المجموع : 7
أراهُ يورِّي حينَ يُسألُ عن دمي
أراهُ يورِّي حينَ يُسألُ عن دمي / وفي وجَنتيهِ منه آثارُ عَندمِ
كثيرُ معاني الحسنِ قلَّ نظيرُهُ / فها هوَ فردٌ ليسَ فيهِ بتوأَمِ
لهُ وهو مملوكٌ تحكُّمُ مالكٍ / كما هو ظبيٌ فيه صولةُ ضَيغمِ
يَلوحُ كبدرٍ طالعِ النُّورِ مُشرقٍ / بدا في دُجى ليلٍ مِنَ الشَّعرِ مُظلِمِ
بُصدغٍ يُصانُ الخَدُّ منه بعقربٍ / وفَرعٍ يُزانُ القَدُّ منهُ بأرقمِ
فلا طَرفَ إلاَّ في نعيمٍ وجنَّةٍ / ولا قلبَ إلاَّ في لظىً وجهنَّمِ
حَوى فمُه دُرَّي كلامٍ ومبسمٍ / هُما بُرءُ داءِ المستهامِ الُمتَيَّمِ
فينطِقُ عن لفظِ كدُرٍّ مبدَّدٍ / ويبسمُ عن ثَغرٍ كدرِّ منُظَّمِ
ويبخَلُ إلاَّ بالبِعاد وبالجَفا / ويَسمحُ إلاَّ بالخيالِ الُمسَلِّمِ
يَريشُ لَما قد أَوترت من قِسيِّها / حواجبُه مِن جفنهِ أيَّ أَسهُمِ
ويضرِبُ عن لحظِ بسيفٍ مهنَّدٍ / ويَطعَنُ من قدٍّ برمُحٍ مُلَهذَمِ
ويسطُو بالآتِ الجمالِ مُحارباً / وما ثَمَّ شيءٌ غير مقتلِ مُحرِمِ
أَطَالِبَ أَوصافِ النَّسيبِ وقاصِداً / محاسِنَ مِنها بالقَريضِ الُمنَمنَمِ
دَعِ البارِقَ العالي لِرَكبٍ مُقَوِّضٍ / وَخَلِّ الحِمىَ الخالي لِحَيٍّ مُخَيِّمِ
وبالغَيضِ والَميدانِ والسَّفحِ ساحَتَي / نِقُوسا وَبِالثَغرِ الأَنيقِ الُمعَظَّمِ
مَنازِلُ يعدو أُمَّ أَوفَى نَعيمُها / فما هي بالدَّرَّاجِ فالُمتَثلمِ
ولكِنَّها جَوُّ العُلا ومراكِزُ ال / قَنا السُّمرِ والشُّمُّ التي لم تُسنَّمِ
مسارحٌ آرامٍ وآجامُ أَشبُلٍ / وهالاتُ أَقمارٍ وَأَفلاكُ أَنجُمِ
أقولُ لعنسي وهي تنصبُّ في السُّرَى / كفتخاءِ رَيدٍ حاولت فَضلَ مَطعَمِ
هُوَ القَفرُ والإِرقالٌ والسَّيرُّ والدُّجَى / وتَشميرٌ ذَيلِ العَزمِ في كُلَّ مَخرَمِ
لَقَد خَطَّ لي خَطاً سعيداً وقَالَ لي / مَتَى تَلقَ شَهباءَ العواصِمِ تُعصَمِ
أَنِخ طُلَّحَ الآمالِ عندَ محمّدٍ / وأَلقِ بناديهِ عَصاكَ وخَيِّمِ
فلا مُلكَ إِلاَّ للعزَيزِ ولا حِمىً / سِوىَ ظِلِّهِ فاحطُط بهِ الرَّحلَ تَحتَمِ
تَوكَّل عليهِ تُكفَ وارمِ بهِ تُصِب / وَآولَهُ تَنجُ وأقصِدهُ تَغنَمِ
وَسُم دارهُ تُنصَر وَشِم بَرقهُ تُصبَ / وَرُم بِرَّهُ تَظفَر وَيمِّم تُعظَّمِ
وَرُد رَوضهُ تُخصِب ورد حوضَه تُصب / وَقبل ثَراهُ تُثرِوا خدمُهُ تُخدمِ
فضمُد وَفدت بي اليَعمُلات ونَصُّها / عَليهِ لَقِيتُ الحادثِاتِ بِمَحرمِ
فَأوليتُ خُوصَ العيسِ كُلَّ كَرامةٍ / وَقبَّلتُ من أَخفافها كُلَّ مَنسِمِ
وَأَنشدتُ لَمَّا زُرتُهُ مُتَرنِّماً / بِشعرٍ يُزيلَ الهَمَّ عِندَ التَّرنُّمِ
فِراقٌ ومَن فارقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ / وَأمٌّ وَمَن يمَّمتُ خَيرُ مُيمَّمِ
وأصبَحتُ في ظلِّ ابنِ غازي بنِ يُوسفِ / وأنسانُ طَرفِ الدَّهرِ مِنَّي بهِ عَمِ
مَليكٌ لَهُ يَومانِ يومُ مَواهبٍ / وَيومُ كِفاحِ يَصبغُ الأَرضَ بالدَّمِ
ولا طارقٌ إلاَّ أَسيرٌ لأَنعُمِ / وَلا مارقٌ إلاَّ عقيرٌ لقَشعَمِ
وإِن يَكُ تَقصيرٌ فَعُذريَ واضِحٌ / أيُمكِنُ أَن تُرقَى السماءُ بِسُلَّمِ
وَبعدُ فَأنتَ العادِلُ الحُكمِ في الذي / تَقولُ فَميَّزهُ بِرأيكِ واحكُمِ
فما كُلَّ مَن حاكَ القَوافي بِشاعرِ / ولا كُلُّ ذي طُفرٍ ونابٍ بِضَيغَمِ
وَحَقِّكمُ لا غيَرَ البُعدُ حُبكم
وَحَقِّكمُ لا غيَرَ البُعدُ حُبكم / ولو تلفِت روحي وَزادَ غَرامي
وإِنَّكمُ عِندي وإِن طالَ هَجركُم / حَضُورٌ لكم في القلبِ دارُ مُقامِ
وَلولاكمُ ما عِشتُ يوماً لأَنَّكم / غِذائي وَذكري دائِماً وَمُدامي
وأنتمُ إلى عَيني أَلذُّ من الكَرى / ولو لبثت دَهراً بغيرِ مَنامش
كما أنَّكم أَشهى إلى كبدي من ال / فراتِ الزُّلالِ دهراً بغيرِ مَنامِ
هويتكُمُ في عالمِ الذَّر فاغتدَت / بحُبكمُ روحي غذاءَ دوامي
ومازجتكم عند الوُدودِ فأشربَت / محبتُكم من مُهجتي وَعظِامي
فلو قيلَ لي أَينَ الذينَ تحبُّهم / مَحبَّةَ إِرضاعِ بغيرِ فِطامِ
لَقُلتُ أَنا هُم دائِماً وَهُمُ أَنا / فهذا اعِتقادي فِيكمُ وكَلامي
أَمن دمِنَة بالغَورِ أَقوت رُسومُها
أَمن دمِنَة بالغَورِ أَقوت رُسومُها / لعَينيكَ أَنواءٌ تسحُّ غُيومُها
بكيتَ وقد أَبدت لك الضَّالُ ظلَّهُ / ضُحىً وَرَمى باللَّحظِ قَلبَكَ ريمُها
تَنكَّرَ بعدَ الحيِّ منها مَعارِفٌ / سِوَى علَمٍ فَردٍ حواهُ صَميمُها
يُجدَّدُ لي عهدَ الهوى في مَعاهدٍ / لَها حيثُ للنَّفسِ الغرامُ غريمُها
وَعَهدي بها والشَّملُ فيها عُقودهُ / يَتيهُ على زُهرٍ النُّجومِ نَظيمُها
فللهِ عيشٌ في حِماها قطعتُهُ / حميداً فلا من بعدِ ذاكَ أَلومُها
سَقى دَارتيها في حمى سَرحةِ الغَضى / بوارقُ سُحبٍ يستهلُّ هزيمُها
ولا زالَ كالوبلِ البُكا من مُحبِها / هواطِلُ دَمعي حينَ ضاعَ نسيُمها
منازِلُ لولا طيبُ بَردِ جِمامها / لما أخضلَّ من تَحتِ الظِّلالِ جَميمهُا
همُ حيَّروني حيثُ ساروا يمَّموا
همُ حيَّروني حيثُ ساروا يمَّموا / وحيثُ ثَوَوا بعدَ الفراقِ وخيَّموا
سروا بفُؤادي واستقلُّوا بناظِري / فنَوميَ ممنوعٌ وقَلبي مُسلِّمث
إذا كانَ لي من حُسنِهم كُلَّ لحظةٍ / رَبِيعٌ فنومي في هَواهمُ مُحرَّمث
أُقبِّلُ منهم في الصبَّا كُلَّ نفحةس / تَضوعُ برياهم وتصدرُ عنهمُ
وإن لاحَ لي برقٌ على أبرقِ الحمَى / أقولُ أُهيلُ الُمنحنَى قد تَبسَّموا
وإن واجهتني نفحةٌ مندليةٌ / لها أرجٌ تعتادُني قُلت مِنهمُ
وَلَمَّا برزنا للَوَداعِ وأبرَزُوا / وُجُوهاً لنا منها بُدوُرُ وأَنجُمُ
غدا كُلُّ طرفٍ يستهلُّ بِدمعهِ / وكلُّ لسانٍ عن هواهُم يُترجمُ
فَمن ناثِرٍ منهمُ حَديثَ جُمانهِ / بَداً من سلوكِ الدَّمعِ وهوَ مُنظَّمُ
ومن مَاسكٍ قَلباً تكادُ جُفونهُ / تبوحُ بما في الحُبِّ يخفَى ويُكتَمُ
فَوصلُهُمُ ما زالَ ليَ فيهِ جَنَّةٌ / وَهجرُهمُ لاَ كانَ يَوماً جهَنَّمُ
أَلا مُبلِغٌ أَهلَ العَقيقِ سَلامي
أَلا مُبلِغٌ أَهلَ العَقيقِ سَلامي / وَذاكِرُ وَجدي عِندَهُم وَغَرامي
وَمُخبِرهُم أَنِّي وإِن شَطَّتِ النَّوى / مُقيمٌ على عَهدٍ لَهُم وَذِمامش
أَشيمُ سَنا برقِ العَقيقِ إذا بَدا / مَعَ الصبُّحِ من طَلحِ لَهُم وَثُمامِ
وأَسأَلُ خَفَّاقَ النَّسيمِ أَهَل بِهِ / حَديثٌ يُرَوِّي غُلَّتي وَأُوامي
وَأَصبوا إِليَهم عِندضما تهتفُ الصبَّا / سُحيراً وأنواءُ والجُفونِ هَوامي
وما ذاكَ إلاَّ أنَّ سُكَّانَهُ غداً / لَهُم في صمَيمِ القَلبِ دارُ مُقَامِ
أَأَحبَابَنا ما غَيَّر البُعدُ حُبَّكُم
أَأَحبَابَنا ما غَيَّر البُعدُ حُبَّكُم / وَلا حلُتُ عن تِلكَ العهُودِ عَلى الحِمَى
وقَد تَلفَت رُوحي جَوىً وَصبَابةً / وَبُدِّلَ طَرفي بَعدَ أَدمعُهِ دَمَا
فَلَو عَلمَت روحي بِماذا يُصيبُها / لَمَا بَدَّلت خلقاً سواكُم وإِنَّما
أَقَامَت تَراكُم تَستلِذُّ بِكَونِها / تُشاهِدُ أَقماراً لَديكُم وأَنجُما
لَعَلَّ إِلهَ الخَلقِ يَجمَعُ بَينَنَا / فَنَحظى بِهاتيكَ الوُجوهِ وَنَغنَما
بَعيدٌ بأَن يَشكو إِلَيكَ غَرَامَهُ
بَعيدٌ بأَن يَشكو إِلَيكَ غَرَامَهُ / أَسيرُ هوىً في راحَتَيكَ ذِمامُهُ
مُحِبٌّ كَئيبُ القَلبِ زادَ زَفيرُهُ / وَيَعبَقُ في طَيِّ النَّسيمِ سَلامُهُ
بَكَى يَومَ بانَ الُمنحَنى وَحَمَامُهُ / بُكاءَ شَجٍ صَبٍّ يَزيدُ غَرَامُهُ
عَليمٌ بأَنَّ البانَ بَينٌ لِشَملِهِ / وَأَنَّ أَغاريدَ الحَمامِ حِمامُهُ
خَلَيليَّ بالجَرعاءِ والروَّضُ مُشرِفُ / وَمِسكُ الثَّرى قَد فُضَّ عَنهُ خِتامُه