القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شِهاب الدين التَّلَّعْفَري الكل
المجموع : 7
أراهُ يورِّي حينَ يُسألُ عن دمي
أراهُ يورِّي حينَ يُسألُ عن دمي / وفي وجَنتيهِ منه آثارُ عَندمِ
كثيرُ معاني الحسنِ قلَّ نظيرُهُ / فها هوَ فردٌ ليسَ فيهِ بتوأَمِ
لهُ وهو مملوكٌ تحكُّمُ مالكٍ / كما هو ظبيٌ فيه صولةُ ضَيغمِ
يَلوحُ كبدرٍ طالعِ النُّورِ مُشرقٍ / بدا في دُجى ليلٍ مِنَ الشَّعرِ مُظلِمِ
بُصدغٍ يُصانُ الخَدُّ منه بعقربٍ / وفَرعٍ يُزانُ القَدُّ منهُ بأرقمِ
فلا طَرفَ إلاَّ في نعيمٍ وجنَّةٍ / ولا قلبَ إلاَّ في لظىً وجهنَّمِ
حَوى فمُه دُرَّي كلامٍ ومبسمٍ / هُما بُرءُ داءِ المستهامِ الُمتَيَّمِ
فينطِقُ عن لفظِ كدُرٍّ مبدَّدٍ / ويبسمُ عن ثَغرٍ كدرِّ منُظَّمِ
ويبخَلُ إلاَّ بالبِعاد وبالجَفا / ويَسمحُ إلاَّ بالخيالِ الُمسَلِّمِ
يَريشُ لَما قد أَوترت من قِسيِّها / حواجبُه مِن جفنهِ أيَّ أَسهُمِ
ويضرِبُ عن لحظِ بسيفٍ مهنَّدٍ / ويَطعَنُ من قدٍّ برمُحٍ مُلَهذَمِ
ويسطُو بالآتِ الجمالِ مُحارباً / وما ثَمَّ شيءٌ غير مقتلِ مُحرِمِ
أَطَالِبَ أَوصافِ النَّسيبِ وقاصِداً / محاسِنَ مِنها بالقَريضِ الُمنَمنَمِ
دَعِ البارِقَ العالي لِرَكبٍ مُقَوِّضٍ / وَخَلِّ الحِمىَ الخالي لِحَيٍّ مُخَيِّمِ
وبالغَيضِ والَميدانِ والسَّفحِ ساحَتَي / نِقُوسا وَبِالثَغرِ الأَنيقِ الُمعَظَّمِ
مَنازِلُ يعدو أُمَّ أَوفَى نَعيمُها / فما هي بالدَّرَّاجِ فالُمتَثلمِ
ولكِنَّها جَوُّ العُلا ومراكِزُ ال / قَنا السُّمرِ والشُّمُّ التي لم تُسنَّمِ
مسارحٌ آرامٍ وآجامُ أَشبُلٍ / وهالاتُ أَقمارٍ وَأَفلاكُ أَنجُمِ
أقولُ لعنسي وهي تنصبُّ في السُّرَى / كفتخاءِ رَيدٍ حاولت فَضلَ مَطعَمِ
هُوَ القَفرُ والإِرقالٌ والسَّيرُّ والدُّجَى / وتَشميرٌ ذَيلِ العَزمِ في كُلَّ مَخرَمِ
لَقَد خَطَّ لي خَطاً سعيداً وقَالَ لي / مَتَى تَلقَ شَهباءَ العواصِمِ تُعصَمِ
أَنِخ طُلَّحَ الآمالِ عندَ محمّدٍ / وأَلقِ بناديهِ عَصاكَ وخَيِّمِ
فلا مُلكَ إِلاَّ للعزَيزِ ولا حِمىً / سِوىَ ظِلِّهِ فاحطُط بهِ الرَّحلَ تَحتَمِ
تَوكَّل عليهِ تُكفَ وارمِ بهِ تُصِب / وَآولَهُ تَنجُ وأقصِدهُ تَغنَمِ
وَسُم دارهُ تُنصَر وَشِم بَرقهُ تُصبَ / وَرُم بِرَّهُ تَظفَر وَيمِّم تُعظَّمِ
وَرُد رَوضهُ تُخصِب ورد حوضَه تُصب / وَقبل ثَراهُ تُثرِوا خدمُهُ تُخدمِ
فضمُد وَفدت بي اليَعمُلات ونَصُّها / عَليهِ لَقِيتُ الحادثِاتِ بِمَحرمِ
فَأوليتُ خُوصَ العيسِ كُلَّ كَرامةٍ / وَقبَّلتُ من أَخفافها كُلَّ مَنسِمِ
وَأَنشدتُ لَمَّا زُرتُهُ مُتَرنِّماً / بِشعرٍ يُزيلَ الهَمَّ عِندَ التَّرنُّمِ
فِراقٌ ومَن فارقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ / وَأمٌّ وَمَن يمَّمتُ خَيرُ مُيمَّمِ
وأصبَحتُ في ظلِّ ابنِ غازي بنِ يُوسفِ / وأنسانُ طَرفِ الدَّهرِ مِنَّي بهِ عَمِ
مَليكٌ لَهُ يَومانِ يومُ مَواهبٍ / وَيومُ كِفاحِ يَصبغُ الأَرضَ بالدَّمِ
ولا طارقٌ إلاَّ أَسيرٌ لأَنعُمِ / وَلا مارقٌ إلاَّ عقيرٌ لقَشعَمِ
وإِن يَكُ تَقصيرٌ فَعُذريَ واضِحٌ / أيُمكِنُ أَن تُرقَى السماءُ بِسُلَّمِ
وَبعدُ فَأنتَ العادِلُ الحُكمِ في الذي / تَقولُ فَميَّزهُ بِرأيكِ واحكُمِ
فما كُلَّ مَن حاكَ القَوافي بِشاعرِ / ولا كُلُّ ذي طُفرٍ ونابٍ بِضَيغَمِ
وَحَقِّكمُ لا غيَرَ البُعدُ حُبكم
وَحَقِّكمُ لا غيَرَ البُعدُ حُبكم / ولو تلفِت روحي وَزادَ غَرامي
وإِنَّكمُ عِندي وإِن طالَ هَجركُم / حَضُورٌ لكم في القلبِ دارُ مُقامِ
وَلولاكمُ ما عِشتُ يوماً لأَنَّكم / غِذائي وَذكري دائِماً وَمُدامي
وأنتمُ إلى عَيني أَلذُّ من الكَرى / ولو لبثت دَهراً بغيرِ مَنامش
كما أنَّكم أَشهى إلى كبدي من ال / فراتِ الزُّلالِ دهراً بغيرِ مَنامِ
هويتكُمُ في عالمِ الذَّر فاغتدَت / بحُبكمُ روحي غذاءَ دوامي
ومازجتكم عند الوُدودِ فأشربَت / محبتُكم من مُهجتي وَعظِامي
فلو قيلَ لي أَينَ الذينَ تحبُّهم / مَحبَّةَ إِرضاعِ بغيرِ فِطامِ
لَقُلتُ أَنا هُم دائِماً وَهُمُ أَنا / فهذا اعِتقادي فِيكمُ وكَلامي
أَمن دمِنَة بالغَورِ أَقوت رُسومُها
أَمن دمِنَة بالغَورِ أَقوت رُسومُها / لعَينيكَ أَنواءٌ تسحُّ غُيومُها
بكيتَ وقد أَبدت لك الضَّالُ ظلَّهُ / ضُحىً وَرَمى باللَّحظِ قَلبَكَ ريمُها
تَنكَّرَ بعدَ الحيِّ منها مَعارِفٌ / سِوَى علَمٍ فَردٍ حواهُ صَميمُها
يُجدَّدُ لي عهدَ الهوى في مَعاهدٍ / لَها حيثُ للنَّفسِ الغرامُ غريمُها
وَعَهدي بها والشَّملُ فيها عُقودهُ / يَتيهُ على زُهرٍ النُّجومِ نَظيمُها
فللهِ عيشٌ في حِماها قطعتُهُ / حميداً فلا من بعدِ ذاكَ أَلومُها
سَقى دَارتيها في حمى سَرحةِ الغَضى / بوارقُ سُحبٍ يستهلُّ هزيمُها
ولا زالَ كالوبلِ البُكا من مُحبِها / هواطِلُ دَمعي حينَ ضاعَ نسيُمها
منازِلُ لولا طيبُ بَردِ جِمامها / لما أخضلَّ من تَحتِ الظِّلالِ جَميمهُا
همُ حيَّروني حيثُ ساروا يمَّموا
همُ حيَّروني حيثُ ساروا يمَّموا / وحيثُ ثَوَوا بعدَ الفراقِ وخيَّموا
سروا بفُؤادي واستقلُّوا بناظِري / فنَوميَ ممنوعٌ وقَلبي مُسلِّمث
إذا كانَ لي من حُسنِهم كُلَّ لحظةٍ / رَبِيعٌ فنومي في هَواهمُ مُحرَّمث
أُقبِّلُ منهم في الصبَّا كُلَّ نفحةس / تَضوعُ برياهم وتصدرُ عنهمُ
وإن لاحَ لي برقٌ على أبرقِ الحمَى / أقولُ أُهيلُ الُمنحنَى قد تَبسَّموا
وإن واجهتني نفحةٌ مندليةٌ / لها أرجٌ تعتادُني قُلت مِنهمُ
وَلَمَّا برزنا للَوَداعِ وأبرَزُوا / وُجُوهاً لنا منها بُدوُرُ وأَنجُمُ
غدا كُلُّ طرفٍ يستهلُّ بِدمعهِ / وكلُّ لسانٍ عن هواهُم يُترجمُ
فَمن ناثِرٍ منهمُ حَديثَ جُمانهِ / بَداً من سلوكِ الدَّمعِ وهوَ مُنظَّمُ
ومن مَاسكٍ قَلباً تكادُ جُفونهُ / تبوحُ بما في الحُبِّ يخفَى ويُكتَمُ
فَوصلُهُمُ ما زالَ ليَ فيهِ جَنَّةٌ / وَهجرُهمُ لاَ كانَ يَوماً جهَنَّمُ
أَلا مُبلِغٌ أَهلَ العَقيقِ سَلامي
أَلا مُبلِغٌ أَهلَ العَقيقِ سَلامي / وَذاكِرُ وَجدي عِندَهُم وَغَرامي
وَمُخبِرهُم أَنِّي وإِن شَطَّتِ النَّوى / مُقيمٌ على عَهدٍ لَهُم وَذِمامش
أَشيمُ سَنا برقِ العَقيقِ إذا بَدا / مَعَ الصبُّحِ من طَلحِ لَهُم وَثُمامِ
وأَسأَلُ خَفَّاقَ النَّسيمِ أَهَل بِهِ / حَديثٌ يُرَوِّي غُلَّتي وَأُوامي
وَأَصبوا إِليَهم عِندضما تهتفُ الصبَّا / سُحيراً وأنواءُ والجُفونِ هَوامي
وما ذاكَ إلاَّ أنَّ سُكَّانَهُ غداً / لَهُم في صمَيمِ القَلبِ دارُ مُقَامِ
أَأَحبَابَنا ما غَيَّر البُعدُ حُبَّكُم
أَأَحبَابَنا ما غَيَّر البُعدُ حُبَّكُم / وَلا حلُتُ عن تِلكَ العهُودِ عَلى الحِمَى
وقَد تَلفَت رُوحي جَوىً وَصبَابةً / وَبُدِّلَ طَرفي بَعدَ أَدمعُهِ دَمَا
فَلَو عَلمَت روحي بِماذا يُصيبُها / لَمَا بَدَّلت خلقاً سواكُم وإِنَّما
أَقَامَت تَراكُم تَستلِذُّ بِكَونِها / تُشاهِدُ أَقماراً لَديكُم وأَنجُما
لَعَلَّ إِلهَ الخَلقِ يَجمَعُ بَينَنَا / فَنَحظى بِهاتيكَ الوُجوهِ وَنَغنَما
بَعيدٌ بأَن يَشكو إِلَيكَ غَرَامَهُ
بَعيدٌ بأَن يَشكو إِلَيكَ غَرَامَهُ / أَسيرُ هوىً في راحَتَيكَ ذِمامُهُ
مُحِبٌّ كَئيبُ القَلبِ زادَ زَفيرُهُ / وَيَعبَقُ في طَيِّ النَّسيمِ سَلامُهُ
بَكَى يَومَ بانَ الُمنحَنى وَحَمَامُهُ / بُكاءَ شَجٍ صَبٍّ يَزيدُ غَرَامُهُ
عَليمٌ بأَنَّ البانَ بَينٌ لِشَملِهِ / وَأَنَّ أَغاريدَ الحَمامِ حِمامُهُ
خَلَيليَّ بالجَرعاءِ والروَّضُ مُشرِفُ / وَمِسكُ الثَّرى قَد فُضَّ عَنهُ خِتامُه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025