وُلُوْعٌ بَتذكارِ الأحبَّةِ لا يَفْنَى
وُلُوْعٌ بَتذكارِ الأحبَّةِ لا يَفْنَى / وفرطُ حنينٍ في المنازلِ لو أغنى
ودمعٌ غزيرٌ بعدَ جيرانِ حاجرٍ / يُخَجَّلُ هامي غَربِ دِمتهِ المُزْنا
أُوزَّعُه يوماً على الهجرِ والنوى / ويوماً إذا ما اجتزتُ بالربعِ والمغنى
ومنزلِ لهوٍ مذ وقفتُ بربعِه / عقيبَ نوى سكانِه قارعاً سنّا
أُنادي به لُبنى واِن كنت لا أرى / سوى مربع بالي الرسومِ ولا لُبنى
على العادةِ الأولى فلّلهِ درُّها / قُبَيلَ النوى ما كان أصفى وما أهنا
وللهِ أيامٌ حظيتُ على الحمى / بها مثلَ رَجْعِ الطَّرْفِ ثمَّ انجلتْ عنّا
لئن لا مني العُذّالُ فيها فما لهم / ضلوعي التي مِن جمرِ الغَضا تُحنى
ولا قطفوا باللثمِ وردةَ خَدَّها / ولا هصروا في ثِني أبرادِها الغصنا
مهفهفةٌ كم باتَ يَحسِدُ قربَها / اليَّ النوى حتى اشتفى فعلُها منّا
لعمري لقد أمهى لها البينُ بعدما / تدانى مزارنا مخالِبَهُ الحُجْنا
وسارتْ فقلبي بعدما بانَ أُنسُها / كأنّي أراه حلَّ مِن بعدِها سِجنا
فيا ليتها عادتْ وعادتْ بأهلِها / حميدةَ أوقاتِ التداني كما كنّا
لقد حَسَدَتْ عينايَ عندَ سُهادِها / عقيبَ نوى أحبابها المقلةَ الوسنى
اِذا نفحاتُ الريحِ هبَّتْ عنِ الغَضا / معطَّرةَ الأنفاسِ مِن نحوِها هِمنا
علامةُ أهلِ الوجدِ طرفٌ مسهَّدٌ / يفيضُ بقاني الدمعِ أو جسدٌ مضنى
وما روضةٌ قد وشَّعَتْها يدُ الحيا / فأبدتْ لنا أزهارُها الملبسَ الأسنى
سرى في حواشيها النسيمُ معنبراً / وجرَّ بليلاً في جوانبها الرُّدْنا
وحلَّ عليها المزنُ أخلافَ دَرَّهِ / وميَّلَ فيها الريحُ أغصانَها اللُّدْنا
بأحسنَ منها يومَ زارتْ وقد جَلا / صباحُ محيّاها لنا الأمنَ واليُمنا
فيا سائقَ الأنضاءِ يأتمُّ حاجراً / رويدكَ كم تُفنى بها السَّهْل والحَزْنا
يَطيرُ على وجهِ الثرى مِن لُغامِها / اِذا احتثَّها العادونَ ما أشبه العِهْنا
نواحلُ قد أنضيتُهُنَّ إلى الحمى / وقد كنَّ في الأرسانِ قبلَ النوى بُدْنا
فَعُجْ أيُّها العَجْلانُ بي نحوَ حاجرٍ / فلولا أليمُ الهجرِ والشوقِ ما عُجْنا
أسائلُ أطلالَ الديارِ واِنَّها / لتورِثُنا الهمَّ المبرَّحَ والحُزْنا
فأُقسمُ لولا جاحمُ الوجدِ لم نَبُحْ / بسرًّ ولولا البينُ فيهنَّ ما نُحْنا
وما ذاتُ طوقٍ في الظلامِ شجيةٌ / تُردَّدُ في الأغصانِ مِنْ شوقِها اللحنا
لقد أفصحتْ عما أَجَنَّ ضميرُها / الى أن غدونا عند اِفصاحِها لُكْنا
اِذا ما تغنَّتْ فوقَ غصنِ أراكةٍ / طربنا فحييَّنا أراكتَها الغَنّا
وخامرنا مِن نفحةِ البانِ نشوةٌ / رفضنا لِجرّاها السلافةَ والدَّنّا
بأطربَ مِن شعري وأين كمثلِه / قريضٌ عليه تَحسِدُ المقلةُ الأذِنا
اِذا ما دعا العُصْمَ استجابتْ صبابةً / اليه وأنساها شوامِخُها الرَّعْنا
فكيف إذا ما الصبُّ رجعَّ صوتَه / به عند تَذكارِ الأحبَّةِ أو غنّى
اِذاً لسمعتَ الوجدَ تُروى صحيحةً / أحاديثُه في كلَّ ناحيةٍ عنّا