المجموع : 4
أطْعتُ النُّهى في نجْدتي وبياني
أطْعتُ النُّهى في نجْدتي وبياني / فأصبح سيفي مُغمداً ولساني
وداريْتُ حتى قيلَ جُبْناً وربما / غَدا حازمٌ في أمره كجبانِ
سجية مُنهي النفس عُذراً وناهض / بأعباءِ صرْفِ الدهر والحَدَثان
يُبيحُ الليالي والرجال تَهامُمي / وفاءً ومنْ لي عندهم بأمانِ
إِذا أصبحت مني سجايا مُهَذَّبٍ / غَدا أملي ذا وقفةٍ وحِرانِ
ويأربَّ عهدٍ حالَ من دون حِفْظه / أذىً ورَدىً في المُلتقي خصمان
أبانَ نِفاقَ الحيِّ بعد انْتصارهِ / فلم تُلْفِ منهم صادقاً بمكانِ
جشمتُ خِطار الموت دون وفائهِ / أو الفَقْرَ والحالانِ مُستَويانِ
وصبرٍ تكادُ الشمُّ من حمل بعضه / تكونُ وهاداً وهي ذاتُ قِنانِ
نصبت له من رغبة الحمد كاهلاً / نَهوضاً بِعِبءِ المجد ليس بوانِ
واني وأبناء العراق أولي الغِنى / لمُجتمعا معنىً ومُفتَرقانِ
أسايرهُمْ ابهى حُليّاً وزيْنةً / ونرْجِعُ والحالانِ مُختلفانِ
إِلى صَفِراتٍ من نعيمٍ خماصُها / تُكاثِرُ منْ نَعْمائهم بِبطانِ
تُطاردُ حاجاتي اليهم أُبِيَّتي / وتعلو غِناهم همَّتي بِتَغانِ
إِذا عَطفتْني نحوهُمْ ألمَعيَّةٌ / وفَهْمٌ لَواني جَوْرهم وثَناني
يودُّون فَضْلي ما كتمتُ مآربي / فانْ بُحْتُ ماتَ الودُّ بالشَّنآنِ
ويُصغى له ما لم يكن ذا لُبانَةٍ / فانْ كان لم تُنْصتْ له أذُنانِ
و لولا الوزيرُ الزَّينبيُّ رحلْتُها / تناهبُ تُرْبَ البيدِ بالوخَدانِ
تُباري نعامَ القفر بُعداً عن الأذى / وتطوي عُقابَ الجوِّ بالطَّيرانِ
إِذا ظمئت والوِردُ دانٍ تنكَّبتْ / حِذارَ الثفاتٍ نحوهُم بجِرانِ
تَمارحُ اِبَّانَ الفِراقِ مِراحَها / بنشْقِ نسيم الشِّيحِ والعَلَجانِ
ولكنها شُدَّت من البأس والنَّدى / بأروعَ صفوِ العُنصرين هِجانِ
بأبيضَ من عُليا قريشٍ مُؤمَّلٍ / بيومِ نوال أو بيومِ طِعانِ
بمُشركِ نفسي بالذي هو واجِدٌ / ولو ساعدتهُ حالةٌ لكَفاني
كريمُ السَّجايا لا بغُمْرٍ مُضيعٍ / لحزمٍ ولا بالعاجز المُتَواني
يُباري مجنَّ الشمس نورٌ بوجهه / ويفْضلُ مُنْهَلَّ الحَيا ببَنانِ
يبيح الدجى والمحْل جوداً ونضرة / وقد سَدِكا وهْناً فَينبلِجانِ
جريءٌ إِذا الهوْجاءُ غيرُ جريئةٍ / رزينٌ إِذا الأحْكامُ غيرُ رزانِ
يُناطُ قميصاهُ ويٌلْوى رداؤهُ / على عاصفٍ من زعزعٍ وأبانَ
يرى بتظنِّيه عواقبَ أمْرهِ / فأبْعدُها للألمعيَّةِ دانِ
إِذا ما استجال الرأي في حل مشكلٍ / فاخبارهُ من صحَّةٍ كَعيانِ
يُعلِّم سُمْر الطعن والبيض بأسه / إِذا ما التقى في المأزق الفئتانِ
فيمضي ويجري في النحور وفي الطلى / شَبا غيرِ خَطِّيٍّ وغيرِ يمانِ
وجونٍ من النَّقع المُثارِ دِلاصُه / ولمعُ الظُّبي بًرقانِ يأتلقانِ
كثيفٍ يُعيد الجوَّ أرضاً صليبةً / لها الجيشُ داحٍ بالطِّرادِ وبانِ
تشابه فيه وحْشُه وجيادُه / فسِيانِ فرطُ الركض والعَسلان
وزاحمتِ الجُرْد المَذاكي ركابه / فكلُّ زمامٍ عاثرٍ بِعنانٍ
يُظلُّ كُماةً في الدروعِ كأنما / تخُبُّ السَّعالي تحتهم برعانِ
مساعيرُ لا يستكرهونَ منيَّةً / إِذا صرَّحتْ في المأزقِ المتَداني
أوانسُ بالحرب العَوان نفوسهمْ / كأنَّ رضاعاً بينهم بلِبانِ
أعاروا نسيم اليوم حَرَّ ذُحولهم / فأخْصَرهُ الرمْضاءُ في الجولانِ
وطارت بهم نحو اللقاء عزيمةٌ / تعلّم منها السَّبق كلُّ حِصانِ
كشفت برأيٍ ذي صوابٍ ونجدةٍ / اليك بحمل المجدِ يصطحبانِ
وهْبت دماء القوم للتَّرب والثَّرى / لأوجُههم عن سابقٍ وسِنانِ
فأبلجُ من عَفْر المصارع أغْبرٌ / وأحْمَرُ من ماء الحناجر قانِ
حوى شرف الدين المعالي وحلَّقت / به همَّةٌ لم تُفْتَرعْ لِمُدانِ
فأصبح مأوى المُسْتجير وثروةَ ال / فقيرِ بِامْحالٍ وجَوْرِ زَمانِ
من المالئي اُفْقِ السماء عشيَّةً / وصُبحاً بنقْعٍ ساطعٍ ودُخانِ
مُوكَّلةٌ في سعيهمْ عَز مَاتُهمْ / بتفريغِ أجْفانٍ ومِلءِ جِفانِ
قلوبُ أعاديهمْ تباري بنودهُمْ / إِذا نُهدوا للغزو في الخَفَقانِ
مصابيحُ ظلماء الدُّجى وأئمَّةُ ال / هُدى ودُعاةٌ قادةٌ لجِنانِ
أتوا بك مُلفى آملٍ يبتغي الغنى / وعِصْمَةَ مذْعورٍ ومنشطَ عانِ
فهُنِّيتَ بالعيدِ الّذي أنت أوَّلٌ / لنا من سرورٍ وهو بعدك ثانِ
قَرى في حياض المجد عِدُّ فخارهِ
قَرى في حياض المجد عِدُّ فخارهِ / فروَّى قُلوباً بالثَّناءِ وألْسُنا
وفاخرهُ أهل العُلى فغدا له / أجَلُّهمُ يومَ التَّفاخرِ مُذْعِنا
وعاد زمانُ الفضل صُبْحاً بجوده / وقد كان لولا جودُه العُمرَ موْهنا
ولو أنَّ للعلياءِ فيالناس معْدِناً / لكانَ لها دون العشائرِ مَعْدِنا
يفوقُ نميرَ الماء ليناً ورِقَّةً / ويفضلُ في البأس الصَّوارم والقنا
يهونُ عليه في العُلى بذلُ مالِهِ / ويعلمُ أنَّ الحمد لا النَّشب الغِنى
بنى للوزير الزَّينبيِّ جدُودُه / ولم يكْفهِ حتى أنافَ على البِنا
تظنُّ خُطوبُ الدهرِ أني بكرِّها
تظنُّ خُطوبُ الدهرِ أني بكرِّها / أحاذِرُ حربَ الخطب وهي زبونُ
ولمْ تدْرِ أنَّ الماْءَ تُحميه نارهُ / ويُطْفئهُا بالطَّبعِ وهو سَخينُ
عجائبُ أرضِ اللّهِ شَتَّى كَثيرَةٌ
عجائبُ أرضِ اللّهِ شَتَّى كَثيرَةٌ / وأعْجَبُها حاوي المَناقِبِ يَزْدَنُ
تَعَذَّرَ في الناسِ الكمالُ وحازَهُ / بأجْمَعِهِ والنَّقْصُ خَزْيانُ مُذْعِنُ
فبأسٌ وإِقدامٌ ولُطْفٌ ورأفَةٌ / وجودٌ كصَوْبِ المُزْنِ يَهْمي ويَهْتِنُ
وعِلْمٌ تُخَفِّيهِ الإِمارَةُ كامِنٌ / ولكنَّهُ عند التَّفاوضِ بَيِّنُ
وخاشٍ مِن الرَّحْمنِ في خَلَواتِهِ / لَفوتٌ إِلى ذِكْرِ العَواقِبِِ مُحْسِنُ
يُسِرُّ نَداهُ في العُفاةِ تَرَفُّعاً / ولكِنْ لنَصْرِ الجارِ مُبْدٍ ومُعْلِنُ
ووافٍ بأسْلافِ العُهودِ وِدادُهُ / مِن الخَطْبِ واللأواءِ حِصْنٌ مُحَصَّنُ
مُظفَّرُ دينِ اللّهِ والماجِدُ الذي / تَزيدُ بهِ الدُّنْيا بَهاءً وتَحْسُنُ
فهُنِّىءَ شَهْرُ الصَّوْمِ والدَّهْرُ كُلُّهُ / بعَلْيائِهِ ما كَرَّ صُبْحٌ ومَوْهِنُ