هل الوجد إلا زفرة وأنين
هل الوجد إلا زفرة وأنين / أم الشوق إلا صبوة وحنين
وجيش دموع كلما شن غارة / أأقام له بين الضلوع كمين
إذا ما التظى شوق معين بثاره / تحدر ماء العين عين معين
وما خلت أن القلب يصبح للبكا / قليباً ولا أن العيون عيون
وإن عقود الدر من بعد ألفها / بحور الغواني في الخدود تكون
خليلي ما الدمع الذي ترينه / على السر إن خان الفراق أمين
يلام إذا خان الأنام جميعهم / وليس يلام الدمع حين يخون
وبي لوعة لا يستقر نزاعها / لها كلما جن الظلام جنون
إذا عن لي تذكار سكان كربلا / فما لفؤادي في الضلوع سكون
فإن أنا لم أحزن على أثر ذاهب / فإني على آل الرسول حزين
ألم ترهم خلوا حماهم كما خلا / بحقان من أسد العرين عرين
وساروا وقد عزوا بأيمان معشر / وما علموا أن اليمين يمين
ورب أماني معشر وأمانهم / بغدرهم قد عاد وهو منون
وما أخلفتهم في الإِله ظنونهم / إذا أخلفتهم في الرجال ظنون
فإن يخل في الدنيا مكانهم أما / مكانهم يوم المعاد مكين
هوت وزوت منهم عشية قتلوا / أصول زكت أعراقها وغصون
وأظلم مبيض النهار عليهم / وحقهم مثل النهار مبين
تصرف حكم البيض والسمر فيهم / فمنهم صريع بالظبى وطعين
بنفسي صرعى لم تجن لحومهم / بكتهم سهول حولهم وحزون
ولو أن صم الصخر تقرب منهم / لابصرت صم الصخر كيف تلين
قبورهم قبلى وأموات نكبة / بطون سباع مرة وسجون
جرت من بني حرب شئون عليهم / جرت بعدها منا الغداة شئون
وربضت عليهم خيلهم وركابهم / فرضت ظهور منهم وبطون
إلا كل رزء بعد يوم بكربلا / وبعد مصاب ابن النبي يهون
ثوى حوله من آله خير عصبة / يطالب فيهم للطغاة ديون
يذادون عن ماء الفرات وغيرهم / يبيت بصرف الخمر وهو بطين
أسادتنا لو كنت حاضر يومكم / لشابت بسيفي للطغاة قرون
أسادتنا أهديت جهدي إليكم / لتطهر نفسي فالظنين ظنين
وإنكم الأغنياء وغيركم / فقير إليكم كيف كان مهين
سطور بأبيات من الذكر طرزت / تبرهن عن أوصافكم وتبين
أوقي بها مثواكم حاد ربعه / حيا المزن عن لحظ العدى وأصون
وأرجو بها ستراً من النار عندما / يقيني غداً كيد الشكوك يَقين
فجودوا عليها بالتقبل منكم / نودي وإخلاصي بذاك ضمينُ
وجدكم سن الهدايا وإنني / لما سن قدماً في بنيه أدين