المجموع : 4
أَشارَت إِلَينا بِالبَنانِ تَحِيَّةً
أَشارَت إِلَينا بِالبَنانِ تَحِيَّةً / فَرَدَّ عَلَيها مِثلَ ذاكَ بَنانُ
فَقالَت وَأَهلُ الخَيفِ قَد حانَ مِنهُمُ / خُفوفٌ وَما يُبدي المَقالَ لِسانُ
نَوىً غَربَةٌ قَد كُنتُ أَيقَنتُ أَنَّها / وَجَدِّكَ فيها عَن نَواكَ شَطانُ
تَعالَ فَزُرنا زَورَةً قَبلَ بَينَنا / فَقَد غابَ عَنّا مَن نَخافُ جَبانُ
فَقُلتُ لَها خَيرُ اللِقاءِ بِبَلدَةٍ / مِنَ الأَرضِ لا يُخشى بِها الحَدَثانُ
نُكَذِّبُ مَن قَد ظَنَّ أَنّا سَنَلتَقي / وَنَأمَنُ مَن في صَدرِهِ شَنَآنُ
سَنَمكُثُ عَنهُم لَيلَةً ثُمَّ مَوعِدٌ / لَكُم بَعدَ أُخرى لَيلَتَينِ عِدانِ
وَيُبدي الهَوى رَكبٌ هُداةٌ وَأَينَقٌ / بِهِنَّ عَلَينا في رِضاكِ هَوانُ
سَلامِيَّةٌ كَالجِنِّ أَو أَرحَبِيَّةٌ / عَلائِفُ أَمثالُ السَمامِ هِجانُ
مُعيداتُ حَبسٍ عِندَ كُلِّ لُبانَةٍ / مُقَيَّدَةٌ قُبُّ البُطونِ سِمانُ
لَهُنَّ فَلا يُنكِرنَهُ كُلَّما دَعا / هَوىً مِن أَماراتِ الشَقاءِ عِنانُ
فَلَمّا هَبَطنا مِن غِفارٍ وَغَيَّبَت / ذُرى الأَرضِ عَنّا طَخيَةٌ وَدُخانُ
أَثارَت لَنا ناراً أَتى دونَ ضَوئها / مَعَ اللَيلِ بيدٌ أَعرَضَت وَمِتانُ
فَقُلتُ اِلحَقوا بِالحَيِّ قَبلَ مَنامِهِم / سَيَبدو لَنا مِمّا نُريدُ بَيانُ
وَقُلتُ لِأَترابٍ لَها كُلُّ قَولِها / لَدَيهِنَّ فيما قَد يَرَينَ حَنانُ
هَلُمَّ إِلى ميعادِهِ فَاِنتَظَرنَهُ / فَقَد حانَ مِنهُ أَن يَجيءَ أَوانُ
فَجاءَت تَهادى كَالمَهاةِ وَحَولَها / مَناصِفُ أَمثالُ الظِباءِ حِسانُ
فَلَمّا اِلتَقَينا باحَ كُلٌّ بِسِرِّهِ / مَعَ العِلمِ أَن لَيسَ الحَديثُ يُخانُ
فَبِتُّ مُبيتاً لَيسَ مِثلَ مَكانِنا / لِمَن لَذَّ إِن خافَ العُيونَ مَكانُ
إِلى مُستَرادٍ مِن كَثيبٍ وَرَوضَةٍ / سُتِرنا بِها إِنَّ المُعانَ مُعانُ
فَلَمّا تَقَضّى اللَيلُ إِلّا أَقَلَّهُ / هَبَبنا وَنادى بِالرَحيلِ سِنانُ
رَجِعنا وَلَم يَنشُر عَلَينا حَديثَنا / عَدُوٌّ وَلَم تَنطِق بِهِ شَفَتانُ
وَقالَت وَدَمعُ العَينِ يَجري كَما جَرى / سَريعاً مِنَ السِلكِ الضَعيفِ جُمانُ
أَأَلحَقُّ أَنَّ اليَومَ أَنَّ لِقاءَكُم / تَنَظُّرُ حَولٍ بَعدَ ذاكَ زَمانُ
طَرِبتَ وَهاجَتكَ المَنازِلُ مِن جَفنٍ
طَرِبتَ وَهاجَتكَ المَنازِلُ مِن جَفنٍ / أَلا رُبَّما يَعتادُكَ الشَوقُ بِالحُزنِ
مَرَرتُ عَلى أَطلالِ زَينَبَ بَعدَها / فَأَعوَلتُها لَو كانَ إِعوالُها يُغني
وَقَد أَرسَلَت في السِرِّ أَن قَد فَضَحتَني / وَقَد بُحتَ بِاِسمي في النَسيبِ وَلَم تَكُن
فَسَرَّفَني أَهلي وَجُلُّ عَشيرَتي / فَإِن كانَ يَهنيكَ الَّذي جِئتَ فَليَهنِ
أَضَعتَ الَّذي قَد كانَ في السِرِّ بَينَنا / وَسِرُّكَ عِنسي كانَ في أَحصَنِ الحِصِن
لَقَد عَرَضَت لي بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً
لَقَد عَرَضَت لي بِالمُحَصَّبِ مِن مِنىً / مَعَ الحَجِّ شَمسٌ سُتِّرَت بِيَمانِ
بَدا لِيَ مِنها مِعصَمٌ يَومَ جَمَّرَت / وَكَفٌّ خَضيبٌ زُيِّنَت بِبَنانِ
فَلَمّا اِلتَقَينا بِالثَنِيَّةِ سَلَّمَت / وَنازَعَني البَغلُ اللَعينُ عِناني
فَوَاللَهِ ما أَدري وَإِنّي لَحاسِبٌ / بِسَبعٍ رَمَيتُ الجَمرَ أَم بِثَمانِ
فَقُلتُ لَها عوجي فَقَد كانَ مَنزِلي / خَصيبٌ لَكُم ناءٍ عَنِ الحَدَثانِ
فَعُجنا فَعاجَت ساعَةً وَتَكَلَّمَت / فَظَلَّت لَها العَينانِ تَبتَدِرانِ
إِذا خَدِرَت رِجلي ذَكَرتُكِ صادِقاً
إِذا خَدِرَت رِجلي ذَكَرتُكِ صادِقاً / وَصَرَّحتُ إِذ أَدعوكِ بِاِسمِكِ لا أُكني
وَإِنّي لَتَغشاني لِذِكرَكِ رَوعَةٌ / يَخِفُّ لَها ما بَينَ كَعبي إِلى قَرني
وَأَفرَحُ بِالأَمرِ الَّذي لا أُبينُه / يَقيناً سِوى أَن قَد رَجَمتُ بِهِ ظَنّي
وَقُلتُ عَسى عِندَ اِصطِباري وَجَدتُهُ / لِذِكرَتِها إِيّايَ صَرَّت لَها أُذني
فَيا نُعمُ قَلبي في الأَسارى إِلَيكُم / رَهينٌ وَقَد شَطَّ المَزارُ بِكُم عَنّي
قَدَرتِ عَلى نَفعي وَضُرّي فَأَجمِلي / وَفُكّي بِمَنٍّ عَن إِسارِكُمُ رَهني
لَكِ الوُدُّ مِنّي ما حَيِيتُ مَعَ الهَوى / هَنيئاً نِلا مَنٍّ وَقَلَّ لَكُم مِنّي
أَبَيتُ فَلَم أَسمَع بِها قَولَ كاشِحٍ / قَديماً فَأَنِّب ما بَدا لَكَ أَو دَعني