القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 2
أتَتْني بلا وَعْدٍ من المَنزلِ الأسنى
أتَتْني بلا وَعْدٍ من المَنزلِ الأسنى / رَبيبةُ خِدرٍ تَجمَعُ الحُسْنَ والحُسنَى
فَرَشْتُ لَها بِيضَ القُصورِ مَطارِفاً / فلم تَرْضَ إلاّ أسودَ القَلبِ للسُكنى
رَقيقةُ مَعنىً صَيَّرَتْني رقيقَها / لِما أبْرَزَت من رِقَّةِ اللّفظِ والمَعْنَى
دَنَتْ فَتَدَلَّتْ دانياتُ قُطوفِها / عليَّ فكانت قابَ قَوْسينِ أو أدنَى
أتَتْنا تَخُوضُ البَحرَ جَاهَدَةَ السُّرَى / من البَحرِ لكنْ صادَفَتْ عندَنا حَزْنا
وَفاتتْ مياهَ النِّيلِ تطلُبُ قفْرةً / تُعيضُ الصَّدَى عن ذلك المَورِدِ الأهنَى
مُخدَّرَةٌ لَميْاءُ غَرْثى الوِشاح لو / رأى قَيْسُ لُبْنى حُسنَها صَدَّ عن لُبْنى
لَقد أُلبِسَتْ ثوبَ البياضِ وَخُتِّمَتْ / عَقيقاً بهِ عن ظَرْفِ أخلاقها يكْنى
عقيلةُ قومٍ زَفَّها اليومَ عاقلٌ / كريمٌ يَشوقُ القلبَ والعينَ والأُذْنا
أتَتْني على بُعدِ المَزارِ تَعُودُني / وقد عَلِمتْ أنّي لوَجْدِي بهِ مُضَنى
كريمُ الثَّنا أثنَى عليَّ بوَصفِهِ / ومَن لي بأنْ أُثْني عليهِ كما أثْنَى
أنا الآلُ لكنْ لا أقولُ غَرَرتُهُ / ولكنَّ عينَ الحُبِّ قد تَخلُقُ الحُسنا
وَجدَنا بهِ الخِلَّ الوفيَّ فلم تكن / عن الغُولِ والعَنقْاءِ أطماعُنا تُثَنى
يَزيدُ على طول الزَّمانِ وِدادُهُ / فينمو نُموَّ الغَرْسِ في الرَوضةِ الغَنَّا
أديبٌ لبيبٌ شاعرٌ ناثرٌ لهُ / جَواهِرُ أبياتُ القَريضِ بها تُبَنى
لَطائِفُ مَعناهُ أرَقُّ منَ الصَبا / وأطرَبُ من صَوتِ الهَزارِ إذا غَنَّى
أصابَتْ يداهُ اليُمنَ واليُسرَ في الوَرَى / فأيَمَنتِ اليُسَرى وأيسَرَتِ اليُمنى
هو العُمَرِيُّ الطَّاهرُ النَسَبِ الذي / تَمتَّعَ بالألطافِ مِنْ مَنِّ مَنْ مَنَّا
ضَمِنتُ لهُ حِفظَ المَوَدَّةِ طائعاً / وأودَعتُ ذاك القلبَ في يدهِ رهنْا
أرَى الدَّهرَ يقضي كلَّ يومٍ ديونَهُ
أرَى الدَّهرَ يقضي كلَّ يومٍ ديونَهُ / فيقطعُ أهليِهِ كما يقطَعونَهُ
ويُخلِفُ عمَّن قد مَضَى من رجالهِ / كما يُخلِفُ الأصلُ القديمُ غُصونَهُ
لقد عوَّضَ الشَّعبَ الذي ساءَ راعياً / فأضحَكَ باكيهِ وسرَّ حزينَهُ
أمينٌ عليهِ حافظٌ عهْدَ ربِّهِ / يُضيِّعُ دنياهُ ليحفَظَ دينَهُ
عصاهُ عصا موسى التِّي شقَّتِ الصَّفا / وشَقَّ بها البحرَ الذي حالَ دونهُ
وذاكَ الجبينُ الطَّلْقُ قد زانَ تاجَهُ / جَمالاً وليسَ التَّاجُ زانَ جبينَهُ
يَمُدُّ إلى حفظِ الحياةِ شِمالُهُ / ويُلقي إلى حفظِ الرَّعايا يَمينهُ
أرَقُّ من الماءِ الزُّلالِ شمائِلاً / بألطافها فاقت صَفاهُ ولِينَهُ
وأثبَتُ من شُمِّ الجبالِ فلم يكُنْ / يُحرِّكُ زَلزالُ الخُطوبِ سكونَهُ
لهُ قَلَمٌ يجري على الصُّحْفِ راقماً / فتحسُدُ أرقامُ الطِّراز فنونَهُ
يسهِّلُ منْ طُرْقِ الكلام صِعابَها / ويفتحُ من سرِّ المعاني حصونَهُ
يُقلِّبُهُ ماضي البنانِ مُهذَّبٌ / تَرَى عينُهُ من كلِّ أمرٍ يقينَهُ
تجلَّى على عرشٍ من المَجدِ باذخٍ / تظُنُّ الثُّرَيا فوقهُ وهي دونَهُ
أقامَ على حفظِ الأمانةِ قلبَهُ / ووكلَّ بالسُّهْدِ الطَّويلِ جفونهُ
وجرَّدَ عن أهواءِ دنياهُ نفسَهُ / فقد أنكرَتْ ماءَ الوجودِ وطينَهُ
لهُ حِليةٌ من كلِّ فضلٍ تزينُهُ / وليسَ بهِ مِن ريبةٍ فتَشينهُ
وفي يدِهِ أمرٌ مُطاعٌ أجازَهُ / قديرٌ تَوَلَّى كافَ أمرٍ ونونهُ
نُهنِّيكِ يا صورُ التِّي غابَ نجمُها / ففازَت بنجمٍ قرَّبَ اللهُ حينُهُ
ظَفِرتِ من اللهِ الذي يَهَبُ المُنَى / بما أنتِ في تاريخِهِ تبتَغِينهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025