المجموع : 5
ولاؤك دين في الرقاب ودين
ولاؤك دين في الرقاب ودين / وودك حصن في المعاد حصين
وحبك مفروض على كل مسلم / يقول بحب المصطفى ويدين
لمثلك والمثل الذي لك معوز / يباح من الذكر الجميل مصون
ومالك فوق غير من خلق الورى / وجملة هذا الخلق عندك دون
وكل إمام في لياليك هذه / إمامته شك وأنت يقين
بنيت على النص الجلي وعزهم / قياس على أصل الهوى وظنون
أيستر ضوء الصبح والفجر ساطع / ويكتم نور الحق وهو مبين
لك الأنزع الطهر البطين أب وما / لغيرك منهم أنزع وبطين
وعندك سر الوحي في السور التي / لهن ظهور أحكمت وبطون
وأنت الذي أحرزت ميراث عترة / يعز بها الله الورى ويهين
بهم قبل الرحمن توبة آدم / وشفعهم فيه وآدم طين
هموا شرفوا البيت الحرام فقدست / مشاعر منها أبطح وحجون
حبتك الليالي بيعة عاضدية / لك الله فيها عاضد ومعين
لها عروة في راحتي كل مسلم / وحبل بأيدي المؤمنين متين
لوجهك تعنو أوجه الخلق هيبة / وتطرق منهم أعين وجفون
إذا لحت في نور السكينة والهدى / غدت حركات الناس وهي سكون
خليلي هل في الدست بدر دجنة / وتلك ستور أم سحائب جون
أم العاضد الهادي تبلج وجهه / وأسفر تحت التاج منه جبين
وهل ما أرى في تاجه من جواهر / كواكب أم در عليه ثمين
زمانك طلق الوجه ما في جبينه / عبوس ولا في صفحتيه غضون
وأيامه تاريخ كل فضيلة / يعبر عنها فضلكم ويبين
مضى رجب والحزن يحدو ركابه / وكل محب بالفراق حزين
وأقبل شعبان يحن صبابة / إليك ومن شأن المحب حنين
تفاءلت في شعبان فألاً أظنه / بسعد أمير المؤمنين يكون
ستلتئم الشعبان فيه فتلتقي / شمال على نصر الهدى ويمين
ويعضد بالهادي الكفيل خلافة / لها كافل من عزمه وضمين
ينوط نجاديها بعاتق أروع / عزيز له النصر العزيز قرين
تحمل أعباء الوزارة بعدما / وهي عاتق عن حملها ووتين
وقام بها من بعدما قعد الورى / قوي إذا خان الكفاة أمين
أخو الحزم لا تنبو مضارب عزمه / وذو الحزم يقسو تارة ويلين
تسهل حزن النائبات بعزمه / وأمست سهول المجد وهي حزون
وفي صدر كل من سطاه مهابة / لها بين أحناء الصدور كمين
تخبرنا عن بأسه ونواله / وإن نحن لم نجهل منى ومنون
قرى وقراع يفرح المجد كلما / أضاءت جفان عنهما وجفون
سرت همم الأملاك خلف طلائع / لواغب منها حاسر وحرون
تحدثنا عن رتبة الناصر ابنه / مساعي أبيه والحديث شجون
نمت عصبة الميمون دوحة سؤدد / سقاهم غمام للعلى ومعين
ورشح منه الليث شبل عرينه / له أجمات السمهري عرين
إذا شهد الحرب الزبون عدت له / فوارسها الأبطال وهي زبون
يدير على الأعداء في كل مأزق / رحى ثقلها للناكثين طحون
يزين أباه حين تتلى صفاته / وما كل أبناء الملوك يزين
فتى فتن الألباب خلقاً وخلقة / وجنت به العلياء وهو جنين
وقالت علاه أمهلاه فإنه / خليق بما لا تنكراه قمين
ألم تريا عنوانها في جبينه / يلوح على أعطافه ويبين
أفاض عليه الحب من كل خاطر / مكان له عند الإمام مكين
أسادة أهل الأرض لا مثنوية / وإن سخنت مما أقول عيون
تغاضوا عن التقصير فيما نقوله / ففي القول غث كالورى وسمين
فمن ظن أن المدح قام بحقكم / فذاك غبي في الرجال غبين
إذا أكثر المحموم من هذيانه
إذا أكثر المحموم من هذيانه / فقدم له عون الخبير بشانه
ولا تتأخر حين تدعى لحاجة / فما الغيث بالمحمود بعد أوانه
حرام على قلبي يرى وهو ساكن
حرام على قلبي يرى وهو ساكن / غدية قالوا ظاعن عنك ظاعن
فتى إن تغب عنا محاسن وجهه / فلما يغب إحسانه والمحاسن
فتى يستوي منه وفاء وسؤدد / ظواهر من أخلاقه وبواطن
سلام عليه حيث حل ركابه / محافظة إن ضيع العهد خائن
أغيثت سمنود بعالي ركابه / فعز لها أنف ذليل ومازن
فكل فساد عن سمنود راحل / وكل صلاح في سمنود قاطن
فأعوز مطلوب بها اليوم خائف / وأكثر موجود بها اليوم آمن
فتى ظاؤه في السلم غير مصحف / وإن قربت يوم الوغى فهو طاعن
بذلت له الود المصون ومدحةً / لها مانع مني غيور وصائن
وإني وإن كنت البخيل ببذلها / وأنت لها زين وغيرك شائن
ووعدك رهن فالتفت نحو فكه / فإن مواعيد الكرام رهائن
وما أنت بالمعذور عن بذل حاجة / لها كافل بالنجح منك وضامن
سأجمل نفسي عنك فعل مخفف
سأجمل نفسي عنك فعل مخفف / وأبقي على ودي وشكر لساني
تماطلني في حاجة لو بذلتها / وأكرمتني أكرمت غير مهان
وما أضيع المعروف إلا صنيعة / يؤرخها شكري وفضل بياني
وقائلة مالي أرى الجو مظلماً
وقائلة مالي أرى الجو مظلماً / بأعمال مصر دون كل مكان
فقلت ومصر كالبلاد وإن يكن / علاها دخان فهو بابن دخان
لقد سئم الإسلام طول حياته / ودار على قرنيه ألف قران
متى تقبض الأيام عنا بنانه / وتبسط كف الأروع ابن بنان
لقد ترك الأعمال صرفاً كأنها / قوالب ألفاظ بغير معان
فصدق مقال الناس فيه ولا تقل / كلام العدى ضرب من الهذيان
فاقسم لو عاداه كلب أهانه / لأنهما في القدر يستويان
فأما لساني فالكرام تخافه / وأي كريم لا يخاف لساني
وما بيننا إلا لأني بواحد / أدين إذا دان الخبيث بثان