المجموع : 5
حَلِفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً
حَلِفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً / هُوِيَّ القَطا يَجتَزنَ بَطنَ دَفينِ
لَقَد ظَنَّ هَذا القَلبُ أَن لَيسَ لاقِياً / سُلَيمى وَلا أُمَّ الحُسَينِ لِحينِ
فَلَيتَ رِجالاً فيكِ قَد نَذَروا دَمي / وَهَمّوا بِقَتلي يا بُثَينَ لَقوني
إِذا ما رَأوني طالِعاً مِن ثَنِيَّةٍ / يَقولونَ مَن هَذا وَقَد عَرِفوني
يَقولونَ لي أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً / وَلَو ظَفِروا بي خالِياً قَتَلوني
وَكَيفَ وَلا توفي دِماؤُهُمُ دَمي / وَلا مالُهُم ذو نَدهَةٍ فَيَدوني
وَغِرِّ الثَنايا مِن رَبيعَةَ أَعرَضَت / حُروبُ مَعَدٍّ دونَهُنَّ وَدوني
تَحَمَّلنَ مِن ماءِ الثُدَيِّ كَأَنَّما / تَحَمَّلَ مِن مُرسىً ثِقالُ سَفينِ
كَأَنَّ الخُدورَ أَولَجَت في ظِلالِها / ظِباءَ المَلا لَيسَت بِذاتِ قُرونِ
إِلى رُجُحِ الأَعجازِ حورٍ نَمى بِها / مَعَ العِتقِ وَالأَحسابِ صالِحُ دينِ
يُبادِرنَ أَبوابَ الحِجالِ كَما مَشى / حَمامٌ ضُحىً في أَيكَةٍ وَفُنونِ
سَدَدنَ خَصاصَ الخَيمِ لَمّا دَخَلنَهُ / بِكُلِّ لَبانٍ واضِحٍ وَجَبينِ
دَعَوتُ أَبا عَمروٍ فَصَدَّقَ نَظرَتي / وَما أَن يَراهُنَّ البَصيرُ لِحينِ
وَأَعرَضَ رُكنٌ مِن أُحامِرَ دونَهُم / كَأَنَّ ذُراهُ لُفِّعَت بِسَدينِ
قَرَضنَ شَمالاً ذا العَشيرَةِ كُلُّها / وَذاتَ اليَمينِ البُرقَ بُرقَ هَجينِ
وَأَصعَدنَ في سَرّاءَ حَتّى إِذا اِنتَحَت / شَمالاً نَحا حاديهِمُ لِيَمينِ
وَقالَ خَليلي طالِعاتٌ مِنَ الصَفا / فَقُلتُ تَأَمَّل لَسنَ حَيثُ تُريني
وَلَو أَرسَلَت يَوماً بُثَينَةُ تَبتَغي / يَميني وَلَو عَزَّت عَلَيَّ يَميني
لَأَعطَيتُها ما جاءَ يَبغي رَسولُها / وَقُلتُ لَها بَعدَ اليَمينِ سَليني
سَلينِيَ مالي يا بُثَينَ فَإِنَّما / يُبَيِّنُ عِندَ المالِ كُلُّ ضَنينِ
فَما لَكِ لَمّا خَبَّرَ الناسُ أَنَّني / غَدَرتُ بِظَهرِ الغَيبِ لَم تَسَليني
فَأُبلِيَ عُذراً أَو أُجيءَ بِشاهِدٍ / مِنَ الناسِ عَدلٍ أَنَّهُمُ ظَلَموني
بُثَينَ اِلزَمي لا إِنَّ لا إِن لَزِمتِهِ / عَلى كَثرَةِ الواشينَ أَيُّ مَعونِ
لَحا اللَهُ مَن لا يَنفَعُ الوَعدُ عِندَهُ / وَمَن حَبلَهُ إِن مُدَّ غَيرُ مَتينِ
وَمَن هُوَ ذو وَجهَينِ لَيسَ بِدائِمٍ / عَلى العَهدِ خَلّافٌ بِكُلِّ يَمينِ
وَلَستُ وَإِن عَزَّت عَلَيَّ بِقائِلٍ / لَها بَعدَ صَرمٍ يا بُثَينَ صِليني
شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي
شَهِدتُ بِأَنّي لَم تَغَيَّر مَوَدَّتي / وَإِنّي بِكُم حَتّى المَماتِ ضَنينُ
وَأَنَّ فُؤادي لا يَلينُ إِلى هَوى / سِواكِ وَإِن قالوا بَلى سَيَلينُ
فَقَد لانَ أَيّامَ الصِبا ثُمَّ لَم يَكَد / مِنَ الدَهرِ شَيءٌ بَعدَهُنَّ يَلينُ
وَلَمّا عَلَونَ اللابَتَينِ تَشَوَّفَت / قُلوبٌ إِلى وادي القُرى وَعُيونُ
كَأَنَّ دُموعَ العَينِ يَومَ تَحَمَّلَت / بُثَينَةُ يَسقيها الرِشاشَ مَعينُ
ظَعائِنُ ما في قُربِهُنَّ لِذي هَوىً / مِنَ الناسِ إِلّا شِقوَةٌ وَفُنونُ
وَواكَلنَهُ وَالهَمَّ ثُمَّ تَرَكنَهُ / وَفي القَلبِ مِن وَجدٍ بِهِنَّ حَنينُ
وَرُحنَ وَقَد أَودَعنَ قَلبي أَمانَةً / لِبَثنَةَ سِرٌّ في الفُؤادِ كَمينُ
كَسِرِّ النَدى لَم يَعلَمِ الناسُ أَنَّهُ / ثَوى في قَرارِ الأَرضِ وَهُوَ دَفينُ
إِذا جاوَزَ الإِثنَينِ سِرٌّ فَإِنَّهُ / بِنَثٍّ وَإِفشاءِ الحَديثِ قَمينُ
تُشَيِّبُ رَوعاتُ الفِراقِ مَفارِقي / وَأَنشَزنَ نَفسي فَوقَ حَيثُ تَكونُ
فَواحَسرَتا إِن حيلَ بَيني وَبَينَها / وَيا حَينَ نَفسي كَيفَ فيكِ تَحينُ
وَإِنّي لَأَستَغثي وَما بِيَ نَعسَةٌ / لَعَلَّ لِقاءً في المَنامِ يَكونُ
فَإِن دامَ هَذا الصَرمُ مِنكِ فَإِنَّني / لَأَغبَرِها في الجانِبَينِ رَهينُ
لَكَيما يَقولُ الناسُ ماتَ وَلَم يَمِن / عَلَيكِ وَلَم تَنبَتَّ مِنكِ قُرونُ
يَقولونَ ما أَبلاكَ وَالمالُ عامِرٌ / عَلَيكَ وَضاحي الجِلدِ مِنكَ كَنينُ
فَقُلتُ لَهُم لا تَعذِلونِيَ وَاِنظُروا / إِلى النازِعِ المَقصورِ كَيفَ يَكونُ
أَرى كُلَّ مَعشوقَينِ غَيري وَغَيرُها
أَرى كُلَّ مَعشوقَينِ غَيري وَغَيرُها / يِلَذّانِ في الدُنيا وَيَغتَبِطانِ
وَأَمشي وَتَمشي في البِلادِ كَأَنَّنا / أَسيرانِ لِلأَعداءِ مُرتَهَنانِ
أُصَلّي فَأَبكي في الصَلاةِ لِذِكرِها / لِيَ الوَيلُ مِمّا يَكتُبُ المَلَكانِ
ضَمِنتُ لَها أَن لا أُهيمَ بِغَيرِها / وَقَد وَثِقَت مِنّي بِغَيرِ ضَمانِ
أَلا يا عِبادَ اللَهِ قوموا لِتَسمَعوا / خُصومَةَ مَعشوقَينِ يَختَصِمانِ
وَفي كُلِّ عامٍ يَستَجِدّانِ مَرَّةٍ / عِتاباً وَهَجراً ثُمَّ يَصطَلِحانِ
يَعيشانِ في الدُنيا غَريبَينِ أَينَما / أَقاما وَفي الأَعوامِ يَلتَقِيانِ
وَما صادِياتٌ حُمنَ يَوماً وَلَيلَةً / عَلى الماءِ يُغشَينَ العِصِيَّ حَواني
لَواغِبُ لا يَصدُرنَ عَنهُ لِوِجهَةٍ / وَلا هُنَّ مِن بَردِ الحِياضِ دَواني
يَرَينَ حَبابَ الماءِ وَالمَوتُ دونَهُ / فَهُنَّ لِأَصواتِ السُقاةِ رَواني
بِأَكثَرَ مِنّي غُلَّةً وَصَبابَةً / إِلَيكِ وَلَكِنَّ العَدُوَّ عَداني
فَيا بُثنَ إِن واصَلتِ حُجنَةَ فَاِصرِمي
فَيا بُثنَ إِن واصَلتِ حُجنَةَ فَاِصرِمي / حِبالي وَإِن صارَمتِهِ فَصِليني
وَلا تَجعَليني أَسوَةَ العَبدِ وَاِجعَلي / مَعَ العَبدِ عَبداً مِثلَهُ وَذَريني
تَماشَينَ ذا الأَرطى فَلَما قَطَعنَهُ
تَماشَينَ ذا الأَرطى فَلَما قَطَعنَهُ / لخرقٍ أَمَقّ الشاطِئَينِ بَطينِ