القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الملك الأَمجَد الكل
المجموع : 2
هوًى بينَ أحناءِ الضلوعِ دفينُ
هوًى بينَ أحناءِ الضلوعِ دفينُ / وسِرٌّ على شَحْطِ المزارِ مصونُ
وعينٌ على الأطلالِ ساكبُ دمعِها / يساعدُني يومَ النوى ويُعينُ
أحِنُّ حنينَ الرائماتِ عشيةً / وقد خَفَّ عن تلكَ الديارِ قطينُ
حنيناً كما شاءَ الغرامُ وما الهوى / ولا الشوقُ إلا لوعةٌ وأنينُ
فيا قلبُ حتى ما لدائكَ في الهوى / دواءٌ لقد عاداكَ منه جُنُونُ
أما لمثارِ الوجدِ عندكَ كلَّما / تقادمَ عهدُ الظاعنينَ سكونُ
ولا للنوى إلا الدموعُ مذالةً / سحائبهنَّ الهاطلاتُ جفونُ
ومَنْ ذا الذي مِن بعدِ جيرانِ ضارجٍ / يُهَوَّنُ وداً ما أراه يهونُ
واِنّي وان جادوا بمثلي على الهوى / بمثلِهُمُ عُمْرُ الزمانِ ضنينُ
وذي حَزَنٍ للبينِ ولهانَ كلَّما / تناءَتْ فيافٍ دونهمْ وحُزُونُ
لقد بَعُدوا عنه وأصبحَ كلُّ ما / تمنّاه قبلَ البينِ وهو مَنونُ
أحبَّةَ قلبي بعدَما بانَ أنسُكمْ / وبِنتمْ عنِ الجرعاءِ كيف أكونُ
قضى الوجدُ لي أن لا أزالَ مسهَّداً / اِذا هجعتْ تحت الظلامِ عيونُ
وأَنْ ليس يُهْدِي العائدينَ لمضجعي / مِنَ السُّقْمِ إلا زفرةٌ وأنينُ
أبيتُ نجيَّ الفكرِ لا أَطعَمُ الكرى / حِذاراً وخوفاً أن يخونَ قرينُ
وأقلقُ مِن تَذكارِ عيشٍ أَلِفْتُهُ / سجيةَ مَنْ لم يدرِ كيف يخونُ
قمينٌ بحفظِ العهدِ في القربِ والنوى / ومثلي جديرٌ بالوفاءِ قمينُ
وانْ لاحَ لي برقٌ بمَيْثاءِ حاجرٍ / جرتْ بالدموعِ السافحاتِ شؤونُ
وهاتفةٍ في البانِ مثلي شجيَّةٍ / تنوحُ فتبدو لوعتي وتَبينُ
اِذا غرَّدتْ مِن فوقِ غصنِ أراكةٍ / تَحدَّرَ دمعٌ لا يَجِفُّ هَتونُ
غزيرٌ وقد ضَنَّ السحابُ بمائهِ / مُعينٌ على وجدي الغداةَ مَعينُ
حمائمُ أمستْ والغصونُ تشوقُها / وأيُّ فؤادٍ ما اطَّبتْهُ غصونُ
فلو أن أحبابي على العهدِ ما اغتدى / السَّهَرُ المألوفُ وهو قرينُ
ولو أنصفوني في الصبابةِ لم أَبِتْ / وقلبيَ في أَسِرِ الغرامِ رهينُ
أحبَّتنا لي بالايابِ مواعدٌ / فحتامَ تُلوَى والعِداتُ دُيُونُ
وحتامَ أشكو الهجرَ منكمْ شكايةً / تُعَلَّمُ صدرَ الصخرِ كيف يلينُ
اِذا قلتُ هذا آخرُ البعدِ طوَّحتْ / نوًى بكمُ تُنضي المطيَّ شَطُونُ
فما حيلتي قد سارَ شكاً اِيابُكمْ / وأمّا النوى والهجرُ فهو يقينُ
وفي حالتي هجرانكمْ ووصالكمْ / مكانُكمُ دونَ الشَّغافِ مكينُ
يميناً بكمْ لا حِلتُ عمّا عهدتُمُ / ولا كَذَبَتْ لي بالوفاءِ يمينُ
ولا زلتُ موقوفاً على الوجدِ كلَّما / تَغنَّتْ حمامات لهنَّ وكُونُ
وكيف يَرى نَقْضَ المواثيقِ مُدْنَفٌ / له الحبُّ شرعٌ والصبابةُ دينُ
ومَضْنَيْ غرامٍ يبكيان إذا جَرَى / حديثُ التداني والحديثُ شجونُ
يَهيمانِ بالظبي الغريرِ وحولَهُ / أُسودٌ لها سُمْرُ الرماحِ عرينُ
فهذا جريحٌ من سيوفِ لحاظِه / وهذا بعسّالِ القَوامِ طعينُ
وُلُوْعٌ بَتذكارِ الأحبَّةِ لا يَفْنَى
وُلُوْعٌ بَتذكارِ الأحبَّةِ لا يَفْنَى / وفرطُ حنينٍ في المنازلِ لو أغنى
ودمعٌ غزيرٌ بعدَ جيرانِ حاجرٍ / يُخَجَّلُ هامي غَربِ دِمتهِ المُزْنا
أُوزَّعُه يوماً على الهجرِ والنوى / ويوماً إذا ما اجتزتُ بالربعِ والمغنى
ومنزلِ لهوٍ مذ وقفتُ بربعِه / عقيبَ نوى سكانِه قارعاً سنّا
أُنادي به لُبنى واِن كنت لا أرى / سوى مربع بالي الرسومِ ولا لُبنى
على العادةِ الأولى فلّلهِ درُّها / قُبَيلَ النوى ما كان أصفى وما أهنا
وللهِ أيامٌ حظيتُ على الحمى / بها مثلَ رَجْعِ الطَّرْفِ ثمَّ انجلتْ عنّا
لئن لا مني العُذّالُ فيها فما لهم / ضلوعي التي مِن جمرِ الغَضا تُحنى
ولا قطفوا باللثمِ وردةَ خَدَّها / ولا هصروا في ثِني أبرادِها الغصنا
مهفهفةٌ كم باتَ يَحسِدُ قربَها / اليَّ النوى حتى اشتفى فعلُها منّا
لعمري لقد أمهى لها البينُ بعدما / تدانى مزارنا مخالِبَهُ الحُجْنا
وسارتْ فقلبي بعدما بانَ أُنسُها / كأنّي أراه حلَّ مِن بعدِها سِجنا
فيا ليتها عادتْ وعادتْ بأهلِها / حميدةَ أوقاتِ التداني كما كنّا
لقد حَسَدَتْ عينايَ عندَ سُهادِها / عقيبَ نوى أحبابها المقلةَ الوسنى
اِذا نفحاتُ الريحِ هبَّتْ عنِ الغَضا / معطَّرةَ الأنفاسِ مِن نحوِها هِمنا
علامةُ أهلِ الوجدِ طرفٌ مسهَّدٌ / يفيضُ بقاني الدمعِ أو جسدٌ مضنى
وما روضةٌ قد وشَّعَتْها يدُ الحيا / فأبدتْ لنا أزهارُها الملبسَ الأسنى
سرى في حواشيها النسيمُ معنبراً / وجرَّ بليلاً في جوانبها الرُّدْنا
وحلَّ عليها المزنُ أخلافَ دَرَّهِ / وميَّلَ فيها الريحُ أغصانَها اللُّدْنا
بأحسنَ منها يومَ زارتْ وقد جَلا / صباحُ محيّاها لنا الأمنَ واليُمنا
فيا سائقَ الأنضاءِ يأتمُّ حاجراً / رويدكَ كم تُفنى بها السَّهْل والحَزْنا
يَطيرُ على وجهِ الثرى مِن لُغامِها / اِذا احتثَّها العادونَ ما أشبه العِهْنا
نواحلُ قد أنضيتُهُنَّ إلى الحمى / وقد كنَّ في الأرسانِ قبلَ النوى بُدْنا
فَعُجْ أيُّها العَجْلانُ بي نحوَ حاجرٍ / فلولا أليمُ الهجرِ والشوقِ ما عُجْنا
أسائلُ أطلالَ الديارِ واِنَّها / لتورِثُنا الهمَّ المبرَّحَ والحُزْنا
فأُقسمُ لولا جاحمُ الوجدِ لم نَبُحْ / بسرًّ ولولا البينُ فيهنَّ ما نُحْنا
وما ذاتُ طوقٍ في الظلامِ شجيةٌ / تُردَّدُ في الأغصانِ مِنْ شوقِها اللحنا
لقد أفصحتْ عما أَجَنَّ ضميرُها / الى أن غدونا عند اِفصاحِها لُكْنا
اِذا ما تغنَّتْ فوقَ غصنِ أراكةٍ / طربنا فحييَّنا أراكتَها الغَنّا
وخامرنا مِن نفحةِ البانِ نشوةٌ / رفضنا لِجرّاها السلافةَ والدَّنّا
بأطربَ مِن شعري وأين كمثلِه / قريضٌ عليه تَحسِدُ المقلةُ الأذِنا
اِذا ما دعا العُصْمَ استجابتْ صبابةً / اليه وأنساها شوامِخُها الرَّعْنا
فكيف إذا ما الصبُّ رجعَّ صوتَه / به عند تَذكارِ الأحبَّةِ أو غنّى
اِذاً لسمعتَ الوجدَ تُروى صحيحةً / أحاديثُه في كلَّ ناحيةٍ عنّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025