المجموع : 4
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني
إِذا أَوحَشَتْنِي جَفوةُ الخِلِّ رَدّني / إِليهِ وَفاءٌ بالإخاءِ ضَنِينُ
كأَنّيَ أَمّ البَوّ تُنْكرُ شَخْصَهُ / وَيعطِفُها وَجدٌ بِهِ وَحَنينُ
أحِنُّ إليكُم والمَهامِهُ بَيْنَنَا
أحِنُّ إليكُم والمَهامِهُ بَيْنَنَا / حَنينَ أَلُوفٍ بانَ عنها قَرِينُها
وأَسْتُر أشْواقِي واعلَمُ أنّ لِي / لَدَى ذِكرِكُم أنفاسَ وجْدٍ تُبينُها
إليكِ فما تَثنِي شؤونُكِ شاني
إليكِ فما تَثنِي شؤونُكِ شاني / ولا تَملكُ العِينُ الحِسانُ عِناني
ولا تجزَعي من بَغتَةِ البينِ واصبري / لعلَّ التَّنائي مُعْقِبٌ لِتَداني
ولا تَحمِلي همَّ اغترابي فلم أَزل / غَريبَ وفاءٍ في الورَى وبَيانِ
وفيّاً إذا ما خان جَفنٌ لناظِرٍ / ولم تَرْعَ كفٌ صُحبةً لِبَنانِ
فللأُسْدِ غِيلٌ حيثُ حلَّت وإنَّما / يهابُ التّنائي قلبُ كلِّ جبانِ
ولا تَسأليني عن زَماني فإنّني / أُنَزِّهُ عن شكوى الخَطوبِ لِساني
ولكن سَلي عنِّي الزَّمانَ فإنّه / يُحَدِّثُ عن صَبري على الحَدَثانِ
رَمتني الليالي بالخُطوبِ جَهَالةً / بصبري على ما نابني وعَرانِي
فما أوهَنَتْ عظمي الرَّزايا ولا لَها / بحُسنِ اصطباري في المُلِمِّ يَدانِ
وكم نكبةٍ ظَنَّ العِدا أنَّها الرَّدى / سَمتْ بي وأعلَت في البَرِيَّة شاني
وما أنا مِمَّنْ يستكينُ لحادِثٍ / ولا يملأُ الهولُ المَخُوفُ جَناني
وإن كانَ دَهري غالَ وَفْري فلم يَغُلْ / ثَنائي ولا ذكْري بكُلِّ مَكانِ
وما كانَ إِلاّ للنَّوالِ ولِلقِرَى / وغَوثاً لملهوفٍ وفِدْيَةَ عانِ
حُمِدتُ على حالَيْ يَسارٍ وعُسرةٍ / وبرَّزتُ في يومَيْ ندىً وطِعانِ
ولم أدَّخِر للدَّهرِ إن نابَ أو نَبا / وللخَطبِ إلاّ صارِمي وسِناني
لأنَّ جميلَ الذكرِ يَبقى لأهلِه / وكلُّ الذي فوقَ البسيطة فانِ