مصاب أذال الدمع وهو مصون
مصاب أذال الدمع وهو مصون / وخطب وما كل الخطوب تهون
إذا ما قضى محيي النفوس بعلمه / ولم أبكه اني اذاً لخؤون
رثيتُ حياتي بعد فقد محمد / وساءلت هل بعد المعين معين
أتدرون من أودى أتدرون من ثوى / هو الليث والقبر المزار عرين
هو السيف مغموداً هو البحر غائضا / هو التبر ما بين الرغام دفين
أعاد إلى الاسلام أول عهده / فكان به من لا يدين يدين
وليس نكيراً بعد موت محمد / اذا ودعت دنيا تغر ودين
أرى وجهه طلقا تجول به المنى / اذا افتر ثغر باسم وجبين
له النطق كالماء الزلال على الظما / له اللفظ كالسحر المبين مبين
غراب نعى الفتيا فلا طار بعدها / ولا حل وكرا ظللته غصون
ولا نطق الشعر المقفى رويّه / بقاف ولا طالت قوادم جون
نعاه فاصمى أمة حول نعشه / بها هلع مما عرى وجنون
أحاجيه هل بعد الامام سميدع / كفيل بارزاق العفاة ضمين
وهل غيره للمجتديه نواله / حياة وللخصم الالدّ منون
حليم اذا الاحداث همت بكيده / وقور اذا خف الرجال رزين
وكم حلها من مشكلات سهولها / لدى علماء المسلمين حزون
يقولون قد أمضى على الظن حكمه / ألا ان ظن الالمعيّ يقين
جاز أهاضيب الظنون بفكرة / رأت ما وراء الغيب وهو حصين
اقنع بالتوحيد من كان مشركاً / فلولاه ساءت للعباد ظنون
عدنا على رغم من الحزم حازما / تقاد له الايامُ وهي حرون
يلقى جميع الشامتين كما لقي / ويأتي عليهم للشماتة حين
الحجى ودين والفضل والتقى / وافضل من زان النهى ويزين
لي عزيز أن أرى لك مهجة / تسيل وجسماً في التراب يبين
تركت قلوب القوم من دهش النوى / لها زفرة مثل اللظى وأنين
يبيت فحركت الرواسيَ عنوة / ومتَّ فعم الخافقات سكون
في صدر الامام تموجت / فكان لها كالبحر وهي سفين
الرأي اثقلت الليالي بحمله / فادركها الاجهاض وهو جنين
ركبت من الفضل الغزير مطية / لها نحو ربع الفرقدين حنين
عنك العلم في كل مجهل / وخصمك مبتور الدليل مهين
كائن حقرت الدهر حيث تعينه / كوارث مرت فوق رأسك عون
لان جلمود عليك من الاسى / فمروة قلب الموت ليس تلين
تسقى القبر لا صوب مزنة / شحيح بها صوب الحيا وضنين
ضن في الصيف الغمام بهاطل / من الزمن لم تبخل عليك عيون
ذكرتك بعد الأربعين وما انا / بناس وبالذكرى تهيج شجون
عسى بها همان همّ تذيعه / وهمّ كسر الزند فيّ كمين
فقد كنت عراف العفاة بنظرة / يحس بها دامي الفؤاد حزين
مر الغيث ان تهمى عليّ يمينه / فبعدك لم تمدد اليّ يمين
إذا انا لم امنح رثاءك حقه / فاني لا تقضى لديّ ديون
سأرثيك حتى يعلم الشعر أنني / حفيظ على أيدي الكرام أمين
عزاءً بني الاسلام إن مصابكم / لسهم به قلب العباد طعين
ويا أمة الشرق المدله خففوا / فكل بما ينعى النعاة رهين
كذلكم الدنيا غرور ومحنة / وليس لها بين الأنام خدين
وحسب الدموع الجاريات كأنها / غمام على قبر الامام هتون