المجموع : 3
وبَرقُ مَشيبٍ في ظلامِ ذَوائبٍ
وبَرقُ مَشيبٍ في ظلامِ ذَوائبٍ / له قَطْرُ دمعٍ من غمامِ جُفونِ
أَرِقْتُ له لمّا أَضاء وَميضُه / أُقلِّبُ منّي فيه طَرْفَ حَزين
وقلتُ له يا برقُ هل أَنت زائدي / على حُرَقي أَم تاركي وشُجوني
بُروقُ الورَى تَبْدو وتَخْفَى سريعةً / وبَرْقي مُقيمٌ ليس يَرحَلُ دوني
ومن عَجَبٍ أَنّي لدى لَمعانِه / عَلِقْتُ بحَبْلٍ للوَقارِ مَتين
وعَهْدي بنَفْسي قبلَ ذلك لم أَشِمْ / سَنا بارقٍ إلاّ وجُنَّ جُنوني
فأصبحتُ قد ودَّعتُ عهدَ شَبيبتي / وقلتُ لأطْرابي حَرُمْتِ فَبِيني
وكلُّ حَراكٍ كان بي نحْوَ لذّةٍ / تَبدَّلَ منّي عَهْدُه بسُكون
سوى واحدٍ أَنّي إذا ذُكرَ الصِّبا / وماضيهِ لم أَملِكْ إليه حَنيني
سأُمسك عن قَدْحي لنارِ بلابلٍ / غدَتْ في زِنادِ القَلْبِ ذاتَ كُمون
أَروحُ على عَزْمٍ جَموحٍ إلى العُلا / مُسايرَ جَدٍّ في الجُدودِ حَرون
وأَظْهَر لي ما أَضمرَ الدّهرُ حقْبةً / ودهرُ الفتَى ذو أَظهُرٍ وبُطون
ولمّا رأَيتُ الرّأسَ جَنَّحَ نَمْلُه / وقلتُ نذيرٌ باقْتِرابِ مَنون
ولم أَك للعُقْبَى قطعْتُ علائقي / ولم أَك للدُّنيا قضَيْتُ شُؤوني
أَسِفْتُ على عُمْرٍ تَصرَّمَ ضائع / وجُدْتُ بدَمْعٍ يَسْتَهِلُّ هَتون
وآنسَني بُعْدي من النّاسِ جانباً / وإنْ هُمْ على أَحْداقهم حَملوني
فلمّا غدا عِبْئاً على جَفْنِ ناظري / لقاءُ الورَى من صاحبٍ وخَدين
أَلِفْتُ الفلا مُستوطناً ظهْرَ ناقةٍ / تَلُفُّ سُهولاً دائماً بحُزون
وما سِرْتُ إلاّ في الهَواجرِ وحْدَها / كراهةَ ظلّي أنْ يكونَ قَريني
وآلَيتُ لا استَخْلصْتُ لي غيرَ صاحبٍ / حفيظٍ على سِرِّ الخليلِ أَمين
صَموتٍ فإن جَرَّدْتَه فجَميعُه / لسانٌ مُبينُ الهامِ غيرُ مُبين
نَزيلِ شِمالي الدّهرَ ما نام جَفنُه / فإن أَيقظتْهُ الحربُ حَلَّ يَميني
ومَطْويّةِ الأقرابِ طاويةِ الفلا / بطُولِ نَجاءٍ بالنَّجاحِ ضَمين
تُوسِّدُني إحدى يدَيْها وتارةً / بأربَعِها أطْوي البلادَ أَمون
فيا صاحبيَّ اليومَ والدّهرُ رائعي / بأعجَبِ أبكارٍ طَرقْنُ وعُون
لِيَهْنِكُما أنّي الغداةَ إليكما / على عِزِّ أَنصاري جَعلْتُ ركوني
ألا فصِلاني بارك اللهُ فيكما / ولا تَعْبآ بالصَّحْبِ إن هَجَروني
فما هيَ إلاّ عزْمةٌ بعْدها الغِنَى / وتَرويحُ رَحْلٍ عنْدَها ووَضين
بنا ظَمأٌ بَرْحٌ وبالرَّيِّ رِيُّنا / وما تلك عندي من نوىً بشَطون
وما تُنكِرُ الأقوامُ يومَ بلُوغِها / لئنْ صدقَتْ فيما رجَوْتُ ظُنوني
إذا راحَ بعدَ اللهِ يا دهرُ أو غدا / عليكَ مُعينُ الدّينِ وهْو مُعيني
إذا عَلِقَتْ كَفّي بحَبل رجائهِ / فَقُلْ لِلّيالي كيف شِئْتِ فكُوني
فتىً عنده للمُستَعينِ برأيهِ / إغاثةُ دُنياً أو إعانَةُ دِين
هُمامٌ إذا لاقَى الوفودَ أنالَهمْ / جميعَ الأماني ثُمَّ قال سَلوني
إذا ما اشْتَرى حُسنَ الثّناء بمالِه / رأى نَفْسَه في ذاك غيرَ غَبين
صَفوحٌ عنِ الجاني سَفوحٌ حُسامُه / خُشونتُه أَضحتْ قرينةَ لين
إليهِ انْتِسابُ الفضْلِ مثْلُ انتسابِه / إلى الفَضْلِ صِدْقٌ فهْو غيرُ ظَنين
فلا فاضِلٌ تَلْقاهْ إلاّ وعندَه / يُبدِّلُ عزّاً يَقْتَنيهِ بهُون
له مَجلسٌ قد ظَلَّ للعلْمِ مَعْلَماً / مَضمَّ الورى من زائرٍ وقَطين
جَموعٌ لأصحابِ الإمامَيْنِ كُلِّهمْ / بهِ ذو مكانٍ يَرْتَضيهِ مَكين
إذا رَكضوا في حَلْبةِ الفِقْهِ راقَنا / بُدُوُّ هجانٍ عندَها وهَجين
أئمّةُ عَصْرٍ كالنُّجومِ مُطيفةٌ / ببَدْرِ عُلاً للنّاظرِينَ مُبين
فلا افْترقَ الشّمْلُ الّذي هو جامعٌ / بصَرْفِ زمانٍ للكرامِ خَؤون
ولا زالَ منه الدِّينُ يُصبحُ لاجئاً / إلى طَوْدِ عزِّ في الخُطوبِ رَزين
مَديدِ ظلالٍ للرَّعايا ظليلةٍ / وحِصْنٍ لأسرارِ المُلوكِ حَصين
أخي شَغَفٍ منه بفنِّيْنِ زائدٍ / وإنْ جاء من إحسانهِ بفُنون
بإجْراء مالٍ للعُفاةِ معونةً / وإجراء ماءٍ بالفلاةِ مَعين
فيا بَحرَ جودٍ لم يُحَدَّ بساحلٍ / ولَيْثَ وغىً لم يَعْتَزِزْ بعَرين
لنا من نَداهُ كلُّ بَدْرٍ وبَدْرةٍ / وكلُّ نفيسٍ يُقْتَنى وثَمين
وكلُّ وجيهيٍّ أغرٍّ مُحجَّلٍ / مُقَيَّدِ حُورٍ بالفَلاةِ وَعين
سَبوقٍ لخيلِ اللّيلِ والصُّبحِ عَفْوُهُ / على بُعْد شأوٍ للرّهانِ بَطين
جَرى أشهَبُ الإصْباحِ وهْو وراءه / فلمّا تَجلَّى بادياً لعُيون
أبَى غيرَ سَبْقِ الصُّبْحِ مَعْ شُغْلِه له / بشَكْلِ ثلاثٍ بعْدَ لَطْمِ جَبين
أيا صاحباً زان الزَّمانَ بفَضْلِه / فلا افْتَرقا من زائنٍ ومَزين
لقد نام بيضُ الهندِ أمْناً فما يُرَى / لَهُنَّ غِرارٌ هاجراً لجُفون
ومُذْ شاهدَتْ أطرافَ أقلامهِ القَنا / أَبَتْ خِيفةً إلاّ ارْتعادَ مُتون
وحُسّادُه اشْتاقَتِ عطاشُ حُلوقِهمْ / وُرودَ مياهِ في الجُفون أُجون
ليُطْلِقَ أرواحاً غَدتْ من جُسومهمْ / مُعذَّبةً في مُظْلماتِ سُجون
إذا ما نطاقُ العَفْوِ ضاقَ عنِ العدا / وباؤوا بحَرْبٍ لا تُطاقُ زَبون
غدَتْ تَنْبُشُ العِقبانُ عنهمْ لتَهْتدي / إلى كلِّ ثاوٍ في القَتامِ دَفين
بكَ الرَّيُّ أَضحتْ وهْيَ للنّاسِ كَعبةٌ / بعيدةُ رُكْنٍ من صَفاً وحَجون
ولولاكَ ما كانتْ تَغَصُّ عِراصُها / بخَيْلٍ لنُزّاعِ البلادِ صُفون
أَتَى غُرَمائي يومَ أَزمعْتُ رِحْلتي / وقد أَنظروني القومُ وانْتَظروني
وقلتُ إلى المولَى المُعينِ تَوجُّهي / فطالَبني بالحَقِّ كُلُّ مُدين
وعَدُّوا رَجائيهِ غنىً فتَباشَروا / بذلكَ إلاّ أَنّهمْ لَزِموني
مدَحْنا وفي أَجيادِنا وَسْمُ جُودِه / كما خَطبَتْ خَطْباءُ فوقَ غُصون
كأنّا حَمامٌ حينَ لاقتْ نفوسَنا / جزَتْ صَوْغَ أَطواقٍ بصَوْغِ شُجون
ومَنْ لي لِما تُولي بشكرِ ابْنِ حُرّةٍ / بأدْنَى قضاءِ الحقِّ عنه قَمين
وما لي سوى شكرٍ وإنْ كان قاصراً / بسالفٍ ما أَوْلَيْتَنيهِ رَهين
حياءً لأملاكِ الزّمانِ إذا همُ / رأو مَوْضعي في الفَضْلِ واطَّرحوني
فعَيبِيَ أَنْ لم يَعْرِفوني وعيْبُهمْ / إذا ضيّعَوني بعدَ أَنْ عَرَفوني
دنا مِن مُناهُ مَنْ نأى عن ديارِه / إليكَ ونال المُبتغَى بيقين
إذا بذَلَ الرَّاجي لك الوجْهَ صُنْتَهُ / وكنتَ له بالمالِ غيرَ ضَنين
لصَوْنكَ مبذولاً من الوجهِ طالما / بذلْتَ من الأموالْ كُلَّ مَصون
عزَزْتَ بفضْلِ المالِ لمّا أَهنْتهُ / وهان له مَن كان غيرَ مُهين
رجاؤكَ بعدَ اللهِ أَحْيا حُشاشتي / وقد غَلِقَتْ عند الحِمامِ رُهوني
ولو شِئْتُ أَيضاً رَدَّ شَعريَ حالكاً / وجلْدةَ وجهي غيرَ ذاتِ غُضون
أأجفانُ بِيضٍ هُنّ أم بِيضُ أجفانِ
أأجفانُ بِيضٍ هُنّ أم بِيضُ أجفانِ / فَواتِكُ لا تُبقي على الدَّنِفِ العاني
صَوارمُ عشّاقٍ يُقتِلْنَ ذا الهوَى / ومن دونها أيضاً صوارمُ فُرسان
مرَرْنَ بنَعْمانٍ فما زلتُ واجِداً / إلى الحول نشْرَ المسْك من بطنِ نَعمان
سَوافرٌ في خُضْرِ المُلاء سَوائرٌ / كما ماسَ في الأوراقِ أعطافُ أغصان
وقد أطلعَتْ ورْدَ الخدودِ نواضراً / ومن دونِها شَوكُ القنا فمَنِ الجاني
ولا مثْلَ يومي بالعُذَيْبِ ونَظْرةٍ / نظرْتُ وقد سارتْ بواكِرُ أظْعان
سمَوْتُ لها في غِلْمِة عَربيَّةٍ / ذوي أوجُهٍ نمَّتْ بها اللُّثْمُ غُرّان
فكم غازَلتْنا من لواحظِ رَبْرَب / ومالَتْ إلينا من سَوالفِ غِزْلان
فقد أصبحَتْ تلك العُهودَ دوارساً / كما دَرَستْ في الدّهرِ أرجاءُ أرْجان
ولم يَبْقَ من لَيْلَى الغداةَ لناظري / سِوى طَلَلٍ إن زُرْتُه هاجَ أشجاني
فسَقْياً لوادي الدَّوْمِ مَعْهدَ جيرةٍ / وإنْ ظَلَّ قَفْراً غيرَ مَوقفِ رُكْبان
وقفتُ بها صُبْحاً أُناشدُ مَعْشري / وأُنشدُ أشعاري وأَنشُدُ غِزْلاني
ولمّا تَوسَّمْتُ المنازلَ شاقَني / تَذكُّرُ أَيامٍ عَهدْتُ وإخْوان
مضَتْ ومضَوْا عنّي فقلتُ تأَسُّفاً / قِفا نَبْكِ من ذكْرَى أُناسٍ وأزْمان
تأوَّبني ذِكْرُ الأحبّةِ طارقاً / وللَّيْلِ في الآفاقِ وَقْفةُ حَيْران
وأرَّقني والمَشْرَفيُّ مُضاجِعي / سَنا بارقٍ أسْرَى فَهيَّجَ أَحزاني
ثلاثةُ أجفانٍ ففي طَيِّ واحدٍ / غِرارٌ وخالٍ من غِرارَيْهما اثْنان
يُخَيَّلُ لي أنْ سُمِّرَ الشُّهْبُ في الدُّجَى / وشُدَّتْ بأهْدابي إليهِنَّ أجْفاني
نظرتُ إلى البَرْقِ الخَفيِّ كأنّه / حديثٌ مُضاعٌ بينَ سِرٍّ وإعْلان
وباتَ له منّي وقد طَنّبَ الدُّجَى / كَلوءُ اللَّيالي طَرْفُه غَيْرُ وَسْنان
له عارِضٌ فيه من الدَّمْعِ عارِض / وخَدٌّ به خَدٌّ وعَيْناهُ عَيْنان
أَلا أَبْلِغا عنّي على نَأْيِ دارها / سُلَيْمَى سَلامي وانْظُرا ما تُعِيدان
بآيةِ ما صادَتْ فؤادي إذا بدَتْ / وفي جيدِها عِقْدٌ وفي الثَّغْرِ عِقْدان
وقد ختَمتْ منّي على كُلِّ ناظرٍ / وما كنتُ للمُستَوْدِعينَ بخَوّان
بخاتِمِ ثَغْرٍ فَصُّه من عَقيقةٍ / يَمانيةٍ والنّقشُ بالدُّرِّ سَطْران
وقالتْ لدى تَقْبيلِ عَيْني مُحرَّمٌ / على النّاسِ أَنْ ترنو إلى يومَ تَلقَاني
فقلتُ أَقلِّي أُمَّ عَمْروٍ وأقْصِري / فحُبُّكِ يا ذاتَ الوِشاحَيْنِ أَفْناني
أخَتْماً على عَيْني ولا قلبَ في الحَشا / ولستُ على ما في يدَيْكِ بخَزّان
فقالتْ كلاكَ اللهُ من مُتَرحِّلٍ / أَقامَ له عندي الغرامُ وأَضْناني
لعلَّك تُبْلَى بالسِّفارِ فتَرْعَوي / وإن كنتَ تُغْرَى في الجِوارِ بهِجْراني
فكم ناظرٍ في شاسعٍ من مكانه / إلى البيتِ لم يَنْظُرْ إليه مِنَ الثّاني
كفى حزَناً ألاّ أَزالَ مُواصِلاً / أَعاديَّ ذِكْري والأحِبّةَ نِسْياني
أَتانيَ عن أَقصَى المدينةِ طارقاً / وَعيدٌ وأَصْحابي بشَرقيِّ بَغْدان
مَسحْتُ له العَينَيْنِ منّي تَشكُّكاً / وما كان طَرْفي بين مُغْفٍ ويَقْظان
فإن يك أعدائي عليَّ تَناصَروا / فما هو إلاّ من تَخاذُلِ خُلاّني
وممّا شَجاني يا ابْنةَ القوم أنّني / دَعوْتُ بإخْواني فأقْبلَ خُوّاني
ولم أدْعُ للجُلَّى أخاً فأجابَني / ولم أرضَ خِلاًّ للوِدادِ فأرْضاني
فيا ليتني لم أدْرِ ما الدّهرُ والورى / فقد ساءني للدّهرِ والنّاسِ عِرْفاني
أبِيتُ على ذكْرِ الجُناةِ مُعاقِراً / كؤوسَ دموعي والنَّدامةُ نَدْماني
وآوي إلى عَزْمٍ إذا جَدَّ جِدُّه / غِنيتُ بنَفْسي فيه عن عَوْنِ أعْواني
وأصفَحُ للإخوانِ عن كلَّ زَلّةٍ / وأصْحَرُ إن شئْتُ انْتقاماً لأقراني
ولا أتمنَّى موتَ خَصْمي وفَقْدَه / كما قد تَمنَّى ابْنا قَنانٍ وتُوران
ولكنّني واللهُ للحقِّ ناصِرٌ / أصُدُّ عنِ الشّاني وآخُذُ في شاني
وما زالتِ الأيّامُ تُبدي تَعجٌّباً / لأمْرَيَّ في الدُّنيا مكاني وإمكاني
كذَبْتُ وبيتِ اللهِ عِرضِيَ وافرٌ / ودِيني ونَقْصُ المالِ ليس بنُقْصان
ولي كلِمٌ مازِلنَ والمجدُ شاهدٌ / قلائدَ أَعناقٍ وأَقراطَ آذان
ودولةُ فَضْلٍ لو جعلْتُ نَزاهتي / وزيريَ فيها والقناعةَ سُلْطاني
إذنْ لَحماني ظِلُّ ذا فأعزَّني / نَعَمْ وأتاني رِفْدُ هذا فأَغْناني
ولم أَتَزوَّدْ من خَسيسِ مَطالبي / وأَبناءُ دَهري بينَ ذُلٍّ وحِرْمان
ولكنّني أَصبحْتُ بين مَعاشرٍ / بَلاني بهمْ صَرْفُ الزّمانِ فأبلاني
كأنّ مُقامَ الفاضلِيَن لديهمُ / سَنا الشَّمسِ ذُرَّت في نَواظرِ عُمْيان
لقد رابَني وَعْدٌ أَتَى المَطْلُ دُونَه / ففوَّتَ أَوطاري عليَّ وأَوْطاني
ولي حَجَّةٌ مرَّتْ وتَمَّ خِتامُها / بذي حَجّةٍ والدَّهْرُ بالنّاسِ يَوْمان
وكانتْ لياليها عليَّ طويلةً / تَمُرُّ على شاكٍ من الدَّهْرِ وَلْهان
فلمّا تقَضَّتْ خِلْتُ أَنَّ زمانَها / على طُولهِ المَشْكُوِّ قَبسةُ عَجْلان
ولا غَرْوَ إلاّ مَن يَظَلُّ على الَّذي / يُضيّعُ من أَيّامِه غيرَ لَهْفان
أَقولُ ونَحْرُ الغَرْبِ حالٍ عَشيّةً / كأنَّ على لَبّاته طَوْقَ عِقْيان
أَحَرْفُ مِراةٍ من خلالِ غِشائها / بَدا أَم هلالٌ لاحَ للنّاظرِ الرّاني
أَمِ الفَلكُ الدَّوّارُ أَمسَى مُوسَّماً / بآخِرِ حَرْفٍ من حُروفِ اسْمِ عُثْمان
فتىً يَمْتطي الأفلاكَ والخَيْلَ دائماً / فوَسْمٌ بأنْوارٍ ووَسْمٌ بنِيران
مليكٌ إلى أَبوابهِ الدّهْرَ يَنْتهي / سُرَى كلِّ مِطْعَانِ على كُلِّ مِذْعان
ولولا نَدَى شَمْسِ المُلوكِ وجُودهُ / لَما زَعزعَتْ وَفْدٌ ذَوائبَ كِيران
بهِ الدَّولةُ الغَرّاءُ أَضْحَتْ مُنيرةً / فلا أَظْلمَتْ ما غرَّدتْ ذاتُ أَلْحان
فتىً فَرْقُ ما بَيْنَ الأنامِ وبَيْنَه / هو الفَرْقُ فيما بَيْنَ كُفْرٍ وإيمان
وأَبْلَجُ لم تُخْلَقْ لشَيْئَيْنِ كَفُّه / لإحْسانِ إمْساكٍ وإمْساكِ إحْسان
فلا اليَمنُ اعتَدَّتْ كمَدْحي لمَجْدِه / مَدائحَ حَسّانٍ لأمْلاكِ غَسّان
ولا نسبَتْ في الرَّوْعِ مثْلَ مَضائه / إلى سَيْفِ غِمْدٍ أَو إلى سَيْفِ غُمْدان
له ماضِياً صمصامةٍ ويَراعةٍ / أُعِدّا لمِطْعامِ الأصائلِ مِطْعان
ولم نَر لَيْثاً قبلَ رُؤْيتنا له / هِزَبْراً له في الكفِّ للقِرْنِ نابان
أقولُ لغِرٍّ قام في ظِلِّ غابةٍ / مُزاحِمَ وَرْدٍ بينَ شِبْلَيْه غَضْبان
أأعداءه لا تُخْرِجوه عنِ الرِّضا / ولا تُحْرِجوهُ فهْو والدّهرُ سِيَّان
يَدُلُّ برأْيٍ طامحِ الطَّرْفِ للعُلا / مُفيقٍ وجُودً باسطِ الكَفِّ نَشْوان
ويَنْجو بأهلِ الفَضْلِ فُلْكُ رجائهِ / إذا حادثاتُ الدَّهرِ جاءتْ بطُوفان
ويُعْجِبُه الضَّيفُ المُنيخُ كأنّه / زيارةُ إلفٍ وصْلُه بعدَ هِجْران
وأصدَقُ خَلْقِ اللهِ طعْناً بذابلٍ / إذا مُدَّ للخيلِ القنا بينَ آذان
له قُلُبٌ في الطَّعْنِ في كُلِّ لَبّةٍ / طِوالُ القنا فيهنّ أمثالُ أشْطان
أيا مَن إذا أضلَلْت عند معاشرٍ / رَجائيَ أضحَى عند كَفَّيْهِ وِجداني
إذا اسْتُعرِضَتْ أيّامُ عامٍ فإنّما / لَنا بكَ أعيادٌ وللنّاسِ عِيدان
ومُذْ خُلِقَتْ عينُ اللّيالي وفُتِّحَتْ / إلى الخَلْقِ لم تَعْلَقْ سِواك بإنْسان
توسَّطْتَ من آلِ النّظامِ سَراتَهمْ / كأنّك بيتُ الله حُفَّ بأركان
لك الخيرُ أنت العارِضُ الجودُ وَبْلُه / وبي غُلَلٌ فامْطُرْ بساحةِ ظَمْآن
ومثْلُك مَن لا يَشْتري حَمْدَ ناظمٍ / ولا ناثرٍ إلاّ بأوفَرِ أثْمان
فلا يَخْلُوَنْ ديوانُكمْ من مَعيشتي / وأنْتُمْ ملوكٌ مدْحُكمْ مِلْءُ ديواني
بَقِيتَ بقاءَ الدّهرِ في ظِلِّ دولةٍ / وعزٍّ جديدٍ ما تَوالَى الجَديدان
دَعِ العَينَ منّي تَسكُبُ الدّمعَ أو تَفنَى
دَعِ العَينَ منّي تَسكُبُ الدّمعَ أو تَفنَى / فليس لعَين لا أراك بها مَعنَى
حَرام عليها إنْ رأيتُ بها الوَرى / ولم تكُ فيهمْ أن أُجِفَّ لها جَفْنا
لأمْحو سوادَ العَينِ بعدَك مثْلما / محا المرءُ يوماً من صَحيفتهِ لَحْنا
لقد سرَقَت كَفُّ الرّدَى ليَ دُرّةً / أطالَ لها الإعزازُ في مُقْلتي خَزْنا
فصيَّرتُها بَحراً منَ الدّمعِ بعدَها / لَعَلِّى بطُولِ الغَوصِ ألقَى بها خِدْنا
وهَيهاتَ ما بحرُ البكاء بمَعْدِنٍ / فمن أين تأميلُ اعتياضي ومِن أنّى
فَحُيِّيتَ مِن ماضٍ أقام ادِّكارُه / وأفديهِ من فَرْدٍ مَناقبهُ مَثْنى
إليه انْتَمى كُلُّ المَحاسنِ مُذْ بَدا / فحُقَّ لعَمري بالمحاسنِ أن يُكْنى
وكان رجاءً لي فَفُتُّ بفَوتْهِ / كأنّيَ كنتُ اسْماً وكان هو المَعْنى
غدا وجههُ عندي من الحُسنِ روضةً / فراحَ لها دَمعي وقد صوَّحَت مُزنْا
وكان يَدي اليُمنَى فأصبَحْتُ ضارعاً / أُوسّدُه في لَحْدِه يَدَه اليُمنْى
وأظلمتِ الدُّنيا فأيقنتُ عندها / بأنّي دَفنْتُ الشّمسَ في قبره دفْنا
كأنّيَ فيها طائرٌ صِيدَ فَرْخُه / منَ الوكْرِ حتى صار لا يأْلَفُ الوَكنْا
رآه معَ الإصباحِ في كَفِّ جارحٍ / وقد أنشبَتْ فيه مَخالبَها الحُجْنا
فِدىً لكَ منّي النّفسُ كيف رَضيتَ لي / تَهدُّمَ بَيتٍ أنت كنت له رُكنْا
تَقطَّعُ آمالٌ لنا فيك أُمِّلَتْ / وأعرضَ خَطْبٌ ما حَسبِنا وما خِلْنا
وأحسَنْتُ بالأيّامِ ظَنّي فما وفَتْ / وما الحزْمُ بالأيّامِ أن تُحسنَ الظَّنّا
أما كان زَيْناً للزّمانِ اجْتماعُنا / فلِمْ كان منه القَصْدُ حتّى تفرَّقْنا
وكنّا كما نَهْوَى فيا دهرُ قُلْ لنا / أفي الوُسْعِ يوماً أن نَعودَ كما كُنّا
أَعِدْ نحوَ مَغْنىً منه قد سِرْتَ نظرةً / لتُبصرَ ماذا حَلَّ في ذلك المَغْنى
وجَدِّدْ بذاكَ المنطقِ العَذْب نُطقَهُ / لتسألَ عنّا أيُّ أمرٍ لنا عَنّا
وأرْعِ فدْتكَ النّفسُ سمعَك مَرّةً / لنُسمِعَك الشّكْوى الّتي بَلغتْ منّا
وهَيهاتَ عاقَتْ دوَن ذلك كُلّه / عوائقُ أقدارٍ فحالَتْ وما حُلْنا
لقد راعني صَرْفُ اللّيالي ورابَني / من الدهرِ أن أخنَى عليَّ بما أَخنْى
وقد جُدْتُ بابْنٍ كان عزىَ روحُه / فها أنا منّي سوى جَسَدٍ مُضْنى
على حينَ منه أبدَر الوجهَ سنُّه / وَهلّلَ منّي القدُّ في مِشْيَتي سِنّا
وما كنتُ إلاّ أرتَجي عند كَبْرتي / لعَظْمي به جَبْراً فزِدتُ به وَهْنا
فلَهْفي على غُصْنٍ رَجوْتُ ثمارَهُ / ولم أر أبهى منه لمّا اعْتلى غُصْنا
كفَى حزَناً ألاّ أرى منه في يَدي / سوى حَسَراتٍ بعده كُلَّ ما يُجْنى
أحينَ اغتدَى في حَلبةِ النُّطْقِ فارساً / وأبدَى لنا في ثُغْرةِ الحُجّةِ الطَّعْنا
وأرخَى وقد أجرَى عِنانَ ابْن همّةٍ / أبَى دونَ أقصَى غايةِ الهمّ أن يُثْنى
وصَرَّفتِ الأقلامَ في الكُتْبِ كَفُّه / فأخجلَ في أيدي الكُماةِ القنا اللُّدْنا
بخَطِّ بنانٍ رائقِ الحسنِ ناطَه / بخَطّ بيانٍ فاستَبى العينَ والأُذْنا
وأُكمِلَ في عصْرِ الصِّبا فبدا لنا / عن الحِلْمِ مُفترّاً وفي العلْمِ مفتّنا
أشارتْ إليه عند ذاك أصابِعٌ / له أَصبَحتْ تُثْنى على الفضل أَو تُثْنَى
فلمّا أبَى الأقرانُ شقَّ غُبارِه / أتى الدّهرُ في جيشٍ فبارزَه قِرْنا
ولمّا بدا في أُفْقِ عُلْياه طالعاً / يَبُثُّ سناً واللّيلُ كالدّهر قد جَنّا
وعَدّتْ ليالي البدرِ أعوامَ عُمْرهِ / فكنّ سواءً لا نَقصْنَ ولا زِدْنا
أتاه سِرارُ الموتِ عند تَمامهِ / فحَجَّبنا عنه وحَجَّبه عَنّا
وعينٌ أصابَتْنا لدَهْرٍ مُشتِّتٍ / فلا نظرَتْ عَينٌ لدهرٍ أصابَتْنا
أُؤمِّلُ يوماً صالحاً بعدَ بُعده / وقد فاتَني من قُربه حَظِّيَ الأْسنى
وأصبحتُ في قَيْدٍ منَ العُمرِ راسفاً / كأنّيَ عند الدّهرِ خَلَّفني رَهْنا
ولو كنتَ تُفْدَى لافْتدَيتُكَ طائعاً / بماليَ لو أَجْدى ونَفْسيَ لو أَغْنى
ولكنْ حياتي بَعدَك اليومَ هكذا / حياةٌ لعمْري لا أُقيمُ لها وَزْنا
مَرقْتَ مُروقَ السَّهْمِ منّي مُودِّعاً / على حينَ ظَهري كالحنيّة إذْ تُحنى
وليس سوى التَّسليمِ للهِ وَحْدَه / وإنْ عَزَّ منهُ كلَّ صَعبٍ وإنْ عنّى
صَبرتُ ولم أُصبرْ عزاءً وإنّما / رأيتُ سبيلَ الصَّبرِ نحوك لي أدْنى
عسى الصَّبرُ أن يَجْزي لدى اللهِ زُلْفةً / بِذاك فيَقْضي في جِوارِك لي سُكْنى
بقُربِكَ في الدُّنيا مُنيتُ وإنّني / بقُربك في الأُخرى لأحذَرُ أَن أُمنى
عليك سَلامُ اللهِ يا خيرَ رائدٍ / ولازلتَ من مَثواك في روضةٍ غنّا
ولازال يَسْقي ما حلَلْتَ من الثَّرى / قِطارُ الغَمام الغُرِّ هاتِنةً هَتْنا
فواللهِ لا أنساكَ ما هَبّتِ الصَّبا / وما ناح في الأيكِ الحمامُ وما غَنّى
غدا سَمُراً في الأرضِ عُظْمُ رزيئتي / بما وعَدَ الإقبالُ فيك وما منّي
فكُلُّ امرئٍ قد كان باسْمِكَ سامعاً / يُرَقْرِقُ لي دمعاً على الخدِّ مُسْتّنّا
إذا الرَّكْبُ في البيداء أَجرَوْا حديثَنا / أقاموا فَردُّوا العيسَ وانتظروا السُّفنا
أحِنُّ إلى الكأسِ الَّتي قد شَرِبْتَها / ومثْلي ولم يُظْلَمْ إلى مثلها حَنّا
فإنْ تك قد أَسأرْتَ في الكأسِ فَضْلةً / فهاتِ تكُنْ عندي هيَ المَشْرَبَ الأهْنى
فواللهِ لم أسمَحْ بشَخْصِك للرَّدى / ولكنّني استَوْدَعتُه في الثرى ضَنّا
كَنزْتُك في بَطْنِ التُّرابِ نفاسةً / وأعززْ به كنزاً لآخِرتي يُقْنى
وشِمتُك لي سَيفاً ولو كنتُ قادراً / لكان مكان التُّرب جَفْني لك الجَفنا
وقد كنتَ لي عَضْباً حُساماً فلم تَزلْ / تُوشّحُ لي صَدْراً من العزِّ أَو ضِبْنا
فتُصِبحُ لي طَوراً يداكَ حَمائلاً / وآونةً يُضْحي مناطُكَ لي حِضْنا
ولكنْ أَمامي كان يومَ مَخافةٍ / إذا ما دَنا طارَ الفؤادُ له جُبْنا
فصُنْتُك في الغِمْدِ ارْتقابَ وُرودِه / لعلَّك ذاك اليومَ تُصبحُ لي حِصْنا
فيا فُرُطي والوِرْدُ وِرْدُ مَنيّةٍ / تنظَّرْ قليلاً فالمسافةُ تُستَدْنى
أليس عُقوقاً منك أن قد سبَقْتَني / إلى غايةٍ كُنّا إليها تَسابَقْنا
فسِرْتَ أمامي بعدَ أن كنتَ واطِئاً / على أثَري من طاعةٍ حَيثُما سِرْنا
كأنّك لمّا خِفْتَ عُظْمَ جرائمي / تَقدَّمتَ تَبغي في الشَّفاعة لي إذْنا
فبيَّتَنا صَرْفُ المنايا بجُنْدِه / إذا نحن بِتْنا مِلْءَ أعيُنِنا أَمْنا
هو الموتُ لا يُغْضي حياءً ولا يَقي / ولا يُطلقُ الأسرى فداءً ولا مَنّا
ولا هو في ابنٍ إن سَطا يَتَّقى أباً / ولا في أبٍ يرعَى فيَصفَحُ عَن أَبْنا
ولو كان يَستثني الرَّدى ابنَ كريمةٍ / لقد كان قِدْماً لابْنِ ماريةَ اسْتَثْنى
سليلٌ لخيرِ الخَلْقِ إذ حان يَومُه / تَخطَّفَهُ رَيْبُ المَنونِ وما اسْتأْنى
وقد سَنّ من إرسالِ دَمْعٍ لأجله / وإرْسالُ قَولٍ يُسخِطُ الرَّبَّ ما سَنّا
فيا أسفي حُزْناً غداةَ غدَوْا لكَيْ / يُغيَّبَ عن عَينيْ ويا يُوسُفي حُسْنا
عزَزْتَ فلمّا لم تكنْ لك إخْوةٌ / أحلَّك بطْنَ الأرضِ ذو نَسَبٍ أدْنى
أبوكَ الَّذي ألقاك في الجُبّ راغماً / فأَخلِقْ بعَيْنَيْهِ أن ابيضَّتا حُزْنا
سَيُكرِمُ مَثْواكَ العزيزُ فإن تكُنْ / لديهِ مكيناً يومَ ذلك فاذْكُرْنا
وقُلْ لي أبٌ شَيخٌ كبيرٌ فَجَعْتُه / فأحسِنْ بعَفْوٍ عنه يا مُوليَ الحُسْنى
عسى أن يكونَ اللهُ ساقَ التقاءنا / إلى المُلْتقَى الأعلَى من المُلْتقَى الأدنى
وهل نحنُ إلاّ رُفقةٌ قد تَسايَرتْ / إلى مَنْزلٍ دانٍ كأنْ قد تَلاحَقْنا
وما بَيْننا إلاّ خُطاً قد تَقاربَت / تَقدَّمْنَ حتّى نَلْتَقي أو تأَخَّرْنا
وما الأرضُ إلاّ كالكتابِ يَخُطُّنا / بها اللهُ خَطّاً يَملأُ الظَّهْرَ والبَطنا
لها يومَ نَشْرٍ فيه يُظْهِرُ للورَى / خفايا من الأسرارِ كُنَّ لها ضِمْنا
فيا راقداً قد خاط عينَيْهِ غَفلةٌ / تأهّبْ فإنّ الحيَّ قد قَدَّموا الظُّعْنا
ويا نَفسُ صَبراً إن خطَتْ قَدمُ الرَّدى / إلينا على حال فكم قد تَخَطّتْنا
فُنونٌ لذي الأيّامِ أثوابُ مَرّها / إذا أخلقَتْ فينا أجدَّتْ لها فَنّا
ومَنْ يَمتطي شُهْبَ الزَّمان ودُهْمَهُ / فلابُدَّ من أنْ يَسلُكَ السَّهْل والحَزْنا
وديعةُ ربٍّ كان ثُمَّ استَردَّها / فكم ذا أقولُ الدَّهرُ أعطَى وما هَنّا
وما ساءني مِن أخْذِه وعطائهِ / وما بَيْنَ أن أفنَى حميداً وأن أَقْنى
سوى أنّ مَن يُودِعْ نفيساً ويَرتَجعْ / سريعاً فمِنْ ظَنٍّ به سَيءٍ ظَنّا
أجَلْ لم أكنْ فيه أميناً ولا بهِ / قَميناً وقد سَنَّ له اللهُ ما سَنّا
ولكنّني أرجو على ذاكَ نظرةً / بعَيْن رضاً للهِ منْ نالَها استَغْنى
وإنّي لأستَحيْي منَ الله أن أُرَى / مُشيناً له فِعلاً مُسيئاً به ظَنّا
وأنْ أتلقَّى محنةً ثمّ منحةً / فأضعُفَ عن حَمْلي لكليتهما مَتْنا
قضَى ما قضَى من تَرحةٍ بعدَ فَرحةٍ / فلا الشّكْرَ أكمَلْنا ولا الصّبْرَ أجمَلْنا
وما ذاك عَن جَهْلٍ بنا غَيرَ أنّنا / عَلِمْنا ولم نَعْمَل فيا ربَّنا ارحَمْنا