر لم لربه بث حزنه
وشقيق النعمان جاء من الشا / م فخلناه شامة فوق وجنه
وإذا جاء الحق من بعد يأس / ذهب الباطل المورِّث هجنه
يا لندب ردَّ الشريعة بكرا / فغدت شبة وكانت مسنه
جبر الكسر من قلوب اليتامى / فهي لم تخش بعد ذلك وهنه
وقد انتاش الشرع شرع ابيه / من يدي هاتك من الشرع صونه
ثاقب رأيه بنصل حجاه / شاهد الزور ليس يأمن طعنه
غوت أهل الكمال بل هو غيث / كم بيوم النوال جاد بمزنه
خلقه كالنسيم والعقل منه / مستقيم ونفسه مطمئنه
حسن كله تقول المعالي / لا تلمني إذا تعشقت حسنه
لم نخف وهو عندنا من سوى / سحر عيون المهى لك الله فتنه
بيض الله وجهه ما ازدهته / من سواد العراق خضراء جمنه
أخذ الزهد والتقى عن أويس / والهدى عن سفيان بن عيينه
صام عن أكل السحت حتى وقاه / شر يوم الحساب والصوم جنه
شهد الحق أنه مثل ما قد / قلت فيه ويشهد الله أنه
ويح قوم من قبله سجنوا الح / ق وفيه قد أطلق الحق سجنه
وتعاطى اظهاره من خفاء / بعدما أدغموه من غير غنه
فيه شيخ الاسلام ما ضنَّ لكن / ظنَّ خيرا فأحسن الله ظنه
عارفا يوم وضعه لقبوه / فظنة منهمو وأية فطنه
قمصته أم المعالي قميصا / طاهر الذيل راح يسحب ردنه
كنز فقه في صدره درر البح / ر الذي فيه غنيتي مستكنه
أخلق الدهر تالد المجد منه / مثل ما أخلق المهند جفنه
في حواشي الآفاق أبدى طرازا / شرح الله بالهداية متنه
ذو فنون أفنان دوح علاها / فوقها العندليب أظهر فنه
معربا عن صفات حضرة مولى / دام في مدحه يردد لحنه
منطق الطير في بيان معان / وصف هذا البديع عاقته لكنه
بيته بيت عصمة وفناه / حرم فيه يبلغ الدين أمنه
بابه باب حطة رفع الله / على عاتق السموات ركنه
هو للدين حصنه وحريِّ / بالمعالي من شاد للدين حصنه
طود فخر رأس تطاول حتى / طاولت منه قنة العرش قنه
مفخرا أكسب الوجود فأنسى / فخرا بني سبكتكين بغزنه
ذو يد لا تزال موصلة الصح / ن مليا لمن لها مدَّ صحنه
واشاراته العلية تكسو / شامخات الرؤس أسنى مئنه
يمَّ أوصافه كبحر عمان / بلآليه أشحن الفكر سفنه
خصه الله بالكمال فأعطى / للزبرقان ليلة التمِّ ثمنه
هل له من موازن لنق / يم الوزن بالقسط كي نرجح وزنه
أم له من نظائر ليراها / ناظر الشخص حين يفتح عينه
كلما جنَّ ليله سلسلته / عينه بالدموع إذ فيه جنه
شكر الله سعيه حيث ولى / قاضيا منه صادق الدين عونه
فتباهت به الرصافة والكر / خ ازدهى دوحه فرنح غصنه
وانبرى الفاروقي يخدم بالمد / ح على سيد غدا السعد قنه
ويهنيه قائلا بدعاه / إذ يناديه وهو يعطيه أذنه
ولسان الدين انتضى ينشد / الحقَّ بثغر قد أضحك البشر سنه
من يدي قاضي النار بشراك أرخ / أنجد الحق حكم قاضي الجنه
تألق نجم فات في الوصف كيوانا
تألق نجم فات في الوصف كيوانا / كسى وضعه هام الاكارم تيجانا
ولاحت عليه مسحة من جلالة / فلاحظ منه الجفن للسعد عنوانا
يناغي دراري المجد في فلك العلى / فتهوى إلى اذعان علياه اذعانا
تجليه يكفينا الأشعة كلها / وعن كل نجم لاح للعين أغنانا
تورَّك في حجر السيادة ناشئا / على حسن خلق توِّج الحسن احسانا
غدا الجد في ميلاده رائق الهنا / وراح على ما ساعد الوقت جذلانا
فأنشد شعرا من لطافة جوهر / ونظم في أسنى الجواهر عقيانا
وقال وقد جادت قريحة ناقد / فرائد أجياد تحير أذهانا
مجوهر نطقي كلما قلت ارَّخوا / غلا في مجيد أنه من سليمانا
بدا مثل بدر التم يسطع نوره / ببرج العلا أرَّخ غلام سليمانا
نسيم صبا نجد تداني وخزامنا
نسيم صبا نجد تداني وخزامنا / بما طيبه أزرى بنفح بشامنا
وعالجت داء معضلا من غرامنا / كأن سليمى خبرت بسقامنا
فأعطتك رياها فجئت طبيبا /
دموعي عليكم والعيون تفجرت
دموعي عليكم والعيون تفجرت / وسالت فحاكت أنهرا وعيونا
وأخبركم عما جرى بعدكم غدت / عيوني دموعا والدموع عيونا
سألت الحسين بن الرضا بعدما قضى
سألت الحسين بن الرضا بعدما قضى / زيارة سلمان وقد فاز بالحسنى
أقلت به من حرٌّ شعرك مدحة / وعهدي به مستعذب اللفظ والمعنى
فجاوبني من كان منا كأنَّ من / إليه الثنا أهدي على نفسه اثنى
اديباجة تزهو بمطلع ديوان
اديباجة تزهو بمطلع ديوان / بها دبج الفوري صفحة عنوان
أم الروضة الغناء باكرها الحيا / ومن كل فنًّ أصبحت ذات أفنان
أم البدر قد حفت به هالة البها / فزاد كمالا لا يعاب بنقصان
نعم عارض النعمان أبقل فازدهت / بمرآة لما لاح أعين أعياني
وعلق ورد الوجنتين بعنبر / أديف بمسك ناشرا عرف عرفان
بخط عذاريه أتى فتعذرت / جميع البرايا عن محبة غلمان
ترقرق ماء الحسن في وجناته / فأنبت آسا اخضرا خدَّه القاني
طراز وقار طرزته بسندس / انامل أبداع بدقة أمعان
تجلت لنا من وجهه سبحاته / فعوَّذتها منا بسورة سبحان
وطالعت الطلاب منها طوالعا / أقامت بها للحسن أقوم برهان
وقد شرحت منه الحواشي صدورهم / بتوضيح حسن بل بتلويح احسان
غدا ثالثا للفرقدين وما هما / سوى أخويه وهو ليس له ثاني
وروح معاني الحبر والده الذي / به فسرت للناس آيات قرآن
لقد نفحت في روضة العلم أرتَّخوا / شقائق نعمان بعاطر ريحان
تغزلت في افعال اسماء فانثنت
تغزلت في افعال اسماء فانثنت / غداة تثنت كلهنَّ معاني
فريدة من حسن من تثنى قوامها / يخيل للرائي بأن لها ثاني
رعى الله قبرا فيه قد حل انسالن
رعى الله قبرا فيه قد حل انسالن / تعالى له صيت تسامى ال شالن
عليه المعالي كالموالي لقد بكت / بدمع له كالغيث سح وتهتان
به غدرت أيدي اللئام كغدرها / بسبط رسول الله فانزاح ايمان
وقلص ظل الفضل بعد زواله / وقوض من دار الضيافة بنيان
حاسم مضى واللحد أصبح جفنه / فغازلنه من أعين العين أجفان
لقد حنطوه في خلوق خلائق / إلى الحشر منها النشر لفته أكفان
وسموه بالحرِّ الشهيد تفاؤلا / بمن قد ثوى في كربلا منه جثمان
وحفت به كالبدر حف بأنجم / ببحبوحة الفردوس حور وولدان
عليه من الرحمن أسنى تحية / إليه يوافيها من الله رضوان
وروح وريحان أحاطا بقبره / وفضل واحسان وعفو وغفران
فقلت إذا الناعي بما صك مسمعي / أتاني وهاجت بالتلهف أشجان
سليل كرام الناس مات فأرَّخوا / قتيل لئام الناس أصبح شعبان
شربتُ من الحبِّ الإلهيّ شربةً
شربتُ من الحبِّ الإلهيّ شربةً / فلم يحكهِ حب من الدر مكنونُ
تركّبَ من قانون محكم حكمةٍ / وكلَّ من الأجزاء بالقسطِ موزونُ
فصَحَّ فراج العدلِ فيه لأنهُ / بتعديلهِ سعدُ البرية مقرون
شرابٌ بأكسيرِ الحياة محبَّبٌ / بماءِ الشفا في راحة اللطفِ معجونُ
بمحكمة القاضي ببغدادَ محفلُ
بمحكمة القاضي ببغدادَ محفلُ / على الماء مثل الفئات بالفضل مشحون
به كم جرى حكم على خيرِ منهج / وكم فيه لما زاره سر محزونُ
كتابٌ شريفٌ لابن قاضي سموانه
كتابٌ شريفٌ لابن قاضي سموانه / سما كلُّ فضلِ منه فوق الأصولينِ
تملكه الرشدي فقلتُ مهنيا / لقد ملكَ القاضي كتاب الفصولين