المجموع : 4
سَريتُ على ظهرِ الأقَبِّ مُشَمِّراً
سَريتُ على ظهرِ الأقَبِّ مُشَمِّراً / أقودُ بهِ الظلماءَ وهي حَرونُ
كأنّ الدُجى منّي تخافُ وتتقي / فكلُّ هواديهِ عليَّ عُيونُ
خليليَّ لا تستعجِلا وَدَعَاني
خليليَّ لا تستعجِلا وَدَعَاني / وحلاّ بدارِ الحزمِ وانتظِراني
لَم يكُ هَذا الدّينُ سنةَ واحدٍ / وأصبحَ منهُ اليومَ ما تريانِ
تُحرقُ دوحَ الواديينِ شرارةٌ / ويجمعُ جَدَّ المرءِ بعدَ حِرانِ
كأنّكما لم تعلَما حربَ وائلٍ / وما استلبتْ من صَعدَةٍ وحِصانِ
وقتلَ كليبٍ في جريرةِ ناقةٍ / وقد كانَ لا يَخشى جِنايةَ جانِ
وعبسٌ أذاعُوا في الرّهانِ سيوفَهُم / فافنوا بها الإعمارَ وهي فَوانِ
وأسندتِ الشَّعرَ الرقابُ نحورُها / إلى حَرِّ ضربٍ صادقٍ وطِعانِ
ألا رَجُلٌ يستلُّني من هَويّةٍ / تهدَّمَ بي في قعرِها الرَّجَوانِ
ومولىً كمولى الذئبِ شمَ نجيعَهُ / رأى الدهرَ يَرمي صفحتي فرَماني
دعاني وعَرضُ الرملِ بين وبينَه / فألاّ دَعاني والرماحُ دوانِ
فإنْ كانَ رمحي ليس يبلُغُ قلبَه / فإنّ سِناني في القُلوبِ لساني
وحمّلَ ركبانَ الطريقِ وعيده / فعلم سنى الضّحكَ حين أتاني
وقلتُ لمن أدى الرّسالةَ قل لهُ / ستُنكِرُ هَذا القولَ حين تَراني
فخرّ صَريعاً للوعيد كأنّني / ثَنيتُ له بالسّمهريِّ بَناني
أأنْ غلبتْ سعدٌ على المجدِ كلِّه / غلبتَ على البغضاءِ والشنآنِ
فقد بَليتْ تحت الترابِ عِظامُهُمْ / وغيظُك لا يَبلى على الحَدثانِ
تُلفَّتُ في أعطافِها وبُرودِها / بني وائلٍ تعساً لشرِّ زَمانِ
وهل ينفعُ الفتيانَ حسنُ جسومِهِمْ / إذا كانت الأعراضُ غيرَ حِسانِ
فلا تجعل الحسنَ الدليلَ على الفتى / فما كلُّ مصقولِ الحديدِ يمانِ
لعَمري لقد قادَ الضلالُ ركابَنا / إلى شرِّ مخلوقٍ من الحَيوانِ
أبَوا أنْ يبلوا في الهَجيرِ حلوقنا / وأعينُها تَدمى من الهَمَلانِ
ولو جاورتْ وهباً لقصَّ حِبالَها / وأثقالَها عن منكبٍ وجِرانِ
لضمّ على أحشائِها رُكباتِها / وقال رِدي قبلَ الحياضِ جِناني
وإنّ فتىً بعدَ القطيعةِ زرتُه / لأكرمُ من تمشي بهِ قدمانِ
سَقانيَ في كأسِ البشاشةِ مرحباً / ألا مرحبا أكرمتَ غيرَ مُهانِ
فقلْ للطّوالِ الشُّمِّ كعبِ بنِ عامرٍ / وخُصَّ سَراةَ الحيِّ من غَطَفانِ
وبكراً ومن حلّ القَنانَ وطيئاً / ومن ضَمَّ من أشياعِها الجَبَلانِ
رِدوا وانزلوا عَرضَ البلادِ فأنّى / نزلتْ من الدُنْيا أعزَّ مكانِ
علِقتُ على ضعفِ الحِبالِ وذلِّها / بأمنعِ حبلٍ علقته يدانِ
فأصبحتِ الأقدارُ ترهبُ أسهمي / وتأخذُ أحداثُ الزّمانِ أماني
وإنّ الخَنا والغدرَ في الناسِ شيمةٌ / كَفى اللهُ وهبا شرَّها وكفاني
حماني من الظّنِّ الكذوبِ وقال لي / همومُك من همي وشانُك شاني
وكانتْ ضُلوعي لا يقرُّ قرارُها / وقلبي لا يهدأ من الخَفَقانِ
دعوتُ سواهُ للعُلا فأجابَني / وأجللتُه عن مَطلَبي فَبداني
وجاءَ بها كعبيةً حاتِميّةً / سجيّةَ ماضي الشفرتين هِجانِ
ومكرمةً في ذا الزمانِ غريبةً / تَدارَكها تجري بغيرِ عِنانِ
ولي حاجةٌ لولاكَ عزَّ طِلابُها / على كلِّ قاصٍ في البِلادِ ودانِ
سعى نحوَها الساعونَ يبتدرونَها / ولكنّه سَعيٌ لعمرُكَ وانِ
هم كرِهوا الأقرانَ حينَ تزعزعَتْ / صدورُ القَنا والتفتِ الفئتانِ
إلى أينَ وليتُم وجارُ بيوتكُم / يجاذبُ حبلي ذِمّةً وضَمانِ
وباتَ على الجُدرانِ يَرمُقُ قوتَها / جناحا غرابٍ هَمَّ بالطّيرانِ
إذا اللهُ لم يأذنْ لِما أنتَ طالبٌ / أعانكَ في الحاجاتِ غيرُ معانِ
تلافَ بها حقَّ المروءةِ وارعَها / فَما يُمكن الأحصانُ كلَّ أوانِ
وكم من عزيزٍ قد تخطيتُ نصرَهُ / إليكَ وباقي الريقِ غيرُ جَنانِ
تُجيرُ على الأعداءِ والطعنُ فائرُ / وبيضُ الظُّبا والهامُ يَعْتَلِجانِ
وكنتُ إذا ما حاجةٌ حالَ دونَها / نهارٌ وليلٌ ليسَ يَعتذرانِ
حَملتُ على سوءِ القضاءِ ملامَها / ولم أُلزمِ الإخوانَ ذنبَ زَماني
عجِبتُ لِهذا الدهرِ كيفَ يَضيمُنا / على ما بهِ من ذِلّةٍ وهَوانِ
وتَطرُقُنا فيه المناحِسُ بعدَما / رأتكَ نجومُ الليلِ والقمرانِ
ولو كان خَلقٌ فوقَها كنتَ فوقَه / فما هذه الدنيا وما الثَّقلانِ
رأيتُ لساني فيكَ يحسِدُ خاطري / وتحسُدُه في مدحِكَ الشّفتانِ
فيا ربِّ هَبْ لي وصلَ وهبٍ وقربَهُ / وصدعْ هَوى من شئتَ بعد تَدانِ
فأقْسِمُ لوْلا بذلُه ووفاؤهُ / لصافحتُ سيفي واعتنقتُ سِناني
ضَمِنتُ لِسَعْدٍ بالأَبارقِ رَدَّهَا
ضَمِنتُ لِسَعْدٍ بالأَبارقِ رَدَّهَا / وكانتْ بنو سَعدٍ تُجيزُ ضَمانِي
طلبتمْ بها أَوتارَ يومِ قُرَاقِرٍ / وما طَالبُ الأَوتَارِ بالمتوانِي
ولمَّا حَلَلْتُمْ بالأَيادِ أَمِنْتُمُ / فَصُبَّ عليكم فَارسُ الغَدَوَانِ
أَمامَ جيادٍ يكتُم النقعُ شَخْصَهَا / ولو ركضتْ بالهَضْبِ هَضْب ابَانِ
نزائعُ اما عرضةٌ لِكَريهَةٍ / تُقادُ واما عُرضَةٌ لرِهَانِ
تَخُصُّ السيوفُ المرهفاتُ جِبَاهَهَا / ويأخذُ منها الطَّعْنُ كلَّ مكَانِ
فأنقذْتُها منهمْ وهمْ يَطردونَها / كما طُرِدَتْ بالقَاعِ شَاةُ اِرانِ
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا
تَحِيدُ الردينياتُ يومَ الوغى عنَّا / كأَنَّ الردينياتِ لا تعرفُ الطَّعنَا
لعبنا بها لِعبَ الأجادلِ بالقَطا / نُوكّل بالاقصى وانْ أَمكن الأَدنىَ
وعُطلنَ حتى لو شَرِبنا دماءَنا / وصِرنَ الى الأرواحِ ما رَويتْ منَّا
طلبنا مقيلَ الضّغنِ حتى تناذرتْ / قلوبُ الأعادي أَنْ تُسر لنا الضِّغْنَا
وقَدَّمَنَا جَدٌّ تُهابُ شَذَاتُه / وصدْقٌ اذا ما أَخلفَ البارقُ الظنَّا
وصبرٌ على وقع السيوفِ مُدرَّبٌ / جديرٌ بأَن تَفنَى السيوفُ ولا يفنَى
وشتانَ ما بيني وبين مشمِّرٍ / يعد النّدى ربحاً ويعتدُّه غُبنَا
برأتُ ولكن لا يزالُ يعودني / خَيالٌ عليه العينُ لا تأمنُ الجَفنَا
يلُفُّ مع الظلماءِ عِطفى بِعِطفِهِ / كما لفَّ لذمُ الريحِ بالغُصُنِ الغُصْنَا
وأَعرضتُ حتى ما أُسائلُ راكباً / عن القارةِ الغيظاءِ هل سأَلتْ عنَّا
وما أَنا من روادِ فلجٍ وحائلٍ / ولا نجعُ الصَّمَانِ مِنّي ولا الدّهْنَا
سِوى أَنَّ علوي الرياحِ تشوقُني / ويطربني نوحُ الحَمَامِ اذا غَنَّى
وَرَمَّانٌ لولا أنْ يُقال بدا له / لقلتُ سَقى الرحمُ هضبتَه اليُمنَا
ولم أَعنِ رُمَّان الحبيبِ بمأرب / وما كل من يُسمَى بصاحبه يُعنَى
ويا نجدُ لو لاموا حبالكِ كلَّها / لما كان الاَّ من حبالكِ مستثنَى
تعرضَ دونَ الوِردِ وردٌ مصدرٌ / وأَوفى على مِيانِه اللحم الأَقنَا
فودعَ وصلَ الغانياتِ مشمرٌ / أَخو ثقةٍ داءُ الحروبِ له مَغْنَى
يشد على الرمحِ المثقفِ كعبه / ويضربُ حد السيفِ يحسِبه قِرنَا
فلّلهِ وخط الفجرِ في لُمة الدُّجى / ومسترقٌ يَنعَى السرورُ به الحُزنَا
الى طَفَلٍ ما غيرَ الليلُ لونَه / اِليَّ بَدا الاصباحُ أَصبحَ مغتنَى
وزائرةٍ تسري كأَنَّ نسيمها / نسيمُ الخُزامى في صَبا طرقتْ وَهْنَا
كأَن اِلهَ الناسِ صورَ خلقَه / وخيرها فاختارت البخلَ والحُسنَا
ومرتجزٌ بالرعدِ يقصِفُ هدرُهُ / اذا مرَّ بالاطلالِ مِنْ دَارِنا حَنَّا
أَصاب البوادي والحواضنَ صوبُه / وجنَّ به نبتُ البلادِ كما جُنَّا
وذو نَفَلٍ جَعدٍ يضاحك وهدَه / رُباه اذا ما يَومه لبس الدجنَا
ومرُّ المَهَارى بين رِفدٍ وضالةٍ / تراجمُ من أركان ناصفِ ركنَا
ومنهمرٌ يشأَى الطريدةَ وقعُه / اذا مَارَ في فنٍّ سلكتُ به فَنَّا
يَعَضُّ على النابينِ فأْس لجامهِ / ويقطَعُ من آرائِهِ الشَّطِنَ المُثْنَى
وقرعُ الحديدِ الفارسي بمثلهِ / اذا بعضُهُ للضربِ في بعضِهِ طَنَّا
وسافرةٌ تدعو الضيوفَ وموثرٌ / على نفسِهِ ما نِيلَ من زاده الاهنَا
طويتُ على الاقواءِ بَطني وانَّما / لكل امريءٍ من بُلغةِ العيشِ ما أَغنَى
ولم أمدح الفهريَّ حتى بلوتُه / فطبقَ لفظي من ضريبتهِ المعنَى
وعولتُ من نصرِ الغُطيفِ وباسلٍ / على الأُذُنِ الصماءِ والمقلةِ الوَسنَى
وهافَتْ لَبُوني بالبليخِ فخيلتْ / كما لقيتْ يومَ الغدير على دُرْنَا
فلا حَجَبَاتُ الكلبِ آل مُقلدٍ / سَقَوها ولا البُرصُ الفِقاح بنو اللخنَا
ولو أَنها السمرُ الطوالُ تغمرتْ / وما وَرَدَتْ لَبَاتُهُم تطلبُ الاذنَا
وما زلتُ في حدِّ الظهيرةِ واقفاً / أُمارسُ من أَخلاقها الشّيم الحُجْنَا
منعتُم جوار الماءِ أن يردِ اللهَا / ولا تمنعونَ القولَ أَنْ يَرِدَ الاذنَا
ولا تمنعونَ السائراتِ كأَنَّها / كتائبُ خيلٍ تَحمِل الاسلَ اللدْنَا
اذاً لكسوتُ العارَ أَعراضَ عامرٍ / صُراحاً ولهم ألحنْ لجهلهُم لَحنَا
أَرى أَملي يبغي الخلودَ وسائقي / الى الأمد المبلوغ يزبُنُني زَبنَا
أضعتُ الشبابَ الغَضَّ في طاعةِ النهى / ولم استَعِضْ الا المشيبَ به خِدنَا
وكم فُرصةٍ فاتَتْ وأَصبحَ ربُّها / يَعَضُّ عليها الكفَّ أَو يقرعُ السنَّا
وشَرُّ حياةِ المرء آخرُ ظمئهِ / وانْ نالَ أَسبابَ الغِنىَ وَرَعى الأَمنَا