المجموع : 10
أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى
أيا غُرَّة العلْيَا ويا عينَها اليمنى / ويا صفوة الدنيا ويا حاصل المَعْنَى
أأحييتَني بالأمس ثم تُميتني / برفضي وإقصائي وحقِّيَ أن أُدْنَى
ولو أنني أحييت ميتاً عشقتُه / لحسن الذي أثّرتُ فيه من الحسنى
ألا يعشق المِفضالُ ميتاً أعاشهُ / وأجناه من معروفه الحلوِ ما أَجْنى
أقول لقوم أوعدوا منك نَبْوةً / وما خِلتُني أُبلى بذاك ولا أُمْنَى
أأبقى على عهدي وينكث قاسم / وتفنى أياديه وشكريَ لا يفنى
كذبتم ومُعْطيه العلا إنَّ عزمه / على العدل والإحسان لَلْعزمُ لا يُثْنَى
أقاسمُ لو نوفيك ما أنت أهله / لأصبحتَ لا تُسمى لدنيا ولا تُكْنى
ولم تُدْعَ إلا ماجداً وابن ماجدٍ / وحُقَّ لك الأَسْنى من الوصف فالأسنى
وإن كنتَ مأمولاً تناسى حفاظُه / نصيبي وقد أغنى سواي وقد أقنى
وأبعدني إبعادَ جاني عظيمةٍ / وقد كنت أُستدعَى زماناً وأُسْتدنَى
أيحجبُ عني عِشرةً قد ومِقْتُها / فشوقي إليها شوق قيس إلى لُبْنى
نعم أنا ممنوعُ الذي لست كفؤَه / أتمنعني قُوتي من العَرَضِ الأدنى
نشدتكُمُ أن تظلموني وتُسكِنوا / جوى الحقد أضلاعاً على حبِّكم تُحْنَى
أَذو آلةٍ فاستخدِموني لآلتي / بقُوتيَ أوْ لا فارزُقوني مع الزَّمْنى
وإني لأرجو الفَوْزتين ولم تزل / أياديكُمُ تَتْرى على المجتدِي مَثنى
فلا برحتْ سبَّابةٌ تستغيثكم / ولا خِنْصَرٌ من شاكرٍ بكُمُ تُثْنى
ولا زلتُمُ يأوي إلى حُجُراتكم / أخو حادثٍ أنحَى وذو زمن أخْنَى
ألا يا عبادَ اللَّهِ ما بال حالة / أعالجها تَدْوَى بأدوية المضنى
أأشقى بمن لو قلت يا خيرَ من مشى / على الأرض ما استثنى ضميريَ مُسْتَثْنَى
أعيذكُمُ من جَوْر من جارَ حكمُه / فطائفةً أشْكَى وطائفةً أَغنى
هَبوني امرأً لا حظَّ فيه لمجتَنٍ / أمَا في اصطناع العُرْف مكرُمةٌ تبنى
عَفاءٌ على الدنيا إذا ساء رأيكم / فما هي بالدار الدَّميثة للسُّكنى
بكت شجوها الدنيا فلما تبيَّنتْ
بكت شجوها الدنيا فلما تبيَّنتْ / مكانَك منها استبشرت وتَغَنَّتِ
لتَسْتَمْتِعِ الدنيا بوجهك دهرَها / فقد طالما اشتاقت إليك وحَنَّتِ
أيا ابنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ
أيا ابنَ رجاءٍ وابنَهُ الخيرَ لا يزلْ / رجاءٌ نحيفٌ يَغْتَدي بكَ بادنا
مَنَحْتُكَ من وُدِّي مُقيماً مكانَهُ / يُبارِي ثَناءً لم يزلْ فيكَ ظاعنا
أَعُدُّكَ في الزُّهْر التي هي سبعةٌ / بديئاً ويأبَى الحقُّ عَدِّيكَ ثامنا
وإنْ كان فيها المشتري وهو سعدُها / وشمسُ الضُّحى والبدرُ غُرَّاً أَيامِنا
ولا بدَّ مِن صِدْقيكَ والصِّدقُ واجبٌ / لكل صديقٍ يَسْتصِحُّ البطائنا
بشعرِكَ عَيْبٌ فاحشٌ غيرَ أَنَّهُ / إذا عُدَّ زَيْن لم يزل لك زائنا
أُبوَّة آباء إذا قِيسَ مجدُهُمْ / بشعرِكَ عفَّى منه تلك المحاسنا
وإن كان شعراً للضمير ملائماً / حلالاً ولطفاً للنظيرِ مُبائنا
أُدِقَّتْ معانيهِ وفُخِّمَ لفظُه / فغادر أشتاتَ القلوبِ قرائنا
غدا غيرَ ملحون غُدوَّ مُلَحَّنٍ / وراح بأسرارِ البلاغة لاحنا
فألهَى امْرَأً تسكينُهُ متحركاً / وأبكى امرَأً تحريكهُ منه ساكنا
فَمُلِّئْتَهُ لا باذلاً حُرَّ وَجههِ / ومُلِّئتُما فَضلاً من الله صائنا
أَتَبْخلُ بالقرطاسِ والخطِّ عن أخٍ
أَتَبْخلُ بالقرطاسِ والخطِّ عن أخٍ / وكفَّاك أنْدَى بالعطايا من المُزنِ
لعمري لقد قوَّى جفاؤك ظِنَّتي / وأوهن تَأْميلي وما كان ذا وهْنِ
ولِمْ لا وقد ألغيتَ شأْني مُخسِّساً / بذلك قَدْرِي مُسْتَخِفّاً به وزني
أبا حسنٍ يا إلفَ نفسي وأُنْسَها / ويا سندي في النائبات ويا رُكني
أمثلك بعد الحِلم والعِلم والنُّهَى / يَبَرُّ ويَجفُو للإقامةِ والظَّعْن
ويأْتَمُّ بالأيامِ وهْي ذميمةٌ / فينْسَى الذي تُقْصي ويَرْعَى الذي تُدْني
إذا كنتَ خُلْصاني من الناس كُلِّهِمْ / وأعْرضْتَ عن ذكراي إعراض مُسْتغني
فياليتَ شِعْري ما تركتَ لمُبْغِضٍ / يُصَرِّحُ بالبَغْضاءِ لي ثم لا يَكْني
ألا أيُّها الحكامُ أعْدُو مُظَلَّماً / على بطلٍ في ظلمِه غيرِ ذي قِرن
أيعرضُ عني باخلاً بكتابهِ / أخٌ ليَ قلبي عندَهُ غَلِق الرَّهن
لك الخيرُ كم من لوعةٍ قد جنيْتَها / عليَّ وما تَدْري هنالك ما تجني
جفوتَ فجافيتَ الجفون عن الكرى / وعَرَّضْتَ رأيي للزِّرايةِ والطَّعْن
ومن يتَخَيَّرْ صاحباً غير عاطفٍ / عليه فمنسوبٌ إلى الجهل والأفْنِ
وكم قائلٍ قد قال لي متمثّلاً / ليوهِنَ مني أو يشدَّ قوى متني
ألا إنَّ من يدعو مَودَّةَ مُعْرضٍ / ويَعْنِي بصِدْقِ الوجد من غير ما يَعْني
لكالمرتجي أنْ يقطعَ البحر فارساً / أو المُبْتَغِي أن يقطعَ البرَّ في سفن
أو المبتنِي بنيانَه فوق هائلٍ / من الرَّمْلِ لا ينفك يهوي بما يَبْني
وقلَّبْتُ أمري كي أرى لي إساءةً / فلم أرها في الظهر منه ولا البطنِ
سألتُك بالبيتِ الممسَّحِ ركنُهُ / وبالمشهدِ المشهود مِن مَنْحرِ البُدْن
أرقَّى إليكَ الكاشحونَ نميمة / طويتَ لها كَشْحَيْكَ مني على ضِغن
فيا عجباً إن كان ذاك وقد طوت / عجائب هذا الدهر قرناً إلى قرن
عهدتُك لا تَعْتَدُّ بالعين شاهداً / عليَّ فلمْ أصبحتَ تَعْتَدُّ بالأذن
أم استفسدتْ ذاك الوفاء ملالَةٌ / فأصبحتَ لا يُثني عليكَ به المُثْني
حبَسْتَ أخاً في سجن هَمٍّ وما جَنَى / فأطْلِقْهُ بالإعتاب من ذلك السجن
ولا تَكُنِ المبذولَ لِلَّوْم سَمْعُه / وقرْطاسهُ بين الصِّيانةِ والحزن
أجِرنِيَ مِنْ حُزْنِي لرفْضِكَ حُرْمتي / فَحُزْنِي لِشَحْطِ الدَّار ناهيك من حُزن
كأني وقد فارقتُ داراً وبَلْدَةً / تحلُّهُمَا أُخْرِجْتُ من جَنَّتَيْ عَدن
وما العيشُ إلا تارتانِ فتارةٌ / مناخٌ على سهلٍ وأُخرى على حَزْن
أتذكُرُ أيَّاماً بها وليالياً / محاسنُها كالروضِ في صُبْحَةِ الدَّجن
عهودٌ خَلَتْ محمودةً وكأنَّها / مُعانَقَةُ اللَّذاتِ في حُلَّة الأمن
عطفناك فاعطف إنَّ كل ابنِ حُرَّةٍ / أخو مَكْسَرٍ صُلْب وذو معطف لَدْن
وإنْ سَقَطاتي في كتابي تَتَابَعَتْ / فلا تَلْحنِي فيما جنيتُ على ذهني
ظَلمْتَ فإنْ ألْحَنْ فظلمُك خُلَّتي / جَنَى زلَّتِي والظُّلْمُ شَرٌّ من اللحن
فألثمُ فاها كي تموتَ حزازتي
فألثمُ فاها كي تموتَ حزازتي / فيشتد ما ألقى من الهيمان
وما كان مقدار الذي بي من الجوى / ليَشْفِيَهُ ما ترشُفُ الشَّفَتانِ
كأنَّ فؤادي ليس يَشْفي غليلَه / سوى أنْ يرى الروحَيْن يمتزجان
تَضَوَّعتِ الأنباءُ عنه بنفحةٍ
تَضَوَّعتِ الأنباءُ عنه بنفحةٍ / زويتُ لها وجهي من الخُبث والنتنِ
ونادت نِداء المُستجيرة باسمهِ
ونادت نِداء المُستجيرة باسمهِ / فقلتُ أجَرنا جارةً فاطمأنتِ
أمانُكِ عندي ما حييت مُؤكَّدٌ / وإن لم تَعُدّي حُرمةً قد أسنَّتِ
أقاسمُ أنت الحِرزُ مما تخافُه / إذا ما الليالي أذنبت وأَجَنَّتِ
أجرتُ لأني في جوارك واثقٌ / بعروتك الوثقي إذا النفسُ ظنَّتِ
وأعفيتُ من عزمي على الصرم حرةً / إذا هي خافت فاجعَ البينِ أنَّتِ
وما بيَ ضنَّتْ إذ عزمتُ فراقها / ولكن بحظي من ولائكَ ضَنَّتِ
ولا لَؤُمَتْ نفسي ولا ساء عهدُها / ولكنها جُنَّ الزمانُ فجُنَّتِ
وكنتَ إذا ما نفسُ حُرٍّ تطلَّعت / إليك مُناها أُعطيت ما تمَنَّتِ
ولو يَممتْ من مَقْطع التُّرب عُصبةٌ / ذَراك على علاتها ما تَعنَّتِ
أقولُ لعُذّالٍ نداك شجاهُم / دعوا مُزنةَ السّقيا إذا هي شَنّتِ
دعُوا راحةً لم يخطُر البخلُ سَيْبها / ولا أنعمتْ يوماً فمنَّت ومنَّتِ
وما سُنَّةُ الشيطانِ سَنَّت بِبَذْلها / فواضِلَها بل سُنَّةُ الله سنَّتِ
أقاسمُ لا تَعْدَم سجايا رضيَّةً / إذا نُقِرَتْ نَقْرَ الدنانير طَنَّت
سجايا إذا هَمَّتْ بِخَيرٍ تَسَرَّعَتْ / إليه وإن هَمَّتْ بسوءٍ تأنَّتِ
بكتْ شجوَها الدنيا فلما تَبَيَّنتْ / مكانَكَ منها استبشرتْ وتَغَنَّتِ
وكانَتْ ضَئيلاً شخصُها فتطاولتْ / وكانت تُسَمَّى ذِلّةً فتكَنَّتِ
لِتَسْتَمتِع الدنيا بوجهك دَهْرها / فقد طال ما اشتاقتْ إليه وحَنَّتِ
وكان بها عشقٌ قديمٌ تُجنّهُ / فلما أُذيلتْ أظهرتْ ما أجنَّتِ
وما شان نُعْمَى الله وَجْهٌ حَمَلْتَه / تزوّجت النُّعمى به أمْ تَبَنَّتِ
ثوتْ في نعيمٍ نِعْمةُ الله إذ غدتْ / وراحتْ وظَلَّتْ في ذراك استكنَّتِ
ليكفيكَ ما قد قيل مما تقولُه
ليكفيكَ ما قد قيل مما تقولُه / فلا تَكُ ممن يَعنِه اللَّه بالعَنا
بلى سَمِّه أوسمِّ من ضمَّ رحلَهُ / وحسبُك بالأسماء تكفي وبالكُنى
متى أطعمتك النفسُ في سبق خالدٍ / بمعنىً بديعٍ ليس فيه من الخنا
فإنك يا مغرور فيما رجوْتَهُ / كمن يرتجي سبق المقادير بالمُنى
له نسوةٌ لو مُلِّك الليلُ أمره / لأوشك عنهنَّ الزوالَ وما ثنا
إذا دُفعتْ أيدي الزناةِ بسُحرةٍ / رفعن لمرتادِ الزنا أرجُلَ الزنا
أماطتْ رداء الخزِّ عن حُرِّ وجهِها
أماطتْ رداء الخزِّ عن حُرِّ وجهِها / ولم تخشَ من داياتها والحواضن
أيلتمسُ الناسُ الغنى فيصيبهم
أيلتمسُ الناسُ الغنى فيصيبهم / وألتمسُ القوتَ الطفيف فيلتوي
ويمنعني وردَ الشرائع أهلُها / ويشرع غيري في السحاب فيرتوي
لَما خِلتُ هذا الجَوْر للدهر يستوي / وعينُك تصفو لي ورأيُكَ يستوي
إلى أينَ بي إنْ خانَ حبلُكَ قَبْضَتي / وأي النوى إن كان ذلك أنتوي