المجموع : 3
وَساقٍ لِخَيلِ اللَحظِ في شَأوِ حُسنِهِ
وَساقٍ لِخَيلِ اللَحظِ في شَأوِ حُسنِهِ / جِماحٌ وَلِلصَبرِ الجَميلِ حِرانُ
تَرى لِلصَبا ناراً بِخَدَّيهِ لَم يَثُر / لَها مِن سَوادي عارِضَيهِ دُخانُ
سَقاها وَقَد لاحَ الهِلالُ عَشِيَّةً / كَما اِعوَجَّ في دِرعِ الكَمِيِّ سِنانُ
عُقاراً نَماها الكَرَمُ فَهيَ كَريمَةٌ / وَلَم تَزنِ بِاِبنِ المُزنِ فَهيَ حَصانُ
وَقَد جالَ مِن جَونِ الغَمامَةِ أَدهَمٌ / لَهُ البَرقُ سَوطٌ وَالشَمالُ عِنانُ
وَضَمَّخَ رَدعُ الشَمسِ نَحرَ حَديقَةٍ / عَلَيهِ مِنَ الطَلِّ السَقيطِ جُمانُ
وَنَمَّت بِأَسرارِ الرِياضِ خَميلَةٌ / لَها النَورُ ثَغرٌ وَالنَسيمُ لِسانُ
فَيا لِشَجا قَلبٍ مِنَ الصَبرِ فارِغٍ
فَيا لِشَجا قَلبٍ مِنَ الصَبرِ فارِغٍ / وَيا لِقَذى طَرفٍ مِنَ الدَمعِ مَلآنِ
وَنَفسٍ إِلى جَوِّ الكَنيسَةِ صَبَّةٍ / وَقَلبٍ إِلى أُفقِ الجَزيرَةِ حَنّانِ
تَعَوَّضتُ مِن واهاً بِآهٍ وَمِن هَوىً / بِهَونٍ وَمِن إِخوانِ صِدقٍ بِخَوّانِ
وَما كُلُّ بَيضاءٍ بَروقٍ بِشَحمَةٍ / وَما كُلُّ مَرعىً تَرتَعيهِ بِسُعدانِ
فَيا لَيتَ شِعري هَل لِدَهرِيَ عَطفَةٌ / فَتُجمَعَ أَوطاري عَلَيَّ وَأَوطاني
مَيادينُ أَوطاري وَلَذَّةُ لَذَّتي / وَمَنشَأُ تَهيامي وَمَلعَبُ غُزلاني
كَأَن لَم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ يَقومُ لي / لَماهُ وَصِدغاهُ بِراحي وَرَيحاني
فَسَقياً لِواديهِم وَإِن كُنتُّ إِنَّما / أَبيتُ لِذِكراهُ بِغُلَّةِ ظَمآنِ
فَكَم يَومِ لَهوٍ قَد أَدَرنا بِأُفقِهِ / نُجومَ كُؤوسٍ بَينَ أَقمارِ نَدمانِ
وَلِلقُضبِ وَالأَطيارِ مَلهىً بِجَرعَةٍ / فَما شِئتَ مِن رَقصٍ عَلى رَجعِ أَلحانِ
وَبِالحَضرَةِ الغَرّاءِ غِرَّ عَلِقتُهُ / فَأَجَبتُ حُبّاً فيهِ قُضبانَ نَعمانِ
رَقيقُ الحَواشي في مَحاسِنِ وَجهِهِ / وَمَنطِقِهِ مَسلى قُلوبٍ وَآذانِ
أَغارُ لِخَدَّيهِ عَلى الوَردِ كُلَّما / بَدا وَلِعَطفَيهِ عَلى أَغصُنِ البانِ
وَهَبنِيَ أَجي وَردَ خَدٍّ بِناظِري / فَمِن أَينَ لي مِنهُ بِتُفّاحِ لُبنانِ
يُعَلِّلُني مِنهُ بِمَوعِدِ رَشفَةٍ / خَيالٌ لَهُ يُغري بِمَطلٍ وَلَيّانِ
حَبيبٌ عَلَيهِ لُجَّةٌ مِن صَوارِمٍ / عَلاها حَبابٌ مِن أَسِنَّةِ مُرّانِ
تَراءى لَنا في مِثلِ صورَةِ يوسُفٍ / تَراءى لَنا في مِثلِ مُلكِ سُلَيمانِ
طَوى بُردُهُ مِنها صَحيفَةَ فِتنَةٍ / قَرَأنا لَها مِن وَجهِهِ سَطرَ عُنوانِ
مَحَبَّتُهُ ديني وَمَثواهُ كَعبَتي / وَرُؤيَتُهُ حَجّي وَذِكراهُ قُرآني
أَبِشرُكَ أَم ماءٌ يَسُحُّ وَبُستانُ
أَبِشرُكَ أَم ماءٌ يَسُحُّ وَبُستانُ / وَذِكرُكَ أَم راحٌ تُدارُ وَرَيحانُ
وَإِلّا فَما بالي وَفَودِيَ أَشمَطٌ / تَلَوَّيتُ في بُردي كَأَنِّيَ نَشوانُ
وَهَل هِيَ إِلّا جُملَةٌ مِن مَحاسِنٍ / تَغايَرُ أَبصارٌ عَلَيها وَآذانُ
بِأَمثالِها مِن حِكمَةٍ في بَلاغَةٍ / تُحَلِّلُ أَضغانٌ وَتَرحَلُ أَظعانُ
وَتُنظَمُ في نَحرِ المعالي قِلادَةٌ / وَتُسحَبُ في نادي المَفاخِرِ أَردانُ
كَلامٌ كَما اِستَشرَفتَ جيدَ جَدايَةٍ / وَفُصَّلَ ياقوتٌ هُناكَ وَمُرجانُ
تَدَفَّقَ ماءُ الطَبعِ فيهِ تَدَفُّقاً / فَجاءَ كَما يَصفو عَلى النارِ عِقيانُ
أَتاني يَرِفُّ النَورُ فيهِ نَضارَةً / وَيَكرَعُ مِنهُ في الغَمامَةِ ظَمآنُ
وَتَأخُذُ عَنهُ صَنعَةَ السِحرِ بابِلٌ / وَتَلوي إِلَيهِ أَخدَعَ الصَبِّ بَغدانُ
وَجَدتُ بِهِ ريحَ الشَبابِ لُدونَةً / وَدونَ صِبا ريحِ الشَبيبَةِ أَزمانُ
وَشاقَ إِلى تُفّاحِ لُبنانَ نَفحَهُ / وَهَيهاتَ مِن أَرضِ الجَزيرَةِ لُبنانُ
فَهَل تَرِدُ الأُستاذَ مِنّي تَحِيَّةٌ / تَسيرُ كَما عاطى الزُجاجَةَ نَدمانُ
تَهَشَّ إِلَيها رَوضَةُ الحَزنِ سَحرَةً / وَيَثني إِلَيها مِن مَعاطِفِهِ البانُ
تَحَمَّلَها حَملَ السَفيرِ بَنَفسَجٌ / تَحَمَّلهُ حَملَ السَريرَةِ سَوسانُ