المجموع : 3
وَجارِيَةٍ لَيسَت مِنَ الإِنسِ تَستَحي
وَجارِيَةٍ لَيسَت مِنَ الإِنسِ تَستَحي / وَلا الجِنِّ قَد لاعَبتُها وَمَعي دُهني
فَأَدخَلتُ فيها قَيدَ شِبرٍ موفَّرٍ / فَصاحَت وَلا وَاللَهُ ما وجِدَت تَزني
فَلَمّا دَنَت إِهراقَةُ الماءِ أَنصَتَت / لأَعزِلَةٍ عَنها وَفي النَفسِ أَن أُثني
تَعَرَّفتَ أَطلالاً فَهاجَت لَكَ الهَوى
تَعَرَّفتَ أَطلالاً فَهاجَت لَكَ الهَوى / وَقَد حانَ مِنها لِلخُلوقَةِ حينُها
فَلَم يَبقَ مِنها بَينَ جَرعاءِ مالِكٍ / وَوَهبيَن إِلا سُفعُها وَدَرينُها
وَمِثلُ الحَمامِ الوُرقِ مِمّا تَوَقَّدَت / بِهِ مِن أَراطي حَبلِ حُزوى إِرينُها
أَفي مِريَةٍ عَيناكَ إِذ أَنتَ واقِفٌ / بِحُزوى مِنَ الأَظعانِ أَم تَستَبينُها
فَقالَ أَراها تَحسُرُ الماءُ مَرَّةً / فَتَبدو وَأُخرى يَكتَسي الآلَ دونُها
نَظَرتُ إِلى آظعانِ مَيٍّ كَأَنَّها / نَواعِمُ عُبريٍّ تَميلُ غُصونُها
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قَفراً كَأَنَّها / رُقومٌ هَراقَت ماءَ عَيني جُفونُها
أَجِدَّكَ إِذ وَدَّعتَ مَيَّةَ إِذ نَأَت / وَوَلّى بَقايا الحُبِّ إِلّا أَمينُها
وَإِنّي لَطاوٍ سِرَّها مَحفِلَ الحَشا / كُمونَ الثَرى في عِهدَةٍ لا يُبينُها
وَأَجعَلُ فَرطَ الشَوقِ بِالعيسِ إِنَّني / أَرى حاجَةَ الخُلّانِ قَد حانَ حينُها
إِذا شِئنَ أَن يَسمَعنَ وَاللَيلُ دامِسٌ / أَذالِيلُهُ وَالريحُ تَهوي فُنونُها
تَراطُنَ جونٍ في أَفاحيصِها السَفا / وَمَيّتَةُ الخِرشاءِ حَيٌّ جَنينُها
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ في طَلَقِ الضُحى / بَلَلنَ أَداوى لَيسَ خَرزٌ يَبينُها
إِذا مَلأَت مِنها قَطاةٌ سِقاءَها / فَلا تَنظُرُ الأَخرى وَلا تَستَعينُها
لَئِن زُوِّجَت مَيٌّ خَسيساً لَطالَ ما / بَغى مُنذِرٌ ميا خَليلا يُهينُها
تَزينُكَ إِن جَرَّدتَها مِن ثيابِها / وَأَنتَ إِذا جَرَّدتَ يَوماً تَشينُها
فَيا نَفسُ ذِلّي بَعدَ مَيٍّ وَسامِحي / فَقَد سامَحَت مَيٌّ وَذَلَّ قَرينُها
وَلَمّا أَتاني أَنَّ مَيّاً تَزَوَّجَت / خَسيساً بَكى سَهلُ المِعى وَحُزونُها
أَلا أَبلِغِ الفِتيانَ عَنّي رِسالَةً
أَلا أَبلِغِ الفِتيانَ عَنّي رِسالَةً / أَهينوا المَطايا هُنَّ أَهلُ هَوانِ
فَقَد تَرَكَتني صَيدَحٌ بِمَضَلَّةٍ / لِسانِيَ مُلتاثٌ مِنَ الطَلَوانِ