المجموع : 22
مضى العمر في لهو ولغو وعصيانِ
مضى العمر في لهو ولغو وعصيانِ / ومر عصر الصبا في الغي والفاني
أراني الغي والاهواء أَحفظُها / لكنني في التقى ألهو بنسيان
أطعت نفسي وأدري أنها تلفي / سالمت دهري وعين الحرب ترعاني
فكم سلكت طريقاً في الهوى خطراً / وقد علمت بلوغ الأمن في الثاني
فيا ذنوبي وخير القول وا أسفا / يا ليت شعري لدى الديان ما شاني
خَليليّ ما لي من حبيب أُحبُّه
خَليليّ ما لي من حبيب أُحبُّه / لخير وَلا لي من عدوّ يسوءني
وَما المَوت لا بل وَالحَياة وَكلما / يَروع الوَرى شَيء لَديك يَروعني
وَلا في الحِمى لَيلي وَلا في الوَغى عُلا / وَلا من أُناديه وَلا من يجيبني
فَكُل بَني الدُنيا عَدوّي وَصاحبي / وَكُل بِلاد اللَه أَرض تَبيتني
وَما في اغترابي حَسرة لمودّع / وَلا في طَريقي جازع يستعيدني
وَلا من يبيت الليل تَهمي عُيونه / وَلا عائد شَجوي وَلا من يعودني
وَلَكن وَرائي معشر وَأَحبة / عزازٌ عَلى قَلبي نَواهم تذيبني
فَلو أَنس ما الأَشياء لا أَنس قَول مَن / عَلى لَوعة بِاتوا بحال تَريبني
تَقول فَدَتكَ الرُوح هَل بَعد ذا لقا / وَلم تَدر أَن الدَهر ظُلماً يَسومني
فَلامَت يا نور العُيون مغترباً / سرى الآل يَبكيني وَصحبي تَنوحني
بَدا النَصر وَالفَتح المُبين فَأَشرَقَت
بَدا النَصر وَالفَتح المُبين فَأَشرَقَت / بِأَنوار أَيام القُدوم لَيالينا
وَهَذا زَمان الأنس نادى مؤرّخاً / سمت مصر في أَمن بمنِّ أَفندينا
لَيالي الصَفا وَافَت وَعاد سرورُها
لَيالي الصَفا وَافَت وَعاد سرورُها / وَوَفّت بِأَفراح القُدوم التَهاني
وَهَذا كَمال الأنس يَشدو مؤرّخاً / بِتَوفيق تاج الملك مَجد الزَمان
سَلامٌ بترداد المحبة يُعلَنُ
سَلامٌ بترداد المحبة يُعلَنُ / وَإِن عزَّ أن ندنو وَإِن شَطَّ موطنُ
سَلامٌ نُواليه كروضٍ مفوَّفٍ / يَطيب بِهِ وَردٌ نَضيرٌ وَسوسنُ
وَقَد سَرّني مِنكُم كِتابٌ مكرّمٌ / دَقيق المَعاني واضح الفضل بَيِّنُ
وَزاد عِتابي ما قَرأت عَلى النَوى / وَهيَّج ما قَد كانَ بِالصَدر يَكمُنُ
فَلله دَهر لَيلُه لَيلُ قَدرِنا / وَأَيامه أَعيادُنا وَهِيَ أَحسَنُ
عَلى حبك الباقي مضى عُمريَ الفاني
عَلى حبك الباقي مضى عُمريَ الفاني / وَفي ودّك الصافي جرى دمعي القاني
ودمعٍ عزيزٍ كان عندي مُمنَّعاً / على يومِ بنّا بعتُ والكسبُ خسراني
فَعينٌ وَلا نَومٌ وَقَلبٌ وَلا صَفاً / إِذا قُلتُ من أَلقاه أَو من سيلقاني
وَصَفو حَياةٍ في هَواك عدمته / وَلِليومِ لَم أَعدم غَرامي وَأَشجاني
أَأَحبابنا فليَبكنا ذو صداقةٍ / إِذا ما التقى اثنان أَو بان اثنان
وَإِن تذكروا بين الندامى صَبابةً / فَلا تجعلوني غَير صدرٍ وَعنوان
أَلا هل أَتاكُم أنَّ بي أَيَّ لَوعةٍ / لأَشرَفِ أَحبابٍ بِأَكرَمِ أَوطان
إِذا نَظرت عَيني حَبيبينِ بعدنا / تذكّرتُ إِخواني وَمعشرَ خلان
وَأَرضاً بِها مرّ الشَباب وَاِنطَوَت / سِنين الصبا فيها بحسن وَإِحسان
بَكيتُ عَلى صَفوٍ وَمَن ليَ بالبُكا / وَما تسعد الأَجفان أَو تِلكَ عَينان
عَلى أَنني ما بين نَهرٍ وَرَوضةٍ / وَخلٍّ وَخلانٍ وَنادٍ وَندمان
وَصَفوٍ يوافيني وَرَوضٍ يظلني / فَما شئت من رَوحٍ وَرُوحٍ وَريحان
وَلكن عَزيزٌ أن أفارقَ مَنزِلاً / بِهِ مرّ دَهرٌ فانقضت فيهِ أَزماني
عَزيزٌ عَزيزٌ ذلَّ مَن لَم يُعزُّهُ / وَإِن كانَ ذا جدٍّ وَمجد وَسُلطان
سَلامٌ أَبا إِبراهيم وَالشَوقُ لا تَسَل / كَنارِك في قَلبي تَزيدُ وَوجداني
سَلامٌ وَلا زلتم بأُنسٍ وَنِعمةٍ / سَلامٌ سَلامٌ من محبٍّ لَكُم عاني
فَلا زلتمُ في نعمةٍ سرمديةٍ / وَفي عَون ذي النُّعمى وَفي حفظ معوان
سَلوا إِن جهلتم في الغَرام مَنِ الجاني
سَلوا إِن جهلتم في الغَرام مَنِ الجاني / أَإقبالك الماضي أَم الحال الجاني
عِذارُك عذري في عِذارٍ خلعتُه / فَها أَنا عذريُّ الهَوى وَالهَوى شاني
أَما وَالَّذي أَنشاك فينا كَما تَشا / لَقَد جَرَت فينا باعتزازٍ وَسُلطان
وَحاجبك الفتّاك تركيُّ فتكه / حمانا من الأعراب عن حال هجران
فَيا لَيته يَرمي فيقضي عَلى الحشا / وَلَكنه يَسطو بسطوة نشوان
كَفى مالكي ما كانَ أَو هوَ كائنٌ / فَقَد آن أَن يرضى المحب برضوان
رَضيتُ بما تَرضى فجُد ليَ بالرضا / فَإِنك لَو جرّبت غَيريَ تَرضاني
أَيا غُصنَ بانٍ كلّما مادَ وَاِنثَنى
أَيا غُصنَ بانٍ كلّما مادَ وَاِنثَنى / وَيا ظبي إِنس ناعسَ اللحظ ما رنا
هب الأَعينَ النجلاءَ ترمي سهامَها / وَدَع قدَّك المياس يُزجي بيَ القَنا
لَقد ذلَّ حزمي في الهَوى بَعد عزِّه / فَكَم من عزيز قاده الحبُّ هيِّنا
طوالُ اللَيالي في هَواك سهرتُها / وَوافرُ صَبري جزَّأته يدُ الضَنى
أَما آن أَن تَرضى فتمنحَني الرضا / وَما آن للدنيا فتجمعَ شملنا
ففي القَلب تفصيلٌ وفي القال موجزٌ / وفي الفكر إسهابٌ بمن شطَّ أَو دنا
تَهادَت بي الأَيامُ في طيِّها كَما / طَوى الجفنُ مَصقولَ الفرندِ فَأُكمِنا
خف اللَهَ في ذلّي فَما حقُّ عاشقٍ / تُريه المَنايا وَهوَ يرجو بك المُنى
إِذا قيل محبوبٌ يقولُ همُ همُ / وَإِن قيل مَن صبٌّ يقول أَنا أَنا
نسفتُ جبالَ الصبر بُعداً وَجفوةً / وَبجَّستُ ماءَ العَين في الخَدِّ أَعيُنا
ملكتَ فؤادي ثم أَهملتَ ودَّهُ / وَخلّفتني أَشكو إِلى الدَهرِ ما جنى
نَزلنا عَلى وادي الأياميب بعدَما
نَزلنا عَلى وادي الأياميب بعدَما / تركنا عُيونَ الباكي جفَّ معينُها
وَملنا لشربِ الراح وَالدارُ غربةٌ / بقفراء إِلا أَن توافيك عِينُها
شَربنا وَخدُّ البيد زَغَّبَه السُرى / وَسيرُ المَطايا حلُّها أَو ظعونُها
مُدامٌ شربناها فراقت كؤوسُنا
مُدامٌ شربناها فراقت كؤوسُنا / عَلَينا وَطابَت إِذ شربنا نفوسُنا
وَمهما تخلّى قلبُها من مُدامِها / تُوافي فتملانا بما أَفرغت هَنا
مُشعشعةٌ تمحو الهمومَ بصفِوها / كما يكشف الظَلماءَ مبتلجُ السنا
وَقَد أَنطقت منا عيوناً وَخاطراً / كما أَخرَسَت منا لنَكتُمَ أَلسنا
شربنا فغبنا عن همومٍ وَغيبت / فَلولا صحونا ثَمّ ما همّ همَّنا
فَيا ساقياً أَبدى من الكَأس شمسَه / وَقلّدها نجماً فطافَت لنا بنا
بعيشك هل جنّات عدنٍ وَهذهِ / مُدامٌ حلالٌ بالرضا وَأَنا أَنا
وإلا منامٌ صَحوُنا انتباهُنا / وَهاجسُ فكرٍ سوّغتهُ لنا المُنى
إِذا ختمت أَيامنا بَعد هجرنا
إِذا ختمت أَيامنا بَعد هجرنا / بوصل وَآب النائي منا إِلى الوَطَن
فَلا ضير في ضَيم الزَمان وَإِن جَنى / وَلا عَتبَ إِن طالَت أَو اقتصرت محن
أَجدّد لي قلباً يَهيم إِلى الهَوى / وَأَترك قَلباً حلَّه بارحُ الحَزَن
وَأَرجو من الدُنيا تُعيد لي الصبا / فَأَلهو وَتُبدي ما تخافى بهِ الزَمن
نَظرتُ إِلى الدُنيا فَلم أَرَ خيرها
نَظرتُ إِلى الدُنيا فَلم أَرَ خيرها / سِوى طالبٍ يَشقى وَخطبٍ يزيّنُ
وَأَمعنتُ فيها ناظريّ فلم أَجد / حساناً بها لكنها تتحسَّنُ
وَداريَ في الدُنيا قَريبٌ خَرابُها / وَمسرورُها في الدَهر لا بد يحزن
فَإِنّ لقاءً بعده البينُ حسرةٌ / وَإِنّ متاعاً بعده المَوتُ هيّنُ
سأصبر إن طالت ليالي فراقنا
سأصبر إن طالت ليالي فراقنا / ومر عليها أشهرٌ وَسنينُ
وإن خانَني حزمي وعزمي وهمتي / فإن دموعَ العين ليس تخونُ
يلومونها في السهد قالت وما الَّذي
يلومونها في السهد قالت وما الَّذي / عليَّ ولحظي حارسُ الخد وسنانُ
ومن لائمي إن كنت أحرس جنتي / أما قام في الجنات يكلأ رضوانُ
يهاب رجال صدرَ صمصامِ فاتكٍ
يهاب رجال صدرَ صمصامِ فاتكٍ / وهل هو إلا راحةٌ وجنانُ
ويخشون زجَّ السمهري وإنما / يروع طعان لا يضر بنانُ
وعيد دهاني لا حبيبٌ مؤانسٌ
وعيد دهاني لا حبيبٌ مؤانسٌ / ولا صاحبٌ شهمٌ له يشتكي حُزني
سلانكُ أَغماتٌ وشخصي مردّدٌ / حكيتُ ابنَ عبادٍ وفي خانها سجني
على نهرِ واردارٍ سواقٍ كأنها
على نهرِ واردارٍ سواقٍ كأنها / تئنُّ أنيني أَوتحنُّ حنيني
كأن عيوني قد أمدت عيونها / وإلا مجاريها تمد عيوني
متى تنقضي الدُنيا ونمضي لمن مضى
متى تنقضي الدُنيا ونمضي لمن مضى / فندرك ركباً سارَ في الناس قبلنا
ونروَى بكأسٍ أوّلونا ارتووا بها / ونتركها رغماً كما تركت لنا
لَئن تاهت الأعجام يوماً بملكها
لَئن تاهت الأعجام يوماً بملكها / وزاد ازدهاها تاج كسرى وإيوانُ
فحسبهم في الناس أن جسومَهم / من الإنس والأرواح عندهم جانُ
أَتاني هَواها قبل أن أعرف الهَوى
أَتاني هَواها قبل أن أعرف الهَوى / ولم أَدر ما يشكي المحبُّ من الضَنا
دَهاني ولم يطرق فؤاديَ طارقٌ / فصادفَ قلباً خالياً فتمكّنا