المجموع : 4
سواكم روى عنكم سوانا روى عنا
سواكم روى عنكم سوانا روى عنا / وأعياننا منكم وأعيانكم منا
عشقناكمو لما عشقنا نفوسنا / وكل فتى منا إلى نحوكم حنا
وأنتم وجود الكل والكل شخصكم / وإن كان كلٌّ تابعاً في الهوى فنا
هي الروح دبت في طبيعة جسمها / وقد أظهرت خوفاً وقد أظهرت أمنا
وأفنى بما أبقى هواها لها بها / من الكلِّ بل أبقى هواها بما أفنى
وكانت هي المعنى وألفاظنا لها / فيا حسن ألفاظ تكون لها معنى
قديمة عهدٍ والحدوث حجابها / غدونا لها ظهراً فصارت لنا بطنا
هي الكرم والعنقود والعاصر الذي / له انتسبت أيضاً وبائعها غبنا
هي الحان والكاسات والطاس والطلا / ودِنُّ الحميّا والذي صنع الدنا
هي القوم والساقي ومجلسنا على / يمين الحمى الشرقي والروضة الغنا
فإن شئت فاشربها من الكل أو فخذ / من البعض كاساً طعمه العذب ما أهنى
وإلا تكن في أسر وهمك واقفاً / مع العقل تستدعي السرور أو الحزنا
يقلبك الوسواس في كل ساعة / وأعماك حتى قد أصم لك الأذنا
سقى الله روضات المقاصد واللقا / من الكل حتى الكل منها رأوا حسنا
ولم تعشق العشاق غير جمالها / ولكنهم تاهوا بأسمائها الحسنى
وليلى ولبنى في البرية قصدهم / وما قصدهم ليلى ولا قصدهم لبنى
ولو لم يكونوا عارفين بها ولو / لها وجدوا ظلماً ولو تبعوا الظنا
لقد نظرت قومٌ بطرف لهم قذِي
لقد نظرت قومٌ بطرف لهم قذِي /
فلم يشهدوا إلا حجاب جمال ذي /
وقوم لقد شموا شذا روضها الشذِي /
يقولون لي ما العلم ما السر ما الذي / هو الجوهر الغالي عن البحر خبِّرْنا
على صحبنا غنت فِصاحُ طيورِنا /
وذات الحميا أشرقت في صدورِنا /
تجلت علينا تنجلي فوق طورِنا /
فقلت لهم هذي مطالع نورِنا / ومغربها فينا ومشرقها منّا
إلى حضرات الحق كان ارتفاعُنا /
ومنا لقد مدت إلى الغيب باعُنا /
وفي أزل الآزال زاد انتفاعُنا /
على الدرة البيضاء كان اجتماعُنا / ومن قبل خلق الخلق والعرش قد كنّا
سحاب غيوب الذات تمطر ماءَنا /
ومن حُطَّ قدراً كيف يدري سماءَنا /
ولما استرحنا واطَّرحنا عناءَنا /
تركنا البحار الزخرات وراءَنا / فمن أين تدري الناس أين توجهنا
كشفنا عن الوجه الجميل غياهبا /
وقد صار منا السر للكل ناهبا /
ومن حضرة الرحمن نلنا مواهبا /
ألا يا لقومي قد قرأتم مذاهبا / ولم تُدْرَ يا قومي رموزُ مذاهِبْنا
فوائدكم أضحت قيودَ رهينِنا /
وعنكم لقد أُخْفِي مقامُ أمينِنا /
ويا علماء الرسم هل من معينِنا /
مذاهبكم نرفو بها بعضَ ديننا / ومذهبنا عُمِّي عليكم وما قلنا
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره
تمنيت لي عبداً ثمانون عمره / لأعتقه لما بلغت الثمانينا
فما وجدوا في الناس من عمرُهُ كذا / ولم يك معتوقاً فحيرتهم فينا
وقالوا إله الخلق أكرمُ معتقٍ / لعبد له في العمر شيءٌ وتسعونا
فماذا تظن الله يفعل بعد ذا / بعبد رقيق يخدم الشرع والدينا
فأفرحني ظني به أنه الذي / من النار في يوم القيامة ينجينا
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني
شهدت القديم الحق بالحادث الفاني / وصادفني صباً غريباً فألفاني
له النعمة العظمى على كل حادث / وألف من الإكرام فينا وألفان
وجود قديم ظاهر لعقولنا / وللحس فرد واحد ما له ثاني
تنزه عن تنزيهنا وتقدست / معارفه في الخلق عن كل عرفان
تغطى عليه الغافلون بوهمهم / فليس لهم منه سوى محض حرمان
وقد أنكروا علم الإله الذي أتى / إليهم من القوم الأُلى أهل إيقان
وذلك من جهل ولم يعذروا به / وكيف يصح العذر في شرع رحمان
هو الحق وجه كله ما له قفاً / إلى كل شيء ناظر وله داني
وقل كل شيء هالك غير وجهه / كما جاء عنه القول في وحي قرآن
له أزل الأزال في كل رتبة / له أبد الآباد من غير أزمان
يشار إليه بالمعاني جميعها / وكل كلام كان من كان إنسان
وإن لم يكن علم بهذا لعالم / وإن لم يقم وزن لهذا بميزان
وكل معاني ذاته من ورا الورى / فلا هُوَ إلا هُوْ وذلك إيماني