القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 33
أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ
أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ / قَبيحَ المَساعي حينَ يُظلَمُ دائِنُ
لَعَمري لَقَد خادَعتُ نَفسِيَ بُرهَةً / وَصَدَّقتُ في أَشياءَ مَن هُوَ مائِنُ
وَخانَتَنِيَ الدُنيا مِراراً وَإِنَّما / يُجَهَّزُ بِالذَمِّ الغَواني الخَوائِنُ
أُعَلِّلُ بِالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً / كَأَنِّيَ لَم أَشعُر بِأَنِّيَ حائِنُ
يُحَدِّثُنا عَمّا يَكونُ مُنَجِّمٌ / وَلَم يَدرِ إِلّا اللَّهُ ماُ هُوَ كائِنُ
وَيَذكُرُ مِن شَأنِ القِرانِ شَدائِداً / وَفي أَيِّ دَهرٍ لَم تُبَتَّ القَرائِنُ
أَرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارَت قُصورُها / خَلاءً وَلم تَثبُت لِكِسرى المَدائِنُ
وَهَجَّنَ لَذّاتِ المُلوكِ زَوالُها / كَما غَدَرَت بِالمُنذِرينَ الهَجائِنُ
رَكِبنا عَلى الأَعمارِ وَالدَهرُ لُجَّةٌ / فَما صَبَرَت لِلمَوجِ تِلكَ السَفائِنُ
لَقَد حَمِدَ الأَبناءَ قَومٌ وَطالَما / أَتَتكَ مِنَ الأَهلِ الشُرورُ الدَفائِنُ
كَنائِنُ صِدقٍ كَثَّرَت عَدَدَ الفَتى / فَهُنَّ بِحَقٍّ لِلسِهامِ كَنائِنُ
تَجيءُ الرَزايا بِالمَنايا كَأَنَّما / نُفوسُ البَرايا لِلحِمامِ رَهائِنُ
تَنَطَّسَ في كَتبِ الوَثائِقِ خائِفٌ / مَنِيَّتُهُ وَالمَرءُ لا بُدَّ بائِنُ
يَضُنُّ عَلَيها بِالثَمينِ حَليلُها / وَنودَعُ في الأَرضِ الشُخوصُ الثَمائِنُ
يَخافُ إِذا حَلَّ الثَرى أَن يَقينَها / لِآخَرَ مِن بَعضِ الرجالِ القَوائِنُ
يَصونُ الكَريمُ العِرضَ بِالمالِ جاهِداً / وَذو اللُؤمِ لِلأَموالِ بِالعِرضِ صائِنُ
مَتى ما تَجِد مُستَرفِدَ الجودِ شاتِماً / فَفي البُخلِ لِلوَجهِ الَّذي ذينَ ذائِنُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ / وَلا الحَيُّ في حالِ السَلامَةِ آمِنُ
وَإِنَّ وَليداً حَلَّها لَمُعَذَّبٌ / جَرَت لِسِواهُ بِالسُعودِ الأَيامِنُ
وَنالَ بَنوها ما حَبَتهُم جُدودُهُم / عَلى أَنَّ جَدَّ المَرءِ في الجَدِّ كامِنُ
عَجِبتُ لِكَهلٍ قاعِدٍ بَينَ نُسوَةٍ
عَجِبتُ لِكَهلٍ قاعِدٍ بَينَ نُسوَةٍ / يُقاتُ بِما رَدَّت عَلَيهِ الرَوادِنُ
يُعالُ عَلى ذَمٍّ وَيُزجَرُ عَن قِلىً / كَما زُجِرَت بَينَ الجِيادِ الكَوادِنُ
يَكادُ الوَرى لا يَعرِفُ الخَيرَ بَعضُهُ / عَلى أَنَّهُ كَالتُربِ فيهِ مَعادِنُ
تُحارِبُنا أَيّامُنا وَلنا رِضاً / بِذَلِكَ لَو أَنَّ المَنايا تُهادِنُ
إِذا كانَ جِسمِيَ لِلرَغامِ أَكيلَةً / فَكَيفَ يَسُرُّ النَفسَ أَنِّيَ بادِنُ
وَمِن شَرِّ أَخدانِ الفَتى أُمُّ زَنبَقٍ / وَتِلكَ عَجوزٌ أَهلَكَت مَن تُخادِنُ
تُخَبَّرُ عَن أَسرارِهِ قُرَناءَهُ / وَمِن دونِها قفلٌ مَنيعٌ وَسادِنُ
إِذا عُدَّتِ الأَوطانُ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عُدَّتِ الأَوطانُ في كُلِّ بَلدَةٍ / لِقَومٍ سُجوناً فَالقُبورُ حُصونُ
وَما كانَ هَذا العَيشُ إِلّا إِذالَةً / فَعَلَّ تُراباً بِالحِمامِ يَصونُ
فَكُن بَعضَ أَشجارٍ تَقَضَّت أُصولُها / وَلَم يَبقَ في الدُنيا لَهُنَّ غُصونُ
وَجَدتُ سَوادَ الرَأسِ تَقلُبُ لَونَهُ
وَجَدتُ سَوادَ الرَأسِ تَقلُبُ لَونَهُ / مِنَ الدَهرِ بيضٌ يَختَلِفنَ وَجونُ
فَلا يَغتَرِر بِالمُلكِ صاحِبُ دَولَةٍ / فَكَم مِن ضِياءٍ غَيَّبَتهُ دُجونُ
وَإِنّي أَرى أَنصارَ إِبليسَ جَمَّةً / وَلا مِثلَ ما أَوفى لَهُ الزَرَجونُ
فَإِن كانَتِ الأَرواحُ بَعدَ فِراقِها / تَنالُ رَخاءً فَالجُسومُ سُجونُ
وَماءُ الصِبا إِن طالَ في الشَخصِ مُكثُهُ / أَضَرَّ بِهِ بَعدَ الصَفاءِ أُجونُ
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ زُرقُ أَسِنَّةٍ
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ زُرقُ أَسِنَّةٍ / بِها كُلُّ مَن فَوقَ التُرابِ طَعينُ
وَلَولا عُيونٌ حاسِراتٌ مَتى رَأَت / مُقيماً بِوَجهِ الأَرضِ قيلَ مَعينُ
وَلائِحُ هَذا الفَجرِ سَيفٌ مُجَرَّدٌ / أَعانَ بِهِ صَرفَ الزَمانِ مُعينُ
كَأَن قَد حَوَتهُم لَعنَةٌ مِن مَليكِهِم / وَمَن لَم يُطِع مَولاهُ فَهوَ لَعينُ
وَأَروَحُ مِن عَينٍ يَظَلُّ اِنتِسابُها / إِلى الإِنسِ وَحشٌ بِالمَهامِهِ عينُ
لَقَد لَجَنت بِالمالِ خَوصاءُ ضامِرٌ
لَقَد لَجَنت بِالمالِ خَوصاءُ ضامِرٌ / وَكَيفَ لَها أَنَّ اللُجَينَ لَجينُ
وَنَحنُ بَنو هَذا التُرابِ فَلا تَبِت / مُسِرَّ غَرامٍ أَن يُقالَ هَجينُ
حَياتِيَ تَعذيبٌ وَمَوتِيَ راحَةٌ / وَكُلُّ اِبنِ أُنثى في التُرابِ سَجينُ
أَقَبري بِوَهدٍ أَم وَجينٍ أَحُلُّهُ / فَإِنَّ أَديمَ الآدَمِيِّ وَجينُ
تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ
تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ / عَلَيَّ يَمينُ اللَهِ ما لَكَ دينُ
تَسيرُ إِلى البَيتِ الحَرامِ تَنَسُّكاً / وَيَشكوكَ جارٌ بائِسٌ وَخَدينُ
إِذا أَعمَلَ الفِكرَ الفَتى جَعَلَ الغِنى
إِذا أَعمَلَ الفِكرَ الفَتى جَعَلَ الغِنى / مِنَ المالِ فَقراً وَالسُرورُ بِهِ حُزنا
يَكونُ وَكيلاً لِلبَرِيَّةِ باذِلاً / وَلِلوارِثيهِ إِن أَرادَ لَهُ خَزنا
وَيُصبِحُ مَنثورُ البِلى كَنَظيمَةٍ / بَناها عُبَيدٌ لا يُقيمُ لَها وَزنا
وَفي الأَرضِ مَن يَستَمطِرُ السَيفُ رِزقُهُ / إِذا كانَ بَعضُ القَومِ يَستَمطِرُ المُزنا
عَرَفنا بِهِ خَيرَ الزَمانِ وَشَرَّهُ / أَجَل وَوَطِئنا فَوقَها السَهلَ وَالحَزنا
وَيَطمَعُ في وِردِ السَرابِ مَعاشِرٌ / وَسَوفَ يَروزونَ الخُطوبَ كَما رُزنا
سَتُرعى إِذا أُلفيتَ لِلَفظِ خازِناً
سَتُرعى إِذا أُلفيتَ لِلَفظِ خازِناً / وَتُدهى إِذا حَسَّنَت لِلذَهَبِ الخَزنا
فَأَنفِق بِميزانٍ مَقالَكَ وَاِبتَعِث / يَدَيكَ بِما أوتيتَ وَزناً وَلا وَزنا
وَكَم نِسوَةٍ رَبَّينَ كَالنَخلِ فِتيَةً / فَحُزنَ بِما أَمكَنَّ مِن وَلَدٍ حُزنا
لَعَمري لَقَد نامَ الفَتى عَن حِمامِهِ
لَعَمري لَقَد نامَ الفَتى عَن حِمامِهِ / إِلى أَن أَتاهُ حَتفُهُ مُتَوَسِّنا
إِذا ما فَعَلتَ الخَيرَ فَاِجعَلهُ خالِصاً / لِرَبِّكَ وَاِزجُر عَن مَديحِكَ أَلسُنا
فَكَونُكَ في هَذي الحَياةِ مُصيبَةٌ / يُعَزّيكَ عَنها أَن تَبُرَّ وَتُحسِنا
حَرامٌ عَلى النَفسِ الخَبيثَةِ بَينُها
حَرامٌ عَلى النَفسِ الخَبيثَةِ بَينُها / عَنِ الجِسمِ حَتّى تُجزِيَ السوءَ مُحسِنا
فَلا تُسدِ لِلنَفسِ الجَميلَ وَأَسدِهِ / لِرَبِّكَ وَاِنفُض عَن عُيونٍ تَوَسُّنا
غَنينا عُصوراً في عَوالِمَ جَمَّةٍ
غَنينا عُصوراً في عَوالِمَ جَمَّةٍ / فَلَم نَلقَ إِلّا عالَماً مُتَلاعِنا
إِذا فاتَهُم طَعنُ الرِماحِ فَمَحفِلٌ / تَرى فيهِ مَطعوناً عَلَيهِ وَطاعِنا
هَنيئاً لِطِفلٍ أَزمَعَ السَيرَ عَنهُمُ / فَوَدَّعَ مِن قَبلِ التَعارُفِ ظاعِنا
مَتى أَنا في هَذا التُرابِ مُغَيَّبٌ
مَتى أَنا في هَذا التُرابِ مُغَيَّبٌ / فَأُصبِحَ لا يُجنى عَلَيَّ وَلا أَجني
أَسيرُ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِعائِدٍ / إِلَيها وَهَل يَرتَدُّ قُطنٌ إِلى دَجنِ
وَجَدتُ بِها أَحرارَها كَعَبيدِها / قِباحَ السَجايا وَالصَرائِحَ كَالهُجنِ
وَيَومَ حُصولي في قَرارِيَ نِعمَةٌ / عَلَيَّ كَيَومي لَو خَرَجتُ مِنَ السِجنِ
وَإِنَّ زَماناً فَجرُهُ مِثلُ سَيفِهِ / هِلالٌ دُجاهُ مِن مَخالِبِهِ الحُجنِ
فَما سُقِيَت دارٌ فَقُلتُ لَها اِنعَمي / وَلا هَبَّ إِيماضٌ فَقُلتُ لَهُ هِجَني
إِذا ما وَرَدنا لِلمَنايا شَريعَةً / فَهانَ عَلَينا ما شَرِبنا مِنَ الأَجنِ
أَفَدتُ بِهِجرانِ المَطاعِمِ صِحَّةً
أَفَدتُ بِهِجرانِ المَطاعِمِ صِحَّةً / فَما بِيَ مِن داءٍ يُخافُ وَلا حِبنِ
وَإِن أَلقَ شَكوي أَلقَهُ تَحتَ خِفيَةٍ / كَجُزءٍ بَسيطٍ أَوَّلٍ مُسَّ بِالخَبنِ
وَأَصبَحتُ في الدُنيا غَبيناً مُرَزَّأً / فَأَعقَيتُ نَسلي مِن أَذاةٍ وَمِن غَبنِ
فَلَستَ تَراني حافِراً مِثلَ ضَبِّها / وَلا لِفِراخي مِثلَ طائِرِها أَبني
فَإِن تَحكُمي بِالجَورِ فِيَّ وَفي أَبي / فَلَن تَحكُميهِ في بَناتي وَلا في اِبني
وَأَوقَدتِ لي نارَ الظَلامِ فَلَم أَجِد / سَناكِ بِطَرفي بَل سِنانَكِ في ضِبني
وَما قامَ لَبَنُ الضَيفِ إِذ جاءَ طارِقاً / بِما هُوَ راجٍ في الصَباحِ مِنَ اللَبنِ
مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ
مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ / بِوِدّي وَلَكِنَّ المُهَيمِنَ أَمطاني
وَما أَحَدٌ مُعطِيَّ وَاللَهُ حارِمي / وَلا حارِمي شَيئاً إِذا هُوَ أَعطاني
هُما الفَتَيانِ اِستَولَيا بِتَعاقُبٍ / وَما لَهُما لُبٌّ فَكَيفَ يَشُطّانِ
إِذا مَضَيا لَم يَرجِعا وَتَلاهُما / نَظيرانِ بِالمُستَودَعاتِ يُلِطّانِ
وَكُلَّ غَنِيٍّ يَسلُبانِ مِنَ الغِنى / وَكُلَّ كَمِيٍّ عَن جَوادٍ يَحُطّانِ
وَكَم نَزَلا في مَهمَهٍ وَتَحَمَّلا / بِغَيرِ حَسيسٍ عَن جِبالٍ وَغيطانِ
وَما حَمَلا رَحلَينِ طَوراً فَيُؤنِسا / إِذا حَفَزَ الوَشكُ الرِحالَ يَئِطّانِ
وَيَبتِرَيانِ العَظمَ وَالنَحضَ ذائِباً / لِيَنتَقِياهُ وَالأَديمَ يَعِطّانِ
وَقَد خَطَرا فَحلَينِ لَو زالَ عَنهُما / غِطاءٌ لَكانا بِالوَعيدِ يَغِطّانِ
وَما بَرِحا وَالصَمتُ مِن شيمَتَيهِما / يَقُصّانِ فينا عِبرَةً أَو يَخُطّانِ
وَقَد شَهَرا سَيفَينِ في كُلِّ مَعشَرٍ / يَقُدّانِ ما هَمّا بِهِ أَو يَقُطّانِ
لَغَيرُكَ بِالقُرطانِ أَولى مِنَ اِن يَرى / وَشَنَفانِ في الأُذُنَينِ مِنهُ وَقُرطانِ
تُريدُ مَقاماً دائِماً وَمَسَرَّةٌ / بِدارِ هُمومٍ لَم تَكُن دارَ قُطّانِ
وَما زالَ شَرطٌ يُفسِدُ البَيعَ واحِدٌ / فَما بالُهُ لَمّا تَظاهَرَ شَرطانِ
لَقَد خَدَعَتني أُمُّ دَفرٍ وَأَصبَحَت / مُؤَيِّدَةً مِن أُمِّ لَيلى بِسُلطانِ
إِذا أَخَذَت قِسطاً مِنَ العَقلِ هَذِهِ / فَتِلكَ لَها في ضِلَّةِ المَرءِ قِسطانِ
دَعاوى أُناسٍ توجِبُ الشَكَّ فيهِمُ / وَأَخطَأَني غَيثُ الحِجى وَتَخَطّاني
أَلَم تَرَ أَعشى هوذَةَ اِهتاجَ يَدَّعي / مَعونَتَهُ عِندَ المَقالِ بِشَيطانِ
يُرادُ بِنا المَجدُ الرَفيعُ بِزَعمِنا / وَنَختارُ لَبثاً في وَبيلَةِ أَوطانِ
كَأَنَّا غُروبٌ مُكرَهاتٌ عَلى العُلى / تُمَدُّ إِلى أَعلى الرَكِيِّ بِأَشطانِ
وَما العَيشُ إِلّا لُجَّةٌ ذاتُ غَمرَةٍ / لَها مَولِدُ الإِنسانِ وَالمَوتُ شَطّانِ
فَأَحسِن بِدُنياكَ المُسيئَةِ إِذ بَدَت / عَلَيها وِشاحٌ مِن نُجومٍ وَسِمطانِ
وَكَم واسِعِ الأَعطانِ تَجزَعُ نَفسُهُ / وَرَحبِ فُؤادٍ آلِفٍ ضيقَ أَعطانِ
وَمَن لي بِجونٍ عِندَ كُدرٍ بِقَفرَةٍ / كَأَنَّهُما مِن آلِ يَعقوبَ سِبطانِ
يُجَرُّ بِها المِرطانِ مِن يَمَنِيَّةٍ / عَلى كُلِّ غَبراءَ الأَفاحيصِ مِرطانِ
تَخالُ بِها مَسعىً مِنَ الصِلِّ مُسقَطاً / مِنَ السوطِ وَالعَينانِ في الجُنحِ سِقطانِ
إِذا ما اِنجَلى خَيطُ الصَباحِ تَبَيَّنَت / حِبالُ رِمالٍ ذاتُ عُفرٍ وَخيطانِ
أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً
أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً / فَتَحمِلَ ثُقلاً مِن هُمومي وَأَحزاني
وَهَيهاتَ لَو حَلَّت لَما كُنتُ شارِباً / مُخَفَّفَةً في الحِلمِ كِفَّةَ ميزاني
إِذا خَزَنوني في الثَرى فَمَقالِدي / مُضَيَّعَةٌ لا يُحسنُ الحِفظَ خُزّاني
كَأَنِّيَ نَبتٌ مَرَّ يَومٌ وَلَيلَةٌ / عَلَيَّ وَكانا مُنفَضَّينِ فَجَزّاني
هُما بَدَوَِيّانِ الطَريقَ تَعَرَّضا / وَبُردَيَّ مِن نَسجِ الشَبيبَةِ بَزّاني
قَوِيّانِ عَزّاني عَلَيهِ وَأَوقَعا / بِغَيرِيَ ما بي أَوقَعاهُ فَعَزّاني
وَما ضَيَّقا أَرضي وَلَكِن أَراهُما / إِلى الضَنَكِ مِن وَجهِ البَسيطَةِ لَزّاني
وَما أَكَلا زادي وَلَكِن أَكَلتُهُ / وَقَد نَبَّهاني لِلسُرى وَاِستَفَزّاني
وَلَم يَرضَيا إِلّا بِنَفسي مِنَ القِرى / وَلَو صُنتُهُ عَن طارِقَي لِأَحزاني
وَما هاجَ ذِكري بارِقٌ نَحوَ بارِقٍ / وَلا هَزَّني شَوقٌ لِجارَةِ هَزّانِ
بَلِ الفَتَيانِ اِعتادَ قَلبي أَذاهُما / يَشيمانِ أَسيافَ الرَدى وَيَهُزّانِ
عَزيزانِ بِاللَهِ الَّذي لَيسَ مِثلُهُ / يُذِلّانِ في مِقدارِهِ وَيُعِزّانِ
وَكَم فَتَكا وَالحِسُّ قَد بانَ عَنهُما / بِأَهلِ وُهودٍ أَو جِبالٍ وَحِزّانِ
وَما تَرَكا تُركَ القِبابِ وَغادَرا / بِرُمحَينِ أَو جُرزَينِ أُسرَةَ جُرزانِ
سَلا غابَ تَرجٍ وَالأُنَيعِمَ كَم ثَوى / بِذاكَ وَهَذا مِن أُسودٍ وَخُزّانِ
أُريدُ لِيانَ العَيشِ في دارِ شِقوَةٍ
أُريدُ لِيانَ العَيشِ في دارِ شِقوَةٍ / وَتَأبى اللَيالي غَيرَ بُخلٍ وَلَيانِ
وَيُعجِبُني شَيآنِ خَفضٌ وَصَحَّةٌ / وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ غَيَّرَ شَيّاني
وَما جَبَلُ الرَيّانِ عِندي بِطائِلٍ / وَلا أَنا مِن خودِ الحِسانِ بِرَيّانِ
وَأَحيانِيَ اللَهُ القَديرُ مَلاوَةً / فَهَلّا بِخَوفِ اللَهِ أَقطَعُ أَحياني
وَإِنَّ بَني الدَيّانِ أَخمَلُ عِزَّهُم / قِيامُ عَميدٍ مِن خُزَيمَةَ دَيّانِ
وَما اِقتَتَلَ الحَيّانِ إِلّا سَفاهَةً / وَلَو صَحَّ وُدّي لِلمُحارِبِ حَيّاني
وَتَهلِكُ أَعيانُ الرِجالِ وَإِنَّما / مَصارِعُ أَعيارٍ كَمَصرَعِ أَعيانِ
وَلَم يُشوِ حَتفٌ أُمَّ عُفرٍ بِوَهدَةٍ / وَلا أُمَّ غُفرٍ بَينَ آسٍ وَظَيّانِ
أُريدُ عَلِيّاتِ المَراتِبِ ضِلَّةً / وَخَرطُ قَتادِ اللَيلِ دونَ عُلَيّانِ
تَمَزَّنَ مِن مُزنِ السَحابِ مَعاشِرٌ
تَمَزَّنَ مِن مُزنِ السَحابِ مَعاشِرٌ / وَمِن مازِنٍ بَيضِ النَمالِ تَمَزُّني
عَزَزتُ وَزُبُّ الناسِ أَعطاكَ عِزَّةً / وَأَصبَحتُ هَيناً كُلُّ شَيءٍ يَعُزُّني
كَنَبتٍ ضَعيفٍ لَم يُوازِرهُ غَيرُهُ / فَأَيُّ نَسيمٍ هَبَّ فَهوَ يَهُزُّني
لَهانَ عَلَينا أَن تَمُرَّ كَأَنَّها
لَهانَ عَلَينا أَن تَمُرَّ كَأَنَّها / هَوازِنُ طَيرٍ نِسوَةٌ مِن هَوازِنِ
وَأُمُّ طَويلِ الرُمحِ سَمَّتهُ مازِناً / لَدى العَقلِ يَحكي نَملَةً أُمَّ مازِنِ
رَضيتُ بِما جاءَ القَضاءُ مُسَلِّماً / وَضاعَ سُؤالي في حَوازٍ حَوازِنِ
إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى فَاِدَّخِر بِهِ / نَثاً وَأَرِحهُ مِن خَوازٍ خَوازِنِ
وَما أَنا إِن وُلّيتُ أَمراً بِعادِلٍ / وَلا في قَريضِ الشِعرِ بِالمُتَوازِنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025