المجموع : 7
أَلِيَ بعدَ سكانِ الفؤادِ سكونُ
أَلِيَ بعدَ سكانِ الفؤادِ سكونُ / وعيشي عَقيبَ الظاعنين سُجونُ
أناخوا رِكابَ الشوقِ فَوْقَ مَدَامعي / فثارن ودمعي كالسحاب هَتون
وكنت قَريرَ العينِ والشملُ جامعٌ / فبانوا وقلبي بالفراق يَبينُ
رَعى اللهُ ذَيَّاك التلاقي وجمعُنا / وتَبَّت يدُ التفريق أَيْنَ تكون
لقد كنت قبلَ البين أخشى من النوى / فها أنا فِي قيدِ الفراق رَهين
تناوب أشجاني همومٌ وفرقةٌ / ودهرٌ بتشتيتِ الكرام ضَنين
فدعْني وسفحَ الدمعِ والحزنِ والجَوى / تَبارِيحَ شوقٍ والفراقُ مَنون
لقد حَمَّلوني وِزْرَ مَا لا أُطيقه / فحملي الهوى والبينَ ثَمَّ مُهين
لحا اللهُ يوماً فَرَّق الدهرُ بَيْنَنا / وحَيّا ليالٍ والحبيبُ قَطين
لئن كنت أرجو للتلاقي سُويعةً / ولكنّ قلبي للفراق حزين
فما لي وخلعي يَا رَعى الله سادتي / فأَيّانَ عهدي والحديثُ شُجونُ
أُبدِّد أيامي لجمعي بشَمْلكم / فأَصبحت نِسْياً والعهودُ دُيونُ
فها مُهجتي بَيْنَ الحُمول وديعةً / وجسمي برمح الظاعنين طَعينُ
عَلَى ثَفِنات البين أجثو وإنني / أَحنُّ وهل يَشْفي المحبَّ حنين
مُشتَّتَ أفكارٍ وحقَّ لمن دُهِي / بفرقةِ خِل أن عَراهُ جنون
فلولا رجائي والحظوظُ مَقاسمٌ / لَقُرِّح مني بالبكاءِ جفونُ
ولولا بأشْطانِ الولاءِ تمسكتْ / يميني بتيمورٍ لكنتُ أُبين
ولولاه قَدْ صان المَكارِمَ لَمْ أكن / لحفظِ عهودي بالولاءِ أَصونُ
ولولا شَمولٌ من شمائلِ جودِه / لَفاضت بعينِ المُدقِعين شُجون
ولولا عيونُ الفضلِ تَرْمُق حاجتي / لسالتْ بوادي الفقر وَيْك عيون
تَملَّكَ قَهْراً والمُملَّك قاهرٌ / وَلَمْ يَعْدُ حكمَ العدلِ وهو مَكين
وعَزَّ فلا يدنو لفحشٍ ولا خَنا / ولا ينطِق العوراء وهْو مُبينُ
تسامتْ بِهِ الأيامُ فخراً وسُؤْدداً / وَشدَّت بِهِ الأَزْرَيْنِ وهو أمين
تَحدَّر سرُّ المجدِ فِيهِ تَحفُّظاً / فها هو فِي طَيِّ الحِفاظِ مَصون
فيا بهجةَ الأيامِ أصبحتِ نَيِّراً / وأفْقُ سماءِ الملكِ فيك يَزين
وأضحى لسانُ الكون يَلْهَج شاكراً / عَلَيْكَ وهوُّ الدين فيك حَصين
وأَدْبر شهرُ الصومِ يَبدِي تَولُّهاً / تحييك بالتوديع منه يَمينُ
يعود عَلَيْكَ الدهرُ مَا ذَرَّ شارِق / وَمَا حَنَّ قُمْرِيٌّ وشدَّ ظُعون
وما عاد بالبشرى يُهنِّيك عائداً / زمانٌ بَعوْدِ العيد منك ضَمينُ
فصحتُ وصوتي للرحيل مؤرخاً / بشوال حُلَّت كالسيول شئون
أَتَحْسَبُني الأيامُ عنها سأَنثَنِي
أَتَحْسَبُني الأيامُ عنها سأَنثَنِي / وعزمي بأفْق الشمسِ للمجدِ يَبْتَني
ومن يطلبِ العلياءَ بالصبر يَقْتَني / تَنَكَّر لي دهري وَلَمْ يَدْرِ أنني
أَعَزُّ وأحدثُ الزمان تهونُ /
زماني عَلَى الأحرارِ جَلَّ بَلاؤُهُ / ومن أفضلِ الأقوامِ عَزَّ وَلاؤُهُ
طفقتُ أُعانيه فطال عَنَاؤُهُ / فظل يُريني الخَطْبَ كيْفَ اعتداؤه
وبتُّ أريه الصبرَ كيْفَ يكونُ /
أبي الدهرُ إِلاَّ أن يُفرِّق بَيْنَنا
أبي الدهرُ إِلاَّ أن يُفرِّق بَيْنَنا / ويُبعِد أحباباً كي يقربَ بَيْنَنا
فراقُك يومَ البينِ كدَّر عيشَنا / فقدناك فقدان الربيع وليتنا
فديناك من غلماننا بألوف /
خليليَّ إِني للمُحبِّ وإِنْ جَنى
خليليَّ إِني للمُحبِّ وإِنْ جَنى / حريصٌ عَلَيْهِ إن تباعد أَوْ دنا
لَهُ مسكنٌ وَسْط الحشاشة قَدْ بنَى / جَزى الله خيراً من أُحبّ وإِنْ نأى
لقولِ عَذولٍ ل لقَصْد جفاءِ /
عَلَى الحِبِّ مني مَا حييتُ تحيةٌ / فإن وفائي فِي الغرام سَجيةٌ
طُبعت عَلَيْهَا والطِّباعُ جِبِلَّةٌ / فبالقلبِ منى لا تزال مودةٌ
لَهُ أبداً موصولةٌ بوفاءِ /
تُصوِّب نحوِي الرماية عَيْنَها
تُصوِّب نحوِي الرماية عَيْنَها / كأني غَريم جئتُ أطلب دَيْنَها
فلما دنتْ مني وأَبدت لُجَينها / رمتْني وسترُ اللهِ بيني وبينها
عشيةَ أرام الكِناس رَميمُ /
إِذَا أنت لَمْ تسمع بِهَا وبصيتِها / وَلَمْ تدرِ من صَرْعَى العيون وميتِها
هدتْك بقَتْلاها مصابيحُ زيتها / رَميمُ الَّتِي قالت لجيران بيتها
ضمنتُ لكم ألا يزال يَهيمُ /
لقد صار حبي للمكَارِم دَيْدَناً
لقد صار حبي للمكَارِم دَيْدَناً / وقَطْعِي حُزونَ المجدِ أَشْهَى وأحسنا
ولستُ أُبالي شَطَّ حبي أدونا / وللخَوْد مني ساعةٌ ثُمَّ بَيْنَنا
فلاةٌ إِلَى غير اللقاءِ تُجاب /
ونفسي وإِن هانتْ عليَّ أَبيَّة / وصحبةُ أهلِ الفضلِ عندي شَهية
وبذلُ عزيزِ المالِ فيَّ سجية / وغير فؤادي للغواني رَميَّة
وغير بناني للزِّجاج رِكابُ /
إِذَا مُزعِجاتُ الدهرِ يوماً أَصبْننِي
إِذَا مُزعِجاتُ الدهرِ يوماً أَصبْننِي / وليلاتُ سوءٍ للبَلايا نَصَبنني
وسودُ الليالي بالرَّزايا أَشَبْنني / فلا تسألَنِّ كَيْفَ أنت فإنني
صبورٌ عَلَى رَيْبِ الزمان صَليبُ /
تجلدتُ كيما أن تُرى بي صَلابة / وأصبو وَمَا بي نَشْوَةٌ أَوْ صَبابة
وطِبتُ ونفسي بالزمانِ مُصابة / حريصٌ عَلَى أن لا يُرَى بي كآية
ويشمتَ عادٍ أَوْ يُساءَ حبيبُ /