القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 4
سواكم روى عنكم سوانا روى عنا
سواكم روى عنكم سوانا روى عنا / وأعياننا منكم وأعيانكم منا
عشقناكمو لما عشقنا نفوسنا / وكل فتى منا إلى نحوكم حنا
وأنتم وجود الكل والكل شخصكم / وإن كان كلٌّ تابعاً في الهوى فنا
هي الروح دبت في طبيعة جسمها / وقد أظهرت خوفاً وقد أظهرت أمنا
وأفنى بما أبقى هواها لها بها / من الكلِّ بل أبقى هواها بما أفنى
وكانت هي المعنى وألفاظنا لها / فيا حسن ألفاظ تكون لها معنى
قديمة عهدٍ والحدوث حجابها / غدونا لها ظهراً فصارت لنا بطنا
هي الكرم والعنقود والعاصر الذي / له انتسبت أيضاً وبائعها غبنا
هي الحان والكاسات والطاس والطلا / ودِنُّ الحميّا والذي صنع الدنا
هي القوم والساقي ومجلسنا على / يمين الحمى الشرقي والروضة الغنا
فإن شئت فاشربها من الكل أو فخذ / من البعض كاساً طعمه العذب ما أهنى
وإلا تكن في أسر وهمك واقفاً / مع العقل تستدعي السرور أو الحزنا
يقلبك الوسواس في كل ساعة / وأعماك حتى قد أصم لك الأذنا
سقى الله روضات المقاصد واللقا / من الكل حتى الكل منها رأوا حسنا
ولم تعشق العشاق غير جمالها / ولكنهم تاهوا بأسمائها الحسنى
وليلى ولبنى في البرية قصدهم / وما قصدهم ليلى ولا قصدهم لبنى
ولو لم يكونوا عارفين بها ولو / لها وجدوا ظلماً ولو تبعوا الظنا
لقد نظرت قومٌ بطرف لهم قذِي
لقد نظرت قومٌ بطرف لهم قذِي /
فلم يشهدوا إلا حجاب جمال ذي /
وقوم لقد شموا شذا روضها الشذِي /
يقولون لي ما العلم ما السر ما الذي / هو الجوهر الغالي عن البحر خبِّرْنا
على صحبنا غنت فِصاحُ طيورِنا /
وذات الحميا أشرقت في صدورِنا /
تجلت علينا تنجلي فوق طورِنا /
فقلت لهم هذي مطالع نورِنا / ومغربها فينا ومشرقها منّا
إلى حضرات الحق كان ارتفاعُنا /
ومنا لقد مدت إلى الغيب باعُنا /
وفي أزل الآزال زاد انتفاعُنا /
على الدرة البيضاء كان اجتماعُنا / ومن قبل خلق الخلق والعرش قد كنّا
سحاب غيوب الذات تمطر ماءَنا /
ومن حُطَّ قدراً كيف يدري سماءَنا /
ولما استرحنا واطَّرحنا عناءَنا /
تركنا البحار الزخرات وراءَنا / فمن أين تدري الناس أين توجهنا
كشفنا عن الوجه الجميل غياهبا /
وقد صار منا السر للكل ناهبا /
ومن حضرة الرحمن نلنا مواهبا /
ألا يا لقومي قد قرأتم مذاهبا / ولم تُدْرَ يا قومي رموزُ مذاهِبْنا
فوائدكم أضحت قيودَ رهينِنا /
وعنكم لقد أُخْفِي مقامُ أمينِنا /
ويا علماء الرسم هل من معينِنا /
مذاهبكم نرفو بها بعضَ ديننا / ومذهبنا عُمِّي عليكم وما قلنا
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره / لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا / ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ / لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا / بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي / من النار في يوم القيامة ينجينا
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني / وصادفني صباً غريباً فألفاني
له النعمة العظمى على كل حادث / وألف من الإكرام فينا وألفان
وجود قديم ظاهر لعقولنا / وللحس فرد واحد ما له ثاني
تنزه عن تنزيهنا وتقدست / معارفه في الخلق عن كل عرفان
تغطى عليه الغافلون بوهمهم / فليس لهم منه سوى محض حرمان
وقد أنكروا علم الإله الذي أتى / إليهم من القوم الأُلى أهل إيقان
وذلك من جهل ولم يعذروا به / وكيف يصح العذر في شرع رحمان
هو الحق وجه كله ما له قفاً / إلى كل شيء ناظر وله داني
وقل كل شيء هالك غير وجهه / كما جاء عنه القول في وحي قرآن
له أزل الأزال في كل رتبة / له أبد الآباد من غير أزمان
يشار إليه بالمعاني جميعها / وكل كلام كان من كان إنسان
وإن لم يكن علم بهذا لعالم / وإن لم يقم وزن لهذا بميزان
وكل معاني ذاته من ورا الورى / فلا هُوَ إلا هُوْ وذلك إيماني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025