المجموع : 4
أَيا راكِباً نَحوَ الجَزيرَةِ جَسرَةً
أَيا راكِباً نَحوَ الجَزيرَةِ جَسرَةً / عُذافِرَةً إِنَّ الحَديثَ شُجونُ
مِنَ الموخِداتِ الضُمَّرِ اللاءِ وَخدُها / كَفيلٌ بِحاجاتِ الرِجالِ ضَمينُ
تَحَمَّل إِلى القاضي سَلامي وَقُل لَهُ / أَلا إِنَّ قَلبي مُذ حَزِنتَ حَزينُ
وَإِنَّ فُؤادي لِاِفتِقادِ أَسيرِهِ / أَسيرٌ بِأَيدي الحادِثاتِ رَهينُ
أُحاوِلُ كِتمانَ الَّذي بي مِنَ الأَسى / وَتَأبى غُروبٌ ثَرَّةٌ وَشُؤونُ
بِمَن أَنا في الدُنيا عَلى السِرِّ واثِقٌ / وَطَرفي نَمومٌ وَالدُموعُ تَخونُ
يَضِنُّ زَماني بِالثِقاتِ وَإِنَّني / بِسِرّي عَلى غَيرِ الثُقاتِ ضَنينُ
لَعَلَّ زَماناً بِالمَسَرَّةِ يَنثَني / وَعَطفَةَ دَهرٍ بِاللِقاءِ تَكونُ
أَلا لايَرى الأَعداءُ فيكَ غَضاضَةً / فَلِلدَهرِ بُؤسٌ قَد عَلِمتَ وَلينُ
وَأَعظَمُ ماكانَت هُمومُكَ تَنجَلي / وَأَصعَبُ ماكانَ الزَمانُ يَهونُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَنا الدَهرَ واحِدٌ / قَريناً لَهُ حُسنُ الوَفاءِ قَرينُ
فَأَشكو وَيَشكو مابِقَلبي وَقَلبِهِ / كِلانا عَلى نَجوى أَخيهِ أَمينُ
وَفي بَعضِ مَن يُلقي إِلَيكَ مَوَدَّةً / عَدُوٌّ إِذا كَشَّفتَ عَنهُ مُبينُ
إِذا غَيَّرَ البُعدُ الهَوى فَهَوى أَبي / حُصَينٍ مَنيعٌ في الفُؤادِ حَصينُ
فَلا بَرِحَت بِالحاسِدينَ كَآبَةٌ / وَلا هَجَعَت لِلشامِتينَ عُيونُ
بَخِلتُ بِنَفسي أَن يُقالَ مُبَخِّلٌ
بَخِلتُ بِنَفسي أَن يُقالَ مُبَخِّلٌ / وَأَقدَمتُ جُبناً أَن يُقالَ جَبانُ
وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ مُفاضَةٌ / وَرُمحٌ وَسَيفٌ قاطِعٌ وَحِصانُ
وَيَغتابُني مَن لَو كَفانِيَ غَيبَهُ
وَيَغتابُني مَن لَو كَفانِيَ غَيبَهُ / لَكُنتُ لَهُ العَينَ البَصيرَةَ وَالأُذنا
وَعِندي مِنَ الأَخبارِ مالَو ذَكَرتُهُ / إِذاً قَرَعَ المُغتابُ مِن نَدَمٍ سِنّا
وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني
وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني / هَوىً بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ دَفينُ
فَيَغلُظُ قَلبي ساعَةً ثُمَّ أَنثَني / وَأَقسو عَلَيهِ تارَةً وَأَلينُ
وَقَد كانَ لي عَن وِدِّهِ كُلُّ مَذهَبٍ / وَلَكِنَّ مِثلي بِالإِخاءِ ضَنينُ
وَلا غَروَ أَن أَعنو لَهُ بَعدَ عِزَّةٍ / فَقَدرِيَ في عِزِّ الحَبيبِ يَهونُ