إذا صار قلب العبد للسر معدنا
إذا صار قلب العبد للسر معدنا / تلوح على أعطافه بهجة السنا
وإن فاته المعنى علته كثافة / وأصبح في أفعاله متلونا
وعدت بأمر ليس عندي ريبة / ولا شك فيمن قاله متيقنا
وكنت أظن الأربعين مظنة / لوعدي فجازتني ولم أبلغ المنى
وأربت على الستين مدة عيشتي / كذلك لم أعرف لنفسي موطنا
فإن كان ما أرجو قد أصبح واقعاً / فكل الذي لاقيت أصبح هينا
وإلا فيا حزني وطول ندامتي / وحق لمثلي أن يهيم ويحزنا
وما عاقني إلا هوىً يحجب الفتى / عن الخطة المثلى ويورثه العنا
فإن كان يمحو العذر زلتي التي / حرمت بها الأمر الذي لي عينا
فها أنا منها تائب متنصل / إلى الله ذو السلطان والعز والغنى
وإني إليه خاضع متوجه / بأحمد أزكى شافع لفتىً جنى
محمد المختار من آل هاشم / نبياً رسولاً للصواب مبينا
له الجاه والزلفى إذا قيل من لها / فقال مجيباً دون كل الورى أنا
فينجي جميع الخلق من كرب موقف / به كل وجه للمهيمن قد عنا
وتنقذ من نار الجحيم عصاتنا / شفاعته ممن أسر وأعلنا
وفي هذه الدنيا فإن بجاهه / علينا لظلاً شاملاً طيب الجنى
وفي كل يوم اثنين يعرض كسبنا / عليه وفي يوم الخميس مدونا
فما كان من خير فيحمد ربه / وما كان من سوء فيسأله لنا
فيا خير مبعوث إلى خير أمةً / به أصبحت في الخلق شامخة إلينا
أجرني فما لي غيرك اليوم ناصر / على كيد غاو شره قد تبينا
طليعته نفسي وسلطان جيشه / على هوىً يلقى اللبيب مفتنا
فخذ بيدي يا أمنع الناس معقلا / وأعظمهم جاهاً وأقوى تمكنا
ولا تدعني نهبة لجنوده / وكن لي بحسن الحفظ منه محصنا
فأنت عمادي في حياتي وعدتي / لموتي وذخري في المعاد إذا دنا
سقى جدثاً رحباً حللت بجوه / فأصبح للإحسان والحسن معدنا
غمائم قرب تكسب الروح الرضا / فينبت روض الأنس فيه فيجتني