المجموع : 33
أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ
أَدينُ بِرَبٍّ واحِدٍ وَتَجَنُّبٍ / قَبيحَ المَساعي حينَ يُظلَمُ دائِنُ
لَعَمري لَقَد خادَعتُ نَفسِيَ بُرهَةً / وَصَدَّقتُ في أَشياءَ مَن هُوَ مائِنُ
وَخانَتَنِيَ الدُنيا مِراراً وَإِنَّما / يُجَهَّزُ بِالذَمِّ الغَواني الخَوائِنُ
أُعَلِّلُ بِالآمالِ قَلباً مُضَلَّلاً / كَأَنِّيَ لَم أَشعُر بِأَنِّيَ حائِنُ
يُحَدِّثُنا عَمّا يَكونُ مُنَجِّمٌ / وَلَم يَدرِ إِلّا اللَّهُ ماُ هُوَ كائِنُ
وَيَذكُرُ مِن شَأنِ القِرانِ شَدائِداً / وَفي أَيِّ دَهرٍ لَم تُبَتَّ القَرائِنُ
أَرى الحيرَةَ البَيضاءَ حارَت قُصورُها / خَلاءً وَلم تَثبُت لِكِسرى المَدائِنُ
وَهَجَّنَ لَذّاتِ المُلوكِ زَوالُها / كَما غَدَرَت بِالمُنذِرينَ الهَجائِنُ
رَكِبنا عَلى الأَعمارِ وَالدَهرُ لُجَّةٌ / فَما صَبَرَت لِلمَوجِ تِلكَ السَفائِنُ
لَقَد حَمِدَ الأَبناءَ قَومٌ وَطالَما / أَتَتكَ مِنَ الأَهلِ الشُرورُ الدَفائِنُ
كَنائِنُ صِدقٍ كَثَّرَت عَدَدَ الفَتى / فَهُنَّ بِحَقٍّ لِلسِهامِ كَنائِنُ
تَجيءُ الرَزايا بِالمَنايا كَأَنَّما / نُفوسُ البَرايا لِلحِمامِ رَهائِنُ
تَنَطَّسَ في كَتبِ الوَثائِقِ خائِفٌ / مَنِيَّتُهُ وَالمَرءُ لا بُدَّ بائِنُ
يَضُنُّ عَلَيها بِالثَمينِ حَليلُها / وَنودَعُ في الأَرضِ الشُخوصُ الثَمائِنُ
يَخافُ إِذا حَلَّ الثَرى أَن يَقينَها / لِآخَرَ مِن بَعضِ الرجالِ القَوائِنُ
يَصونُ الكَريمُ العِرضَ بِالمالِ جاهِداً / وَذو اللُؤمِ لِلأَموالِ بِالعِرضِ صائِنُ
مَتى ما تَجِد مُستَرفِدَ الجودِ شاتِماً / فَفي البُخلِ لِلوَجهِ الَّذي ذينَ ذائِنُ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ
لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ إِقامَةٍ / وَلا الحَيُّ في حالِ السَلامَةِ آمِنُ
وَإِنَّ وَليداً حَلَّها لَمُعَذَّبٌ / جَرَت لِسِواهُ بِالسُعودِ الأَيامِنُ
وَنالَ بَنوها ما حَبَتهُم جُدودُهُم / عَلى أَنَّ جَدَّ المَرءِ في الجَدِّ كامِنُ
عَجِبتُ لِكَهلٍ قاعِدٍ بَينَ نُسوَةٍ
عَجِبتُ لِكَهلٍ قاعِدٍ بَينَ نُسوَةٍ / يُقاتُ بِما رَدَّت عَلَيهِ الرَوادِنُ
يُعالُ عَلى ذَمٍّ وَيُزجَرُ عَن قِلىً / كَما زُجِرَت بَينَ الجِيادِ الكَوادِنُ
يَكادُ الوَرى لا يَعرِفُ الخَيرَ بَعضُهُ / عَلى أَنَّهُ كَالتُربِ فيهِ مَعادِنُ
تُحارِبُنا أَيّامُنا وَلنا رِضاً / بِذَلِكَ لَو أَنَّ المَنايا تُهادِنُ
إِذا كانَ جِسمِيَ لِلرَغامِ أَكيلَةً / فَكَيفَ يَسُرُّ النَفسَ أَنِّيَ بادِنُ
وَمِن شَرِّ أَخدانِ الفَتى أُمُّ زَنبَقٍ / وَتِلكَ عَجوزٌ أَهلَكَت مَن تُخادِنُ
تُخَبَّرُ عَن أَسرارِهِ قُرَناءَهُ / وَمِن دونِها قفلٌ مَنيعٌ وَسادِنُ
إِذا عُدَّتِ الأَوطانُ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عُدَّتِ الأَوطانُ في كُلِّ بَلدَةٍ / لِقَومٍ سُجوناً فَالقُبورُ حُصونُ
وَما كانَ هَذا العَيشُ إِلّا إِذالَةً / فَعَلَّ تُراباً بِالحِمامِ يَصونُ
فَكُن بَعضَ أَشجارٍ تَقَضَّت أُصولُها / وَلَم يَبقَ في الدُنيا لَهُنَّ غُصونُ
وَجَدتُ سَوادَ الرَأسِ تَقلُبُ لَونَهُ
وَجَدتُ سَوادَ الرَأسِ تَقلُبُ لَونَهُ / مِنَ الدَهرِ بيضٌ يَختَلِفنَ وَجونُ
فَلا يَغتَرِر بِالمُلكِ صاحِبُ دَولَةٍ / فَكَم مِن ضِياءٍ غَيَّبَتهُ دُجونُ
وَإِنّي أَرى أَنصارَ إِبليسَ جَمَّةً / وَلا مِثلَ ما أَوفى لَهُ الزَرَجونُ
فَإِن كانَتِ الأَرواحُ بَعدَ فِراقِها / تَنالُ رَخاءً فَالجُسومُ سُجونُ
وَماءُ الصِبا إِن طالَ في الشَخصِ مُكثُهُ / أَضَرَّ بِهِ بَعدَ الصَفاءِ أُجونُ
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ زُرقُ أَسِنَّةٍ
كَأَنَّ نُجومَ اللَيلِ زُرقُ أَسِنَّةٍ / بِها كُلُّ مَن فَوقَ التُرابِ طَعينُ
وَلَولا عُيونٌ حاسِراتٌ مَتى رَأَت / مُقيماً بِوَجهِ الأَرضِ قيلَ مَعينُ
وَلائِحُ هَذا الفَجرِ سَيفٌ مُجَرَّدٌ / أَعانَ بِهِ صَرفَ الزَمانِ مُعينُ
كَأَن قَد حَوَتهُم لَعنَةٌ مِن مَليكِهِم / وَمَن لَم يُطِع مَولاهُ فَهوَ لَعينُ
وَأَروَحُ مِن عَينٍ يَظَلُّ اِنتِسابُها / إِلى الإِنسِ وَحشٌ بِالمَهامِهِ عينُ
لَقَد لَجَنت بِالمالِ خَوصاءُ ضامِرٌ
لَقَد لَجَنت بِالمالِ خَوصاءُ ضامِرٌ / وَكَيفَ لَها أَنَّ اللُجَينَ لَجينُ
وَنَحنُ بَنو هَذا التُرابِ فَلا تَبِت / مُسِرَّ غَرامٍ أَن يُقالَ هَجينُ
حَياتِيَ تَعذيبٌ وَمَوتِيَ راحَةٌ / وَكُلُّ اِبنِ أُنثى في التُرابِ سَجينُ
أَقَبري بِوَهدٍ أَم وَجينٍ أَحُلُّهُ / فَإِنَّ أَديمَ الآدَمِيِّ وَجينُ
تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ
تَوَهَّمتَ يا مَغرورُ أَنَّكَ دَيِّنٌ / عَلَيَّ يَمينُ اللَهِ ما لَكَ دينُ
تَسيرُ إِلى البَيتِ الحَرامِ تَنَسُّكاً / وَيَشكوكَ جارٌ بائِسٌ وَخَدينُ
إِذا أَعمَلَ الفِكرَ الفَتى جَعَلَ الغِنى
إِذا أَعمَلَ الفِكرَ الفَتى جَعَلَ الغِنى / مِنَ المالِ فَقراً وَالسُرورُ بِهِ حُزنا
يَكونُ وَكيلاً لِلبَرِيَّةِ باذِلاً / وَلِلوارِثيهِ إِن أَرادَ لَهُ خَزنا
وَيُصبِحُ مَنثورُ البِلى كَنَظيمَةٍ / بَناها عُبَيدٌ لا يُقيمُ لَها وَزنا
وَفي الأَرضِ مَن يَستَمطِرُ السَيفُ رِزقُهُ / إِذا كانَ بَعضُ القَومِ يَستَمطِرُ المُزنا
عَرَفنا بِهِ خَيرَ الزَمانِ وَشَرَّهُ / أَجَل وَوَطِئنا فَوقَها السَهلَ وَالحَزنا
وَيَطمَعُ في وِردِ السَرابِ مَعاشِرٌ / وَسَوفَ يَروزونَ الخُطوبَ كَما رُزنا
سَتُرعى إِذا أُلفيتَ لِلَفظِ خازِناً
سَتُرعى إِذا أُلفيتَ لِلَفظِ خازِناً / وَتُدهى إِذا حَسَّنَت لِلذَهَبِ الخَزنا
فَأَنفِق بِميزانٍ مَقالَكَ وَاِبتَعِث / يَدَيكَ بِما أوتيتَ وَزناً وَلا وَزنا
وَكَم نِسوَةٍ رَبَّينَ كَالنَخلِ فِتيَةً / فَحُزنَ بِما أَمكَنَّ مِن وَلَدٍ حُزنا
لَعَمري لَقَد نامَ الفَتى عَن حِمامِهِ
لَعَمري لَقَد نامَ الفَتى عَن حِمامِهِ / إِلى أَن أَتاهُ حَتفُهُ مُتَوَسِّنا
إِذا ما فَعَلتَ الخَيرَ فَاِجعَلهُ خالِصاً / لِرَبِّكَ وَاِزجُر عَن مَديحِكَ أَلسُنا
فَكَونُكَ في هَذي الحَياةِ مُصيبَةٌ / يُعَزّيكَ عَنها أَن تَبُرَّ وَتُحسِنا
حَرامٌ عَلى النَفسِ الخَبيثَةِ بَينُها
حَرامٌ عَلى النَفسِ الخَبيثَةِ بَينُها / عَنِ الجِسمِ حَتّى تُجزِيَ السوءَ مُحسِنا
فَلا تُسدِ لِلنَفسِ الجَميلَ وَأَسدِهِ / لِرَبِّكَ وَاِنفُض عَن عُيونٍ تَوَسُّنا
غَنينا عُصوراً في عَوالِمَ جَمَّةٍ
غَنينا عُصوراً في عَوالِمَ جَمَّةٍ / فَلَم نَلقَ إِلّا عالَماً مُتَلاعِنا
إِذا فاتَهُم طَعنُ الرِماحِ فَمَحفِلٌ / تَرى فيهِ مَطعوناً عَلَيهِ وَطاعِنا
هَنيئاً لِطِفلٍ أَزمَعَ السَيرَ عَنهُمُ / فَوَدَّعَ مِن قَبلِ التَعارُفِ ظاعِنا
مَتى أَنا في هَذا التُرابِ مُغَيَّبٌ
مَتى أَنا في هَذا التُرابِ مُغَيَّبٌ / فَأُصبِحَ لا يُجنى عَلَيَّ وَلا أَجني
أَسيرُ عَنِ الدُنيا وَلَستُ بِعائِدٍ / إِلَيها وَهَل يَرتَدُّ قُطنٌ إِلى دَجنِ
وَجَدتُ بِها أَحرارَها كَعَبيدِها / قِباحَ السَجايا وَالصَرائِحَ كَالهُجنِ
وَيَومَ حُصولي في قَرارِيَ نِعمَةٌ / عَلَيَّ كَيَومي لَو خَرَجتُ مِنَ السِجنِ
وَإِنَّ زَماناً فَجرُهُ مِثلُ سَيفِهِ / هِلالٌ دُجاهُ مِن مَخالِبِهِ الحُجنِ
فَما سُقِيَت دارٌ فَقُلتُ لَها اِنعَمي / وَلا هَبَّ إِيماضٌ فَقُلتُ لَهُ هِجَني
إِذا ما وَرَدنا لِلمَنايا شَريعَةً / فَهانَ عَلَينا ما شَرِبنا مِنَ الأَجنِ
أَفَدتُ بِهِجرانِ المَطاعِمِ صِحَّةً
أَفَدتُ بِهِجرانِ المَطاعِمِ صِحَّةً / فَما بِيَ مِن داءٍ يُخافُ وَلا حِبنِ
وَإِن أَلقَ شَكوي أَلقَهُ تَحتَ خِفيَةٍ / كَجُزءٍ بَسيطٍ أَوَّلٍ مُسَّ بِالخَبنِ
وَأَصبَحتُ في الدُنيا غَبيناً مُرَزَّأً / فَأَعقَيتُ نَسلي مِن أَذاةٍ وَمِن غَبنِ
فَلَستَ تَراني حافِراً مِثلَ ضَبِّها / وَلا لِفِراخي مِثلَ طائِرِها أَبني
فَإِن تَحكُمي بِالجَورِ فِيَّ وَفي أَبي / فَلَن تَحكُميهِ في بَناتي وَلا في اِبني
وَأَوقَدتِ لي نارَ الظَلامِ فَلَم أَجِد / سَناكِ بِطَرفي بَل سِنانَكِ في ضِبني
وَما قامَ لَبَنُ الضَيفِ إِذ جاءَ طارِقاً / بِما هُوَ راجٍ في الصَباحِ مِنَ اللَبنِ
مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ
مَطِيَّتِيَ الوَقتُ الَّذي ما اِمتَطَيتُهُ / بِوِدّي وَلَكِنَّ المُهَيمِنَ أَمطاني
وَما أَحَدٌ مُعطِيَّ وَاللَهُ حارِمي / وَلا حارِمي شَيئاً إِذا هُوَ أَعطاني
هُما الفَتَيانِ اِستَولَيا بِتَعاقُبٍ / وَما لَهُما لُبٌّ فَكَيفَ يَشُطّانِ
إِذا مَضَيا لَم يَرجِعا وَتَلاهُما / نَظيرانِ بِالمُستَودَعاتِ يُلِطّانِ
وَكُلَّ غَنِيٍّ يَسلُبانِ مِنَ الغِنى / وَكُلَّ كَمِيٍّ عَن جَوادٍ يَحُطّانِ
وَكَم نَزَلا في مَهمَهٍ وَتَحَمَّلا / بِغَيرِ حَسيسٍ عَن جِبالٍ وَغيطانِ
وَما حَمَلا رَحلَينِ طَوراً فَيُؤنِسا / إِذا حَفَزَ الوَشكُ الرِحالَ يَئِطّانِ
وَيَبتِرَيانِ العَظمَ وَالنَحضَ ذائِباً / لِيَنتَقِياهُ وَالأَديمَ يَعِطّانِ
وَقَد خَطَرا فَحلَينِ لَو زالَ عَنهُما / غِطاءٌ لَكانا بِالوَعيدِ يَغِطّانِ
وَما بَرِحا وَالصَمتُ مِن شيمَتَيهِما / يَقُصّانِ فينا عِبرَةً أَو يَخُطّانِ
وَقَد شَهَرا سَيفَينِ في كُلِّ مَعشَرٍ / يَقُدّانِ ما هَمّا بِهِ أَو يَقُطّانِ
لَغَيرُكَ بِالقُرطانِ أَولى مِنَ اِن يَرى / وَشَنَفانِ في الأُذُنَينِ مِنهُ وَقُرطانِ
تُريدُ مَقاماً دائِماً وَمَسَرَّةٌ / بِدارِ هُمومٍ لَم تَكُن دارَ قُطّانِ
وَما زالَ شَرطٌ يُفسِدُ البَيعَ واحِدٌ / فَما بالُهُ لَمّا تَظاهَرَ شَرطانِ
لَقَد خَدَعَتني أُمُّ دَفرٍ وَأَصبَحَت / مُؤَيِّدَةً مِن أُمِّ لَيلى بِسُلطانِ
إِذا أَخَذَت قِسطاً مِنَ العَقلِ هَذِهِ / فَتِلكَ لَها في ضِلَّةِ المَرءِ قِسطانِ
دَعاوى أُناسٍ توجِبُ الشَكَّ فيهِمُ / وَأَخطَأَني غَيثُ الحِجى وَتَخَطّاني
أَلَم تَرَ أَعشى هوذَةَ اِهتاجَ يَدَّعي / مَعونَتَهُ عِندَ المَقالِ بِشَيطانِ
يُرادُ بِنا المَجدُ الرَفيعُ بِزَعمِنا / وَنَختارُ لَبثاً في وَبيلَةِ أَوطانِ
كَأَنَّا غُروبٌ مُكرَهاتٌ عَلى العُلى / تُمَدُّ إِلى أَعلى الرَكِيِّ بِأَشطانِ
وَما العَيشُ إِلّا لُجَّةٌ ذاتُ غَمرَةٍ / لَها مَولِدُ الإِنسانِ وَالمَوتُ شَطّانِ
فَأَحسِن بِدُنياكَ المُسيئَةِ إِذ بَدَت / عَلَيها وِشاحٌ مِن نُجومٍ وَسِمطانِ
وَكَم واسِعِ الأَعطانِ تَجزَعُ نَفسُهُ / وَرَحبِ فُؤادٍ آلِفٍ ضيقَ أَعطانِ
وَمَن لي بِجونٍ عِندَ كُدرٍ بِقَفرَةٍ / كَأَنَّهُما مِن آلِ يَعقوبَ سِبطانِ
يُجَرُّ بِها المِرطانِ مِن يَمَنِيَّةٍ / عَلى كُلِّ غَبراءَ الأَفاحيصِ مِرطانِ
تَخالُ بِها مَسعىً مِنَ الصِلِّ مُسقَطاً / مِنَ السوطِ وَالعَينانِ في الجُنحِ سِقطانِ
إِذا ما اِنجَلى خَيطُ الصَباحِ تَبَيَّنَت / حِبالُ رِمالٍ ذاتُ عُفرٍ وَخيطانِ
أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً
أَيَأتي نَبِيٌّ يَجعَلُ الخَمرَ طِلقَةً / فَتَحمِلَ ثُقلاً مِن هُمومي وَأَحزاني
وَهَيهاتَ لَو حَلَّت لَما كُنتُ شارِباً / مُخَفَّفَةً في الحِلمِ كِفَّةَ ميزاني
إِذا خَزَنوني في الثَرى فَمَقالِدي / مُضَيَّعَةٌ لا يُحسنُ الحِفظَ خُزّاني
كَأَنِّيَ نَبتٌ مَرَّ يَومٌ وَلَيلَةٌ / عَلَيَّ وَكانا مُنفَضَّينِ فَجَزّاني
هُما بَدَوَِيّانِ الطَريقَ تَعَرَّضا / وَبُردَيَّ مِن نَسجِ الشَبيبَةِ بَزّاني
قَوِيّانِ عَزّاني عَلَيهِ وَأَوقَعا / بِغَيرِيَ ما بي أَوقَعاهُ فَعَزّاني
وَما ضَيَّقا أَرضي وَلَكِن أَراهُما / إِلى الضَنَكِ مِن وَجهِ البَسيطَةِ لَزّاني
وَما أَكَلا زادي وَلَكِن أَكَلتُهُ / وَقَد نَبَّهاني لِلسُرى وَاِستَفَزّاني
وَلَم يَرضَيا إِلّا بِنَفسي مِنَ القِرى / وَلَو صُنتُهُ عَن طارِقَي لِأَحزاني
وَما هاجَ ذِكري بارِقٌ نَحوَ بارِقٍ / وَلا هَزَّني شَوقٌ لِجارَةِ هَزّانِ
بَلِ الفَتَيانِ اِعتادَ قَلبي أَذاهُما / يَشيمانِ أَسيافَ الرَدى وَيَهُزّانِ
عَزيزانِ بِاللَهِ الَّذي لَيسَ مِثلُهُ / يُذِلّانِ في مِقدارِهِ وَيُعِزّانِ
وَكَم فَتَكا وَالحِسُّ قَد بانَ عَنهُما / بِأَهلِ وُهودٍ أَو جِبالٍ وَحِزّانِ
وَما تَرَكا تُركَ القِبابِ وَغادَرا / بِرُمحَينِ أَو جُرزَينِ أُسرَةَ جُرزانِ
سَلا غابَ تَرجٍ وَالأُنَيعِمَ كَم ثَوى / بِذاكَ وَهَذا مِن أُسودٍ وَخُزّانِ
أُريدُ لِيانَ العَيشِ في دارِ شِقوَةٍ
أُريدُ لِيانَ العَيشِ في دارِ شِقوَةٍ / وَتَأبى اللَيالي غَيرَ بُخلٍ وَلَيانِ
وَيُعجِبُني شَيآنِ خَفضٌ وَصَحَّةٌ / وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ غَيَّرَ شَيّاني
وَما جَبَلُ الرَيّانِ عِندي بِطائِلٍ / وَلا أَنا مِن خودِ الحِسانِ بِرَيّانِ
وَأَحيانِيَ اللَهُ القَديرُ مَلاوَةً / فَهَلّا بِخَوفِ اللَهِ أَقطَعُ أَحياني
وَإِنَّ بَني الدَيّانِ أَخمَلُ عِزَّهُم / قِيامُ عَميدٍ مِن خُزَيمَةَ دَيّانِ
وَما اِقتَتَلَ الحَيّانِ إِلّا سَفاهَةً / وَلَو صَحَّ وُدّي لِلمُحارِبِ حَيّاني
وَتَهلِكُ أَعيانُ الرِجالِ وَإِنَّما / مَصارِعُ أَعيارٍ كَمَصرَعِ أَعيانِ
وَلَم يُشوِ حَتفٌ أُمَّ عُفرٍ بِوَهدَةٍ / وَلا أُمَّ غُفرٍ بَينَ آسٍ وَظَيّانِ
أُريدُ عَلِيّاتِ المَراتِبِ ضِلَّةً / وَخَرطُ قَتادِ اللَيلِ دونَ عُلَيّانِ
تَمَزَّنَ مِن مُزنِ السَحابِ مَعاشِرٌ
تَمَزَّنَ مِن مُزنِ السَحابِ مَعاشِرٌ / وَمِن مازِنٍ بَيضِ النَمالِ تَمَزُّني
عَزَزتُ وَزُبُّ الناسِ أَعطاكَ عِزَّةً / وَأَصبَحتُ هَيناً كُلُّ شَيءٍ يَعُزُّني
كَنَبتٍ ضَعيفٍ لَم يُوازِرهُ غَيرُهُ / فَأَيُّ نَسيمٍ هَبَّ فَهوَ يَهُزُّني
لَهانَ عَلَينا أَن تَمُرَّ كَأَنَّها
لَهانَ عَلَينا أَن تَمُرَّ كَأَنَّها / هَوازِنُ طَيرٍ نِسوَةٌ مِن هَوازِنِ
وَأُمُّ طَويلِ الرُمحِ سَمَّتهُ مازِناً / لَدى العَقلِ يَحكي نَملَةً أُمَّ مازِنِ
رَضيتُ بِما جاءَ القَضاءُ مُسَلِّماً / وَضاعَ سُؤالي في حَوازٍ حَوازِنِ
إِذا أَنتَ أُعطيتَ الغِنى فَاِدَّخِر بِهِ / نَثاً وَأَرِحهُ مِن خَوازٍ خَوازِنِ
وَما أَنا إِن وُلّيتُ أَمراً بِعادِلٍ / وَلا في قَريضِ الشِعرِ بِالمُتَوازِنِ