القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 59
وجيش كأعناق السيولِ غُثاؤهُ
وجيش كأعناق السيولِ غُثاؤهُ / إذا مدّ ملفوظ الظبي والجماجم
بعيدُ المدى لا صدرُ غور بمضمرٍ / سُطاةُ ولا قلبُ الظَّلامِ بكاتمِ
إذا نصلت من صبغها لِمَّةُ الدُّجى / أعادَ عليها صيغَ أَغْبر قاتمِ
به كل هفافِ القميصِ مُقارعٍ / على كل محبوكٍ السِّراةِ ضبُارمِ
أطلَّ على سِيفِ الفرات غدُيَّةً / وجِرْيتُها تحكي بطونَ الأراقمِ
فغادرها حمراءَ يقذفُ ماؤها / غطارفَ شُوشاً في مكانِ العلاجمِ
أرادَ ابتداري بالرَّدى فأجارني / أغرُّ طويلُ الباع من آلِ هاشمِ
أقم يا حسامي في صوانك واهجم
أقم يا حسامي في صوانك واهجم / شربت دماً لم أُروِّك بالدَّمِ
ألا أنَّ وجدي بالمعالي مبرحٌ / وأبرح من وجدي بها وجد مخذمي
طويتُ لها خمساً وعشرين حجَّة / وواحدةً طيَّ الرداء المسهَّم
أذود الصبا عن مطمحٍ غير ماجدٍ / وأنهى الهوى عن موقف غير مكرم
يقولون جانبت النسيب وإنما / نسيبي ذكِرْى غارةٍ وتقحُّم
وفي غزل العليْاء لو تعلمونه / شفاءُ غرامٍ وادكارُ متيَّم
وكم مغرمٍ بالمجد عزَّ سُلوُّهُ / فأعرض إلى قول لُوَّم
إذا قيل هذا مفخر ظل مائساً / كما اضطرب المجهود من أم ملدم
سأبعثها شعواءً أمَّا لمغنمٍ / يحقق آمالي وأمَّا لمغرم
تميميَّةً لا صبرها عن تقاعُسٍ / مُذلٍّ لا أقدامُها عن تهجم
تُجد رسومَ المالكيَن ودارمٍ / وسُفيانَ والصَّيْفيِّ منها وأكثم
بحورُ نوالٍ لم تغضْ دون وارد / وأطواد ملكٍ لم تُنل بالتَّسنم
سهرت وما حب الحسان بمسهري / وهل منجدٌ فيما يروم كمتهم
لبرق كلمع الهندوانيِّ دونه / سحيقةُ حيٍّ أنجموا بالتهضُّمِ
ترامت بهم أيدي النَّوى وتزاوروا / إلى عازبٍ عن أرضهم متوخم
وعهدي بهم والدهر ملقٍ قياده / إلى كل مشبوح الذراع غَشمْشم
لبوسُهُم من سابريٍّ مُعسجدٍ / وأرضهم من لاحقيٍّ مسوَّم
غنيِّين من أرماحهم ووجوههم / نهاراً وليلاً عن شموسٍ وأنجُمِ
فبت كما بات السليم بقفرةٍ / سرت في أعاليه مُجاجة أرقم
تزاحم أشجاني إذا ما ذكرتهم / زحام المقاوي عند باب ابن مسلم
فتىً ليس بالنوام عن طارق الدجى / ولا عن قراع الدارعين بمحجم
يسيل دماءَ الكُوم وهي منيفةٌ / ويضرب في رأس الكميِّ المكمَّم
نفى واضح التشريق عن شمس أرضه / دخانُ قدورٍ أو عجاجةُ مِصْدم
حِمامٌ لأعداءٍ وأمْنٌ لخائف / ورأيٌ لمعتاصٍ وعفوٌ لمجرم
وأبلج من عُليا عُقْيل يَسرُه / حميد المساعي والنَّدى والتكرُّم
عفيف إزار الليل لا يستفزُّه / ظلامٌ ولا تغتاله ذات معصم
وما نشوة من قرقف صرْ خديَّةٍ / تدفَّقُ من ضنْك الجِران مُفدَّم
إذا سكبت في الكأس خلت شعاعها / على غسق الظلماء جذوة مُضرِم
لها حَبَبٌ يرفض عنها كأنَّه / عيونُ جرادٍ أو زواهرُ أنجم
أُتيحت لمشعوف الفؤاد مُدلَّهٍ / رمته الغواني عن قسيِّ التَّصرُّم
فعادت بأشجان وهاجت صبابةً / له وتمشَّت في مُشاشٍ وأعظُم
بأحسن من هز القوافي لعطفه / إذا رُجِّعت بالأفواه المُترنمِ
يطيف به من قيس جوثَة فتيةٌ / جريئون في يوميْ ندىً وتقدم
يحيون بسَّاماً كأن رداءهُ / يلاثُ برُكْنيْ يذبلٍ ويلملم
ومجْر كمُنهال الشَّقيق وعالجٍ / مُضرٍّ بأكْناف البلاد عرمرم
خلا فَرَقاً من بأسه كل مربضٍ / وأقفر من إِرهابه كل مجثم
يخال إذا ما الخرق ضاق بخيْله / بنا قرْمدٍ أو جنب رعْنٍ ململم
كأن بأعلى بيضه من عجاجه / رداء خُداريٍّ من الليل مُظلم
فلا أفْقَ إلا من مُثارِ عجاجة / ولا أرض إِلا من سَراة مطَّهمِ
تلته سباع الطير والوحش فاغتدى / بطِرفٍ ومغوار وسِيدٍ وقشعم
غلا حرُّه حتى كأن استجاره / سنا لهبٍ أو عرفجٍ متضرم
وأجلب حتى لو رمى الأرض صاعق / لمَا نمَّ من ألفاظه والتغمغم
طعان كقرع النِّيب غيرُ مباعدٍ / وضرب كَولْغ الذِّيب غير ملعثم
شللتهم شل الطرائد في الضحى / وسقتهم سوق المطي المُخزَّم
إذا رمت غزو الجيش ذلت رقابه / إلى اسمك من قبل ارتحالٍ ومقدم
فلو يستقل الرمحُ منك بسطوةٍ / إلى القوم عن سُرىً وتجشم
لك الحسب الوضاح يهدي ضياؤه / رقاب المطايا في دجى كل معتم
تألق من شُم العرانين أحرزوا / رهان المجاري في مدى كل معظم
غطاريف صيدٌ ما استكانوا لحادث / ولا أذعنوا للجائر المتعشرم
بها ليل أمَّا بأسُهم فلفاتكٍ / كميٍّ وأما جودهم فلمعدم
نوازلُ بالثغر المَخوفِ أعزةٌ / على الناس طعَّانون في كل ملحم
تقابل في ناديهم كل ماجدٍ / مشارٍ إليه بالسلام معظَّم
سريع صواب القول لا عن تفكُّرٍ / رزين حصاةِ الحلم لا عن تحلُّم
إذا خمدت نار القِرى فوقودهم / على الهضب عيدان الوشيج المحطم
ومُستنبحٍ يسترفد البرق ضوءه / لفرع يَفاعِ أو تجشم مخْرم
تُرنحهُ ريحُ الجنوب كأنه / خليَّةُ فُلكٍ عند لُجَّةِ خِضْرِم
أضفتم فلا جُوُّ الظَّلام ببادرٍ / لديه ولا بأسُ الشتاء بمؤلم
حشايا رحال من دمقس وثيرةٌ / وغرُّ جفانٍ من نضيدٍ مهشَّم
أبوك كسوب المجد من كل معرك / ومبتاع ذكر الحمد في كل موسم
ومستنزلُ العز المنيع بسيفه / وقد كلَّ عنه ناظرُ المتوسم
مُعفرُ تيجانِ الملوك ببأسه / وآخذُ مُعتاص العُلى بالتَّعشرُم
وقائدها قُبَّ البطون جَوارياً / إلى الطعن لا يعرفن غير التقدم
عليها رجال من سَراة مُسيَّب / يهزون أطراف الوشيج المقوَّم
إذا نضبت غُدْرُ الفلاة لواردٍ / أمِدَّ بسيلٍ من دَم الهام مفْعم
فتىً كان أغنى من سحاب مُنولٍ / وأنضر من وشي الربيع المُنمنم
مضى وكأن المجد بعد ذهابه / قنان الذري لولاكَ لم تُتسنم
ألا إنما قرواش موتٌ وعيشةٌ / ترفَّع عن تشبيه غيثٍ وضيغم
يغولُ العِدى أن ساوروا سطواته / بِبُوسي ويُحيي المُعْتفين بأنعُم
أظنُّ غِنىً يا تاج دولة هاشمٍ / وأنت أمامي للسُّرى ومُيممي
فخذها حصاناً لم تُزَنَّ بريبة أنْ / تحلٍ ولم تخطب لنكسٍ مذمِّم
يشجع من قلب الجبان نشيدها / ويفصح من لفظ العيي المُجمجم
أظلماً ورمحي ناصري وحُسامي
أظلماً ورمحي ناصري وحُسامي / وذلاًّ وعزمي قائدي وزمامي
ولي بأس مشبوح الذراعين مغضب / يصاول عن أشباله ويُحامي
كذبت لقد استسهل الوعر في العلى / وأكرمُ نفسي أن يهونَ مَقامي
هجرت الثغور اللامعات وشاقني / بريقُ المواضي تحت كل قتامِ
وساروني كأسُ النديم فم يُهج / سوى لوعةٍ بالعز ذاتِ ضِرام
سجيَّةُ طلاع الثنايا مشمِّرٍ / على الهول خوَّاضِ لكل ظلام
ولما التقينا بالكثيب وأُسبلتْ / غزارُ دموعٍ للفراقِ هُوامِ
ولاذتْ بخداع الصبا عامريَّةٌ / ترومُ اغتراراً من شباب غُلامِ
تفاوضني نظم الهوى ودموعُها / على الخد منها غيرُ ذاتِ نظامِ
وأعدى الدجى نوم الوشاة وقد مضى / هزيعٌ فألقى كَلْكلاً باكِام
وفاح النقا من ردعها فكأنما / أصابَ من الدَّاريِّ فضَّ خِتامِ
بكيت فقالت خامر الحب قلبه / فقلتُ بغير الغانيات غَرامي
منعت القرى أن لم أُقدها عوابساً / تشبُّ على الأعداء نارَ حِمامِ
طوارح أيدٍ في الرؤوس كأنما / يبارينَ هبَّات الظُّبى بلطامِ
تجانف عن رعي الجميم وتختلي / شكيرَ رؤوس طُوحت ولمِامِ
إذا ظمئت أغنى الدلاصُ بلمعه / فكل كميٍّ مُنْقعٌ لأُوامِ
عليهن فتيانٌ نماهُمْ مجاشعٌ / وكانَ إلى العلياء أكرمَ نامِ
تُهزُّ بأيديهم رماحٌ كأنما / سقوها من الأيمان صرفَ مُدامِ
إذا شرعوها للطعان حسبتها / كواكَب تهديها بدور تمام
بريق سيوف في سحاب عجاجة / وقطرُ دماءٍ في رعودِ كلامِ
فأدرك مجداً أو تَجلَّى عجاجتي / من الطَّرد عن ثاوٍ بغير رجامِ
وكم صَوْن جسم بعد موت أذلَّه / كما ذلَّ بالتَّصْبير جسمُ هِشام
فإن تنكري حلمي وبأسي مصاحبي / وضرب الخفاف البيض دون خصامي
فسيفي وحلمي سائسان كلاهما / إذا اسُتنْجدا في موقفٍ ومقامٍ
فللخامل الغاوي تجاوز آنفٍ / وللملك الطَّاغي صِيالُ حسامِ
ألا غنياني بالصهيل فإنه / سَماعي ورقْراق الدماء مُدامي
وحطَّا على الرمضاء رحلي فإنها / مَقيلي وخفَّاقُ البنود خيامي
ولا تذكرا لي خفض عيش فإنما / بلوغُ المعالي صحَّتي وقِوامي
وفي العز يلفى عيش كل مُغامرٍ / على المجد لا في مَشْربٍ وطعام
عداني أن أرضى المذلَّة صارمٌ / جَريٌّ على الأعناق غيرُ كَهام
وطِرف نُضاريٌّ إذا ما امتطيتُه / فأقربُ شيءٍ منه بُعْدُ مَرامِ
حبيكُ القَرا رحْبُ اللِّبان مُؤ / مَّنُ العِثارِ إذا يجري صليبُ حَوامِ
مجيبُ إشارات الضَّمير سلاسُهُ / فيغنيك عن سوطٍ لها ولجامِ
ودينٌ وإسلامٌ شددتُ عُراها / بصدرٍ رحيبٍ صدره وقَوامٍ
هو المرءُ لا عرضٌ له بمحلِّلٍ / مباحٍ ولا معروفُهُ بحرامِ
قطارٌ ونارٌ لا حين تَبْلو خِلالَهُ / يسرك في يومَيْ ندىً وخصامِ
مكارمُهُ في المُعتفي غيرُ فذَّةٍ / وضربتهُ في القِرْن غيرُ تُؤامِ
ركوبٌ لأثباج الحتوفِ كأنما / يجولُ بها في غاربٍ وسَنامِ
إذا ما احْتبى يومَ السَّلام كأنما / يحدثنا عن يذْبلٍ وشَمامِ
كأن رباطَ الخيل خولَ قِبابهِ / عَذارى خُدروٍ في مُلاءِ شآم
يُغيرُ بها مُلس المتون جسيمةُ / ويُرجعها بالكرِّ غيرَ جِسام
إذا طرقَ اليوم العصيب ولثَّم ال / غبارُ مُحيَّا شمسِه بلثام
وخام الزميع الشهم من سورة الردى / وقلَّ نصيرٌ ذو يدٍ ومُحام
فرأي الوزير الصدر يُغني عن القنا / بشلِّ طَريدٍ أو بفلّ لُهام
بحيث دُسوت المجد زيدت سكينةً
بحيث دُسوت المجد زيدت سكينةً / تعفرُ فتَّاكاً وتردِفُ مُعدِما
أغرُّ إذا أذكرته العهد هزَّهُ / كما هزت الصَّهباء زَوْلاً مُتيمَّا
يقوم مقام الغيث صوبُ يمينِه / ويُغنيه طبعُ الحلم أنْ يتحلَّما
كأن رياض الحزن هبَّت لها الصبا
كأن رياض الحزن هبَّت لها الصبا / سُحيراً وقد جيدت بوطْف الغمائم
حديث نصير الدين في كل محفلٍ / إذا عُددت حُسنى الرجال الأكارم
مهيبٌ أطاعتهُ الليالي وإنما / أطاعت جَريَّ البأس غَمْرَ المكارم
أشدُّ أناةً من ثبيرٍ ويذبُلِ / وأجْرأ وأمضى من قَناً وصوارمِ
فللحلم ما ضم النَّديُّ وحبةٌ / وللفتكِ ما ضمَّتْ رحابُ الملاحمِ
سرى عدله حتى استمر هزيمةً / عن الشام من خوفٍ جيوش المظالم
وأرهب حتى ما تمر ظُلامةٌ / وإنْ لم تكن فِعلاً بخاطرِ ظالِمِ
وكاد الندى أن يصحب النار عنده / مُصاحبةَ البَرِّ الرؤوفِ المُسالمِ
همامٌ يغيرُ العزم سُبَّق خيلهِ / وأسيافُهُ في المأزقِ المُتلاحمِ
فلا سبق إلا من قصيٍّ ونازحٍ / ولا ضربَ إلا في طُلىً وجماجمِ
يمدُّ به المجد العريق علاؤهُ / إلى حسبٍ في جِذْم يعقوب سالم
نماهُ فجاء المستماحَ وفارس ال / صَّباحِ وحمَّالاً ثِقالَ المغارمِ
أطعت العُلى لما غدوت لِتاجَها / ظهيراً على طرد الخطوب الغواشمِ
وأرضيت في المجد حتى تبلَّجتْ / أسِرَّتُه عن واضح الثَّغر باسِمِ
وحسبك مجداً أن تجير من الأذى / بني الصيد من عُليا قريشٍ وهاشم
وما زال بذَّال الجزيلِ ومانع ال / نَّزيلِ وخَواضاً غِمارَ المآزمِ
فزده من الإكرامِ فالأرض حرَّة / على الخير ساقي تُربها غيرُ نادمِ
فطبعك مُغنٍ أن تُحثَّ لمفخرٍ / وبالطبع يُروي الماءُ نفس الحوائم
وما زلت غنَّاماً لكل جزيلةٍ / من الحمد باقٍ ذكرها في المواسمِ
وقد جاءك الحمد المقيم حديثهُ / وحازَ لكَ الإقبالُ أمَّ الغَنائمِ
أودُّ ولي من شيمة المجد عاصمُ
أودُّ ولي من شيمة المجد عاصمُ / وأصْبو ولفظي من نسيبي سالمُ
ويبلُغُ مني الوجد والشعر باسلٌ / ويأخذ مني الحب والحزمُ كاتمُ
عُلاَ جبلت نفس الأبي صرامةً / فلا غَزلٌ إلى وغىً وملاَحمُ
أبت غير زأرٍ أسد خفَّان مرعبٍ / وللنَّوحِ بالدوْح النضير الحمائمُ
حساني اللواتي بات فيها تغزُّلي / تبثُّ سَرياها الملوكُ القماقمُ
وما اكتنفت يوم السلام من العُلى / أسِرَّتها والخاشفاتُ المخاذمُ
ومُعتلج المجد الأثيل بموقفٍ / به القَيْلُ مرهوب الخشاشة نائمُ
وازجاؤها كالمرهفاتِ أوامراً / لها الصعب سهلٌ والمغيَّبُ قادمُ
وتعفيرها تحت العجاجة بالضُّحى / وقد وطئتْ تعجَ المُطاع الصَّلادم
فلا تَسحِلوا إبرام مُستحصَد القوى / فيا طالما لم تُغْنِ فيه المَلاومُ
فإما ترَينْي عن بلوغ مطالبي / أُذادُ كما ذِيدَ الظِّماءُ الحَوائمُ
وقد أضمرت مجدي البلاد وفاتني / من العزِّ ما شادتْ تميمٌ ودارِمُ
إذا شمتُ عزماً يرعوي الملك عندهُ / أُتيحَ له من حادثِ الدهرِ ثالمُ
أداري وعندي نجدةٌ دون بأسها / حِدادُ الظبى والُمرْهفاتُ اللهاذمُ
وأبسم للمبكي نُهىً وحزامةً / وقد يستهلُّ القلب والثغرُ باسِمُ
فكم موقفٍ لي من مهيبٍ مُسودٍ / وقد حجبت عنه السِّراةَ الصوارمُ
لدي حيث يسجو كل طرف محدِّقٍ / وتُرعَد من غير الرَّسِيس القوائمُ
نطقتُ صؤوتاً والكلامُ إشارةٌ / وأسفرتُ والطَّلقُ الأسرَّة واجم
سرى ذكر فضلي حيث لا الريف آهلٌ / ولا الطرس معروف ولا الشيخُ عالمُ
وما زال يقتاد الرجال حديثه / وإنْ عزَّ فَسْرٌ عندهُ وتراجِمُ
إلى أنْ غدا فَدْمُ العشائِر أصمعاً / له وجبانُ الحي وهو مُلاحمُ
رؤوف بأعراض اللئام ينوشُه ال / أذى وهو محبوسُ المقالةِ كاظمُ
إذا وكفةٌ من بغيةٍ نضحَتْ له / غدا حمده في إثرها وهو ساجمُ
ترفَّع عن فضل الزمانِ فكونُه / حديثٌ ولكن مجدهُ متُقادم
وجاشَر عن فيض النَّوال كأنه / بنانُ جمال الدين والغيثُ حارمُ
أغَرُّ كرأد الصبح طلْقٌ جبينهُ / يدلُّ عليه بِشْرهُ والمكارمُ
إذا استن في الجدوى وشد على العدى / تمنَّى مقاميهِ الظُّبى والغمائم
لبيقٌ تودُّ الغيد معسول عطفهِ / وإنْ وهبته في الحفاظِ الضَّراغِمِ
تطيش الحُبى من حوله وهو ثابت / وتنبوا المواضي وهو في الهول صام
فتى الخير أما عهده فهو مبرمٌ / وكيدٌ وأما ودُّهُ فهو دائمُ
إذا ما ابتنيت الودَّ عند وفائِه / فلا الخطب نقَّاضٌ ولا الذنب هادمُ
يجود بأوفى صفحة وهو قادرٌ / ويبذل أقصى جودِهِ وهو عادمُ
قؤُولٌ تهاب اللُّدُّ بأس صوابه / إذا حبستْ نُطق الفصيح الخصائم
فلو فاه في يوم النزال بحجَّةٍ / لعادَ شباها وهو للجيش هازمُ
كريمُ مقام النصر عند عدوِّه / وإنْ عظُمت حرب وجلَّت سخائمُ
إذا هو أزجى للأعادي مقَتلاً / أهاب بها الإمكانُ وهي مراحِمُ
وما مجلبٌ داجي العجاجة بادنٌ / له وجباتٌ بالفَلا وغماغمُ
صخوبٌ ولكن نطقه من حفيظةٍ / صَوارمُ من قبل الوغى ولهاذِمُ
ويحجبُ عنه جوْنة الصبح نقعهُ / فظهرُ الفلا ليلٌ على القاعِ عاتمُ
ويُنفد غُدرانَ الرياض ورودهُ / وأعقابهُ دونَ الشُّروع حَوائمُ
حوى الوحش حتى استسلمت لعمومه / من الذُّعر جِنَّانُ الصَّريم الغواسم
به السابقات الجرد قُبْلٌ كأنها / سراحينُ مُعْطٌ تقتضيها المطاعمُ
توافرُ عن رعي الجَميم أوانسٌ / برعي شكيرٍ أنبتتهُ الجماجمُ
درين بنصرٍ تحت كل عجاجةٍ / فهنَّ لنقعٍ يثستثارُ شَوائمُ
عليها السَّراةُ الدارعون كأنهم / قَساورُ خفَّانِ الشدادُ الضَّياغمُ
نزتْ بهم الأوتارُ حتى رزينهُم / خفيفٌ وأقصاهمْ عن الفحش شاتم
وطال دراكُ الطعن حتى تهالكتْ / جيادٌ وكلَّتْ أنملٌ ومَعاصمُ
وسحُّوا على البيداء ماءً بروقهُ ال / ظُّبى وغَواديه الطُّلى والجماجمُ
بأغلب من بأس الوزير أبي الرضا / إذِ الذِّمْرُ نِكس والمقحِّم خائم
يسرُّك منه في النوازل ماجدٌ / رزين الحصاةِ حازمُ الرأي عازم
خففٌ عليه فادحُ الغرم في العُلى / إذا أثقلت ظهر المُطاع المَغارمُ
وشيك القِرى مستبشرٌ بضيوفهِ / يودُّ نداهُ الغمْر معْنٌ وحاتِمُ
نماه إلى عليائه كل ماجدٍ / فخورٍ إذا ما استنبطتهُ المواسمُ
تبيح النَّدى للمُعْتفين أكفُّهمْ / وهُنَّ حَوامٍ للنَّزِيلِ عواصمُ
فجاؤا بمضواعِ الثناء حديثهُ / إذا فضَّ عند الأندياتِ لَطائمُ
إذا ما عُقْيلٌ باهلت يوم فخرها
إذا ما عُقْيلٌ باهلت يوم فخرها / تأرَّج ناديها وطابَ نسيمُها
هُمُ يردون الخيل مُلْساً إلى الوغى / ويثنونها بالطَّعن تدْمى كلُومها
ليوثٌ إذا الجأواءُ خامَتْ كماتُها / غيوثٌ إذا الشهباء أكدت غُيومُها
تخُفُّ إلى داعي الوغى عزماتُها / وترزنُ إذ تهفو الحُلومُ حلومها
وموضعُ علْياءِ الشنينةِ منهُمُ / ذوائبها من مجدها وصميمُها
أنافوا على العلياء بابن مُهارشٍ / فردَّ حديثاً من عُلاهُ قديمها
سريعاً إلى صوت الصَّريخ ومانعاً / إذا السُّرْبةِ الحمساء ذلَّ حريمها
مُسوَّدُها يوم الوغى وأميرُها / ومرجوُّها يوم النَّدى وكريمُها
تودُّ رماحُ الخطِّ أيْسَرَ فتْكه / ويحسده من الرجال حَليمُها
وتمشي بمعبوط السَّديف إماؤُهُ / إذا الليلة الطَّخْياء ضلَّتْ نجومها
ومسودَّةٍ ضاقت لها الأرض كثرةً / ورُعْبِلَ من طول الطراد أديمها
غماميَّةٌ فيها ائْتلاقٌ قِطارهُ / دمُ الهامِ إمَّا رامها من يشكيمُها
غدتْ بأداحي النَّعامِ وهدَّمتْ / كِناسَ المَلا حتى تعفَّر ريمُها
بها السابحات الجرد خُزرٌ كأنها / ذئابُ الغضا ينحو عزيباً صؤومُها
تخوض نجيع القِرن من قبل مورد / ويدمى قناها قبل يَدْمي شيمُها
يُناقلن غُلْباً في الدِّلاص كأنها / مواردُ جِنَّانٍ تجشُ صريمها
بخعن الدجى بالقوم حتى تبلَّج ال / صَّباح وبانتْ من وجوهٍ وسومها
وغادرْن بالدَّهْناءِ ضرباً كأنه / شُدوق هِجانٍ مدَّ صوتاً بَغومُها
رماها سُليمانٌ برايع بأسِه / فأثبُتها تحت العجاجِ هزيمها
كأنَّ على أعْطافهِ بابليَّةَ / تغلَّظَ ساقيها ورقَّ نديمُها
رأيت غياث الدين في البأس والندى
رأيت غياث الدين في البأس والندى / سَحاباً ربيعياً وبيضاً صَوارما
يفوق الجبال الراسيابِ رزانةً / ويفْضُلُ مَرَّ العاصفاتِ عَزائما
يُعيدُ الضُّحى ليلاً بنقْع مغاره / ويكشف ليل الخطب جذلان باسما
إذا ما رأى الأموال قومٌ غنيمةً / رأى الحمد والذكر الجميل الغنائما
يكونُ لفقر المُعْتفي والجحفل ال / عَدو إذا ما جاد أو شدَّ هازما
يُظَنُّ هزبرا في الحفيظةِ ضارياً / ويحسب من لطف السَّجايا مُنادما
ومن سرِّه أن يُهزم الجيش باسمه / وما مدَّ خطِّياً ولا سَلَّ صارما
إذا أمْكنتهُ قدرةٌ كفَّ فَتْكَهُ / كريمٌ حليمٌ يَسْتحبُّ المَراحما
يُطيعُ العُلى من كل سهلٍ وصعبةٍ / ويعْصي إلى إحْرازهنَّ اللَّوايما
فلا زال منصورَ السَّرايا مُظَفراً / مدى الدهر محفوظ الحشاشة سالما
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ
اذا موسمٌ زان الزمانَ ورودُهُ / فانَّ بهاء الدين زينُ المواسِمِ
وشيكُ القِرى لا يخمد القرُّ ناره / ولا يحبسُ المعروف خُلْف الغمائم
تلاقيه من جْدواه في زيِّ ديمةٍ / دلوحٍ وعند البأس في زيِّ صارمِ
فيفني ويغني حدُّه وانسكابهُ / اذا شدَّ في ضرب الطُّلى والمكارمِ
فلا ضربِ اِلا الهبرُ في قِمَم العدى / ولا جودَ الا ساجمٌ اِثرَ ساجمِ
تُشدُّ حُباهُ في رجيبِ نديِّه / إِلى ليِّنِ الأعطاف صُلْب المعاجمِ
يُصرفِّه ندْمانهُ يوم سلْمهِ / وترهبُهُ الأبطالُ يوم المَلاحمِ
فعاش أبو الفضل الهُمامُ مظفَّراً / تقادُ المباغي نحوهُ بالخزائمِ
اذا ما نضا عيداً تقمَّص مثلهُ / مُطاعاً فأقْصى غائبٍ مثلُ قادمِ
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال
هنيئاً لأيام الزمانِ حَلاَلِها ال / مُباحِ مداهُ والتِقاءِ المُحرَّمِ
بقاؤكَ مَضَّاءَ العزائم نافذَ الأوا / مِرِ ذِمْراً في النَّدى والتقدُّمِ
تفوقُ نوالَ المُعْصراتِ عطيَّةً / وتفضلُ حدَّ المشرفيِّ المُصمِّمِ
ويرجى بنانٌ منك في السلم والوغى / فيهمي وشيكاً بالنَّوالِ وبالدَّمِ
تُقى عضد الدين الهُمام كجودهِ / مدى الدهر لا يختصُّ منه بموسم
فما رجبٌ في النُّسك منه بزائدٍ / ولا المحلُ يهديه طريق التكرُّمِ
ولكنَّهُ للّهِ في كل حالَةٍ / مطيعٌ ومُعطٍ كل مُثْرٍ ومُعدم
اُعيذُ يداً وقفاً على البأس والندى
اُعيذُ يداً وقفاً على البأس والندى / تسحُّهما في مُستجيرٍ ومُعْدمِ
بألْطافِ ربِّ العرش من كل حادث / وشاملِ حِفْظِ اللّهِ من كل مؤلم
تعوَّدَتِ الجودَ العميمَ بكلِّ ما / حَوتْهُ فجادتْ للنُّطاسيِّ بالدَّمِ
دجا ليلُ همي واكفهرت بشاشتي
دجا ليلُ همي واكفهرت بشاشتي / ورْحتُ بحالي واجماً أيَّ واجمِ
فلما ذكرتُ الأجْرَ فيما لقيتُهُ / تبلَّجتُ حتى كدتُ أشكر ظالمي
جزى اللّه خيراً من اِمامٍ تخيَّرتْ
جزى اللّه خيراً من اِمامٍ تخيَّرتْ / رَويَّتُهُ منكَ الهُمامَ المصَمِّما
لقد روَّض المغبرَّ من كل ما حلٍ / وطَبَّقَ أرضَ اللّهِ بأساً وأنْعُما
وأوضح نهج المجد بعد اشتباهه / بهادٍ اذا ما منهجُ المجدِ أظْلما
وسلَّ لنصر الدين منك مُهنَّداً / جريئاً اذا ما هُزَّ للضرب صمَّما
يُقرُّ عيون الناظرين فِرنْدُهُ / وتجري بحدَّيهِ معاركُهُ دما
ومَنْ شرفُ الدين الوزير اختيارُه / فأيُّ لبيبٍ ما أسَدَّ وأحْزَما
فدمت له ردءاً ظهيراً على العِدى / ودامَ عَطوفاً سالمَ الرأي مُنْعِما
اذا موسمٌ عادت فوائدُ خيرهِ
اذا موسمٌ عادت فوائدُ خيرهِ / على الناس نال الخير منك المواسمُ
ملأتَ زمان الناس رِفْداً ونجدةً / فبأسك مضَّاءٌ وجودكَ ساجم
وأصبحت من فرط التعفف والتقي / كأنك طُول الدهرْ للهِ صائمُ
اذا جفَّف الجدب البلاد وأمسكت / عن القَطْرِ في أنوائهنَّ الغمائمُ
وأصبح لُجُّ الرافدين كأنه / صَرى ثمدٍ غالتْ نَداهُ السَّمائم
فسيَّانِ بادٍ في المحلولِ وحاضرٌ / وسيَّانِ غزلانُ المَلا والعَلاجمُ
فلا غدوةٌ اِلا خَبارٌ ووعْتَةٌ / تناهُبها أخْفافُها المناسمُ
قريت الغنى والأمن من غير عِلَّةٍ / فلا الجور قتَّالٌ ولا المحلُ حارمُ
قِرى عضد الدين المُقرِّ بجودهِ / ونجدته صوبُ الحيا والصَّوارمُ
فهُني شهر الصوم والدهرُ كلهُ / به ما شدا فوق الأراكِ الحَمائمُ
مُطاع النَّواهي والأوامرِ تُتَّقى / سُطاه ويُرجى خيره وهو سالم
غدا الدين من فرط المسرَّة باسماً
غدا الدين من فرط المسرَّة باسماً / طليق المحيَّا حيث أنت لهُ نجمُ
يكاد يغيضُ البحر من خجلٍ به / ويزدنُ بالجود العميم له خصمُ
ولم نر ليثاً قبله جمُعت لهُ / شجاعته والجود والعلم والفهمُ
يفِرُّ كَميُّ الجيش عند نزالهِ / كما فرَّ من معروف راحته العُدم
فلا زال يطوي كل عيدٍ بمثلهِ / وتُثني بفضليه المعاركُ والسَّلمُ
اذا سلَّ سيف الرأي من غمد حزمه
اذا سلَّ سيف الرأي من غمد حزمه / غدا حاسديهِ ذابلٌ وحُسامُ
فيُسرفُ قتلاً والمُهنَّدُ مُغْمدٌ / ويوسعُ طرداً والجوادُ جَمامُ
ويُحرز من أقلامه ورماحهِ / عُلاهُ كلامٌ ناصِعٌ وكِلامُ
وللنظم من فوق الصحائف أسطرٌ / وللنَّثْر من فوق التَّنائف هامُ
غمامٌ رعودٌ صادق الشيم حافلٌ / ولكنَّهُ عند الوعيد جَهامُ
يُصرِّفه الطفل الوليدُ لَطافةَ / ويعجزُ عنه الجيشُ وهو لُهامُ
فتى الخير يبني عنده الودَّ سالماً / من النَّقصِ الِمامٌ به وسَلامُ
وذو عَبقٍ ما زالَ ينطقُ عِطْفه / بادراك أقصى المجد وهو غُلامُ
كما لاحَ برقٌ في مُتون غمامةٍ / فأصبحَ يُرجى صوبهُ ويُشامُ
وريَّانُ من فصْلٍ ولكن بنفسهِ / اليه واِنْ طال الورود هُيامُ
بليغٌ اذا ما سَلَّ صارمَ حًجَّةٍ / وقد دام اِشكالٌ وطالَ خِصامُ
فدرعُ الذي يلقاهُ مُهلهل / وصارمهُ وهو الجُرازُ كهامُ
فلا برحتْ تاج الملوكِ سَعادةٌ / لها في ذراه موطنٌ ومَقامُ
مريرُ القوى ماضي العزائم باسلٌ
مريرُ القوى ماضي العزائم باسلٌ / دواوينُه رهَّاجةٌ وملاحِمُهْ
ففي السلْم قولٌ لا يُردُّ صوابُه / وفي الحرب طعنٌ لا تكلُّ لهاذمهُ
يُجيدهما ما بين فصلٍ وفيْصلٍ / هُمامٌ كنصل السيف جَمٌّ مكارمه
اذا حمَّرتْ فتواهُ وجنةَ بارعٍ / أعاد كميَّ الرَّوْع تدمى غلاصمه
واِنْ شَرد المجدُ النَّوار على النُّمي / حوتْهُ له أقلامُه وصوارمهْ
فللفخر سبحٌ بين قانٍ وحالكٍ / تضمَّنُهُ أطراسه ومصادمهْ
رحيبُ ظِلال الحلم راسخُ حبوةٍ / تَفُلُّ خميس المُحْفظات مراحمه
اذا الجهلة الروعاء جاشتْ بأرضه / سما فرع رضوى وارجحنَّتْ دعائمه
عَفا ثُمَّ أدنى من أساء فأصبحتْ / وسائل من تجني عليه جرائمهْ
ولا عيبَ اِلا وهو بالنُّبلِ ساترٌ / ولا غيظ اِلا وهو بالحلم كاظمهْ
أبو جعفرٍ تاج الملوكِ الذي به / تُزان بلاغاتُ القريض وناظمهْ
طليقُ المُحيَّا والوجوهُ عوابسٌ / يُجَليِّ دُجاها سيفُه ومباسمهْ
يُسرُّ بروْعاتِ الكفاحِ كأنَّما / محاربُه يوم اللقاء مُسالمهْ
أغَرُّ ينوضُ البِشْر من قسماتهِ / وتهْمي من الكف النَّفوعِ غمائمهْ
واِني لأرجوهُ لمجدٍ مُؤَثَّلٍ / كما يترجَّى عارض الأُفق شائمهْ
عسى يرعوي المُلكُ التميميُّ آيباً / به وبأمْداحي تضُجُّ مواسمهْ
فيحيا واِنْ أمسى من المُكث رمَّةً / مُجاشِعهُ والمالكانِ ودارِمُهْ
مريرُ القوى ماضي العزائم باسلٌ
مريرُ القوى ماضي العزائم باسلٌ / دواوينُه رهَّاجةٌ وملاحِمُهْ
ففي السلْم قولٌ لا يُردُّ صوابُه / وفي الحرب طعنٌ لا تكلُّ لهاذمهُ
يُجيدهما ما بين فصلٍ وفيْصلٍ / هُمامٌ كنصل السيف جَمٌّ مكارمه
اذا حمَّرتْ فتواهُ وجنةَ بارعٍ / أعاد كميَّ الرَّوْع تدمى غلاصمه
واِنْ شَرد المجدُ النَّوار على النُّمي / حوتْهُ له أقلامُه وصوارمهْ
فللفخر سبحٌ بين قانٍ وحالكٍ / تضمَّنُهُ أطراسه ومصادمهْ
رحيبُ ظِلال الحلم راسخُ حبوةٍ / تَفُلُّ خميس المُحْفظات مراحمه
اذا الجهلة الروعاء جاشتْ بأرضه / سما فرع رضوى وارجحنَّتْ دعائمه
عَفا ثُمَّ أدنى من أساء فأصبحتْ / وسائل من تجني عليه جرائمهْ
ولا عيبَ اِلا وهو بالنُّبلِ ساترٌ / ولا غيظ اِلا وهو بالحلم كاظمهْ
أبو جعفرٍ تاج الملوكِ الذي به / تُزان بلاغاتُ القريض وناظمهْ
طليقُ المُحيَّا والوجوهُ عوابسٌ / يُجَليِّ دُجاها سيفُه ومباسمهْ
يُسرُّ بروْعاتِ الكفاحِ كأنَّما / محاربُه يوم اللقاء مُسالمهْ
أغَرُّ ينوضُ البِشْر من قسماتهِ / وتهْمي من الكف النَّفوعِ غمائمهْ
واِني لأرجوهُ لمجدٍ مُؤَثَّلٍ / كما يترجَّى عارض الأُفق شائمهْ
عسى يرعوي المُلكُ التميميُّ آيباً / به وبأمْداحي تضُجُّ مواسمهْ
فيحيا واِنْ أمسى من المُكث رمَّةً / مُجاشِعهُ والمالكانِ ودارِمُهْ
اُحِبُّ سَجايا الخيرِ غُرّاً كأنها
اُحِبُّ سَجايا الخيرِ غُرّاً كأنها / إذا طلعت يوم النَّدِيِّ نجومُ
حَواها أبو سعْدٍ واِنَّ اجتماعها / على رجُلٍ في عصرنا لعظيمُ
فجاء رضيَّ الدين ندْباً إِلى العُلى / منازلُهُ للخائفينَ حَريمُ
هو المرءُ أمَّا مالُهُ فمُرَزَّأٌ / شَتيتٌ وأمَّا عِرضُهُ فَسليمُ
عليها ذِمامُ الله من كُلِّ ذاعِرٍ
عليها ذِمامُ الله من كُلِّ ذاعِرٍ / غداةَ أبو الفتْحِ الغياثُ عِصامُها
من الخوف تدْمى بالذَّميل خفافها / وأذْواء قفْرٍ قد نضاها سَقامُها
فنَجدةُ سُلطانِ الزمانِ وجُودُه / أجابا فولَّى ذُعْرُها وهُيامُها
تخطَّت رياض الحزن وهي أنيقةٌ / وما سَرَّها أن يرْجحنَّ ثُمامُها
لنخل قُرىً عند العراقِ بواسقٍ / شَهيٍّ إِليهَا طلعُها وكمُامها
تُباري ظليمَ القاعِ شدَّاً كأنها / بمخترقِ البيداء فيها نَعامُها
إِذا ذكرت جيرانها في مُعَرَّسٍ / طوْتهُ ولم يشهد بوجدٍ بُغامُها
وكم جاوزَتْ أحياء عذْرٍ نواكثاً / يكاثرُ رمْلَ الأنْعمَيْنِ لِئامُها
شعارُ الوغى اِلباسُها وسِلاحُها / إِذا سمعت صوت الصَّريخ انهزامها
من القوم لا يُسْتوكف النزر منهم / إِذا السَّنَة الخضراءُ أغنى غمامها
مقاديمُ في طَرْد الضيوف أذلَّةٌ / إِذا ما الوغى بالطَّرد شبَّ ضِرامها
ولما براها الوخد من دلج السُّرى / وهُدِّم من طول السِّفار سَنامُها
وأضمرها التأويبُ في كل مهْمهٍ / بعيد المدى حتى حكاها زِمامُها
أناخت بربع العز من سيف دجلة / إِلى ذروةِ أعْيا الملوكَ مَرامُها
بحيث الندى والنجر عِدٌّ فواضحٌ / صميمٌ ووُطْفٌ مستمرٌّ سجامها
تشيم من السلطان برْقَ مكارمٍ / غزارٍ إِذا الأنواءُ عَزَّ جِمامُها
رزين حصاة الحلم مَغرىً برأفةٍ / إِذا الجهلةُ الروعاءُ جلَّ اجترامها
يلذُّ له الصفح الجميلُ اقتْدارُه / إِذا طابَ في نفس الدَّنيِّ انتقامها
رأى زُخْرف الدنيا بعينٍ بصيرةٍ / سواءٌ عليها تِبْرُها ورَغامُها
فلا مالَ اِلا مِنحةٌ وابْتذالُها / ولا ذُخر اِلا مِدْحةٌ ودوامُها
له في المعاني والمعالي كليْهما / لَطائفُها مأثورةٌ وجِسامُها
كأنَّ أتِيّاً ذا غُثاءٍ إِذا غَزا / دماءُ الأعادي بالفلاةِ وهامُها
إِذا مَدَّ دُفَّاعُ الجِراحِ بقفرةٍ / فصوَّانُها مُغْروْرقٌ وسِلامُها
وما زالَ وطءُ الخيل تحت لوائه / متون الرُّبى حتى اطمأنت اِكامُها
تعافُ زُلالَ الماء أنفسُ خَيْلهِ / فمن مطر الأرماحِ يُشفى أوامُها
إِذا أعرضت عن جمَّةٍ ذات عرمضٍ / سَقاها من الأعْداء رِيّاً كِلامُها
تبارى إِذا جدَّ الصريخُ إِلى الردى / ويكثرُ من حرص الطعانِ عِذامها
كفيلٌ بعسَّالَيْ فَلاةٍ وغابةٍ / إِذا حميت حربٌ وطال احتدامُها
فسُمْرٌ ومن ماء النُّحور شرابُها / وغبرٌ وأشلاءُ الملوكِ طَعامها
له من راح الخطِّ ما تحْطم الوغى / وأرْماحُ عزمٍ لا يُخاف انحطامها
عجبتُ له نقل السلاح ما تحْطم الوغى / ومن خوفه طردُ العِدى وحمامها
وللطِّرْفِ أنَّى يستقلُّ إِذا مشى / به وهو رضْوى أرضنا وشمامُها
وكيف يقود المجْرَ وهو بنفسهِ / إِذا ما غزا مَجْرُ الوغى ولُهامها
بدا الجوْنُ تحدوه الجنوب كأنه / عِشارُ مخاضٍ حانَ منها تمامُها
يضيءُ بعُلْويٍّ الوميضِ كأنما / تألَّقَ في أيدي القُيونِ حُسامها
أعاد ضياء الصُّبح غِرْبيب ليلةٍ / فلولا التماعُ البرقِ دامَ ظلامُها
صوارخ رعْدٍ ما يكفُّ قَؤولُها / وظِلْمانُ جوْنٍ ما يخف ركامها
كما اصطرخت والحرب شوهاء بالردى / طُبولُ ملوكٍ بالعراء خِصامُها
وما زال تمْريهِ الصِّبا وتُدِرُّهُ / إِلى أن هَمى والأرضُ بادٍ قَتامها
ومَدُّ أتيٍّ ذو زُهاءٍ كأنَّهُ / طرائدُ أذْوادٍ يجيشُ لُغامُها
فقلتَ لأنْدى منه في كلِّ أزْمةٍ / بنانُك يُغني المُعْتفينَ انْثجامُها
أبى لك وجد المجد اِحداث سلوةٍ / إِذا ما صباباتٌ تقضَّى غَرامُها
وزادك أقوالُ العواذل في النَّدى / سخاءً وقد كفَّ الكِرامَ مَلامُها
فمنك الْتِئامُ الشعب أعيْا شتيتُه / ومنكَ صلاح الحال عَزَّ نِظامها
نقيُّ أديمِ العِرْض عن قول عائبٍ / إِذا شان أعراضَ العشائرِ ذامُها
فانْ ذُكرت نُعمى فأنت جَوادها / واِنْ لقحت حربٌ فأنت هُمامُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025