القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 19
أَقول لِقَومي أَين أَحفاد يعرب
أَقول لِقَومي أَين أَحفاد يعرب / وَأَينَ بَنو فهر وأبناء عدنانِ
وأين الألى يوم الدفاع عهدتهم / عَلى صهوات الخَيل أشباه عقبان
خذوا ثار من قَد طاحَ من شهدائكم / فإن صعيد الأرض من دمهم قاني
لَقَد طلعت شمس النهار مضيئة / عَلى أَوجه تَحكي صحائف أَحزان
قرأت بها ما سطر اليأس والأسى / قراءة من يَتلو الحروف بإمعان
فقلت لقرن الشمس بوركت إنني / رأَيتك للمكروب أحسن سلوان
فدى لك يا جيش المحاماة مهجَتي / فَقَد جئت تَرعى اليوم ديني وأوطاني
إنِ الخصمُ لم يذعن الى ما تقيمه / من القسط كانَ السيف أَصدق برهان
تَراها بكت لما رأَتني باكياً / أكفكف عَن عيني الدموع بأرداني
لعمرك ليس الشعر شيئاً هو الوَزنُ
لعمرك ليس الشعر شيئاً هو الوَزنُ / وَلا هو لفظ ضاق عن فهمه الذهنُ
بل الشعر معنى رائق يوقظ الهوى / ولفظ رقيق مثلما يطلب الفنّ
إذا كانَ معنى الشعر ينظمه الفَتى / جميلاً ورق اللفظ تم له الحسن
إذا ما به غنى المغنون هاجني / فثار بما غنوا سروري والحزن
إن الشعر لم ينهض بآداب أُمة / إذاً خابَت الآمال في الشعر والظن
لقد دفنوا الشعر الجميل بحفرة / وَللشعر حسن لا يغيره الدفن
شدا يتغنّى العندليب بلحنه / على فنن لدن فأطربني اللحن
لقد راق قَلبي العندليب وشدوه / وراق عيوني تحته الفنن اللدن
شدا فدنت منه الطيور كأنه / خطيب ينادي الطير والمنبر الغصن
يقولون إن الشعر نحن عماده / فمن أنتم حتى يكون لكم نحن
لقد جاهَروا بالسب يخفون نفسهم / لعمر أبي تلك السفاهة والجبن
ومن لم يزن عند التكلم نفسه / فمن حقه أن لا يقام له وزن
إلى أين نأوى حين يظلم ليلنا / إذا هدموا ما قد بنينا ولم يبنوا
أُفارق أَصحاباً وأهلاً وإخوانا
أُفارق أَصحاباً وأهلاً وإخوانا / وَأَرضاً بها قد عشت عمراً وأَوطانا
أُفارق خلاني بها لضرورة / وأوجع بمضطر يفارق خلانا
أُفارقهم إبان شيخوختي الَّذي / لحملي على الأسفار لم يك إبانا
أَطعت ضرورات الحياة وليتَني / عصيت ولكن كيف أسطيع عصيانا
ستحملني فوق البحار بواخر / وأَحمل لي فوق البواخر أحزانا
أَرى الناس في بغداد يحتقرونني / لأني أشبعت الحقيقة تبيانا
وَلَو أنني شايعتهم في ضلالهم / لكان نصيبي منهمُ غير ما كانا
ولكن نفسي حرة لا تجيز لي / لشيء سوى الحق المؤيد إذعانا
إلى مصر مجذوباً إليها بقوة / وَكَم جذبت مصر إلى مصر إنسانا
بلاد بها يمسي الغَريب معزَّزاً / وَيَلقى حفاوات هناك وإحسانا
أَرى من خلال الدمع حين أصبه / تعاسة أَيامي ببغداد ألوانا
ظننت بأن الشعر يغني فما أَغنى
ظننت بأن الشعر يغني فما أَغنى / وَكَم شاعر في موقفي أخطأ الظنَّا
لَقَد كانَ شعري يحسن اللحن إن شدا / فَما بال شعري اليوم لا يحسن اللحنا
وكنت لأسفار الحياة اتخذته / رفيقاً أَصافيه المودة أَو خدنا
وكانَ يبث الشجو في الناس شدوه / إلى أَن يهيج السمع والروح والذهنا
يغني فَيُبكي السامعين غناؤُهُ / كذلك يُشجي العندليب إذا غنّى
وأَحسن من غنَّى من الطير بلبل / تبوأ في غناء من جنة غصنا
على فنن لدنٍ نزا وهو صائح / فهز وأحنى تحته الفنن اللدنا
وأَكثر إحسانا من الطير شاعر / إذا قال راعَى في صناعته الفنا
وَما اليَوم عجز الشعر عن خوَر به / ولكنها الأشجان لا تقبل الوزنا
كأني إليه لم أَمتَّ بقربة / وَلَم أَكُ للمطبوع منه أباً وابنا
من الشعر ما يَلقى الردى قبل ربه / إذا قصر المعنى المراد فما أَغنى
وَأَمّا الَّذي قد كانَ معناه فائضاً / فَيَفنى الَّذي قد قاله وهو لا يفنى
وَللشعر جسم ناعم هو لفظه / وَللشعر روح ذو شعور هو المعنى
أَرى الشعر بعد الوحي أَكرم هابطٍ / من الملأ الأعلى إلى الملأ الأدنى
وَلا خير في شعرٍ وإن راق لفظه / إذا كان عنه في الهداية يستغنَى
وَقَد يتفشَّى الشعر كالنور سائحاً / فيركب متن الصبح إن لم يجد متنا
وَقَد تسمع الأذنان جعجعةً له / ولا تشهد العينان عوضُ له طحنا
تناءَيت عَن لَيلى الحقيقة مرغماً / فَما جامعي دار إليها ولا مغنى
يَقولون طارحها الصبابة تنجذب / وأَنّى لمثلي أن يطارحها أنَّى
وَرب قلوب لنَّ بعد قساوة / وعلّك يا قلب الحقيقة مستثنى
تلقيت في بغداد من عصبة قلىً / وَقاسيت في بغداد من ثلة ضغنا
لَقَد طالَ فيما بيننا الطعن موجعاً / فدنّا كَما دانوا ودانوا كما دنا
وكنت أَرى بغداد مِمّا لقيته / ببغداد من كربٍ شقيتُ به سجنا
وَكانَت تَقول النفس مني لجهلها / سأحمل عبء الهم جلداً ولا أضنى
وَلست أُبالي بعد ستين حجة / أَأَبكي الزَمانُ العينَ أَم أَضحك السنا
وَلكنني ألفيت أن احتماله / يشق على من يَشتَكي مثليَ الوهنا
على العلم شن الجهل بالأمس غارةً / وَكَم غارَة من قبلها الجهل قد شنا
وأبعدت عن حتف يسوء برحلتي / وَقَد كانَ مني قابَ قَوسين أَو أَدنى
يريدون مني أن أغني باسمهم / وأي هضيم باسم أَعدائه غنّى
على أن في بغداد لي من شبابها / إذا ضقت أَنصاراً ومن حولهم حصنا
وإن بها صحباً عن الحق ذادة / أبوا أن يهد الحيف من شرفي ركنا
إذا النقد شبت ناره أَدبية / عَدَوا ثم لاقى كل قرن له قرنا
أتوا يدفعون الشر عني بمثله / ولم يظهروا في كل ما أَظهروا جبنا
فَلِلَّه إخوانٌ بهم زدت عدة / وَلِلَّه إخوان رجحتُ بهم وزنا
وَهَل أَنا إلا ابن لبغداد نازح / إذا ذكروا بغداد يوماً له حنا
كَما لَيسَ يَصبو الطفل إلا لأمه / وَلَيسَ بمختار على حضنها حضنا
نهبت فجاج الأرض في ليلة دجت / بسيارة تطوي البعيد ولا تضنى
إلى أن بدا صبح يشق بضوئه / قديراً إِهاب الليل من بعد ما جنا
وقد ذر قرن الشمس يلمع نوره / فأطريت منها النور يلمع والقرنا
تَبارك يوم سرني بلقاء من / أحب فبعد اليوم لا أَشتَكي الحزنا
وجدت رياض الشام ريّا أَنيقة / وأخلاق أهل الشام طافحةً حسنا
وجدت بها علماً وجدت بها حجىً / وجدت بها عدلاً وجدت بها أمنا
سأثني على قوم رعوني بفضلهم / ومن نال ما قد نلت من حظوة أثنى
أَرى المجمع العلميَّ خير وسيلة / ليَزداد ذو علم على شأنه شأنا
أَرى المجمع العلمي أَكبر منقذ / من الفقر للشعب الَّذي رام أن يغنى
أَرى المجمع العلمي يستثمر النهى / أَرى المجمع العلمي يستحضر الذهنا
سيجني شباب الشام منه فوائداً / وَعلماً لهم والعلم أَحسن ما يُجنى
وإني لفضل المجمع اليوم مكبرٌ / فَقَد جاد بالعلم الغَزير وما ضنّا
سيشكر ما للمجمع القوم من يد / كَما شكرت أَرض على الوابل المُزنا
فبالعلم يبنَى المجد في كل أُمَّة / وأَما بغير العلم فالمجد لا يبنى
تقدَّم إِلى تلك المشانق باسماً
تقدَّم إِلى تلك المشانق باسماً / ولاق عليها الموت ما لك تجبنُ
تعلق بها وسط الزحام بجرأة / فَما هي إلا رجفةٌ ثم تسكنُ
لعل الفَتى إن نام في قبره الفَتى
لعل الفَتى إن نام في قبره الفَتى / وأطبق جفناً يَستَريحُ لدى الغمضِ
وما كانَ تحت الأرض يذكر ميت / لَياليَهُ إذ كانَ يَمشي على الأرض
مريض من الآلام يشكو وحوله
مريض من الآلام يشكو وحوله / أطباء موصوفون بالحذق والنصْفِ
فقروا على أن يسكتوه بجرعة / تخدر أعصاب المريض ولا تشفي
وَما الأرض بين الكائنات سوابحاً
وَما الأرض بين الكائنات سوابحاً / سوى ذرة مقذوفة صغرت حجما
وأنت على الأرض الحقيرة ذرة / تحاول جهلاً أن تحيط بها علما
لقد جاء شيطانٌ من الجن داعياً
لقد جاء شيطانٌ من الجن داعياً / إلى جنةٍ فيها عذارى وغلمانُ
فقلت له اغرب أنت لست بخادعي / فإني شيطانٌ كما أنت شيطانُ
لإبليس في الدنيا على الناس سلطة
لإبليس في الدنيا على الناس سلطة / كما أن للرب المهيمن سلطانا
شريكان فيها لا يموتان إنما / يموت الذي قد كان في الأصل حيوانا
لقد كان هذا يلهم الناس طاعة / وذلك فيها يفعم القلب عصيانا
وأكثر ما أوصى به لم يكن / وأكثر ما قد شاء قد كانا
وكم فقد الرحمن إذنا سميعة / وكم وجد الشيطان للسمع آذانا
تبوأ عرشاً في السموات ديان
تبوأ عرشاً في السموات ديان / فناصبه فيها العداوات شيطان
ووسوس للأقوام أن يكفروا به / فكان له منهم هنالك إذعان
فذاع على استحواذه الكفر في الورى / وقل برب الناس للناس إيمان
وجوهر بالإلحاد في كل بقعة / وأعلن في الاصقاع لِلّه عصيان
وقد بسط الشيطان في الأرض حكمه / ولم يبق للديان حول وسلطان
ألم فعم الكفر في عصرنا الورى / ولم يبق بالديان يؤمن إنسان
فما بقيت تنهاه نار جهنم / ولا لبثت تغريه حور وغلمان
فغاظ الذي قد جاء إبليس ربنا / بأعلى عرشه وهو حردان
وما كان ظني أن / فيخلو للشيطان في الملك ميدان
لقد ظل هذا اللَه يعبد أدهرا / وقد كان قبل اللَه تعبد أوثان
فما زال ينمو الشر في كل جانب / ويزداد بين الناس ظلم وعدوان
مضى أن يعيش المرء في ظل دينه / فيغضبه حق ويرضيه بطلان
ونحن بعصر ليس يعتقد الورى / بآلهة إلا إذا قام برهان
وما المرء إلا كالنبات فبينما / ترى عوده غضاً إذا هو صوحان
وما فتئت تأتي الطبيعة فعلها / فتنشأ أكوان وتخرب أكوان
وما من حياة للفتى غير هذه / فليس له يوماً إذا مات رجعان
وأن نصيب الملحدين للذة / وأن نصيب المؤمنين لحرمان
يسبح في عرض السماء وطولها
يسبح في عرض السماء وطولها / ملائكة لِلّه غير ميامين
وفي الأرض انس ثم في الأرض جنة / وفيها عفاريت وفيها شياطين
وأكثر من في الأرض يعصون ربهم / أولئك في الأخرى عذابهم الهون
لقد كفروا بِاللَه جل جلاله / بإغراء إبليس وإبليس ملعون
وإبليس لا يأتي سوى ما أراده / لهم ربهم ذاك الذي دينه دين
وإني أرى بيني وبين جماعة
وإني أرى بيني وبين جماعة / من الناس في العصر الذي ضمّنا بونا
فهم عبدوا العادات لا يخرقونها / وإن كابدوا منها الخسارة والغَبنا
وإني ارى أن اختراق ستارها / يهون لدى ذي حكمة سبر الكونا
وإني أجازى المرء من جنس فعله / فأعطيه بالوزن الذي كالنى وزنا
فعندي له سب إذا هو سنى / وعندي له حسن الثناء إذا أثنى
فأجزى بإحساني الذي كان محسنا / وأطعن فيمن جاء يوسعني طعنا
وإني بهذا إن تأمل منصف / لأسلُكُ نهجاً في الطبيعة قد سُنّا
ولست أبالي بالكثيرين أحسنوا / بشأني اعتقاداً أم اساءوا بي الظنَّا
بأعماله الإنسان يعرف عقله
بأعماله الإنسان يعرف عقله / فليس سواها للنهى من موازين
سليماً يظل الخيط بين اولى النهى / وينقطع الجنزير بين المجانين
يضيق بما يلقاه قلبي من البين
يضيق بما يلقاه قلبي من البين / فيدفعه دمعاً سخياً إلى عيني
لعل بكاء العين مني ساعة / يخفف ما في القلب من الم البين
وعندي وان اسرفت من قبل في البكى / بقايا دموع سوف اقضى بها ديني
وان حياتي في الهوى وهي كل ما / ملكت من الدنيا طريق الى حيني
لقد علمت ليلى بان صبابتي / كما يبتغى الايمان ليس بذي مين
وقد فتشت قبلي القلوب فاجفلت / لما راعها فيما هنالك من رين
وددت لو اني اسطعت ان اخفي الهوى / ولكنما اخفاؤه ليس بالهين
واني اذا جاد الزمان بفرحة
واني اذا جاد الزمان بفرحة / علي وكان اليوم يلمع فتانا
افكر في ليل يجيئ وراءه / فتنقلب الافراح عندي احزانا
لقد اشبعوا بالطيبات بطونهم
لقد اشبعوا بالطيبات بطونهم / على مشهد منا لهم واجاعونا
وقد حفظوا حق الحياة لنفسهم / بما اغتصبوا من حقنا واضاعونا
لقد جاء شيطان من الجن داعيا
لقد جاء شيطان من الجن داعيا / الى جنة فيها عذارى وغلمان
فقلت له اغرب انت لست بخادعي / فاني شيطان كما انت شيطان
لأنت وان عذبت نفسي حبيبها
لأنت وان عذبت نفسي حبيبها / وانت على الهجران ملء جناني
اراك امامي اينما سرت ماثلا / كأنك موجود بكل مكان

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025