القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَةَ السَّعْدِيّ الكل
المجموع : 4
سَريتُ على ظهرِ الأقَبِّ مُشَمِّراً
سَريتُ على ظهرِ الأقَبِّ مُشَمِّراً / أقودُ بهِ الظلماءَ وهي حَرونُ
كأنّ الدُجى منّي تخافُ وتتقي / فكلُّ هواديهِ عليَّ عُيونُ
خليليَّ لا تستعجِلا وَدَعَاني
خليليَّ لا تستعجِلا وَدَعَاني / وحلاّ بدارِ الحزمِ وانتظِراني
لَم يكُ هَذا الدّينُ سنةَ واحدٍ / وأصبحَ منهُ اليومَ ما تريانِ
تُحرقُ دوحَ الواديينِ شرارةٌ / ويجمعُ جَدَّ المرءِ بعدَ حِرانِ
كأنّكما لم تعلَما حربَ وائلٍ / وما استلبتْ من صَعدَةٍ وحِصانِ
وقتلَ كليبٍ في جريرةِ ناقةٍ / وقد كانَ لا يَخشى جِنايةَ جانِ
وعبسٌ أذاعُوا في الرّهانِ سيوفَهُم / فافنوا بها الإعمارَ وهي فَوانِ
وأسندتِ الشَّعرَ الرقابُ نحورُها / إلى حَرِّ ضربٍ صادقٍ وطِعانِ
ألا رَجُلٌ يستلُّني من هَويّةٍ / تهدَّمَ بي في قعرِها الرَّجَوانِ
ومولىً كمولى الذئبِ شمَ نجيعَهُ / رأى الدهرَ يَرمي صفحتي فرَماني
دعاني وعَرضُ الرملِ بين وبينَه / فألاّ دَعاني والرماحُ دوانِ
فإنْ كانَ رمحي ليس يبلُغُ قلبَه / فإنّ سِناني في القُلوبِ لساني
وحمّلَ ركبانَ الطريقِ وعيده / فعلم سنى الضّحكَ حين أتاني
وقلتُ لمن أدى الرّسالةَ قل لهُ / ستُنكِرُ هَذا القولَ حين تَراني
فخرّ صَريعاً للوعيد كأنّني / ثَنيتُ له بالسّمهريِّ بَناني
أأنْ غلبتْ سعدٌ على المجدِ كلِّه / غلبتَ على البغضاءِ والشنآنِ
فقد بَليتْ تحت الترابِ عِظامُهُمْ / وغيظُك لا يَبلى على الحَدثانِ
تُلفَّتُ في أعطافِها وبُرودِها / بني وائلٍ تعساً لشرِّ زَمانِ
وهل ينفعُ الفتيانَ حسنُ جسومِهِمْ / إذا كانت الأعراضُ غيرَ حِسانِ
فلا تجعل الحسنَ الدليلَ على الفتى / فما كلُّ مصقولِ الحديدِ يمانِ
لعَمري لقد قادَ الضلالُ ركابَنا / إلى شرِّ مخلوقٍ من الحَيوانِ
أبَوا أنْ يبلوا في الهَجيرِ حلوقنا / وأعينُها تَدمى من الهَمَلانِ
ولو جاورتْ وهباً لقصَّ حِبالَها / وأثقالَها عن منكبٍ وجِرانِ
لضمّ على أحشائِها رُكباتِها / وقال رِدي قبلَ الحياضِ جِناني
وإنّ فتىً بعدَ القطيعةِ زرتُه / لأكرمُ من تمشي بهِ قدمانِ
سَقانيَ في كأسِ البشاشةِ مرحباً / ألا مرحبا أكرمتَ غيرَ مُهانِ
فقلْ للطّوالِ الشُّمِّ كعبِ بنِ عامرٍ / وخُصَّ سَراةَ الحيِّ من غَطَفانِ
وبكراً ومن حلّ القَنانَ وطيئاً / ومن ضَمَّ من أشياعِها الجَبَلانِ
رِدوا وانزلوا عَرضَ البلادِ فأنّى / نزلتْ من الدُنْيا أعزَّ مكانِ
علِقتُ على ضعفِ الحِبالِ وذلِّها / بأمنعِ حبلٍ علقته يدانِ
فأصبحتِ الأقدارُ ترهبُ أسهمي / وتأخذُ أحداثُ الزّمانِ أماني
وإنّ الخَنا والغدرَ في الناسِ شيمةٌ / كَفى اللهُ وهبا شرَّها وكفاني
حماني من الظّنِّ الكذوبِ وقال لي / همومُك من همي وشانُك شاني
وكانتْ ضُلوعي لا يقرُّ قرارُها / وقلبي لا يهدأ من الخَفَقانِ
دعوتُ سواهُ للعُلا فأجابَني / وأجللتُه عن مَطلَبي فَبداني
وجاءَ بها كعبيةً حاتِميّةً / سجيّةَ ماضي الشفرتين هِجانِ
ومكرمةً في ذا الزمانِ غريبةً / تَدارَكها تجري بغيرِ عِنانِ
ولي حاجةٌ لولاكَ عزَّ طِلابُها / على كلِّ قاصٍ في البِلادِ ودانِ
سعى نحوَها الساعونَ يبتدرونَها / ولكنّه سَعيٌ لعمرُكَ وانِ
هم كرِهوا الأقرانَ حينَ تزعزعَتْ / صدورُ القَنا والتفتِ الفئتانِ
إلى أينَ وليتُم وجارُ بيوتكُم / يجاذبُ حبلي ذِمّةً وضَمانِ
وباتَ على الجُدرانِ يَرمُقُ قوتَها / جناحا غرابٍ هَمَّ بالطّيرانِ
إذا اللهُ لم يأذنْ لِما أنتَ طالبٌ / أعانكَ في الحاجاتِ غيرُ معانِ
تلافَ بها حقَّ المروءةِ وارعَها / فَما يُمكن الأحصانُ كلَّ أوانِ
وكم من عزيزٍ قد تخطيتُ نصرَهُ / إليكَ وباقي الريقِ غيرُ جَنانِ
تُجيرُ على الأعداءِ والطعنُ فائرُ / وبيضُ الظُّبا والهامُ يَعْتَلِجانِ
وكنتُ إذا ما حاجةٌ حالَ دونَها / نهارٌ وليلٌ ليسَ يَعتذرانِ
حَملتُ على سوءِ القضاءِ ملامَها / ولم أُلزمِ الإخوانَ ذنبَ زَماني
عجِبتُ لِهذا الدهرِ كيفَ يَضيمُنا / على ما بهِ من ذِلّةٍ وهَوانِ
وتَطرُقُنا فيه المناحِسُ بعدَما / رأتكَ نجومُ الليلِ والقمرانِ
ولو كان خَلقٌ فوقَها كنتَ فوقَه / فما هذه الدنيا وما الثَّقلانِ
رأيتُ لساني فيكَ يحسِدُ خاطري / وتحسُدُه في مدحِكَ الشّفتانِ
فيا ربِّ هَبْ لي وصلَ وهبٍ وقربَهُ / وصدعْ هَوى من شئتَ بعد تَدانِ
فأقْسِمُ لوْلا بذلُه ووفاؤهُ / لصافحتُ سيفي واعتنقتُ سِناني
ضَمِنتُ لِسَعْدٍ بالأَبارقِ رَدَّهَا
ضَمِنتُ لِسَعْدٍ بالأَبارقِ رَدَّهَا / وكانتْ بنو سَعدٍ تُجيزُ ضَمانِي
طلبتمْ بها أَوتارَ يومِ قُرَاقِرٍ / وما طَالبُ الأَوتَارِ بالمتوانِي
ولمَّا حَلَلْتُمْ بالأَيادِ أَمِنْتُمُ / فَصُبَّ عليكم فَارسُ الغَدَوَانِ
أَمامَ جيادٍ يكتُم النقعُ شَخْصَهَا / ولو ركضتْ بالهَضْبِ هَضْب ابَانِ
نزائعُ اما عرضةٌ لِكَريهَةٍ / تُقادُ واما عُرضَةٌ لرِهَانِ
تَخُصُّ السيوفُ المرهفاتُ جِبَاهَهَا / ويأخذُ منها الطَّعْنُ كلَّ مكَانِ
فأنقذْتُها منهمْ وهمْ يَطردونَها / كما طُرِدَتْ بالقَاعِ شَاةُ اِرانِ
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا / كأَنَّ الردينياتِ لا تعرفُ الطَّعنَا
لعبنا بها لِعبَ الأجادلِ بالقَطا / نُوكّل بالاقصى وانْ أَمكن الأَدنىَ
وعُطلنَ حتى لو شَرِبنا دماءَنا / وصِرنَ الى الأرواحِ ما رَويتْ منَّا
طلبنا مقيلَ الضّغنِ حتى تناذرتْ / قلوبُ الأعادي أَنْ تُسر لنا الضِّغْنَا
وقَدَّمَنَا جَدٌّ تُهابُ شَذَاتُه / وصدْقٌ اذا ما أَخلفَ البارقُ الظنَّا
وصبرٌ على وقع السيوفِ مُدرَّبٌ / جديرٌ بأَن تَفنَى السيوفُ ولا يفنَى
وشتانَ ما بيني وبين مشمِّرٍ / يعد النّدى ربحاً ويعتدُّه غُبنَا
برأتُ ولكن لا يزالُ يعودني / خَيالٌ عليه العينُ لا تأمنُ الجَفنَا
يلُفُّ مع الظلماءِ عِطفى بِعِطفِهِ / كما لفَّ لذمُ الريحِ بالغُصُنِ الغُصْنَا
وأَعرضتُ حتى ما أُسائلُ راكباً / عن القارةِ الغيظاءِ هل سأَلتْ عنَّا
وما أَنا من روادِ فلجٍ وحائلٍ / ولا نجعُ الصَّمَانِ مِنّي ولا الدّهْنَا
سِوى أَنَّ علوي الرياحِ تشوقُني / ويطربني نوحُ الحَمَامِ اذا غَنَّى
وَرَمَّانٌ لولا أنْ يُقال بدا له / لقلتُ سَقى الرحمُ هضبتَه اليُمنَا
ولم أَعنِ رُمَّان الحبيبِ بمأرب / وما كل من يُسمَى بصاحبه يُعنَى
ويا نجدُ لو لاموا حبالكِ كلَّها / لما كان الاَّ من حبالكِ مستثنَى
تعرضَ دونَ الوِردِ وردٌ مصدرٌ / وأَوفى على مِيانِه اللحم الأَقنَا
فودعَ وصلَ الغانياتِ مشمرٌ / أَخو ثقةٍ داءُ الحروبِ له مَغْنَى
يشد على الرمحِ المثقفِ كعبه / ويضربُ حد السيفِ يحسِبه قِرنَا
فلّلهِ وخط الفجرِ في لُمة الدُّجى / ومسترقٌ يَنعَى السرورُ به الحُزنَا
الى طَفَلٍ ما غيرَ الليلُ لونَه / اِليَّ بَدا الاصباحُ أَصبحَ مغتنَى
وزائرةٍ تسري كأَنَّ نسيمها / نسيمُ الخُزامى في صَبا طرقتْ وَهْنَا
كأَن اِلهَ الناسِ صورَ خلقَه / وخيرها فاختارت البخلَ والحُسنَا
ومرتجزٌ بالرعدِ يقصِفُ هدرُهُ / اذا مرَّ بالاطلالِ مِنْ دَارِنا حَنَّا
أَصاب البوادي والحواضنَ صوبُه / وجنَّ به نبتُ البلادِ كما جُنَّا
وذو نَفَلٍ جَعدٍ يضاحك وهدَه / رُباه اذا ما يَومه لبس الدجنَا
ومرُّ المَهَارى بين رِفدٍ وضالةٍ / تراجمُ من أركان ناصفِ ركنَا
ومنهمرٌ يشأَى الطريدةَ وقعُه / اذا مَارَ في فنٍّ سلكتُ به فَنَّا
يَعَضُّ على النابينِ فأْس لجامهِ / ويقطَعُ من آرائِهِ الشَّطِنَ المُثْنَى
وقرعُ الحديدِ الفارسي بمثلهِ / اذا بعضُهُ للضربِ في بعضِهِ طَنَّا
وسافرةٌ تدعو الضيوفَ وموثرٌ / على نفسِهِ ما نِيلَ من زاده الاهنَا
طويتُ على الاقواءِ بَطني وانَّما / لكل امريءٍ من بُلغةِ العيشِ ما أَغنَى
ولم أمدح الفهريَّ حتى بلوتُه / فطبقَ لفظي من ضريبتهِ المعنَى
وعولتُ من نصرِ الغُطيفِ وباسلٍ / على الأُذُنِ الصماءِ والمقلةِ الوَسنَى
وهافَتْ لَبُوني بالبليخِ فخيلتْ / كما لقيتْ يومَ الغدير على دُرْنَا
فلا حَجَبَاتُ الكلبِ آل مُقلدٍ / سَقَوها ولا البُرصُ الفِقاح بنو اللخنَا
ولو أَنها السمرُ الطوالُ تغمرتْ / وما وَرَدَتْ لَبَاتُهُم تطلبُ الاذنَا
وما زلتُ في حدِّ الظهيرةِ واقفاً / أُمارسُ من أَخلاقها الشّيم الحُجْنَا
منعتُم جوار الماءِ أن يردِ اللهَا / ولا تمنعونَ القولَ أَنْ يَرِدَ الاذنَا
ولا تمنعونَ السائراتِ كأَنَّها / كتائبُ خيلٍ تَحمِل الاسلَ اللدْنَا
اذاً لكسوتُ العارَ أَعراضَ عامرٍ / صُراحاً ولهم ألحنْ لجهلهُم لَحنَا
أَرى أَملي يبغي الخلودَ وسائقي / الى الأمد المبلوغ يزبُنُني زَبنَا
أضعتُ الشبابَ الغَضَّ في طاعةِ النهى / ولم استَعِضْ الا المشيبَ به خِدنَا
وكم فُرصةٍ فاتَتْ وأَصبحَ ربُّها / يَعَضُّ عليها الكفَّ أَو يقرعُ السنَّا
وشَرُّ حياةِ المرء آخرُ ظمئهِ / وانْ نالَ أَسبابَ الغِنىَ وَرَعى الأَمنَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025