المجموع : 6
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ
وَحَقِّكُمُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ عَنْكُمُ / أَحَادِيثَ فَضْلٍ كُلُّهُنَّ حِسَانُ
إِلَى أَنْ حَدَانِي الشَّوْقُ نَحْوَ دِيَارِكُمْ / فَأَرْبَى عَلَى مَا قَدْ سَمِعْتُ عِيَانُ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ
أَطَارَ الكَرَى عَنْ مُقْلَتِي طَائِرُ البَانِ / وَبِالوَجْدِ أَفْنَانِي بِمُورِقِ أَفْنَانِ
وَلاَحَ بِأَعْلَى الأَجْرَعِ الفَرْدِ بَارِقٌ / بِسُقْمِيَ أَعْيَانِي وَغَيَّرَ أَعْيَانِي
وَهَيَّجَ أَضْغَانِي فَمَا غَيْرُ لاَعِجٍ / مِنَ الشَّوْقِ أَعْطَانِي بِأَرْحَبِ أَعْطَانِ
وَخَطَّ بِحِبْرِ الدَّمَعِ مَا شَاءَهُ هَوًى / إِلَى المَجْدِ رَقَّانِي بِخَدِّي رَقَّانِ
وَأَعْدَمَنِي التَّسْهِيدُ صَبْرِيَ وَالكَرَى / فَلِي حَيْثُ أَحْزَانِي سَيَكْتُبُ أَحْزَانِي
وَمَا رَقَّ لِي إِلاَّ النَّسِيمُ الَّذِي سَرَى / فَفِي كُلِّ أَحْيَانِي بِرَيَّاهُ أَحْيَانِي
وَمَا كَانَ أَنْسَانِي لَوِ اخْتَرْتُ سُلْوَةً / وَمَا كَانَ أَجْفَانِي وَأَنْحَلَ أَجْفَانِي
وَدُونَ الحِمَى بِالرَّقْمَتِيْنِ مَنَازِلٌ / بَدَتْ كُثُباً لِلصَّبِّ مَا بَيْنَ كُثْبَانِ
مَنَازِلُ أَجْرَى الدَّمْعُ مِنْ أَجْلِهَا دَماً / فَحِلْيَتُهَا مِنْهُ بَدُرٍّ وَعِقْيَانِ
وَمِثْلِيَ وَجْدٌ أَخْرَقَ البَرْقُ جَيْبَهُ / عَلَيْهِ وَهَزَّ البَانُ أَعْطَافَ أَغْصَانِ
وَهَبَّ النَّسِيمُ الحَاجِرِيُّ مُحَمَّلاً / أَحَادِيثَ نُعْمٍ حِينَ مَرَّتْ بِنُعْمَانِ
فَجَمَّعْتُ بَيْنَ المَاءِ وَالنَّارِ ذَاكَ مِنْ / دُمُوعِي وَهَاذِي مِنْ لَوَاعِجِ أَشْجَانِي
وَرَدَّ الصِّبَا وَهْناً رَسُولٌ مِنَ الصَّبَا / بِمَمْشَاهُ أَرْضَانِي فَخَدَّيَّ أَرْضَانِ
وَيَا رُبَّ طَيْفٍ طَافَ بِي مُتَهَلِّلاً / وَبِالجَزْعِ حَيَّانِي وَدُونِيَ حَيَّانِ
وَأَظْهَرَ مِنْ خدٍّ مُفَتَّحَ وَرْدَةٍ / وَمِنْ أَنْمُلٍ رَخْصٍ مُعَلَّقَ سَوْسَانِ
وَغَنَّى عَلَيْهِ الحَلْيُ وَالقَدُّ مَائِسٌ / فَقُلْتُ حَمَامٌ فَوْقَ غُصْنٍ بِبُسْتَانِ
وَمَا رَاعَنِي إِلاَّ الحُدَاةُ هَفَتْ بِهِمْ / مَعَ الصُّبْحِ ذِكْرَى لَمْ تَدَعْ غَيْرَ وَلْهَانِ
كَأَنَّ الفَلاَ وَالبِيدَ مُنْذُ حَوَتْهُمُ / قُلُوبٌ حَوَتْ أَسْرَارَ حُبٍّ وَعِرْفَانِ
كَأَنَّ الدُّجَى فِي مَجْمَرِ البَرْقِ عَنْبَرٌ / يَضُوعُ شَذَاهُ بَيْنَ نُدْمَانِ شُهْبَانِ
كَأَنَّ انْصِدَاعَ الفَجْرِ نَهْرُ حَدَائِقٍ / سَقَى زَهْرَهَا أَوْ دَمْعُ أَحْدَاقِ هَيْمَانِ
كَأَنَّ ضِيَاءَ الصُّبْحِ وَالشَّمْسَ بَعْدَهُ / هِدَايَةُ خَيْرِ الخَلْقِ مِنْ آلِ عَدْنَانِ
نَبِيٌّ كَرِيمٌ طَابَ حَيًّا وَمَيِّتاً / فَزَائِرُهُ جَانٍ ثِمَارَ المُنَى جَانِ
رَؤُفٌ رَحِيمٌ خُصَّ بِاسْمَيْنِ عُظِّمَا / لأَنَّهُمَا لِلَّهِ سُبْحَانَهُ اسْمَانِ
رَسُولٌ أَتَى لِلْخَلْقِ أَجْمَع رَحْمَةً / وَجَاءَ بِنُورٍ لِلأَنَامِ وَفُرْقَانِ
بِهِ بَشَّر الانْجِيلُ عِيسَى بْنَ مَرْيَمٍ / وَبَشَّرَتِ التَّوْرَاةُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانِ
وَأَخْبَرَ يُوسُفْ جَدَّهُ بِظُهُورِهِ / غَدَاةَ أَتَاهُ وَهْوَ فِي رَأسِ غِمْدَانِ
إِلَى أَنْ أَرَاهُ اللَّهُ مَوْلِدَهُ الَّذِي / أَرَى خَيْرَ مِصْبَاحٍ بِمِشْكَاةِ أَكْوَانِ
وَآمِنَةٌ أَضْحَتْ بِهِ وَهْيَ كَاسْمِهَا / وَمَا أَمِنَتْ ضُرًّا حَوَامِلُ إِنْسَانِ
فَكَانَ أَخَفَّ النَّاسِ حَمْلاً بِبَطْنِهَا / وَأَثْقَلَهُمْ وَطْأً لأحْزَاب شَيْطَانِ
وَلَمَّا دَنَا وَقْتُ الوِلاَدَةِ أَبْصَرَتْ / عَجَائِبَ لَمْ تَطْرُقْ جَنَاباً لأَذْهَانِ
وَضَاءَتْ لِمَنْ بِالشِّعْبِ مِنْ أَرْضِ مَكَّةٍ / قُصُورٌ بِبُصْرَى مِنْ أَقَالِيمِ حَوْرَانِ
وَإِيوَانُ كِسْرَى ارْتَجَّ كُلَّ ارْتِجَاجَةٍ / وَكَانَ كَمَا تَرْوِيهِ أَعْظَمَ إِيوَانِ
وَأُطْفِيتِ النِّيرَانُ نِيرَانُ فَارِسٍ / وَمُذْ أَلْفِ عَامٍ وَاصَلَتْ وَقْدَ نِيرَانِ
وَكَمْ حَازَ فِي عَصْرِ الصِّبَا مِنْ فَضَائِلٍ / تَأَدَّتْ لَنَا مِنْ بَيْنِ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَلَمَّا أَتَاهُ الوَحْيُ أَعْطَاهُ رَبُّهُ / عَطَاءً حِسَاباً لَمْ يُعَارَضْ بِحُسْبَانِ
وَأَيَّدَهُ بِالمُعْجِزَاتِ رَوَاتِقاً / فَتُوقَ ضَلالٍ قَدْ أَضَلَّ وَكُفْرَانِ
وَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ آيَةٍ / تَجَلَّتْ فَلَمْ تُنْكِرْ سَنَا الصُّبْحِ عَيْنَانِ
وَشُقَّ لَهُ البَدْرُ المُنِيرُ بِمَكَّةٍ / فَقَالَ اشْهَدُوا لَمَّا بَدَا وَهْوَ نِصْفَانِ
وَفَاضَتْ بِعَذْبِ المَاءِ مِنْهُ أَصَابِعٌ / سَقَتْ كُلَّ حَرَّانِ الجَوانِحِ عَطْشَانِ
وَسَبَّحَ فِي يُمْنَاهُ كَفٌّ مِنَ الحَصَى / بِمَرْأَى أَبِي بَكْرٍ وَمَحْضَرِ عُثْمَانِ
وَحَنَّ إِلَيْهِ الجِذْعُ وَاشْتَدَّ حُزْنُهُ / وَمِنْ قُبْلُ لَمْ تَشْكُ الجُذُوعُ بِفُقْدَانِ
كَأَنَّ الَّذِي غَنَّتْ بِهِ وَهْوُ نَاعِمٌ / مِنَ الوُرْقِ أَعْدَتْهُ بِفَادِحِ أَحْزَانِ
رَسُولٌ أَبَانَ الفَضْلَ فَضْلَ صَحَابَة / أَطَاعُوهُ فِي سِرٍّ كَرِيمٍ وَإِعْلاَنِ
وأَثْنَى عَلَى الأَنْصَارِ فَوْقَ ثَنَائِنَا / عَلَى عَقِبِ الأَنْصَارِ فِي الزَّمَنِ الثَّانِي
مُلُوكِ بَنِي نَصْرٍ وَحَسْبُكَ أَنَّهُمْ / لأَكْرَمُ مَنْ أَجْرى الجِيَادَ بِمَيْدَانِ
هُمُ أَنْجَبُوا خَيْرَ المُلُوكِ مُحَمَّداً / رَفِيعَ العُلاَ والقَدْرِ وَالصِّيتِ وَالشَّأنِ
تَيَسَّرَتْ الآمالُ لِلْخَلْقِ إِذْ دَنَا / وَلاَ غَرْوَ وَالتَّيْسِيرُ يُنْسَبُ لِلدَّانِي
هُمَامٌ كَأَنَّ الأَرْضَ إِنْ سَارَ مسْمعٌ / بِهِ مِنْ صَهِيلِ الخَيْلِ أَبْدَعُ أَلْحَانِ
إِذَا افْتَرَّ ثَغْرُ الحَرْبِ كَانَتْ سُيُوفُهُ / ثَنَايَا لَهُ وَالبَرْقُ ذَوْبَ الدَّمِ القَانِ
وَإِنْ أَبْرَزَتْ كَفًّاً لَهَا فَرِمَاحُهُ / أَنَامِلُ ذَاكَ الكَفِّ مُدَّتْ لِشُجْعَانِ
وَتُرْسِلُ شِعْراً مِنْ عَجَاجٍ خُيُولُهُ / تُرَجِّلُهُ أَيْدِي نُسُورٍ وَعُقْبَانِ
حَبِيبٌ إِلَى الأَوْطَانِ عَادَ وَإِنَّمَا / هُوَ الرُّوحُ كُلُّ الرُّوحِ عَادَتْ لِجُثْمَانِ
وَمَدَّتْ لَهُ غَرْنَاطَةٌ أَيَّ مِعْصَمٍ / مِنَ النَّهْرِ بِالوَشْمِ النَّسِيمِيِّ مُزْدَانِ
وَأَبْدَتْ مِنَ الحَمْرَاءِ أَبْدَعَ مَفْرِقٍ / عَلَيْهِ مِنَ الأَبْرَاجِ أَبْدَعُ تِيجَانِ
وَمَا أَبْصَرَتْ عَيْنٌ كَمِشْوَرِهَا الَّذِي / تُنَاسِبُهُ فِي رِفْعَةٍ هِمَّةُ البَانِي
مُنيفٌ عَلَى كُلِّ المَصَانَعِ شَادَهُ / فَتَى الجُودِ وَالعَلْيَاءِ مِنْ نَسْلِ كَهْلاَنِ
فَمَا لَبَنِي العَبَاسِ فَخْرٌ بِمَا بَنَوْا / وَلاَ لِلْمُلُوكِ الصِّيدِ مِنْ آلِ مَرْوَانِ
وَلِلَّهِ فِي مَغْنَاهُ لَيْلَةَ سَابِعٍ / فَحَيَّا بِروحٍ لاَ يَزَالُ وَرَيْحَانِ
بِهَا تُضْرَبُ الأَمْثَالُ ثُمَّ بِذِكْرِهَا / يُزَمْزِمُ حَادِي الرَّكْبِ مَا بَيْنَ أَظْعَانِ
فَلاَ زَالَ مَوْلاَنَا الإِمَامُ ابْنُ يُوسُفٍ / أَمِيراً وَسُلْطَاناً عَلَى كُلِّ سُلْطَانِ
وَأَخْتِمُ نَظْمِي بِالصَّلاَةِ عَلَى الَّذِي / أَتَى خَاتِماً لِلرُّسْلِ فِي خَيْرِ أَزْمَانِ
وَدَامَ الرِّضَى عَنْ آلِهِ أَنْجُمِ العُلاَ / وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانِ
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي
لَكَ الخَيْرُ عَدْمُ السَّبْكِ أَبْدَلَ نَاظِرِي / زُمُرُّدَةً مُخْضَرَّةً مِنْ لُجَيْنِهِ
وَلاَ تُنْكِرُوا مَا رَاعَ مِنْ ذَاكَ إِنَّنِي / لَصَائِغُ تِبْرِ القَوْلِ نَاقِدُ شَيْنِهِ
وَلاَ عَجَبٌ إِنْ أَعْوَزَ السَّبْكُ صَائِغاً / فَأَوْجَبَ عَدْمُ السَّبْكِ خُضْرَةَ عَيْنِهِ
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً
وَلَوْلاَ ثَلاَثٌ جَاءَ جِبْرِيلُ سَائِلاً / لِخَيْرِ الوَرَى عَنْهَا لآثَرْتُ فُقْدَانِي
مَقَامَاتُ إِسْلاَمٍ أَزِيدُ بِفِعْلِهِ / ثَوَاباً وَإِيمَانٍ أُدِيمَ وَإِحْسَانِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ
هُوَ الخَطْبُ هَلْ عَجَّتْ بِهِ قَيْسُ عَيْلاَنِ / عَجِيجَ الحَجِيجِ اسْتَقْبَلُوا شِعْبَ نُعْمَانِ
وَهَلْ تَرَكُوا حُمْرَ القِبَابِ لِوَقْعِهِ / سَوَارِيَ فِي لَيْلَيْ هُمُومٍ وَأَحْزَانِ
وَهَلْ غَادَرُوا الجُرْدَ الجِيَادَ خَوَابِطاً / كَمَلْقَى سُيُوفٍ أَوْ عَوَامِلِ مُرَّانِ
مَضَى رَبُّ قَيْسٍ وَابْنُ رَافِعِ مُجْدِهَا / ثُمَالَ مَعَدٍّ حَيْثُ كَانَ وَعَدْنَانِ
مَضَى الفَارِسُ المِغْوَارُ يَزْحَفُ لِلْوَغَى / عَلَى كُلِّ مُسْوَدِّ النَّوَاشِرِ حَسَّانِ
مَضَى العَالِمُ البَحْرُ الَّذِي خَضَعَتْ لَهُ / رَقَابُ المَعَانِي فَهْيَ وَالجَيْشُ سِيَّانِ
أَرَى الحَيَّ قَدْ أَكْدَى الرَّكَائِبَ بَعْدَهُ / بِمُشْكِلِ نَوْحٍ لاَبِحَدْوٍ وَأَلْحَانِ
وَشَبُّوا لِمَنْ أَمُّوا المَفَاوِزَ فِي الدُّجَى / مِنَ الحُزْنِ وَالبَلْوَى مَوَاقِدَ نِيرَانِ
وَسَالَ دَمُ الأَجْفَانِ وَالكَرْمِ حَيْثُ لَمْ / تَزَلْ تَزْحَمُ الضِّيفَانُ أَمْوَاجَ ضِيفَانِ
نَشَدْتُكُمْ هَلْ طَابَ لِلْعِيسِ وِرْدُهَا / وَهَلْ رَاقَهَا مَرْعى لِحِمْضٍ وَسَعْدَانِ
وَهَلْ أَرْضَعَتْ أَمُّ الحِوَارِ حِوَارَهَا / وَأَفْهَقَ مِنْ رَسْلٍ عَلَى الشَّوْلِ فَقْهَانِ
وَهَلْ رَجَعَتْ أَيْدِي الكُمَاةِ سُيُوفَهَا / وَقَرَّ الأَصَمُّ الصِّرْفُ فِي كَفِّ شَيْحَانِ
أَلاَ إِنَّ قَيْساً بَعْدَ يَوْمِ ابْنِ عَاصِمٍ / لأَنْضَاءُ أَحْزَانٍ وَأَذْوَاءُ فُقْدَانِ
وَتَبًّا لِدَهْيَاءَ اسْتَطَارَ شَرَارُهَا / كَمَا لَعِبَتْ هُوجُ الرِّيَاحِ بِكُثْبَانِ
فَقَدْنَ الأَغَرَّ النَّدْبَ لاَحَتْ قِبَابُهُ / فَلَسْتَ تَرَى مِنْ حَوْلِهَا عَيْنَ جَذْلاَنِ
وَلَمْ أَرَ يَا لِلْقَوْمِ غَيْرَ مُصَابِهِ / سَوَاءٌ بِهِ قَحْطَانُ أَوْ آلُ عَدْنَانِ
بَكَتْ مُضَرُ الحَمْرَاءُ مِنْهُ ابْنَهَا الَّذِي / مَضَى كَالْحَيَا الهَتَّانِ عَنْ شِعْبِ بَوَّانِ
وَكَرَّ إِلَى إِخْوَانِهِ مُوقِظَ الأَسَى / فَمَا هَمَدَتْ فِي الحُزْنِ آثَارُ هَمْدَانِ
وَعَامِلَةٌ لَمْ يُلْفَ مِنْ عَمَلٍ لَهَا / سِوَى رَفْضِ سُلْوَانٍ وَتَجْدِيدِ أَشْجَانِ
وَأَثْقَلَ بَثُّ الخَزْرَجِيِّينَ كَاهِلاً / لِكُلِّ صَرِيحِ المَجْدِ فِي سِرِّ كَهْلاَنِ
وَفِي كَلْبٍ اصْطَفَّتْ عَلَيْهِ نَوَائِحٌ / كَمَا زَجَرَ العَيَّافُ مَنْعِبَ غِرْبَانِ
فَمَنْ لِلْخُيُولِ الأَعْوَجِيَّةِ ضُمَّراً / يُرَوِّي صَدَاهَا مِنْ عَبِيطِ الرَّدَى القَانِي
وَمَنْ لِلسُّيُوفِ المَشْرَقِيَّاتِ يَخْتَلِي / بِهَا الهَامُ يَوْمَ الزَّحْفِ فِي كُلِّ مَيْدَانِ
وَمَنْ لِرِمَاحِ الخَطِّ فِي حَوْمَةِ الوَغَى / يُقَصِّمُهَا مَا بَيْنَ مَثْنَى وَوِحْدَانِ
وَمَنْ لأَيَامَى الحَيِّ تَشْكُو ظَما حَشاً / صَدِيٍّ لِعَرْفٍ لاَ يَغِبُّ وَإِحْسَانِ
وَمَنْ لِلضُّيُوفِ الخَابِطِينَ لَهُ الفَلاَ / عَلَى كُلِّ مِيفَاضٍ كَهَمِّكَ مِظْعَانِ
وَمَنْ لِلْعُلُومِ النَّازِعَاتِ إِلَى العُلاَ / مُتِيحٌ لِوِرْدٍ أَوْ مُقِرٌّ بِإِعْطَانِ
وَمَنْ لِسِجَالِ العِلْمِ أَوْ لِغُرُوبِهَا / مُجِيلٌ إِذَا حَانَتْ مَرَثَّةُ أَشْطَانِ
وَمَنْ فِي النَّوَادِي الغُرِّ لِلْخُطَبِ الَّتِي / يُقَصِّرُ عَنْ إِدْرَاكِهَا قِسُّ سَحْبَانِ
وَمَنْ يُكْسِبِ الأَحْلاَمَ صَنْعَةَ رِيدَةٍ / وَشُغْلَ سَحُولٍ إِنْ وَشَى ذَاتَ عُنْوَانِ
شَهِدْتُ لَقَدْ أَبْقَى عَلَى المُلْكِ رَوْنَقاً / وَلاَ رَوْنَقُ الصَّهْبَاءِ فِي عَيْنِ نَشْوَانِ
وَخَلَّفَ أَكْبَادَ المُلُوكِ لِفَقْدِهِ / تُنَاشُ لِخَفَّاقٍ مِنَ البَثِّ حَرَّانِ
أَخَالاَهُ خَانَ الصَّبْرُ بَعْدَكَ وَانْتَحَتْ / لَوَاعِجُ وَجْدٍ بِالأَسَى غَيْرَ حَرَّانِ
وَلَمْ يَبْقَ عِنْدِي مُذْ رُزِئْتُكَ جَانِبٌ / كَأَنِّي أَخُو عُتْبَانَ مِنْ بَعْدِ عُتْبَانِ
وَكَمْ قَسَّمَ الأَرْزَاءَ فِي سَاحَةِ البِلَى / بَنُو الحُزْنِ عَجُّوا بَيْنَ شِيبٍ وَشُبَّانِ
وَكَانَ لَنَا شَّرُّ القَسِيمِ كَأَنَّنَا / بِعَيْنِ أَبَاغٍ قَاسِمُو آلَ شَيْبَانِ
رُزِئْنَا بِزَاكِي الخَيْمِ مُبْيَضَّ طَرْفِهِ / بِأَكْرَمِ مِطْعَامٍ وَأَشْرَفِ مِطْعَانِ
جَعَلْتُ أَلُومُ القَلْبَ عِنْدَ نَعِيِّهِ / وَقَدْ طَارَ فِي مَهْوَى الأَسَى جِدّ وَلْهَانِ
وَأَرْمي فُؤَادِي بالشُّجُونِ رَبَتْ كَمَا / رَمَى الشَّنْفَرَى بِالحَرْبِ مِئْزَرَ لِحْيَانِ
وَأَسْتَبْطِىءُ البَلْوَى وَقَدْ جَدَّ جِدُّهَا / كَمَا اسْتَبْطَأَ الغَارَاتِ عُمْرُو بْنُ نُعْمَانِ
وَبالجَزْعِ مِنْ غَرْنَاطَةٍ قَبْرُ مَاجِدٍ / بِهِ نُسِيَتْ آثَارُ قَبْرٍ بِحُلْوَانِ
سَقَاهُ عَلَى الإمْرَاعِ كُلُّ مُجَلْجِلٍ / مِنَ الغَيْثِ هَطَّالِ العَشِيَّاتِ هَتَّانِ
إِذَا حَرَّكَتْهُ فِي البُرُوقِ سِيَاطُهَا / رَمَتْ بِعِشَارِ المُزْنِ فِي كُلِّ بُسْتَانِ
مُكِبًّا بِأَكْنَافِ الرِّيَاحِ دَوَالِحاً / كَمَا ازْدَحَمَ الرَّكْبُ المُخِبُّ بِعَسْفَانِ
وَلاَ زَالَ يَنْدَى فَوْقَهُ كُلُّ سَجْسَجٍ / مِنَ الظِّلِّ مَحْفُوفٍ بِروحٍ وَرَيْحَانِ
وَلَوْلاَ العَوَادِي المُزْرِيَاتِ لَزُرْتُهُ / وَعَادَتْ إِلَى تِلْكَ الأَبَاطِحِ أَظْعَانِي
وَصَاحَبْتُ فِي خَوْضِ البِحَارِ عِصَابَةً / هُمُ مَا هُمُ فِي المَجْدِ أَيْسَارَ لُقْمَانِ
وَلَكِنَّنِي أَغْشَاهُ بِالرُّوحِ زَائِراً / وَإِنْ لَمْ يَزُرْهُ مُذْ خَبَا الحَدُّ جُثْمَانِي
وَإِنِّي بِهِ عَمَّا قَرِيبٍ لَلاَحِقٌ / وَظَنِّيَ أَنَّ الدَّارَ جَنَّةُ رِضْوَانِ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ
أَحِنُّ حَنِينَ العِيسِ إِنْ هِيَ نَحْوَكُمْ /
وَمَهْمَا جَرَتْ أَجْفَانُ مَاءٍ إِلَيْكُمُ / جَرَى إِثْرَهَا شَوْقاً لَكُمْ مَاءُ أَجْفَانِي