القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمِيل بُثَيْنة الكل
المجموع : 5
حَلِفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً
حَلِفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً / هُوِيَّ القَطا يَجتَزنَ بَطنَ دَفينِ
لَقَد ظَنَّ هَذا القَلبُ أَن لَيسَ لاقِياً / سُلَيمى وَلا أُمَّ الحُسَينِ لِحينِ
فَلَيتَ رِجالاً فيكِ قَد نَذَروا دَمي / وَهَمّوا بِقَتلي يا بُثَينَ لَقوني
إِذا ما رَأوني طالِعاً مِن ثَنِيَّةٍ / يَقولونَ مَن هَذا وَقَد عَرِفوني
يَقولونَ لي أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / وَلَو ظَفِروا بي خالِياً قَتَلوني
وَكَيفَ وَلا توفي دِماؤُهُمُ دَمي / وَلا مالُهُم ذو نَدهَةٍ فَيَدوني
وَغِرِّ الثَنايا مِن رَبيعَةَ أَعرَضَت / حُروبُ مَعَدٍّ دونَهُنَّ وَدوني
تَحَمَّلنَ مِن ماءِ الثُدَيِّ كَأَنَّما / تَحَمَّلَ مِن مُرسىً ثِقالُ سَفينِ
كَأَنَّ الخُدورَ أَولَجَت في ظِلالِها / ظِباءَ المَلا لَيسَت بِذاتِ قُرونِ
إِلى رُجُحِ الأَعجازِ حورٍ نَمى بِها / مَعَ العِتقِ وَالأَحسابِ صالِحُ دينِ
يُبادِرنَ أَبوابَ الحِجالِ كَما مَشى / حَمامٌ ضُحىً في أَيكَةٍ وَفُنونِ
سَدَدنَ خَصاصَ الخَيمِ لَمّا دَخَلنَهُ / بِكُلِّ لَبانٍ واضِحٍ وَجَبينِ
دَعَوتُ أَبا عَمروٍ فَصَدَّقَ نَظرَتي / وَما أَن يَراهُنَّ البَصيرُ لِحينِ
وَأَعرَضَ رُكنٌ مِن أُحامِرَ دونَهُم / كَأَنَّ ذُراهُ لُفِّعَت بِسَدينِ
قَرَضنَ شَمالاً ذا العَشيرَةِ كُلُّها / وَذاتَ اليَمينِ البُرقَ بُرقَ هَجينِ
وَأَصعَدنَ في سَرّاءَ حَتّى إِذا اِنتَحَت / شَمالاً نَحا حاديهِمُ لِيَمينِ
وَقالَ خَليلي طالِعاتٌ مِنَ الصَفا / فَقُلتُ تَأَمَّل لَسنَ حَيثُ تُريني
وَلَو أَرسَلَت يَوماً بُثَينَةُ تَبتَغي / يَميني وَلَو عَزَّت عَلَيَّ يَميني
لَأَعطَيتُها ما جاءَ يَبغي رَسولُها / وَقُلتُ لَها بَعدَ اليَمينِ سَليني
سَلينِيَ مالي يا بُثَينَ فَإِنَّما / يُبَيِّنُ عِندَ المالِ كُلُّ ضَنينِ
فَما لَكِ لَمّا خَبَّرَ الناسُ أَنَّني / غَدَرتُ بِظَهرِ الغَيبِ لَم تَسَليني
فَأُبلِيَ عُذراً أَو أُجيءَ بِشاهِدٍ / مِنَ الناسِ عَدلٍ أَنَّهُمُ ظَلَموني
بُثَينَ اِلزَمي لا إِنَّ لا إِن لَزِمتِهِ / عَلى كَثرَةِ الواشينَ أَيُّ مَعونِ
لَحا اللَهُ مَن لا يَنفَعُ الوَعدُ عِندَهُ / وَمَن حَبلَهُ إِن مُدَّ غَيرُ مَتينِ
وَمَن هُوَ ذو وَجهَينِ لَيسَ بِدائِمٍ / عَلى العَهدِ خَلّافٌ بِكُلِّ يَمينِ
وَلَستُ وَإِن عَزَّت عَلَيَّ بِقائِلٍ / لَها بَعدَ صَرمٍ يا بُثَينَ صِليني
شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي
شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي / وَإِنّي بِكُم حَتّى المَماتِ ضَنينُ
وَأَنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى / سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ
فَقَد لانَ أَيّامَ الصِبا ثُمَّ لَم يَكَد / مِنَ الدَهرِ شَيءٌ بَعدَهُنَّ يَلينُ
وَلَمّا عَلَونَ اللابَتَينِ تَشَوَّفَت / قُلوبٌ إِلى وادي القُرى وَعُيونُ
كَأَنَّ دُموعَ العَينِ يَومَ تَحَمَّلَت / بُثَينَةُ يَسقيها الرِشاشَ مَعينُ
ظَعائِنُ ما في قُربِهُنَّ لِذي هَوىً / مِنَ الناسِ إِلّا شِقوَةٌ وَفُنونُ
وَواكَلنَهُ وَالهَمَّ ثُمَّ تَرَكنَهُ / وَفي القَلبِ مِن وَجدٍ بِهِنَّ حَنينُ
وَرُحنَ وَقَد أَودَعنَ قَلبي أَمانَةً / لِبَثنَةَ سِرٌّ في الفُؤادِ كَمينُ
كَسِرِّ النَدى لَم يَعلَمِ الناسُ أَنَّهُ / ثَوى في قَرارِ الأَرضِ وَهُوَ دَفينُ
إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ / بِنَثٍّ وَإِفشاءِ الحَديثِ قَمينُ
تُشَيِّبُ رَوعاتُ الفِراقِ مَفارِقي / وَأَنشَزنَ نَفسي فَوقَ حَيثُ تَكونُ
فَواحَسرَتا إِن حيلَ بَيني وَبَينَها / وَيا حَينَ نَفسي كَيفَ فيكِ تَحينُ
وَإِنّي لَأَستَغثي وَما بِيَ نَعسَةٌ / لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
فَإِن دامَ هَذا الصَرمُ مِنكِ فَإِنَّني / لَأَغبَرِها في الجانِبَينِ رَهينُ
لَكَيما يَقولُ الناسُ ماتَ وَلَم يَمِن / عَلَيكِ وَلَم تَنبَتَّ مِنكِ قُرونُ
يَقولونَ ما أَبلاكَ وَالمالُ عامِرٌ / عَلَيكَ وَضاحي الجِلدِ مِنكَ كَنينُ
فَقُلتُ لَهُم لا تَعذِلونِيَ وَاِنظُروا / إِلى النازِعِ المَقصورِ كَيفَ يَكونُ
أَرى كُلَّ مَعشوقَينِ غَيري وَغَيرُها
أَرى كُلَّ مَعشوقَينِ غَيري وَغَيرُها / يِلَذّانِ في الدُنيا وَيَغتَبِطانِ
وَأَمشي وَتَمشي في البِلادِ كَأَنَّنا / أَسيرانِ لِلأَعداءِ مُرتَهَنانِ
أُصَلّي فَأَبكي في الصَلاةِ لِذِكرِها / لِيَ الوَيلُ مِمّا يَكتُبُ المَلَكانِ
ضَمِنتُ لَها أَن لا أُهيمَ بِغَيرِها / وَقَد وَثِقَت مِنّي بِغَيرِ ضَمانِ
أَلا يا عِبادَ اللَهِ قوموا لِتَسمَعوا / خُصومَةَ مَعشوقَينِ يَختَصِمانِ
وَفي كُلِّ عامٍ يَستَجِدّانِ مَرَّةٍ / عِتاباً وَهَجراً ثُمَّ يَصطَلِحانِ
يَعيشانِ في الدُنيا غَريبَينِ أَينَما / أَقاما وَفي الأَعوامِ يَلتَقِيانِ
وَما صادِياتٌ حُمنَ يَوماً وَلَيلَةً / عَلى الماءِ يُغشَينَ العِصِيَّ حَواني
لَواغِبُ لا يَصدُرنَ عَنهُ لِوِجهَةٍ / وَلا هُنَّ مِن بَردِ الحِياضِ دَواني
يَرَينَ حَبابَ الماءِ وَالمَوتُ دونَهُ / فَهُنَّ لِأَصواتِ السُقاةِ رَواني
بِأَكثَرَ مِنّي غُلَّةً وَصَبابَةً / إِلَيكِ وَلَكِنَّ العَدُوَّ عَداني
فَيا بُثنَ إِن واصَلتِ حُجنَةَ فَاِصرِمي
فَيا بُثنَ إِن واصَلتِ حُجنَةَ فَاِصرِمي / حِبالي وَإِن صارَمتِهِ فَصِليني
وَلا تَجعَليني أَسوَةَ العَبدِ وَاِجعَلي / مَعَ العَبدِ عَبداً مِثلَهُ وَذَريني
تَماشَينَ ذا الأَرطى فَلَما قَطَعنَهُ
تَماشَينَ ذا الأَرطى فَلَما قَطَعنَهُ / لخرقٍ أَمَقّ الشاطِئَينِ بَطينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025