القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : لِسان الدِّين بنُ الخَطِيب الكل
المجموع : 17
أَمَوْلاَيَ إِنَّ الشِّعْرَ دِيَوَانُ حِكْمَةٍ
أَمَوْلاَيَ إِنَّ الشِّعْرَ دِيَوَانُ حِكْمَةٍ / يُفِيدُ الْغِنَى وَالْعِزَّ وَالْجَاهَ مُذْ كَانَا
وَقَدْ وُجِدَ الْمُخْتَارُ فِي الْحَفْلِ مُنْصِتاً / لَهُ وحَبَا كَعْباً عَلَيْهِ وَحَسَّانا
وَفِيمَا رَوَاهُ النَّاقِلُونَ وَأَثْبَتُوا / بِذَاكَ دِيوَاناً صَحِيحاً فَدِيوَانَا
فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَلِيفَتَهُ الرِّضَا / وَفَارُوقَهُ الأدْنَى إِلَيْهِ وَعُثْمَانا
وَإِن عَليّاً قَدَّسَ اللهُ جَمْعَهُمْ / وَكَرَّمَنَا بِالْقُرْبِ مِنْهُمْ وَحَبَانَا
لَهُمْ فِي بُحُورِ الْقَوْلِ إِذْ هُمْ بِحَارُهُ / خِطَابٌ وَشِعْرٌ يَسْتَفِزَّانِ تبْيَانَا
وَفَاضَ عَلَى أَهْلِ الْقَرِيضِ نَوَالُهُمْ / فَرَوَّضَ رَوْضَ الْقَوْلِ سَحّاً وَتهْتَانَا
وَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ أَنْ تَفْعَلَ الَّذِي / بِهِ فَعَلَ الْمُخْتَارُ دِيناً وَإِيمَانَا
فَمَازِلْتَ تَهْدِي فِي الْبَرِّيةِ هَدْيَهُ / وَتَقْضِي بِمَا يُرْضِيهِ سِرّاً وَإِعْلاَنَا
وَإِنْ قِيلَ قَدْرُ الْمَرْء مَا هُوَ مُحْسِنٌ / فَصنْعَةُ نَظْمِ الْقَوْلِ أَرْفَعُهُ شَانَا
سَقَى عَلَمَ الْحَنَّانِ فَالْجزْعَ فَالْبَانَا
سَقَى عَلَمَ الْحَنَّانِ فَالْجزْعَ فَالْبَانَا / مَلِثٌّ يُبَرِي الرِّهْم سَحّاً وَتَهْتَانَا
فَإِنْ عَدَّ تَسْكَاباً مَعَالِمَ أُنْسِهَا / وَحَيَّى بِمَسْرَاهَا هِضَابا وَغِيطَانَا
وَمَدَّ بُرُودَ النَّبْتِ فِي قُتَنِ الرُّبَى / وَحَلَّى عَرُوسَ الدَّوْحِ دُرًّا وَعِقْيَانَا
مَعَاهِدُ لَذَّاتٍ رُبُوعُ مَآرِبٍ / هَصَرْنَا بِهَا غُصْنَ الشَّبِيَبةِ فَيْنَانَا
فكَمْ لِيْلَةٍ لِي لِلْمُنَى فِي رِيَاضِهَا / أُجَرِّرُ مِنْ عَصْبِ الْفُكَاهةِ أَرْدَانَا
رَوَيْنَا عَنِ الضَّحَّاكِ مُسْنَدَ زَهْرِهَا / وَقَدْ مَثَّلَتْ فِيهَا الْمَشَايِخُ أَغْصَانَا
وَأَدَّتْ عَنِ الْبَكَّاءِ سُحْبُ غَمَامَةٍ / فَرَوَّى صَدَى النَّبْتِ الْمُشِيمِ وَرَوَّانَا
وَقَدْ رَفَّ جِيدُ الْغُصْنِ فِي حَلْي زَهْرِهِ / وَنَافَحَ رَاحَ الطَّلِّ فَارتَاحَ نَشْوَانَا
وَهَزَّتْ وَُقورَ الرَّوْضِ نَغْمَةُ قَيْنَةٍ / مِنَ الْوُرْقِ إِذْ بَاتَتْ تُرَجِّعُ أَلْحَانَا
فَجَادَ بِهَا مَا ضَنَّ مِنْ دُرِّ زَهْرِهِ / وَأَرْخَصَ مِنْ حَلْيِ الْخَمَائِلِ مَا صَانَا
أَبَا حَسَنٍ مَا شِئْتُ بَعْدَكَ مَنْظَراً / يَرُوقُ وَلاَ خَامَرْتُ نَفْسِيَ سُلْوَانَا
وَلاَ حَلَّ فِي قَلْبِي لِغَيْرِكَ خَطْرَةٌ / وَلاَ اسْتَحْسَنَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ إِنْسَانَا
أَلاَ مَنْ نَصِيرِي فِي جِلاَدِ تَبَاعُدٍ / ألا من مُجِيِري مِنْ نَوىً مَدَّ أَشْطَانَا
وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَقْرِي حَدِيثَكَ قَبْلَهَا / فَهَا أَنَا أَسْتَقْرِي تَحِيَّتَكَ الآنَا
يُعَاهِدُنِي دَمْعِي عَلَى كَتْمِ سِرّهِ
يُعَاهِدُنِي دَمْعِي عَلَى كَتْمِ سِرّهِ / وَيَجْرِي إِذَا ذِكْرٌ جَرَى وَيَمِينُ
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ مِنْ نَجِيعِي خَضَبْتُهُ / وَلَيْسَ لِمَخْضُوبِ الْبَنَانِ يَمِينُ
وَلَمَّا رَأَتْ عَزْمِي حَثِيثاً عَلَى السُّرَى
وَلَمَّا رَأَتْ عَزْمِي حَثِيثاً عَلَى السُّرَى / وَقَدْ رَابَهَا صَبْرِي عَلَى مَوْقِفِ الْبَيْنِ
أََتَتْ بِصِحَاحِ الْجَوْهَرِيّ دُمُوعُهَا / فَعَارَضْتُ مِنْ دَمْعِي بِمُخْتَصَرِ الْعَيْنِ
أَطَاعَ لِسَانِي فِي مَدِيحِكَ إِحْسَانِي
أَطَاعَ لِسَانِي فِي مَدِيحِكَ إِحْسَانِي / وَقدْ لَهِجَتْ نَفْسِي بِفَتْحِ تِلِمْسَانِ
فَأَطْلَعْتُهَا تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبِ الْمُنَى / وَتُسْفِرُ عَنْ وَجْهٍ مِنْ السَّعْدِ حُسَّانِ
كَمَا ابْتَسَمَ النَّوارُ عَنْ أَدمُع الْحَيَا / وَجَفَّ بِخَدِّ الْوَرْدِ عَارِضُ نِيسَانِ
كَمَا صَفَّقَتْ رِيحُ الشَّمَالِ شَمُولَهَا / فَبَانَ ارْتِيَاحُ السكْرِ فِي غُصُنِ الْبَانِ
تُهَنِّيِكَ بِالْفُتْحِ الَّذِي مُعْجِزَاتُهُ / خَوَارِقُ لَمْ تُذْخَرْ سِوَاكَ لإِنْسَانِ
خَفَفْتَ إِلَيْهَا وَالْجُفُونُ ثَقِيلَةٌ / كَمَا خَفَّ شَتْنُ الْكَفِّ مِنْ أَسْدِ خَفَّانِ
وَقُدْتَ إِلَى الأَعْدَاءِ فِيهَا مُبَادِراً / لُيُوثَ رَجَالٍ فِي مَنَاكِبِ عِقْبَانِ
تَمُدُّ بُنُودُ النَّصْرِ مِنْهُمُ ظِلاَلَهَا / عَلَى كُلِّ مِطْعَامِ الْعَشِيَّاتِ مِطْعَانِ
جَحَاجِحَةٌ غُرُّ الْوَجُوهِ كَأَنَّمَا / عَمَائِمُهُم فِيهَا مَعَاقِدُ تِيجَانِ
أمدك فيها الله بالملإ العلى / فجيشك مهما حقق الأمر جيشان
لَقَدْ جُلِيَتْ مِنْكَ الْبِلاَدُ لِخَاطِبٍ / لَقَدْ جُنِيَتْ مِنْكَ الْغُصُونُ إِلَى جَانِي
لَقَدْ كَسَتِ الإِسْلاَمَ بِيْعَتُكَ الرِّضَا / وَكَانَ عَلَى أَهْلِيهِ بَيْعَةَ رِضْوَانِ
وَلِلَّهِ مِنْ مُلْكٍ سَعِيدٍ وَنَصْبَةٍ / قَضَى الْمُشْتَري فَيهَا بِعُزْلَةِ كِيَوانِ
وَسَجَّلَ حُكْمَ الْعَدْلِ بَيْنَ بِيُوتِهَا / وُقُوفاً مَعَ الْمَشْهُورِ مِنْ رَأْيِ يُونَانِ
فَلَمْ تَخْشَ سَهْمَ الْقَوْسِ صَفْحَةُ بَدْرِهَا / وَلَمْ تَشْكُ فِيهَا الشَّمْسِ مِنْ نَحْسِ مِيزَانِ
وَلَمْ يَعْتَرِضْ مُبتَزَّهَا قَطْعُ قَاطِعٍ / وَلاَ نَازَعَتْ نَوْبَهْرَهَا كَفُّ عُدْوَانِ
تَوَلَّى اخْتِيَارُ اللَّهِ حُسْنَ اخْتِياَرِهَا / فَلَمْ يَحْتَج الفْرَغَانِ فَيهَا لِفَرْغَانِي
وَلاَ صُرِفَتْ فِيهَا دَقَائِقُ نِسْبَةٍ / وَلاَ حُقِّقَت فِيهَا طَوَالِعُ بُلْدَانِ
وُجُوهُ الْقَضَايَا فِي كَمَالِكَ شَأْنهَا / وُجُوبٌ إِذَا خَصَّتْ سِوَاكَ بِإِمْكَانِ
وَمَنْ قَاسَ مِنْكَ الْجُودَ بِالْبَحْر وَالْحَيَا / فَقَدْ قَاسَ تَمْوِيهاً قِيَاسَ سُفْسَطَانِي
وَطَاعَتُك الْعُظْمَى بِشَارَةُ رَحْمَةٍ / وَعِصْيَانُكَ الْمَحْذُورُ نَزْغَةُ شَيْطَانِ
وَحُبُّك عُنْوَانُ السَّعَادِةِ وَالرِّضَا / وَيُعْرَفُ مِقْدَارُ الْكِتَابِ بِعُنْوَانِ
وَدِينُ الْهُدَى جِسْمٌ وَذَاتُكَ رُوحُهُ / وَكَمْ وَصْلَةٍ مَا بَيْنَ رُوحٍ وَجُثْمَانِ
تَضِنُّ بِكَ الدُّنْيَا وَيَحْرُسُكَ الْعُلا / كَأَنَّكَ مِنْهَا بَيْنَ لَحْظٍ وَأَجْفاَنِ
بَنَيْتَ عَلَى آسَاسِ أَسْلاَفِكَ الْعُلَى / فَلاَ هُدِمَ الْمَبْنَى وَلاَ عُدِمَ الْبَانِي
وَصَاحَتْ بِكَ الْعُلْيَا فَلَمْ تَكُ غَافِلاً / وَنَادَتْ بِكَ الدُّنِيَا فَلَمْ تَك بِالْوَانِي
وَلَمْ تَكُ فِي خَوْضِ الْبِحَارِ بِهَائِبٍ / وَلَمْ تَكُ فِي رَوْمٍ الْفخَارِ بِكَسْلاَنِ
لَقَدْ هَزَّ مِنْكَ الْعَزْمُ لمَّا انْتَضَيْتَهُ / ذَوَائِبَ رَضْوَى أَوْ مَنَاكِبَ ثَهْلاَنِ
وَلِلَّهِ عَيْناً مَنْ رَآهَا مَحَلَّةً / هِيَ الْحَشْرُ لاَ تُحْصَى بِعَدٍّ وَحُسْبَانِ
وَتَنُّورُ عَزْمٍ فَارَ فِي إِثْرِ دَعْوَةٍ / يَعُمُّ الأَقَاصِي وَالأَدَانِي بِطُوفَانِ
عَجَائِبُ أَقْطَارٍ وَمألَفُ شَارِدٍ / وَأَفْلاَذُ آفَاقٍ وَمَوْعِدُ رُكْبَانِ
إِذَا مَا سَرَحْتَ اللَّحْظَ فِي عَرَصَاتِهَا / تَبلَّدَ مِنْكَ الذِّهْنُ فِي الْعَالِمِ الثَّانِي
جَنىً حَانَ وَالنَّصْرُ الْعَزِيزُ اهْتِصَارُهُ / إِذَا انْتَظَمَتْ بِالقَلْبِ مِنْهَا جَنَاحَانِ
فَمِنْ سُحُبٍ لاَحَتْ بِهَا شُهُب الْقَنَا / وَمِنْ كُتُبٍ بِيضٍ بَدَتْ فَوْقً كُثْبَانِ
مَضَارِبُ فِي الْبَطْحَاءِ بِيضٌ قِبَابُهَا / كَمَا قُلِبَتْ لِلْعَيْنِ أَزْهَارُ سُوسَانِ
وَمَا إِنْ رَأَى الرَّاؤُون فِي الدَّهْرِ قَبْلَهَا / قَرَارَةَ عِزٍّ فِي مَدِينَةِ كَتَّانِ
تَفُوتُ الْتِفَاتَ الطَّرْفِ حَالَ اقْتِفَالِهَا / كَأَنَّكَ قَدْ سَخَّرْتَ جِنَّ سُلَيْمَانِ
فَقَدْ أَطْرَقَتْ مِنْ خَوْفِهَا كُلُّ بَيْعَةٍ / وَطَأْطَأَ مِنْ إِجْلاَلِهَا كُلُّ إِيوَانِ
وَقَدْ ذُعِرَتْ خَوْلاَنُ بَيْنَ بُيُوتِهَا / غَدَاةَ بَدَتْ مِنْهَا اللُّيَوُث بخَوْلاَنِ
فَلَوْ رُميتْ مِصْرٌ بِهَا وَصَعِيدُهَا / لأَضحَتْ خَلاَءً بَلْقَعاً بَعْدَ عُمْرَانِ
وَلَوْ يَمَّمَتْ سَيْفَ بْنَ ذِي يَزَنٍ لَمَا / تَقَرَّرَ ذَاكَ الْغِمْدُ فِي غِمْدِ غُمْدَانِ
وَتُجْفلُ إِجْفَالَ النَّعَامِ بِبَرْقَةٍ / لُيُوثُ الشَّرَى مَا بَيْنَ تُرْكٍ وَعُرْبَانِ
وَعَرْضاً كَيَوْمِ الْعَرْضِ أَذهَلَ هَوْلَهُ / عِيَانِي وَأَعْيَانِي تَعَدُّدُ أَعْيَانِي
وَجَيْشاً كَقِطْعِ اللَّيْلِ لِلْخَيْلِ تَحْتَهُ / إِذَا صَهَلَتْ مُفَتنَّةً بِرَجْع أَلْحَانِ
فَيُومِضُ مِنْ بِيضِ الظَّبَا بِبَوَارِقٍ / وَيَقْذِفُ مِنْ سُمْرِ الرِّمَاحِ بِشُهْبَانِ
وَيُمْطِرُ مِنْ وَدْقِ السِّهَامِ بِحَاصِبٍ / سَحَائِبُهُ مِنْ كُلِّ عَوْجَاءَ مِرْنَانِ
وَجُرْداً إِذَا مَا ضُمِّرَت يَوْمَ غَارَةٍ / تَعَجَّبْتَ مِنْ رِيحٍ تُقَادُ بأرْسَانِ
تُسَابِقُ ظِلْمَانَ الفَلاَةِ بِمِثْلِهَا / وَتُذْعِرُ غِزْلاَنَ الرِّمالِ بِغِزْلاَنِ
وَدُونَ مَهَبِّ الْعَزْمِ مِنْكَ قَوَاضِبٌ / أَبَى النَّصْرُ يَوْماً أَنْ تُلِمَّ بِأَجْفَانِ
نَظَرتُ إِلَيْهَا وَالنَّجِيعُ لِبَاسُهَا / فَقُلْتُ سُيُوفٌ أمْ شَقَائِقُ نُعْمَانِ
تَفَتَّحَ وَرْداً خَدُّها حِينَ جُرِّدَتْ / وَلاَ يُنْكِرُ الأَقْوَامُ خَجْلَة عُرْيَانِ
كَأَن الْوَغَى نَادَتْ بِهَا لِوَلِيمَةٍ / قَدِ احْتَفَلَتْ أَوْضَاعُهَا مُنْذُ أَزْمَانِ
فَإِنْ طَعِمَتْ بِالنَّصْر كَانَ وُضوءُهَا / نَجِيعاً وَوَافَاهَا الْغُبَارُ بِأُشْنَانِ
لَقَدْ خَلَصَتْ لِلَّهِ مِنْكَ سَجِيَّةٌ / جَزَاكَ عَلَى الإِحْسَانِ مِنْكَ بِإِحْسَانِ
فَسَيْفُكَ لِلْفَتْحٍ الْمُبِينِ مُصَاحِبٌ / وَعَزْمُكَ وَالنَّصْرُ الْمُؤزَّرُ إِلْفَانِ
فَرُحْ وَاغْدُ لِلرَّحْمَانِ تَحْتَ كَلاَءَةٍ / وَسَرْحَانَ فِي غَابِ الْعِدَى كُلَّ سِرْحَانِ
وَكُنْ وَاثِقاً بِاللَّهِ مُسْتَنْصِراً بِهِ / فَسُلْطَانُهُ يُعْلُو عَلَى كُلِّ سُلْطَانِ
كَفَاكَ الْعِدَى كَافٍ لِمُلْكِكَ كافِلٌ / فَضِدُّكَ نِضْوٌ مَيِّتٌ بَيْنَ أَكْفَانِ
رِضَا الْوَالِدِ الْمَوْلَى أَبِيكَ عَرَفْتَهُ / وَقَدْ أُنْكِرَ الْمَعْرُوفُ مِنْ بَعْدِ عِرْفَانِ
فَكَمْ دَعْوَةٍ أَوْلاَكَ عِنْدَ انْتِقَالِهِ / إِلَى الْعَالَمِ الْبَاقِي مِنَ الْعَالَمِ الْفَانِي
فَعُرِّفْتَ فِي السَّرَّاءِ نِعْمَةَ مُنْعِمٍ / وَأُلْحِفْتَ فِي الضَّرَّاءِ رَحْمَة رَحْمَانِ
عَجِبْتُ لِمَنْ يَبْغِي الْفَخَارَ بِدَعْوَةٍ / مُجَرَّدَةٍ مِنْ غَيْرِ تَحْقِقِ بُرْهَانِ
وَسُنَّةُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْفَخْرِ قَدْ أَتَتْ / بِكُلِّ صَحِيحٍ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانِ
وَمَنْ مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ فِي ثَبْتِ مَوْقِفٍ / إِذَا مَا الْتَقَى فِي مَوْقِف الْحَرْبِ صَفَّانِ
إِذَا هَمَّ لَمْ يَلْفِتْ بِلَحْظَةِ هَائِبٍ / وَإِنْ مَنَّ لَمْ يَنْفُثْ بِلَفْظَةِ مَنَّانِ
فَصَاحَةُ قُسٍّ فِي سَمَاحَةِ حَاتِم / وَإِقْدَامِ عَمْرٍو تَحْتَ حِكْمَةِ لُقْمَانِ
شَمَائِلُ مَيْمُونِ النَّقِيبَةِ أَرْوَعٌ / لَهُ قَصَبَات السَّبْقِ فِي كُلِّ مَيْدَانِ
مَحَبَّتُهُ فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ / وَطَاعَتُهُ فِي اللهِ عُقْدَةُ إِيمَانِ
هَنِيئاً أَمِيرَ الْمُسْلِمِينَ بِمِنَّةٍ / حُبِيتَ بِهَا مِنْ مُطْلَقِِ الْجُودِ مَنَّانِ
لَزَيَّنْتَ أَجْيَادَ الْمَنَابِرِ بِالَّتِي / أتَاحَ لَهَا الرَّحْمَانُ مِنْ آلِ زِيَّانِ
قَلاَئِدُ فَتْحٍ هُنَّ لَكِنَّ قَدْرَهَا / تَرَفَّعَ أَنْ يُدْعَى قَلاَئِدَ عِقْيَانِ
أَمَوْلاَيَ حُبِّي فِي عُلاَكَ وَسِيلَتِي / وَلُطْفُكَ بِي دَأْباً بِحَمْدِكَ أَغْرَانِي
أيَادِيكَ لاَ أَنْسَى عَلَى بُعُدِ الْمَدَى / نَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِنْ شَرِّ نِسْيَانِ
فَلاَ جَحْدَ مَا خَوَّلْتَنِي مِنْ سَجَّيتِي / وَلاَ كُفْرَ نُعْمَاكَ الْعَمِيمَةِ مِنْ شَانِي
وَمَهْمَا تَعَجَّلتُ الْحُقُوقَ لأَهْلِهَا / فَإِنَّكَ مَوْلاَيَ الْحَقِيقُ وَسُلْطَانِي
وَرُكْنِي الَّذِي لَمَا نَبَا بِي مَنْزِلِي / أَجَابَ نِدَائِي بِالْقَبُولِ وَآوَانِي
وَعَالَجَ أَيَّامي وَكَانَتْ مَريضَةً / بِحِكْمَة مَنْ لَمْ يَنْتَظِرْ يَوْمَ بُحْرانِ
فَأَمَّنَنِي الدَّهْرُ الّذِي قَدْ أَخَافَنِي / وَجَدَّدَ لِي السَّعْدَ الَّذِي كَانَ أَبْلاَنِي
وَخَوَّلَنِي الْفَضَلَ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ / وَشِيكاً وَأَعْطَانِي فَأَفْعَمَ أَعْطَانِي
تَخَّونَنِي صَرفُ الْحَوَادِثِ فَانْثَنَى / يُقَبِّلُ أَرْدَانِي وَمِنْ بَعْدُ أَرْدَانِي
وَأَزْعَجَنِي مِنْ مَنْشَأي وَمُبَوَّأي / وَمَعْهَدِ أَحْبَابِي وَمَأْلَفِ جِيرَانِي
بِلاَدِي الَّتِي فِيهَا عَقَدْتُ تَمَائِمِي / وجمَّ بِهَا وَفْرِي وَجَلَّ بِهَا شانِي
تُحَدِّثُنِي عَنْهَا الشَّمَالُ فَتَنْثَنِي / وَقَدْ عَرَفتْ مِنِّي شَمَائِلَ نَشْوَانِ
وَآمُلُ أَنْ لاَ أَسْتَفِيقَ مِنَ الْكَرَى / إِذَا الْحُلْمُ أَوْطَانِي بِهَا تُرْبَ أَوْطَانِي
تَلَوَّنَ إِخوَانِي عَلَيَّ وَقَدْ جَنَتْ / عَليَّ خُطُوبٌ جَمَّةٌ ذَاتُ أَلْوَانِ
وَمَا كُنْتُ أَدْرِي قَبْلَ أَنْ يَتَنَكَّرُوا / بِأَنَّ خِوَانِي كَانَ مَجْمَعَ خَوَّانِي
وَكَانَتْ وَقَدْ حُمَّ القَضَاءُ صَنَائِعِي / عَلَيَّ بِمَا لاَ أَرْتَضِي شَرَّ أَعْوَانِي
فَلَوْلاكَ بَعْدَ اللهِ يَا مَالِكَ الْعُلَى / وَقَدْ فُتُّ مَا أَلْفَيْتُ من يَتَلاَفَانِي
تَدَارَكْتَ مِنِّي بالشَّفَاعَةِ مُنْعِماً / بَرِيئاً رَمَاهُ الدَّهْرُ فِي مَوْقِفِ الْجَانِي
فَإِنْ عَرَفَ الأَقْوَامُ حَقَّكَ وُفِّقُوا / وَإِنْ جَهِلُوا بَاءُوا بِصَفْقَةِ خُسْرَانِ
وَإنْ خَلطَوُا عُرفاً بنُكْرٍ وَقَصَّرُوا / وَزَنْتَ بِقِسْطَاسٍ قَوِيمٍ وَمِيزَانِ
وَحُرمَةُ هَذَا اللَّحْدِ يَأَبَى كَمَالُهَا / هَضيمَةَ رَدٍّ أَوْ حَطِيطَةَ نُقْصَانِ
وَقَدْ نِمْتُ عَنْ أَمري وَنبَّهْتُ هِمَّة / تُحَدِّقُ مِنْ عُلْو إِلَى صَرْحِ هَامَانِ
إِذَا دَانَتِ اللَّهَ النُّفُوسُ وَأَمَّلَتْ / إِقَالَةَ ذَنْبٍ أَوْ إِنَالَةَ غُفْرَانِ
فَمَوْلاَكَ يَامَوْلاَيَ قِبْلَةُ وِجْهَتِي / وَعُهْدَةُ أَسْرَارِي وَحُجَّةُ إِعْلاَنِي
وَقَفْتُ عَلَى مَثْوَاهُ نَفْسِي قَائِما / بِتَرْدِيدِ ذِكْرِ أَوْ تِلاَوَةِ قُرْآنِي
وَلَوْ كُنْتُ أَدْرِي فَوْقَهَا مِنْ وَسِيلَةٍ / إِلَى مُلْكِكَ الأَرْضَى لَشَمَّرْتُ أَرْدَانِي
وَأَبْلَغْتُ نَفسِي جُهْدَهَا غَيْرَ أَنَّنِي / طِلاَبِي مَا بَعْد النَّهَايَة أَعْيَانِي
قَرَأتُ كِتَابَ الْحَمْدِ فِيكَ لِعَاصِمٍ / فَصَحَّ أَدَائِي وَاقْتِدَائِي وَإِتْقَانِي
فَدُونَكَهَا مِنْ بَحْرِ فِكْرِيَ لُؤلُؤاً / يُفَصَّلُ مِنْ حُسْنِ النِّظَامِ بِمَرْجَانِ
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ بِالشِّعْرِ يَعْتَنِي / وَكَمْ حُجَّةٍ فِي شِعْرِ كَعْبٍ وَحَسَّانِ
وَوَاللَّهِ مَا وَفَّيتُ قَدْرَكَ حَقَّهُ / وَلَكِنَّهُ وُسْعِي وَمَبْلَغُ إمْكَانِي
هَنِيئاً بِمَا خُوّلتَ مِنْ رِفْعَةِ الشَّانِ
هَنِيئاً بِمَا خُوّلتَ مِنْ رِفْعَةِ الشَّانِ / وَإِنْ كَرِهَ الْبَاغِي وَإِنْ رَغِمَ الشَّانِي
وَأن خَصَّكَ الرَّحْمَانُ جَلَّ جَلاَلَهُ / بِمعْجِزَةٍ مَنْسُوبَةٍ لِسُلَيْمَانِ
أَغَارَ عَلَى كُرْسِيِّهِ بَعْضُ جِنِّهِ / فَأَلْقَتْ لَهُ الدُّنْيَا مَقَالِدَ إِذْعَانِ
فَلَمَّا رَآهَا فِتْنَةً خَرَّ سَاجِداً / وَقَالَ إِلاَهِي امْنُنْ عَلَيَّ بِغُفْرَانِ
وَهَبْ لِيَ مُلْكاً بَعْدَهَا لَيْسَ يَنْبَغِي / تَقَلُّدُهُ بَعْدِي لإِنْسٍ وَلاَ جَانِ
فآتَاهُ لَمَّا أَنْ أَجَابَ دُعَاءَهُ / مِنَ الْعِزِّ مَا لَمْ يُؤتَ يَوْماً لإِنْسَانِ
وَإِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ فِي الدَّهْرِ مُفْرَداً / فَأَنتَ لَهُ لَمَّا اقْتَديْتَ بِهِ الثَّانِي
فَقَابِلْ صَنِيعَ اللهِ بِالشُّكْرِ وَاسْتَعِنْ / بِهِ وَاجْزِ إِحْسَانَ الالإَِهِ بإِحْسَانِ
وَحَقِّ الَّذِي سَمَّاكَ بِاسْمِ مُحَمَّدٍ / لَوَ أَنَّ الصِّبّا قَدْ عَادَ مِنْهُ بِرَيْعَانِ
لَمَا بَلَغَ النُّعْمَى عَلَيْكَ سُرُورُهُ / أَلِيَّةَ وَافٍ لاَ ألِيَّةَ خَوَّانِ
فَإِنِّي أَنَا الْعَبْدُ الصَّرِيحُ انْتِسَابُهُ / كَمَا أَنْتَ مَوْلاَيَ الْعَزِيزُ وَسُلْطَانِي
إِذَا كُنْتَ فِي عِزٍّ وَمُلْكٍ وغِبْطَةٍ / فَقَدْ نِلْتُ أَوْطَارِي وَرَاجَعْتُ أَوْطَانِي
بَنَفْسِي وَمَا نَفْسِي عَلَيَّ بِهَيْنَةٍ
بَنَفْسِي وَمَا نَفْسِي عَلَيَّ بِهَيْنَةٍ / فَيُنْزِلُنِي عَنْهَا الْمِكَاسُ بِأَثْمَانِ
حَبِيبٌ نَأَى عَنِّي وَصَمَّ لأَنَّتِي / وَرَاشَ سِهَامَ الْبَيْنِ عَمْداً فَأَصْمانِي
وَقَدْ كَانَ هَمُّ الشَّيْبِ لاَ كَانَ كَافِياً / فَقَدْ أَدنَى لَمَّا تَرَحَّلَ هَمَّانِ
شَرَعْتُ لَهُ مِنْ دَمْعِ عَيْنَي مَوْرِداَ / فَكَدَّرَ شُرْبِي بِالْفِرَاقِ وَأَظْمَانِي
وَأَرْعَيْتُهُ مِنْ حُسْنِ عَهْدِي جَمِيمَهُ / فَأَجْدَبَ آمَالِي وَأَوْحَشَ أَزْمَانِي
حَلَفْتُ عَلَى مَا عِنْدَهُ لِي مِنْ رِضىً / قِيَاساً بِمَا عِنْدِي فَأَحْنَثَ أَيْمَانِي
وَإِنِّي عَلَى مَا نَالَنِي مِنْ قِلىً / لأَشْتَاقُ مِنْ لُقْيَاهُ نُغْبَةَ ظَمْآنِ
سَأَلْتُ جُفُونِي فِيهِ تَقْرِيبَ عَرْشِهِ / فَقِستُ بِجِنِّ الشَّوْقِ جِنَّ سُلَيْمَانِ
إِذَا مَا دَعَا دَاعٍ مِنَ الْقَوْمِ بِاسْمِهِ / وَثَبْتُ وَمَا اسْتَتَبْتُ شِيمَةَ هَيْمَانِ
وَتَاللهِ مَا أَصْغَيْتُ فِيهِ لِعَاذِلٍ / تَحَامَيتُهُ حَتَّى ارْعَوَى وَتَحَامَانِي
وَلاَ اسْتَشْعَرَتْ نَفْسِي بِرَحْمَةِ عَابِدٍ / تُظلِّلُ يَوْماً مِثْلَهُ عَبْدَ رَحْمَانِ
وَلاَ شَعَرَتْ مِنْ قَبْلِهِ بِتَشَوُّقٍ / تَخَلَّلَ مِنْهَا بَيْنَ رُوحٍ وَجْثْمَانِ
أيَا عُمَرَ الْعَدْلِ الَّذِي مَطَل الْمَدَى
أيَا عُمَرَ الْعَدْلِ الَّذِي مَطَل الْمَدَى / بِوَعْدِ الْهُدَى حَتَّى وَفَيْتُ بِدَيْنِهِ
وَيَا صَارِمَ الْمُلْكِ الَّذِي يَسْتَعِدُّه / لِدَفْعِ عِدَاهُ أَوْ لِمَجْلِسِ زَيْنِهِ
هَنَتْ عَيْنَكَ الْيَقْظَى مِن اللهِ عِصْمَةٌ / كَفَتْ وَجْهَ دِينِ اللهِ مَوْقِعَ شَيْنِهِ
وَهَلْ أَنْتَ إِلاَ المُلْكُ وَ الدِّينُ وَالدُّنَى / وَلاَ يُلْبَسُ الْحَقُّ الْمُبِينُ بِمَيْنِهِ
إِذَا نَالَ مِنْكَ الْعَيْنَ ضُرُّ فَإِنَّمَا / أُصيبَ بِهِ الإِسْلاَمُ فِي عَيْنِ عَيْنِهِ
وَذِي زَوْجَةٍ تَشْكُو فَقُلْتُ لَهُ اسْقِهَا
وَذِي زَوْجَةٍ تَشْكُو فَقُلْتُ لَهُ اسْقِهَا / دَوَاءً مِن الْحَبِّ الْمُلَيِّنِ لِلْبَطْنِ
فَقَالَ أَبَتْ شُرْبَ الدَّوَاءِ بِطَبْعِهَا / فَقُلْتُ اِسْقِهَا إِنْ عَافَتِ الشُّرْبَ بِالقَرْنِ
وَقَالُوا بَدَتْ مِنْكُمْ عَلَى الْجِسَمِ حُمْرَةٌ
وَقَالُوا بَدَتْ مِنْكُمْ عَلَى الْجِسَمِ حُمْرَةٌ / فَقُلْتُ بَرَاغِيثٌ لَكُمْ رَقَّطُونَا
غَدَتْ نَحْوَنَا لَيْلاً وَمِنْ بَعْدِ ذَا اعْتَدَتْ / كَمَا رَقَصَتْ فِي القَلْوِ بَزْرَقَطُونَا
جَفَا ابْنُ أَبِي رُمَّانَةٍ وَجْهَ مَقدَمِي
جَفَا ابْنُ أَبِي رُمَّانَةٍ وَجْهَ مَقدَمِي / وَنَكَّبَ عَنِّي مُعْرِضاً وَتَحَامَانِي
وَحَجَّبَ عَنِّي حُبَّهُ غَيْرَ جَاهِلٍ / بِأَنِّي ضَيْفٌ وَالْمَبَرَّةُ مِنْ شَانِي
وَلَكِنْ دَرَانِي مَغْربيّاً مُحَقِّقاً / وَأَنَّ طَعَامِي لَمْ يَكُنْ حبَّ رُمَّانِ
لَبِسْنَا فَلَمْ نُبْلِ الزَّمَانَ وَأَبْلاَنَا
لَبِسْنَا فَلَمْ نُبْلِ الزَّمَانَ وَأَبْلاَنَا / تُتَابِعُ أُخْرَانَا عَلَى الغَيّ أُولاَنَا
وَنَغْتَرُّ بِالآمَالِ وَالعُمْرُ يَنْقَضِي / فَمَا كَانَ بِالرُّجْعَى إِلَى اللَّهِ أَوْلاَنَا
فَمَاذَا عَسَى أَنْ يُنْظِرَ الدَّهْرُ مَا عَسَى / فَمَا انْقَادَ لِلزّجْرِ الْحَثِيثِ وَلاَ لاَنَا
جَزَيْنَا صَنِيعَ اللَّهِ شَرَّ جَزَائِهِ / فَلَمْ نَرْعَ مَا مِنْ سَابِقِ الْفَضْلِ أَوْلاَنَا
فَيَاربِّ عَامِلْنَا بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ / مِنَ الْعَفْوِ وَاجْبُرْ صَدْعَنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا
تَرَى حِلَلَ الإِعْرَابِ فِي رُؤيَةِ العَيْنِ
تَرَى حِلَلَ الإِعْرَابِ فِي رُؤيَةِ العَيْنِ / إِذَا مَا لِتَشْبِيهٍ جَنَحْتَ بَلاَمَيْنِ
نَسِيجَ شِبَاكِ الْعَنْكَبُوتِ بِمَطْبَخٍ / وَالإَِّ فَكَالخُفَّاشِ مَدَّ الْجَنَاحَيْنِ
أُسَائِلُكُمْ هَلْ مِنْ خَبِيرٍ بِسَلْوَانِ
أُسَائِلُكُمْ هَلْ مِنْ خَبِيرٍ بِسَلْوَانِ / فَفِي لَيْلِ هَمِّي ضَاعَ أو سُبْلِ أجْفَانِي
وَهَلْ عِنْدَكُمْ عِلْمٌ بِصَبْريَ أَنَّنِي / فَقَدتُ جَمِيلَ الصَّبْرِ أَوْجَعَ فُقْدَانِ
يَقُولُونَ خَفّضْ بَعْضَ مَا بِكَ مِنْ جَوىً / وَهَانَ عَلَى الْمُرْتَاح مَا لَقِيَ الْعَانِي
تَضِيقُ عَلَىَّ الأَرْضُ وَهيَ فَسِيحَةٌ / كَمَا ضَاقَ فَوْقَ الْخِصْرِ مَعْقِدُ هِمْيَانِ
وَمَا يَفْتَأ الشَّوْقُ الْمُقِيمُ بِأضْلُعِي / إِذَا حِدْتُ عَنْ طَوْقِ الصَّبَابَةَ أَفْتَانِي
وَلَيْسَ مَشِيباً مَا تَروْنَ بمَفْرِقِي / وَلَكِن خُطُوبٌ جَمَّةٌ ذَاتُ أَلْوَانِ
وَأرَّقَ عَيْنِي والأسَى يَبْعَثُ الأَسَى / مُطَوّقَةٌ نَاحَتْ عَلَى غُصُنِ الْبَانِ
لِمَنْ دِمَنٌ يَشْكُو الْعَفَاءَ رُسُومُهَا / كَخَطِّ زَبُورٍ فِي مَصَاحِف رُهْبان
وَقَفْتُ بِهَا أَذْرِي النَّجِيعَ كَأَنَّمَا / تَقَرَّبَ وَشْكُ الْبَيْنِ مِنِّي بِقُرْبَانِ
دِيَارُ الأُلَى كَانُوا إِذَا أُفُقٌ دَجَا / كَوَاكِبَ يَجْلُو نُورُهَا لَيْلَ أَشْجَانِي
هَوَتْ مِنْ سَمَاءٍ بَعْدَمَا كُنَّ زِينَةً / فلَهْفِي عَلَيْهَا مِنْ ثَلاَثَةِ شُهْبَانِ
رَمَانِي بِيَعْقُوبَ الزَّمَانُ وَبَعْدَهُ / رَمَانِي بابراهيمَ فَذَانِكَ سَهْمَانِ
وَإِن كَانَ مَا بَيْنَ الخُطُوبِ تَفَاضُلٌ / فَلاَ مِثْلَ فَقْدِي أَحْمَدَ بْنَ سُلَيْمَانِ
فَإِنِّي إِنْ أَدْرَجْتُ مَحْضَ مَسَرَّتِي / وَجُمْلَةَ أُنْسي بَيْنَ لَحْدٍ وَأَكْفَانِ
فَوَاللهِ مَا أَنْسَانِي الدَّهْرُ أَوَّلاً / بِثَانٍ وَلاَ أُنْسِيْتُ بِالثَّالِثِ الثَّانِي
تَخَوَّنَهُمْ صَرْفُ الرَّدَى فَتَخَرَّمُوا / كَمَا انْتَثَرَتْ يَوْماً قِلاَدَةُ عِقْيَانِ
فَمِنْ سَابِقٍ وَلَّى عَلَى إِثْرِ سَابِقٍ / كَمَا اسْتَبَقَتْ غُرَّ الْجِيَادِ بِمَيْدَانِ
بِنَفْسِي مَنْ حَيَّيتُهُ فَسْتَخَفَّ بِي / وَلَوْ أَنَّهُ رَدَّ التَّحِيَّةَ أَحْيَانِي
وَعَهْدِي بِهِ مَهْمَا دَعَوْتُ وَبَيْنَهُ / وَبَيْنِي الْفَلاَ والسيل وَالْخَيْلُ لَبَّانِي
دَنَا مَنْزِلاً مِنِّي وَشَطَّ مَزَارُهُ / فَأيْنَ لِقَلْبِي مِنْهُ بِالشَّاحِطِ الدَّانِي
أَلاَ لَيْتَ عُمْرِي لَمْ يُفِدْنِي زَمَانُهُ / مَوَدَّةَ خِلٍّ سَارَ عَنِّي وَخَلاَّنِي
فَلَوْ شَعَرَتْ نَفْسِي وَإِنِي لَشَاعِرٌ / بِهِ يَوْمَ أَرْدَانِي لَشَمَّرْتُ أَرْدَانِي
هُوَ الْمَوْتُ يَخْتَارُ الْخِيَارَ وَيَنْتَقِي / جَنىً لِبَنِي الدُّنْيَا كَمَا يَفْعَلُ الْجَانِي
فَلاَ تَقْنَ مَا يَفْنَى تَعِشْ وَادِعَ الْحَشَا / أبى الدَّهْرُ أَنْ يُبْقِي عَلَى الدَّثِرِ الفَانِي
صَدِيقُ الْفَتَى إِنْ حُقِّقَ الْحَقُّ رَوحُهُ / وَكَمْ نِسْبَةٍ مَا بَيْنَ رُوحٍ وَجُثْمَانِ
وَمَا حَالُ زَنْدٍ لَمْ يُؤيَدْ بِسَاعِدٍ / وَمَا حَالُ طَرْفٍ قَدْ أُصِيبَ بِإِنْسَانِ
وَهَبْنِي أَمِنْتُ الْحَادِثَات ولَمْ تَرُعْ / جَنَانِي وَخَلاَّنِي الزّمَانُ وَحَلاَّنِي
ألَيْسَ إِلَى التَّحْلِيلِ كَلَّ مُرَكَّب / مُقَدِمَةٌ لَمْ يَخْتَلِفْ عِنْدَهَا اثْنَانِ
يَدُسُّ لِي الدَّهْرُ المَكِيدَةَ فِي الْمُنَى / فَإِنْ قُلْتُ قَضَّانِي الْحُقُوقَ تَقَاضَانِي
وَآمُلُ بُقْيَا فِي مَحِلَّة قُلْعَةٍ / لَقَدْ زِدْتُ فِي فَرْضِ الأَمَانِي عَلَى بَانِي
أيَعْقُوبُ مَا حُزْنِي عَلَيْكَ بِمُنْقَضٍ / وَلاَ أُنْسُ إِنْسَانٍ مُصَابَكَ أَنْسَانِي
وَلاَ حَلِيَ الْحَالِي عَلَى الْبُعْدِ غَرّنِي / وَلاَ عَيْشِيَ الْهَانِي عَلَى النَّأي الْهَانِي
فَمَنْ لِي بِدَمْع فِي الْمَحَاجِرِ مُنْهَمٍ / عَلَيْكَ وَقَلبٍ فِي الْحَنَاجِرِ حَيْرَانِ
نَسَبْتُ إِلَى مَاءِ السَّمَاءِ مَدَامِعِي / فَأَوْرَثَ لِي فِيهَا شَقَائِقَ نُعْمَانِ
إِذَا مَا حَدَتْ رِيحُ الزَّفِيرِ سَحَابَهَا / ثِقَالاً سَقَى مِنْهَا المَعَاهِدَ عِهْدَانِ
وَقَدْ كَانَ قَبْلَ الْيَوْم دَمْعِيَ خَالِصاً / وَلَكِنَّ إِدْمَانِي عَلَى الدَّمْعِ أَدْمَانِي
لَقَدْ كُنْتَ لِي رُكْناً شَدِيداً وَسَاعِداً / مَدِيداَ وَمَذْ خُوراً لِسِرِّي وَإِعْلاَنِي
كَسَا لَحْدَكَ الرَّيْحَانُ وَالرَّوْحُ وَالرِّضَى / فَقَدْ كُنْتَ رَوْحِي فِي الْحَيَاةِ وَرَيْحَانِي
وَجَادَتْ عَلَى مَثْواكَ مُزْنَةُ رَحْمَةٍ / يُحَيِّيكَ مِنْهَا كُلُّ أَوْطَفَ هَتَّانِ
وَمَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ إِلاَّ حَدِيقَةً / مِنَ الْفَضْلِ تُوتِي أَكْلَهَا كُلَّ إِبَّانِ
أَمِينٌ عَلَى السِّرِّ المَصُونِ مُحَافِظٌ / عَلَى كَتْمِهِ إِنْ ضَاقَ صَدْرٌ بِكتْمَانِ
لِئَنْ بَلِيَتْ تِلْكَ المَحَاسنُ في الثَّرَى / فَحُزْنِي جَدِيدٌ ما اسْتَمَرَّ الْجَدِيدَانِ
وَآهٍ عَلَيْهَا مِنْ نعيمٍ ونَضْرَةٍ / وَلَهْفاً عَلَيْهِ من شَبَابٍ وَرَيْعَانِ
ذَكَرْتُكَ وَالأَيَّامُ سَلْمٌ وَشَمْلُنَا / جَمِيعٌ وَطَرْفُ الدَّهْرِ لَيْسَ بِيَقْظَانِ
وَللنَّرْجِسِ المَطْلُولُ تَحْدِيقُ أَعْيُنٍ / وَللآسَةِ الغَنَّاءِ تَحْدِيدُ آذَانِ
وَلِلشَّمْسِ مَيْلٌ لِلْغُرُوبِ مُرَنَّحٌ / كَما رجَحَ الدِّينَارُ فِي كَفِّ مِيزَانِ
بِسَاطٌ طَوَاهُ الدَّهْرُ إِلاَّ تَذَكّراً / فَمَا تَنْقَعُ الرَّمْضَاءُ غُلَّةَ ظَمْآنِ
وَإِنْ ذُكِرَ الإِخْوَانُ مَنْ مثِلُ أحمَدٍ / ألاَ كُلّ مَرْعىً بَعْدَهُ غَيْرُ سَعْدَانِ
ذَخِيرَة أيَّامِي وَوُسْطَى قِلاَدتي / وَنُكْتَةُ إِخْلاَصِي وَحِكْمَةُ دِيوَانِي
وَمَنْ إِنْ ضَلِلْتُ القَصْدَ يَوْمَ اسْتِفَادَةٍ / هَدَانِي إِلَى نَهْجِ السَّبِيلِ وَهَادَانِي
شَهِيدٌ مَرَتْ عَيْنِي عَلَيْهِ نَجِيعَهَا / كَأَنَّهُمْ وارَوْهُ مَا بيْنَ أَجْفَانِي
أَخِلاَّءً كَانُوا فِي الشَّدَائِدِ عُدَّةً / إِذَا أَثْمَرَتْ هُوجُ الخُطُوبِ بِخُطْبَانِ
تَمَّناهُمُ مَثْوَى الرَّدَى فَتَحَمَّلُوا / وَحَلَّوا جوَارَ اللهِ أَكْرَمَ ضِيفَانِ
يَحِقُّ لَهَمْ أنْ يُغْبَطُوا إِذْ تنَقَلُوا / إِلَى العَالمِ البَاقِي منَ العَالمِ الفَانِي
وَمَا أَكْفَتِ اللَّقُيا وَإِنْ بعُدَ المَدَى / ويَا قُرْبَ مَا بَيْنَ المُعَجِّلِ والوَانِي
سَكَنْتُمْ فَحَرَّكْتُمْ جحِيمَ جَوَانِحِي / وَغِبْتُمْ فَأَحْضَرْتُمْ لَوَاعِجَ أَحْزَانِي
وَيمَّمتُم خُلْدَ النَّعِيمِ فَإِنَّنِي / لأشْقَى فَيَا بُؤْسِي بِسُكَّانِ نَعْمَانِ
وَلو أنَّنِي أَعْطَيْتُ نَفْسِيَ حَقَّهَا / فَمَا أنَا لِلْعَهْدِ الكَرِيمِ بِخَوَّانِ
بَكَيتُ عَلَى أَجْدَائِكُمْ غَيْرَ مُقْلِعٍ / إِلَى أنْ يَقُولَ النَّاسُ عَابدَ أَوْثَانِ
وصِحْتُ بِرَكْبِ العَدْلِ لا تَنْوِ خَطْرَةً / عَلَى حُسْنِ عَهْدِي فَهْوَ توأَمُ إِيمَانِي
ولاَ عَارَ في وِرْدِ الحَمَامِ فَإِنَّهُ / سَبيلُ الوَرَى مَا بَيْنَ شِيبٍ وشُبَّانِ
لَعَمْرُكَ مَا يَصْفُو الزَّمَانُ لِوَراِدٍ / وَإِنْ طَالَ مَا أحْمَى لَظَى الْحَرْبِ صَفَّانِ
وَقِس آتِياً مِنْ أَمْرِهِ بالَّذِي مَضَى / فَرُبَّ قِيَاسٍ كَانَ أَصْلاً لِبُرْهَانِ
أَمَا تَرَكَتْ كسْرَى كَسيراً صُرُوفُهُ / وَلانَ عَلَى صَوْلاَتِهِ مَلِكُ الَّلانّ
وَمَدَّ إِلَى سَيْفٍ أَكُفَّ اعْتِدَائِهِ / فَأَخْرَجَهُ بالرَّغْم مِنْ غَمْدِ غُمْدَانِ
وهَلْ داَفَعَتْ خَطْباً تَوَابعُ تُبَّعٍ / وَهَلْ دَرَأَت كَرْباً ِسَياسَةُ سَاسَانِ
وَكانَ قِيَادُ الصَّعْبِ صَعْبَاً مُمَنَّعَاً / فَأَلقَى إِلَى الدُّنْيَا مَقَادَةَ إِذْعَانِ
جَلَتْ لِبَنِي العَبَّاسِ وَجْهَ عُبُوسِهَا / وَقَبْلُ أَمَرَّتْ شِرْبَ أَبْنَاءِ مَرْوَانِ
وَكَمْ أَخْلَفَتْ شَتَّى المُنَى مِنْ خَلِيفَةٍ / وَأَذوَتْ رِيَاحُ الدَّهْرِ أَدْوَاءَ تِيجَانِ
وَغَادَرَتِ القَصر الْمَشِيدَ بِنَاؤُهُ / بِسَنْدَاد قُفْرا بَلْقَعاً بَعْدَ عُمْرَان
وَلو تُبْق يَوْماً لِلْخَوَرْنق رَونَقاً / وَلاَ شَعَبَتْ مَا اخْتَلَّ مِنْ شِعْبِ بَوَّانِ
وَكَمْ مِنْ أَبِيٍّ سَامَهُ القَسْرَ دَهْرُهُ / فَأَبْدَى لهُ بَعْدَ الرَّضَا وَجْهَ غَضْبَانِ
وَمُحْتَقِبٍ مَاضِي الذُّبَابَيْنِ فِي الوَغَى / سَطَا مِنْهُ بِالأَنْفِ الحَمِّي ذُبَابَانِ
وَأَيَّ سُرُورٍ لَمْ يَعُدْ بِمَسَاءَةٍ / وأي كمال لم يعاقب بنقصان
وَمَنْ بَاعَ مَا يَبْقَى بِفَانٍ فَإِنَّمَا / تَعَجَّلَ فِي دُنْيَاهُ صَفْقَةَ خُسْرَانِ
خُذُوهَا عَلَى بُعْدِ النَوَى مِن مُسَهَّدٍ / حَلِيفِ أسىً هَا فِي الجَوَانحِ لَهْفَانِ
وَوَاللهِ مَا وَفَّيِتُ حَقَّ مَوَدَّةٍ / وَلكَنَّهُ ُوسْعِي وَمَبْلَغُ إِمْكَانِي
وَمَهْمَا تسَاَوى مُطْنِبٌ وَمُقَصِّرٌ / بِحَالٍ فَحُكْمُ النُطْقِ وَالَّصْمِت سِيَّانِ
وَلا لَوْمَ لِي فِي العَجْزِ عَنْ نَيْل فَائِتٍ / فَإِنَّ الذِي أعْيَ البَرِيَّةَ أَعْيَانِي
تَعَدَّدَتِ الأَلْفَاظُ وَاتَّحَدَ الْمَعْنَى
تَعَدَّدَتِ الأَلْفَاظُ وَاتَّحَدَ الْمَعْنَى / وأَصْبَحَ فَرْداً مَا مَرَرْتُ بِهِ مَثْنَى
وَعَادَتْ لِعَيْنِ الْجَمْعِ وَهْيَ كَثِيَرةٌ / مَحَا كُلَّ فَرْقٍ مُجْتَلَى وَجْهِكَ الأَسْنَى
تَعَبَّدَتِ الأَفْكَارَ آَثارُك الْعُلَى / وَقَيَّدَتِ الأَبْصَارَ رَوْضَتُكَ الْغَنَّا
وَقَصَّرَتِ الأَلْفَاظُ عَنْ نَيْلِ غَايَةٍ / بِبَعْضِ الَذِي أَبْدَتْهُ ذَاتُكَ مِنْ مَعْنَى
عَلَى قَدْرِ مَا يَلْتَاحُ مِنْ ذَلِكَ الْحُسْنِ
عَلَى قَدْرِ مَا يَلْتَاحُ مِنْ ذَلِكَ الْحُسْنِ / أُكَابِدُ مِنْ شَوْقٍ إِلَيْهِ وَمِنْ حُزْنِ
لَطَائِفُهُ أَبْقَتْ عَلَيَّ فَكُلَّمَا / تَعَدَّيْتُ طَوْرِي فِيهِ غَيّبَنِي عَنِّي
حَنَانَيْكَ تَكْفِي مُهْجَتِي مِنْكَ نَظْرَةٌ / وَيَا فَوْزَ قِدْحِي إِنْ رَضِيتَ بِهَا مِنِّي
إِذَا كَانَ فَوْقِي مِنْ نَدَاكَ غَمَامَةٌ
إِذَا كَانَ فَوْقِي مِنْ نَدَاكَ غَمَامَةٌ / وَحَوْلِيَ رَوْحٌ مِنْ رِضَاكَ وَرَيْحَانُ
فَإِنَّ سُمُومَ الْقَيْظِ عِنْدِيَ نَسْمَةٌ / وَإِنَّ هَشِيمَ الْفَقْرِ عِنْدِيَ بُستَانُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025