المجموع : 5
هنتك أمير المؤمنين سعادةٌ
هنتك أمير المؤمنين سعادةٌ / وإقبالُ عِزّ جاء بالنُّجح مقرونَا
أتاك به حَوْلٌ سعيدٌ مبشِّرٌ / بأنّك فيه تملِك الهندَ والصِّينا
وتعلو ملوكَ الأرضِ طُرّاً مظفَّراً / بعزّ يُعزُّ الملكَ سَيفُك والدِّنيا
تفاءلتُ بالسَّبْعِين أَنَّك خالدٌ / مُبقيًّ على الأَيّام والمُلك سَبْعينا
ولو كان لي حُكْمٌ لأَهديتُ صِحَّتي / إليكَ وعمري ثُمَّ ما كنتُ مغبونا
فلا زال من يَنوي لك السوءَ ناقصاً / يَروحُ ويغَدو راغِم الأَنفِ مَلعْونا
وصلَّى عليك اللهُ يا بنَ نبِيّهِ / وزادك مِن نُعماهُ آمينَ آمينا
وأسوَدَ يحكي الليل نُقْبة لونِهِ
وأسوَدَ يحكي الليل نُقْبة لونِهِ / حَكَى أمَّه في كلّ تركيبِها لِينا
ويَبلُغ أقصى عمرِه وهو أمَردٌ / وتَحسَب باقي أَيْرِه عِقْدَ عِشرينا
أقول لِسربٍ مِن حَمامٍ عَرَضْن لي
أقول لِسربٍ مِن حَمامٍ عَرَضْن لي / يُغرِّدن في أعلى الغصونِ وينَدُبْنا
ويسكَّن في خضراءَ ناعمةِ الرُّبا / أَنيقةِ رَوْض النَّبْتِ آنِسةِ المَغنى
بَوارِحَ لا يخشَيْن بَيْناً ولا نوىً / رواتِع لا يَعرِفن همّاً ولا حُزْنا
فقلتُ هنيئاً للحَمامِ أمانُه / وإن كانتِ الأَيّامُ لم تُعطني أمنا
أسِرْبَ الحَمامِ لو لقِيتُنَّ بعضَ ما / أُلاقي لأَصبحتُنّ أوّلَ من يَضْنَى
ولو قد علمِتُنّ الّذي أنا عالمٌ / لما ناح منكْم هاتِفٌ لا ولا غَنىَّ
ومَن جَرَّب الأيّامَ تجرِبتي لها / دَرَى أنّها ليست تدومُ على مَعنَى
فحسبُك يا دهرُ اصطلَيتَ بنارِ من / لو أنّك سُمّ في تَراقِيهِ ما أَنَّا
وأكثرُ ما أهُجوك يا زمني به / من الفِعل أَنِّي لم أُحسِّنْ بك الظِّنّا
ذمَمْناك يا صَرْفَ الحوادثِ فانتصِرْ / وسُؤْناك يا رَيبَ الزمانِ فخذ مِنّا
فإنّا أُناس لا نَذِلّ لنَكْبةٍ / وأخلاقنا لا تَعرِف الخوفَ والجُبنا
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني / ورُحتُ ومالي فيه غيرُ مَصُونِ
وكانت به للرّاح عِندي وللصِّبا / ديونٌ فلم أَمطُلْ قضاء دُيوني
إذا بكّر الناقوسُ باكَرْتُ شُرْبهَا / وخالفَ أديانَ النَّواقِس دِيني
ورحتُ صَرِيعاً بين كأسِ مُدامةٍ / وترِجيعِ أوتارٍ ولحظِ عُيونِ
وَلم تَهتِكِ اللّذاتُ سِترَ مُرُوءتي / ولا أفسدتْ فيه الذنوبُ يَقِيني
دعاني فليس الرأيُ ما تَريَانِ
دعاني فليس الرأيُ ما تَريَانِ / نهاني الحِجَا عن كلِّ ما تَصفانِ
فما المجد في راح تَطوفُ بكأسها / رَداحٌ ولا في مَثْلثٍ ومثَاني
أرقتُ وعاد القلبَ طائفُ فِكرةٍ / نَأَى بالكرى عن مقلتي وشَجاني
وقد كَملتْ فيه النُّهى لا يَسرّه / نعيم ولا يرتاع للحَدَثان
أَرَى إِرثَنا في معشرٍ يملِكونه / ولم يُعطِهم إيّاه فَرْض قُرانِ
يُدافِعنا عن حقّنا كلّ غاصبٍ / ويُعدَى علينا فيه كلَّ زمانِ
ألسنا بني بنتِ النبيّ الّذي به / تخلَّص من زَيْغ العمى الثقلانِ
أليس أبونا خِدنُه ووصيه / وفارسه في كلّ يومِ طِعانِ
فكفّوا بني العبّاس عنا جِماحَكْم / فقد آن أن نغزو بكلّ مكان
متى لم تكونوا دُونَنا وتَسابقوا / لِصالحِنا في كلّ يومِ رِهان
بمن نُصِر الإسلام في يَوْمِ خيبرٍ / ويومِ حُنينٍ والقَنا مُتدان
أليس عليٌّ كان كاشفَ غَمِّها / وما كان للعبّاس ثمَّ يدانِ
ومَن فَرَجَ الغَمّاء عن وجه أحمدٍ / بمكّةَ لمّا رِيع كلُّ جنَان
فبات على ظَهرِ الفِراش بَديلَه / يقيه ردى الأعداء غيرَ جَبانِ
وكم مثلها من مفخرٍ وفضيلةٍ / حواها عليٌّ وهوَ ليس بوان
فإن قلتُم إنا جميعاً لهاشم / فما يستوي في الجثّة العَضُدان
فكم تدفعون الحقَّ والحقُّ واضحٌ / دنا منكُم ما كان ليس بِدانِ
أميّة كانت قبلَكْم في اغتصابها / أحقَّ فبارت وارتدت بهوانِ
أخذتمْ بغَضبٍ إرثَنا وصعِدتمُ / مَنابَر ما كنتم لها بأماني
وجئتمْ بأسماءٍ يَروقُ استماعُها / وألفاظِ حُسنٍ ما لهنَ معانِ
رشيدٌ ولم يَرْشُد وهادٍ وما هَدَى / بحقّ ومأمونٌ بغير أمان
ومعتِصمٌ لم يعتصمْ بإلهِه / ومقتدِر لِم يقتدر ببيانِ
ومعتضِد بالإفك خابَ اعتضاده / ومنتصرٌ بالبغي غيرُ مُعانِ
أصِيخوا فقد قام العزيز الّذي به / تدين خطوبُ الدهر بعدَ حِرانِ
كأن رواقَ المُلك من نور وجهِه / سماءٌ بدا في أُفقِها القَمران
أغرّ كَنصْل السيف يُمضي اعنزامَه / بكلّ رقيق الشَّفْرتين يمانِ
كأنّ العطايا والمنايا نوافلٌ / يجود بها مِنْ منُصُل وبنَان
حويتَ أبا المنصور كلَّ فضيلةٍ / وأمسكتَها دون الورى بعِنان
كأنّ جميعَ الخلِق جسمٌ مركَّبٌ / وأنت عليه الرأسُ والكَتِفانِ
يهنّيك بالعِيد الّذي أنتَ عِيدُه / وعيدُ الورى المحمودُ كلَّ أوانِ
كأنّك في سيماكَ إذ قمتَ خاطِبا / وأعيننا طرّا إليك روانِ
شبيه نبيِّ الله جَدِّك أحمَدٍ / ويشبِه فرعَ البانة الغُصُنان
وكم عَلَويٍّ فاطميٍّ مفضَّل / ولكنّهمْ ما فيهم لك ثانِ
ومنَ يدّعي منهمْ مكانَك في العلا / فقد جاء بالبهتان والهَذَيان
إذا ما كفاك الله ما أنت متّقٍ / شفانيَ ممّا أتّقي وكفاني
وإني لسهمٌ مِن سِهامِكَ ماطِرٌ / على كلّ من عاداك سَهم سِنان
أراك بعين النصح في كلّ حالة / على كل ما فيك اعتقدت تراني
ومن ذا الّذي يرعاك عنّي بوُدّه / على كلّ غيب أو بكلّ عِيان
أخٌ ووليٌّ مشفِقٌ وابنُ والدٍ / شقيقٍ ومَدّاحٌ بكلّ لِسانِ