المجموع : 10
أَمُحتَمِياً بِالدِينِ عَن لَثمِ مَبسمٍ
أَمُحتَمِياً بِالدِينِ عَن لَثمِ مَبسمٍ / وَما لَثمُهُ إِلا يَسيرٌ مِن اللَمَم
وَقَد أَعقَبَ الرَحمَنُ ذاكَ بِوسعِهِ / لِغُفرانِهِ فاسمَح بلقيا فَمٍ لِفَم
أَمَرَّ حَياتي يا نُضارُ سَقامُكِ
أَمَرَّ حَياتي يا نُضارُ سَقامُكِ / وَكَونُكِ لا يَسري إِليكِ مَنامُكِ
أَقَمتِ شُهوراً لا يَبُلُّ لَك اللُهى / شَرابٌ وَلا يَغذوك يَوماً طَعامُكِ
تَواتَرَت الأَسقامُ نَفخٌ وَسَعلَةٌ / وَقَيءٌ وَإسهالٌ فعزَ مَرامُكِ
وَعَمّا قَليلٍ يَذهبُ البُؤسُ كُلَّهُ / وَيَبدو عَلى إثرِ العُبوسِ ابتسامكِ
فنُصبح في أنسٍ وَخَيرٍ وَصحةٍ / وَحسنِ شَبابٍ طالَ فيهِ دَوامكِ
غَذيت بِدَرِّ الفَضلِ مُذ كُنتِ طفلَةً / وَكان بِتعليمِ القُرآن فِطامكِ
قَرَأتِ كِتابَ اللَهِ وَالسُنَن الَّتي / أَتَت عَن رَسولِ اللَهِ فَهوَ إِمامُكِ
وَدارَستِ علمَ النَحوِ حَتّى لَقَد غَدا / فَصيحاً بَليغاً في البَيانِ كَلامُكِ
وَأتقنتِ خَطّاً بارِعاً يَبهَرُ الحِجا / ففتَّحَ عَن زَهرِ الرِياضِ كِمامُكِ
وَبِالكَعبةِ الغَرّاءِ طُفتِ بِمَكَّةٍ / وَللحجر المسوَدِّ كانَ التثامُكِ
وَجاوَرتِ أَيّاماً بِها وَلَيالياً / وَكانَ كَثيراً بِالمَقامِ مُقامُكِ
وَزُرتِ رَسولَ اللَهِ أَفضلَ من مَشى / عَلى الأَرضِ وَاحتلَّت هُناكَ خِيامُكِ
فَكانَ بِبَيتِ اللَهِ برؤُكِ أَوَّلاً / وَزورة خَيرِ الخَلقِ كانَ اِختِتامُكِ
نُضيرةُ ما إِن في البَنات نَظيرةٌ / لَك اليَومَ فَخراً ما لَهُنَّ اِحتِشامُكِ
فَهمَّةُ بنتٍ في لِباسٍ وَزِينَةٍ / وَأنت بِتَحصيلِ العُلومِ اِهتمامُكِ
فَلو أَنَّ أُنثى لِلسَماءِ قَد اِرتَقَت / لَكانَ بِأَعنانِ السَماءِ مُقامُكِ
إِذا اِنتَظَمَ الرِبّابَ عِقدُ نفاسةٍ / فَفي وَسَطِ العِقدِ النَفيسِ اِنتِظامُكِ
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَعيشَ وَالآن قَد / أَتاكِ مِن اللَهِ الكَريمِ حِمامُكِ
وَلَما أَبى إِلا جَفاءً مُعذِّبي
وَلَما أَبى إِلا جَفاءً مُعذِّبي / دَعوتُ لَهُ أَن يُبتَلى بِهِيامِ
وَكانَ دُعائي اللَهَ وَقتَ إِجابَةٍ / فَها هُوَ ذا في لَوعَةٍ وَغَرامِ
يَذوقُ مِن الهِجرانِ ما قَد أَذاقَني / وَيَسقَمُ مِنهُ الجسمُ مِثلَ سَقامي
وَكانَ بَخيلاً بِالوِصالِ فَحُبُّهُ / غَدا باخِلاً حَتّى بِطَيفِ مَنامِ
وَعُلِّقتهُ رِيماً وَعُلِّقَ آخَرا / هَوى آخَراً يَهذِي بِبَدرِ تمامِ
وَعلّقَ أُخرى حَبَّها آخَرٌ هَوى / أُخيرى غَدَت تَهذِي بآخرَ رامِ
فَيا لَكَ مِن حُبٍّ تَسَلسَلَ كُلُّنا / حَليفُ أَسىً هامِي المَدامِعِ دامِ
أَقَمنا بِكَهفِ الحُبِّ عِدَّةُ صُحبَةٍ / وَأَوَّلُنا بِالبابِ شَرُ مُقامِ
تصَعّدُ أَنفاسُ المُحبين في الهَوى / إِلَيهِ فَيَبقى في أَليمِ أوامِ
فَيا لَيتَ أَنّا قَد جُمِعنا فَنَشتَكي / اليمَ الهَوى أَو نَشتَفي بِكَلامِ
كَفانا وِصالاً أَن يُكَلِّمَ بَعضُنا / لِبَعضٍ وَلَو كَلما برجعِ سَلامِ
وَعُلِّقتُهُ وَالسَيفُ بَيني وَبَينَهُ
وَعُلِّقتُهُ وَالسَيفُ بَيني وَبَينَهُ / غَزالاً وَلَكن قاتِلٌ لِلضراغمِ
مِن التُركِ إِمّا حُسنُهُ فَهوَ فاتِن / وَإما سَطاهُ فَهوَ فتكُ الضَبارِمِ
غَيورٌ عَلى الحُسنِ الَّذي هُوَ حُسنُهُ / كَأنَّ بِهِ عشقَ المُحبِّ الملازِمِ
فَيا لَيتَ شِعري كَيفَ حالةُ عاشِقٍ / رَمى نَفسَهُ في المُهلِكات العَظائِمِ
فَلا وَصلَ إِلا باختلاسَةِ ناظِرٍ / عَلى غَفلَةٍ مِنهُ وَليسَ بِعالِمِ
وَلو أَنَّهُ يَدري الَّذي هُوَ ناظِرٌ / إِلى حُسنِهِ جازى بجرِّ الغَلاصِمِ
سَأَصبِرُ أَو تَأتي المَنيةُ أَو يُرى / يَلينُ لصَبٍّ ذاهبِ الحِسِّ هائِمِ
وَعَزَّيتُ نَفسي أَنَّهُ سَوفَ يَنقَضي / هَواها وَأَن يَسلو سلُوَّ البَهائِمِ
فَكُلُّ جَمالٍ للزَوالِ مآلُهُ / وَكُلُّ ظَلومٍ سَوفَ يُبلى بِظالِمِ
سَيظلِمُهُ شَعرٌ يَحلُّ بِخَدِّهِ / سَريعاً فَيَبقى في سَوادِ المَظالِمِ
وَيَركَبُ أَقوامٌ مَطايا نَفيسةً
وَيَركَبُ أَقوامٌ مَطايا نَفيسةً / وَنَحنُ مَطايانا أَخامِصُ أَقدامِ
وَيلبس أَقوام حَريراً لزينةٍ / وَمَلبوسُنا ما شانَ مِن وَبرِ أَنعامِ
وَيَشرَبُ أَقوامٌ رَحيقاً بِأَكؤسٍ / وَمَشروبُنا ماءٌ بإشفافِ خَتّامِ
وَيَأكُلُ أَقوام شواءً وَجَردَقاً / وَمَأكولُنا خُبزٌ مَشوبٌ بآلامِ
وَيَلتذُّ أَقوامٌ بِأبناءِ يافِثٍ / وسامٍ وَموطوآتُنا مِن بَني حامِ
يَقضُونَ مِن دُنياهُمُ شَهواتِهِم / وَنَحنُ لَهُم في الدَهرِ أَطوَعُ خُدامِ
إِذا جاءَهُم مِنّا فَقيرٌ لحاجَةٍ / لَوَوا جيدَهم زَهواً وَنَخوةَ إِعظامِ
وَما اللَهُ عَمّا يَعملون بِغافلٍ / وَلَكنما يملي زِيادَةَ آثامِ
كَذَلِكَ تَأتيهم بَلايا عَظيمَةٌ / مِن الحَبسِ وَالتَعذيبِ وَالضَربِ وِالسامِ
غَدوا عِبرةً يَرثي لَهُم كُلُّ شامِتٍ / بِهِم وَكَذا الملتذ يَشقى بإِجرامِ
لَقَد عجِبُوا مِن لُؤلُؤٍ مُتَناثِرٍ
لَقَد عجِبُوا مِن لُؤلُؤٍ مُتَناثِرٍ / مِن الكَلِمِ الأَعلى فُرادى وَتَوأَمِ
وَما بِعَجيبٍ لُؤلؤٌ كانَ قَد مَلا / بِهِ مَسمَعي شَيخي تَناثَرَ مِن فَمِ
وَبَينَ فَمِ الإِنسانِ وَالسَمعِ نِسبَةٌ / أَلم تَرَ أَنَّ السَمعَ بابُ التَكَلُّمِ
كلفت بِنوتيٍّ كَأنَّ قوامَه
كلفت بِنوتيٍّ كَأنَّ قوامَه / إِذا يَنثَني خوطٌ مِن البانِ ناعِمُ
مجاذِفُه في كُلِ قَلبٍ مجاذب / وَهَزّاتُه للعاشقينَ هَزائِمُ
رجاؤُكَ فلساً قَد غَدا في حَبائِلي
رجاؤُكَ فلساً قَد غَدا في حَبائِلي / قَنيصاً رَجاءٌ لِلنِتاجِ مِن العقمِ
أَأَتعبُ في تَحصيله وَأُضيعه / إِذن كُنتُ مُعتاضاً مِن البرءِ بالسقمِ
بَدا كَهِلالِ الأُفقِ وَقتَ طُلوعِه
بَدا كَهِلالِ الأُفقِ وَقتَ طُلوعِه / وَمال كَغصنِ الخَيزران المنعَّمِ
غَزالٌ رَخيمُ الدَلِّ وافى مواصلاً / موافقةً مِنهُ عَلى رَغمِ لُوَّمِ
مَليحٌ غَريبُ الحُسن أَصبَح معلَماً / بحمرةِ خَدٍّ بِالمَحاسِن مُعلمِ
وَقالوا عَلى شَرط البُخاريِّ قَد أَتى / فَقُلتُ عَلى شَرط البُخاري وَمُسلمِ
لَقَد زادَني بِالناس علماً تجاربي
لَقَد زادَني بِالناس علماً تجاربي / وَمَن جَرَّبَ الأَيامَ مِثلي تَعلَّما
وَإِني وَتَطلابي مِن الناس راحَةً / لكالمبتغي وَسطَ الجَحيم تَنَعُّما
سَأَزهَدُ حَتى لا أَرى لي صاحِباً / وَأُنجِدُ حَتّى لا أُلاقيَ مُتهِما