المجموع : 4
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا
ونِعمتي الكُبرى على الخلقِ من غَدا / لها شاكراً دامت وأُعطي تَمامَها
وسل فتيةَ الكهفِ الذين أتاهم / فأيقظَ في ردِّ السلامِ منامَها
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً
فماَ إلى أدناهمُ منهُ بيِّعاً / توسّم فيه خيرَ ما يُتَوسُّمُ
فقال له بِعني طعاماً فباعَه / جميلَ المحيّا ليسَ منه التَجَهُّمُ
فكال له حبّاً به ثمّ ردَّه / إليه وأرزاق العباد تقسَّمُ
فآب برزقٍ ساقَه اللهُ نحوَه / إلى أهله والقومُ للجوعِ رُزَّمُ
فلا ذلك الدينارُ أُحْمِيَ تِبره / يَقيناً وأما الحَبُّ فاللهُ أعلمُ
أمِنْ زرعِ أرضٍ كان أم حبُّ جَنَّةٍ / حَباه به من نالَه منه أنعُمُ
وبيَّعهُ جبريلُ أطهرُ بيِّعٍ / فأيُّ أيادي الخيرِ من تلكَ أعظمُ
يكلِّمُ جبريلُ الأمينُ فإنّه / لأفضلُ من يَمشي ومَن يَتَكلَّمُ
وكان له من أحمدٍ كل شارق / قُبَيْلَ طلوعِ الشمس أو حين تَنْجُمُ
إذا ما بدَت مثل الطَلايةِ دخلةٌ / يَقومُ فيأتي بابَه فيسلَّمُ
يقول إذا جاء السلامُ عليكم / ورحمةُ ربّي إنّه مُتَرحِّمُ
فيُلْقى بترحيبٍ ويجلسُ ساعةً / ويُؤْتى بفضلٍ من طعامٍ فيُطْعَمُ
ويدعو بِسِبْطَيهِ حناناً ورقةً / فيُدنيهما منهُ قريباً ويُكرمُ
يَضمُّهما ضمَّ الحبيبِ حَبيبَه / إلى صدرِه ضَمّاً وشمّاً فَيَلْثُمُ
ومارقةٍ من دينهِم فارقوا الهُدى / ولم يأتلوا بغياً عليهِ وحَكَّمُوا
سَطَوا بابنِ خبّابٍ وألقى بنفسِهِ / وقتلُ ابن خبابٍّ عليهم محرََّمُ
فلما أبوا في الغَيِّ إلاّ تمادياً / سَما لهمُ عَبلُ الذّراعين ضَيْغَمُ
فأضحَوْا كعادِ أو ثمودٍ كأنّما / تَساقوا عُقاراً أسكرتهم فنَوّموا
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ
لِمَنْ طَللٌ كالوشمِ لم يَتَكلّمِ / ونُؤيٌ وآثارٌ كَتَرقيشِ مُعْجَمِ
ألا أيّها العاني الذي ليس في الأذى / ولا اللومِ عندي في عليٍّ بمُحْجِمِ
ستأتيك منّي في عليٍّ مقالةٌ / تَسؤُوك فاستأخِر لها أو تَقَدَّمِ
عليٌّ له عندي على من يَعيبُه / من الناسِ نصرٌ باليدينِ وبالفمِ
متى ما يُرد عندي مُعادية عَيبَه / يجدْ ناصِراً من دونِه غيرَ مُفْحَمِ
عليٌّ أحبُّ الناسِ إلاّ محمداً / إليّ فدعني من مَلامِكَ أوْ لُمِ
عليٌّ وصيُّ المصطفى وابنُ عمِّهِ / وأوّلُ من صلّى ووحّد فاعلمِ
عليٌّ هو الهادي الإمامُ الذي به / أنار لنا من ديننا كلَّ مُظِلمِ
عليٌّ وليّ الحوضِ والذائدُ الذي / يُذَبِّبُ عن أرجائه كلَّ مُجرِمِ
عليٌّ قيمُ النارِ من قَولهِ لها / ذَري ذا وهذا فاشربي منه واطعمِ
خذي بالشَّوى مّمن يُصيبك منهمُ / ولا تَقربي من كل حزِبي فَتَظلِمي
عليٌّ غداً يُدعى فيكسوهُ ربُّهُ / ويُدنيه حَقّاً من رفيقٍ مُكَرَّمِ
فإن كنت منه يومَ يُدينه راغماً / وتُبدي الرضا عنهُ من الآن فارغمِ
فإنّك تلقاه لدَى الحوضِ قائماً / مع المصطفى الهادي النبيِّ المعظَّمِ
يُجيزان من والاهما في حياتِه / إلى الرُّوحِ والظِّل الظليلِ المُكمَّمِ
عليّ أميرُ المؤمنينَ وحقُّهُ / من اللهِ مفروضٌ على كلِّ مُسلمِ
لأن رسول الله أوصى بحقِّهِ / وأشركه في كلّ فيءِ ومَغنَمِ
وزوجتُهُ صِدِّيقة لم يكن لها / مقارِنةٌ غيرُ البَتولةِ مريمِ
وكان كهارونَ بن عمرانَ عندَهُ / من المصطفى موسى النجيبِ المكلُّمِ
وأوجَب يوماً بالغديرِ ولاءَه / على كلِّ بَرٍّ من فصيحٍ وأَعْجَمِ
لدى دوحِ خُمٍّ آخذاً بيمينهِ / يُنادي مُبيناً باسمه لم يُجَمْجِمِ
أما والذي يَهوي إلى ركنِ بيتهِ / بِشُعثُ النواصي كلُّ وجناءَ عَيْهَمِ
يُوافين بالرُّكبانِ من كلِّ بلدةٍ / لقد ضلَّ يومَ الدَّوْحِ من لم يُسلِّمِ
وأَوصى إليه يومَ ولَّى بأمرِهِ / وميراثِ علمٍ من عُرى الدينِ مُحْكَمِ
فما زالَ يَقضي دَيْنَه وعِداتِه / ويدعو إليها مُسمِعاً كلَّ مَوْسِمِ
يقول لأهلِ الدِّيْن أهلاً ومرحباً / مقالةَ لا مَنٍّ ولا مُتَجهِّمِ
ويَنشُرها حتى يخلِّصَ ذِمّةً / ببذلِ عطايا ذي ندىً مُتَقَسِّمِ
فَمَهْ لا تَلمني في عليٍّ فإنّه / جَرى حبُّه ما بين جِلدي وأعظمي
ولو لم تكن أعمى به وبفضلِهِ / عذرتُ ولكن أنت عن فَضْلِهِ عَمي
أليسَ بِسُلْعٍ قَنَّع المسرفَ الذي / طَغى وبغى بالسيفِ فوق المُعَمَّمِ
وبدرٌ وأُحدٌ فيهما من بلائِه / بلاءٌ بحمدِ اللهِ غيرُ مُذَمَّمِ
وللهِ جلَّ اللهُ في فتحِ خيبرٍ / عليه ومنه نعمةٌ بعدَ أنعُمِ
مشى بين جبريلٍ وميكالَ حولَه / ملائكةٌ شبهَ الهِزَبرِ المُصَمَّمِ
فصمَّم آطامَ الذين تهوّدوا / بأرعنَ مّمن يَعبد اللهَ مْوحَمِ
لِيُشهدَهم ربُّ السماءِ جِهادَهُ / ويُعلِمَهم إقدامُه غيرَ مُحْجِمِ
فأَعطَوْا بأيديهمْ صَغاراً وذِلّةً / وقالوا له نًَرضى بحكمِك فاحْكُمِ
فيا ربِّ إنّي لم أرد بالذي به / مدحتُ عليّاً غيرَ وجهكَ فارْحَمِ
إذا خرجت دبّابةُ الأرضِ لم تَدعْ / عدوّاً له إلاّ خَطيماً بِمِعْصَمِ
متى يَرها من ليسَ من أهل وُدِّهِ / من الإنسِ والجِن العفاريتِ يُخْطَمِ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ
سأحكمُ إذ حكّمتني غيرَ مسرفٍ / ولا مُقتر يا بنِ الكرام القماقمِ
ثلاثةَ آلافٍ وطِرْفاً وبغلةً / وجاريةً حسناءَ ذات مآكمِ
وسَرجاً وبِرذوناً دريراً وكسوةَ / وما ذلك بالإكثارِ من حكمِ حاكمِ
أرحني بهذا في مُقامي فإنّني / لَعمرُك ما لم أعطّها غيرُ نائمِ
فلو كنتُ بالأهواز لم أرضَ منكمُ / بِوَسقِ أُلوفِ من خِيارِ الدراهمِ