القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 8
يظنّ رجالٌ بي ظنوناً شنيئةً
يظنّ رجالٌ بي ظنوناً شنيئةً / وكم أخفقتْ ممّن يظنّ ظنونُ
وَيلقَونَني بالبِشْرِ مِنهُم وَدونه / حُقودٌ وغِلٌّ في الصُّدور دفينُ
فإِنّ غرتُ في تفتيشِ مَن أستعينُهُ / فَما هو إلّا مَن عليَّ يُعينُ
وإنّ اِمرأً يُمسِي ويُصبح آمناً / من النّاسِ مَعْ تجريبهمْ لَغَبِينُ
رماكَ فأَصْماك اِمرؤٌ لم تكن له
رماكَ فأَصْماك اِمرؤٌ لم تكن له / رَمِيّاً ولم يخطرْ ببالك شأنُهُ
وَلَو أَنّني حاذرتُهُ لكُفِيتُهُ / وكم آمنٍ جانٍ عليه أمانُهُ
فَإِنْ ساءَني منه الغداةَ مَغيبُهُ / لقد سرّني منه طويلاً غِيابُهُ
وإنْ كنتُ مكلوماً بعقدِ ضميرهِ / فإنّ شفاءً ما يقول لسانُهُ
وَللموتُ خيرٌ للفتى من مذلَّةٍ / تنمُّ عليه أوْ هَوانٌ يُهانُهُ
وإنْ كنتُ يوماً تائباً عن مودّة الر / رِجالِ فهذا وَقْتُهُ وأوانُهُ
أقول لزيدٍ كفْكفِ الخيلَ عَنْوَةً
أقول لزيدٍ كفْكفِ الخيلَ عَنْوَةً / وإلّا فَلا حَمْداً كسبتَ ولا مَنّا
سُقيتَ الرّدى إنْ هبتَ بادرة الرّدى / وَما أَنت منّي إنْ جَنَحْتَ إلى الأدنى
أَلَم تَرَني وَالمَوتُ مُلْقٍ جِرانَه / أقدّم نفساً ما أساءتْ به ظنّا
وإنّا لنُعطي السِّرَّ ما شاء من حِمىً / وتأْبى لنا الحَوْباءُ أن نسترَ الضِّغْنا
حريّون أن نُعطَى المَقادَةَ في الورى / وقد قصّرتْ في الرَّوْع كلُّ يَدٍ عنّا
طِوالُ القنا ما بين أجفاننا قذىً / وظِلُّ المنايا الكالحاتِ لنا مَغْنى
تخوّفنا أبناءُ قيسٍ وعيدَهمْ / وَلو أنّنا نخشى الوعيد لما سُدْنا
ولو فهموا عنّا مَقالَ سيوفنا / لعلّمَهمْ فحواه أنْ يقرعوا سِنّا
أَحقّاً بني الإِحجامِ ما طار عنكمُ / أطرتمْ وربّي في ضلوعكمُ اللَّدْنا
وقد كنتمُ أطْفَأتمُ نارَ حِقْدِكمْ / فإنْ عدتمُ في شبّ جمرتها عُدنا
لَحَا اللَّهُ مَن يحنو على الضّيم جَنبَهُ / ولو أنّ عنقَ الرُّمحِ في جنبه يُحنى
يقولون إنّ الأمنَ في هجرك الوغى / ألا قبّح اللَّهُ اِمرأً يَبتغي الأمْنا
رعَى اللَّهُ فِتياناً خِفافاً إلى العُلا / إذا عزموا أمْضَوْا ولم يرقبوا إذْنا
إذا ركبوا جُنْحاً أشابوا عِذارَه / وَإنْ يمتطوا صُبْحاً أعادوا الضُّحى وهْنا
أذالوا على الأيّامِ صَوْنَ غرامهمْ / فلن يُبصروا من غير طلعتها حُسنا
ونالتْ بأسرار القلوب ظنونُهمْ / كأنّ لهمْ في كلِّ جارحةٍ إذْنا
قطعتَ بها يا دهرُ حبلَ وَتِيني
قطعتَ بها يا دهرُ حبلَ وَتِيني / فشأنُك أنّي اليومَ طوعُ شُؤوني
ولا تَلْحَني إنْ ضَلّ عنّي تصبُّري / فقد ضلّ عنّي صاحبي وقريني
ويا مَنْ عهدناه ضَنيناً بدمعِهِ / كنِ اليومَ في ذا الرُّزءِ غيرَ ضَنينِ
وإِنْ كنتَ مرتاداً حنيناً ولوعةً / فخذ سَرَفاً من لوعتي وحنيني
فَلَم تُشْفَ إلّا بالبكاءِ حرارتي / وَلَم تقضَ إِلّا بالدّموعِ ديوني
فأيُّ نفيسٍ قلّص الموتُ شخصَه / على بَغْتَةٍ عنّا وأيُّ ثمينِ
مُعَرَّسُ أسراري إذا ما تَقَلْقَلَتْ / ومَلْقى همومي خالياً وشُجوني
وَمَن كان عَوْني يومَ أبغي معونةً / بحيث شمالي لا تُعين يميني
وعارٍ من الفحشاء زلّ به الرّدى / كما زلّ نَصْلٌ في أكفِّ قُيونِ
أمينٌ على سرِّ الأخلّاءِ حيثما / يكون أمينُ القومِ غيرَ أمينِ
فأىُّ شَجاةٍ بعده لجوانحي / وأيُّ قذاةٍ بعده لجوفني
وعاذلةٍ هبّتْ عليَّ تلومني / فقلتُ دعيني والمصابَ دعيني
لقد فاتَنِي منه الّذي كنتُ أَرْتجي / وَأخلَفتِني فيه الّذي تَعِدِيني
عِدِيني ومَنّيني سِواه فقد مَحا / طُروقُ الرّدى فيه طريقَ ظُنوني
وإنْ كنتِ تبغيني ففي جانبِ الأسى / فإنّكِ في السُّلوانِ لا تَجديني
فلا تتّقيني في البكاءِ وكلّما / سئمتُ فأعييتُ البكاءَ فقِيني
ولا تسأليني لِمْ جَزِعْتَ وإنّما / عن الحزنِ لم أبلُغْه فيه سَلِيني
قرعتَ به يا موتُ قلبي فلِمْ تَلُمْ / على فقده أنّي قرعتُ جبيني
ولا غَرْوَ أنْ أبكي لمنْ خفّ بالرّدى / إذا كنتُ أبكي يومَ خفَّ قطيني
أفي كلِّ يومٍ أيّها الدّهرُ فُرقةٌ / فراقُ حميمٍ أَوْ فراق خَدينِ
ففي أيِّ فجٍّ لا أراك تنوبني / وأيُّ عجيبٍ لا أراك تُريني
وكم أنا مغرورٌ بك العمرَ كلَّه / تخادعني عن خِبرتي ويقيني
تقلّبني فيما أُرجِّي وأَتّقي / وترعى سهولي تارةً وحُزوني
وإنّ حَرُوني يومَ ينقاد مِقْوَدي / سريعٌ إلى الغايات غيرُ حَرونِ
أَلا يا اِبن حَمْدٍ رُزءُنا فيه واحدٌ / وما كنتَ يوماً بالمُرَزَّءِ دوني
فلا تحملنَّ العِبْءَ وحدَك كلَّهُ / فإنّي على الأعباءِ خيرُ معينِ
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلةِ
ألم تَرَني في كلِّ يومٍ وليلةِ / أحنُّ إلى من لا يحنُّ حنيني
وأندُبُ مرموساً بملساءَ قَفرةٍ / فيا ليتني ناديتُ غيرَ دفينِ
كأنّي وقد قُطِّعتَ عنّيَ هالكاً / تقطّع منّي أكْحَلى ووَتِيني
فَرَتْ نائباتُ الدّهرِ أغصانَ دَوْحَتِي / ولاقَ أُصولي ما أصاب غُصوني
فإنْ بقيتْ بعد القرينِ حُشاشتي / قليلاً فإنِّي لاحقٌ بقريني
سأَبلغُ حاجاتي وإنْ كنّ نُزَّحاً
سأَبلغُ حاجاتي وإنْ كنّ نُزَّحاً / بكلّ رقيقِ الشَّفْرتينِ يَمانِ
وكلِّ طويلٍ كالرِّشاءِ مَدَدْتهُ / يناجيك منه رأسُهُ بسِنانِ
وإنّي حَرونٌ عن ديارٍ مَرِيعةٍ / وكم ساق لِي عِزّاً طويلُ حِراني
وقلبي مطيعٌ لِي وإنْ كنتُ كالّذي / نلاقيه من هذا الزّمانِ عصاني
وَأَعلمُ أنّ الدّهرَ يعبث صَرْفُهُ / بمالِ فُلانٍ تارةً وفلانِ
إذا أنتُمُ لَم تَشفَعوا في قباحةٍ
إذا أنتُمُ لَم تَشفَعوا في قباحةٍ / ولم تشفعوا في خائفٍ بأمانِ
فَما أَنتُمُ إلّا سَرابٌ بقِيعَةٍ / يضلّلُ رَأْيي أوْ يغرّ عِياني
وجدْتُكمُ لَم تَصلحوا لِرَخائِنا / ولا لزمانِ البُؤْسِ والحَدَثانِ
وما أنتُمُ أهلٌ لودِّ قلوبنا / ولكنّ للبغضاءِ والشَّنَآنِ
أقمْ واحداً فرداً ودعْ عنك مرّةً / نفاقَ فلانٍ أوْ خِداعَ فلانِ
فكْم عشتُ مقروناً بقومٍ صحبتُهمْ / ولكنّني لم أنتفعْ بقِرانِ
أذمُّ زماني فيهمُ ومِن أجلِهم / وما الذّنبُ لو أنصفتُ ذنب زماني
فإنْ أنتَ أنكرتَ المعاريضَ وَاِنتَهَتْ / إليك مَغازٍ بينها ومعانِ
فَهذا وَقولي في يد الحزمِ مُوثَقٌ / فكيف إذا أطلَقْتُ فيه عِناني
ولمّا تعانقنا ولم يكُ بيننا
ولمّا تعانقنا ولم يكُ بيننا / سوى صارمٍ في جَفْنِهِ لا من الجُبْنِ
كرهتُ عناقَ السّيف من أجلِ جَفْنِهِ / فها عانِقِي منّي حُساماً بلا جَفْنِ
فَما كنتِ إلّا منه في قبضةِ الحِمى / ولا ذقتِ إلّا عنده لذَّةَ الأمْنِ
وَيَجني على مَنْ شئتِ منكِ غِرارُهُ / وأمّا عليكِ ساعةً فهو لا يَجني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025