القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَتاهية الكل
المجموع : 12
لَقَد طالَ يا دُنيا إِلَيكِ رُكوني
لَقَد طالَ يا دُنيا إِلَيكِ رُكوني / وَدامَ لُزومي ضِلَّتي وَفُتوني
وَطالَ إِخائي فيكِ قَوماً أَراهُم / وَكُلُّهُمُ مُستَأثِرٌ بِكِ دوني
وَكُلُّهُمُ عَنّي قَليلٌ غِنائُهُ / إِذا غَلِقَت في الهالِكينَ رُهوني
فَيا رَبِّ إِنَّ الناسَ لا يُنصِفونَني / وَكَيفَ وَلَو أَنصَفتُهُم ظَلَموني
وَإِن كانَ لي شَيءٌ تَصَدَّوا لِأَخذِهِ / وَإِن جِئتُ أَبغي شَيئَهُم مَنَعوني
وَإِن نالَهُم رِفدي فَلا شُكرَ عِندَهُم / وَإِن أَنا لَم أَبذُل لَهُم شَتَموني
وَإِن وَجَدوا عِندي رَخاءً تَقَرَّبوا / وَإِن نَزَلَت بي شِدَّةٌ خَذَلوني
وَإِن طَرَقَتني نَكبَةٌ فَكِهوا بِها / وَإِن صَحِبَتني نِعمَةٌ حَسَدوني
سَأَمنَعُ قَلبي أَن يَحِنَّ إِلَيهِمُ / وَأَحجُبُ عَنهُم ناظِري وَجُفوني
وَأَقطَعُ أَيّامي بِيَومِ سُهولَةٍ / أُزَجّي بِهِ عُمري وَيَومَ حُزونِ
أَلا إِنَّ أَصفى العَيشِ ما طابَ غِبُّهُ / وَما نِلتُهُ في عِفَّةٍ وَسُكونِ
هِيَ النَفسُ لا أَعتاضُ عَنها بِغَيرِها
هِيَ النَفسُ لا أَعتاضُ عَنها بِغَيرِها / وَكُلُّ ذَوي عَقلٍ عَلى مِثلِها يَحنو
لَها أَطلُبُ الأُخرى فَإِن أَنا بِعتُها / بِشَيءٍ مِنَ الدُنيا فَذاكَ هُوَ الغَبنُ
أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ
أَمِنتُ الزَمانَ وَالزَمانُ خَؤونُ / لَهُ حَرَكاتٌ بِالبِلى وَسُكونُ
رُوَيدَكَ لا تَستَبطِ ما هُوَ كائِنٌ / أَلا كُلُّ مَقدورٍ فَسَوفَ يَكونُ
سَتَذهَبُ أَيّامٌ سَتَخلُقُ جِدَّةٌ / سَتَمضي قُرونٌ بَعدَهُنَّ قُرونُ
سَتَدرُسُ آثارٌ وَتَعقِبُ حَسرَةٌ / سَتَخلو قُصورٌ شُيِّدَت وَحُصونُ
سَتُقطَعُ آمالٌ وَتَذهَبُ جِدَّةٌ / سَيَغلَقُ بِالمُستَكثِرينَ رُهونُ
سَتَنقَطِعُ الدُنيا جَميعاً بِأَهلِها / سَيَبدو مِنَ الشَأنِ الحَقيرِ شُؤونُ
وَما كُلُّ ذي ظَنٍّ يُصيبُ بِظَنِّهِ / وَقَد يُستَرابُ الظَنُّ وَهوَ يَقينُ
يَحولُ الفَتى كَالعودِ قَد كانَ مَرَّةً / لَهُ وَرَقٌ مُخضَرَّةٌ وَغُصونُ
نَصونُ فَلا نَبقى وَلا ما نَصونُهُ / أَلا إِنَّنا لِلحادِثاتِ نَصونُ
وَكَم عِبرَةٍ لِلناظِرينَ تَكَشَّفَت / فَخانَت عُيونَ الناظِرينَ جُفونُ
نَرى وَكَأَنّا لا نَرى كُلَّ ما نَرى / كَأَنَّ مُنانا لِلعُيونِ شُجونُ
وَكَم مِن عَزيزٍ هانَ مِن بَعدِ عِزَّةٍ / أَلا قَد يَعِزُّ المَرءُ ثُمَّ يَهونُ
أَلا رُبَّ أَسبابٍ إِلى الخَيرِ سَهلَةٌ / وَلِلشَرِّ أَسبابٌ وَهُنَّ حُزونُ
أَرى المَوتَ لي حَيثُ اعتَمَدتُ كَمينا
أَرى المَوتَ لي حَيثُ اعتَمَدتُ كَمينا / فَأَصبَحتُ مَهموماً هُناكَ حَزينا
سَيُلحِقُني حادي المَنايا بِمَن مَضى / أَخَذتُ شِمالاً أَو أَخَذتُ يَمينا
يَقينُ الفَتى بِالمَوتِ شَكٌّ وَشَكُّهُ / يَقينٌ وَلَكِن لا يَراهُ يَقينا
عَلَينا عُيونٌ لِلمُنونِ خَفِيَّةٌ / تَدِبُّ دَبيباً بِالمَنِيَّةِ فينا
وَما زالَتِ الدُنيا تُقَلِّبُ أَهلَها / فَتَجعَلُ ذا غَثّا وَذاكَ سَمينا
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مُسِرّاً وَمُعلِنا
تَزَوَّد مِنَ الدُنيا مُسِرّاً وَمُعلِنا / فَما هُوَ إِلّا أَن تُنادى فَتَظعَنا
يُريدُ امرُؤٌ أَلّا تُلَوَّنَ حالُهُ / وَتَأبى بِهِ الأَيّامُ إِلّا تَلَوَّنا
عَجِبتُ لِذي الدُنيا وَقَد حَطَّ رَحلَهُ / بِمُستَنِّ سَيلٍ فَابتَنى وَتَحَصَّنا
تَزَيَّن لِيَومِ العَرضِ ما دُمتَ مُطلَقاً / وَما دامَ دونَ المُنتَهى لَكَ مُمكِنا
وَلا تُمكِنَنَّ النَفسَ مِن شَهَواتِها / وَلا تَركَبَنَّ الشَكَّ حَتّى تَيَقَّنا
وَما الناسُ إِلّا مِن مُسيءٍ وَمُحسِنٍ / وَكَم مِن مُسيءٍ قَد تَلافى فَأَحسَنا
إِذا ما أَرادَ المَرءُ إِكرامَ نَفسِهِ / رَعاها وَوَقّاها القَبيحَ وَزَيَّنا
أَلَيسَ إِذا هانَت عَلى المَرءِ نَفسُهُ / وَلَم يَرعَها كانَت عَلى الناسِ أَهوَنا
رَضيتُ بِبَعضِ الذُلِّ خَوفَ جَميعِهِ
رَضيتُ بِبَعضِ الذُلِّ خَوفَ جَميعِهِ / وَلَيسَ لِمِثلي بِالمُلوكِ يَدانِ
وَكُنتُ امرَأً أَخشى العِقابَ وَأَتَّقي / مَغَبَّةَ ما تَجني يَدي وَلِساني
وَلَو أَنَّني عاتَبتُ صاحِبَ قُدرَةٍ / لَعَرَّضتُ نَفسي صَولَةَ الحَدَثانِ
فَهَل مِن شَفيعٍ مِنكَ يَضمَنُ تَوبَتي / فَإِنّي امرُؤٌ أوفي بِكُلِّ ضَمانِ
لَشَتّانَ ما بَينَ المَخافَةِ وَالأَمنِ
لَشَتّانَ ما بَينَ المَخافَةِ وَالأَمنِ / وَشَتّانَ ما بَينَ السُهولَةِ وَالحَزنِ
تَنَزَّه عَنِ الدُنيا وَإِلّا فَإِنَّها / سَتَأتيكَ يَوماً في خَطاطيفِها الحُجنِ
إِذا حُزتَ ما يَكفيكَ مِن سَدِّ خَلَّةٍ / فَصِرتَ إِلى ما فَوقَهُ صِرتَ في سِجنِ
أَيا جامِعَ الدُنيا سَتَكفيكَ جَمعَها / وَيا بانِيَ الدُنيا سَيَخرَبُ ما تَبني
أَلا إِنَّ مَن لا بُدَّ أَن يَطعَمَ الرَدى / وَشيكاً حَقيقٌ بِالبُكاءِ وَبِالحُزنِ
تَعَجَّبتُ إِذ أَلهو وَلَم أَرَ طَرفَةً / لِعَينِ امرِئٍ مِن سَكرَةِ المَوتِ لا تَدني
وَلِلدَهرِ أَيّامٌ عَلَينا مُلِحَّةٌ / تُصَرِّحُ لي بِالمَوتِ عَنهُنَّ لا تَكني
أَيا عَينُ كَم حَسَّنتِ لي مِن قَبيحَةٍ / وَما كُلُّ ما تَستَحسِنينَ بِذي حُسنِ
كَأَنَّ امرَأً لَم يَغنَ في الناسِ ساعَةً / إِذا نُفِضَت عَنهُ الأَكُفُّ مِنَ الدَفنِ
أَلا هَل إِلى الفِردَوسِ مِن مُتَشَوِّقٍ / تَحِنُّ إِلَيها نَفسُهُ وَإِلى عَدنِ
وَما يَنبَغي لي أَن أُسَرَّ بِلَيلَةٍ / أَبيتُ بِها مِن ظالِمٍ لي عَلى ضِغنِ
وَمَن طابَ لي نَفساً بِقُربٍ قَبِلتُهُ / وَمَن ضاقَ عَن قُربي فَفي أَوسَعِ الإِذنِ
لَعَمرُكَ ما ضاقَ امرُؤٌ بَرَّ وَاتَّقى / فَذو البِرِّ وَالتَقوى مِنَ اللَهِ في ضَمنِ
وَأَبعِد بِذي رَأيٍ مِنَ الحُبِّ لِلتُقى / إِذا كانَ لا يُقصي عَلَيها وَلا يُدني
أَغَرَّكَ أَنّي صِرتُ في زِيِّ مِسكينِ
أَغَرَّكَ أَنّي صِرتُ في زِيِّ مِسكينِ / وَصِرتَ إِذِ استَغنَيتَ عَنّي تُنَحّيني
تَباعَدتُ إِذ باعَدتَني وَاطَّرَحتَني / وَكُنتُ قَريبَ الدارِ إِذ كُنتَ تَبغيني
فَإِن كُنتَ لا تَصفو صَبَرتُ عَلى القَذى / وَغَمَّضتُ عَيني مِن قَذاكَ إِلى حينِ
وَحَسَّنتُ أَو قَبَّحتُ كَيما تَلينَ لي / فَحَسَّنتَ تَقبيحي وَقَبَّحتَ تَحسيني
رَضيتُ بِإِقلالي فَعِش أَنتَ موسِراً / فَإِنَّ قَليلي عَن كَثيرَكَ يَكفيني
وَبَعدُ فَلا يَذهَب بِكَ التيهُ في الغِنى / لَعَلَّ الَّذي أَغناكَ عَنّي سَيُغنيني
وَما العِزُّ إِلّا عِزُّ مَن عَزَّ بِالتُقى / وَما الفَضلُ إِلّا فَضلُ ذي الفَضلِ وَالدينِ
وَفي اللَهِ ما أَغنى وَفي اللَهِ ما كَفى / وَفي الصَبرِ عَمّا فاتَني ما يُسَلّيني
وَعِندي مِنَ التَسليمِ لِلَّهِ وَالرِضى / إِذا عَرَضَ المَكروهُ لي ما يُعَزّيني
وَحَسبي فَإِنّي لا أُريدُ لِصاحِبٍ / قَبيحاً وَلا أُعنى بِما لَيسَ يَعنيني
وَإِنّي أَرى أَن لا أُنافِسَ ظالِماً / وَأُرضي بِكُلِّ الحَقِّ مَن لَيسَ يُرضيني
رَكَنتَ إِلى الدُنيا عَلى ما تَرى مِنها
رَكَنتَ إِلى الدُنيا عَلى ما تَرى مِنها / وَأَنتَ مُذُ استَقبَلتَها مُدبِرٌ عَنها
وَلِلنَفسِ دونَ العارِفاتِ صُعوبَةٌ / فَإِن صَعُبَت يَوماً عَلَيكَ فَهَوِّنها
وَلِلنَفسِ طَيرٌ يَنتَفِضنَ إِلى الهَوى / بِأَجنِحَةٍ تَهوي إِلَيهِ فَسَكِّنها
أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ
أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ / إِذا ابتَزَّ مِنهُ العَزمَ ضَعفُ يَقينِهِ
وَإِذ هُوَ لا يَدري لَعَلَّ كِتابَهُ / سَيُعطاهُ مَنشوراً بِغَيرِ يَمينِهِ
وَيَلتَمِسُ الإِحسانَ بَعدَ إِساءَةٍ / فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ غَيرَ مُعينِهِ
إِذا ما اتَّقى اللَهُ امرُؤٌ في أُمورِهِ / وَكانَ إِلى الفِردَوسِ جُلُّ حَنينِهِ
سَعى يَبتَغي عَوناً عَلى البِرِّ وَالتُقى / لِيَبتاعَهُ مِن مالِهِ بِثَمينِهِ
فَصَفَّ الخَدينَ ما استَطَعتَ مِنَ القَذى / أَلا إِنَّما كُلُّ امرِئٍ بِخَدينِهِ
وَخَيرُ قَرينٍ أَنتَ مُقتَرِنٌ بِهِ / قَرينٌ نَصيحٌ مُنصِفٌ لِقَرينِهِ
وَكُلُّ امرِئٍ فيهِ وَفيهِ فَدارِهِ / عَلى ذاكَ وَاحمِل غَثَّهُ لِسَمينِهِ
لِكُلِّ مَقامٌ قائِمٌ لا يَجوزُهُ / فَدَع غَيَّ قَلبٍ خائِضٍ في فُتونِهِ
وَأَفضَلُ هَديٍ هَديَ سَمتِ مُحَمَّدٍ / نَبِيٍّ تَنَقّاهُ الإِلَهُ لِدينِهِ
عَلَيهِ السَلامُ كانَ في النُصحِ رَحمَةً / وَفي بِرِّهِ بِالعالَمينَ وَلينِهِ
إِمامُ هُداً يَنجابُ عَن وَجهِهِ الدُجى / كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت بِجَبينِهِ
بِحَبلِ رَسولِ اللَهِ أَوثَقتُ عِصمَتي / وَخيرَتِهِ في خَلقِهِ وَأَمينِهِ
أَيا جامِعي الدُنيا لِمَن تَجمَعونَها
أَيا جامِعي الدُنيا لِمَن تَجمَعونَها / وَتَبنونَ فيها الدورَ لا تَسكُنونَها
وَكَم مِن مُلوكٍ قَد رَأَينا تَحَصَّنَت / فَعَطَّلَتِ الأَيّامُ مِنها حُصونَها
وَكَم مِن ظُنونٍ لِلنُفوسِ كَثيرَةٍ / فَكَذَّبَتِ الأَحداثُ مِنها ظُنونَها
وَإِنَّ العُيونَ قَد تَرى غَيرَ أَنَّهُ / كَأَنَّ القُلوبَ لَم تُصَدِّق عُيونَها
أَلا رُبَّ آمالٍ إِذا قيلَ قَد دَنَت / رَأَيتَ صُروفَ الدَهرِ قَد حُلنَ دونَها
أَيا آمِنَ الأَيّامِ مُستَأنِساً بِها / كَأَنَّكَ قَد واجَهتَ مِنها خُؤونَها
لَعَمرُكَ ما تَنفَكُّ تَهدي جَنازَةً / إِلى عَسكَرِ الأَمواتِ حَتّى تَكونَها
ذَوي الوُدِّ مِن أَهلِ القُبورِ عَلَيكُم / سَلامٌ أَما مِن دَعوَةٍ تَسمَعونَها
سَكَنتُم ظُهورَ الأَرضِ حيناً بِنَضرَةٍ / فَما لَبِثَت حَتّى سَكَنتُم بُطونَها
وَكُنتُم أُناساً مِثلَنا في سَبيلِنا / تَضِنّونَ بِالدُنيا وَتَستَحسِنونَها
وَما زالَتِ الدُنيا مَحَلَّ تَرَحُّلٍ / تَجوسُ المَنايا سَهلَها وَحُزونَها
وَقَد كانَ لِلدُنيا قُرونٌ كَثيرَةٌ / وَلَكِنَّ رَيبَ الدَهرِ أَفنى قُرونَها
وَلِلناسِ آجالٌ قِصارٌ سَتَنقَضي / وَلِلناسِ أَرزاقٌ سَيَستَكمِلونَها
رَضيتُ بِبَعضِ الذُلِّ خَوفَ جَميعِهِ
رَضيتُ بِبَعضِ الذُلِّ خَوفَ جَميعِهِ / وَلَيسَ لِمِثلي بِالمُلوكِ يَدانِ
وَكُنتُ امرَأً أَخشى العِقابَ وَأَتَّقي / مَغَبَّةَ ما تَجني يَدي وَلِساني
وَلَو أَنَّني عَنَدتُ صاحِبَ قُدرَةٍ / لَعَرَّضتُ نَفسي صَولَةَ الحَدَثانِ
فَهَل مِن شَفيعٍ مِنكَ يَضمَنُ تَوبَتي / فَإِنّي امرُؤٌ أُفي بِكُلِّ ضَمانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025