المجموع : 8
أجلّ حديثٍ لا يُمَلُّ دوامُه
أجلّ حديثٍ لا يُمَلُّ دوامُه / ويُثمر طيباً للأنامِ اغْتنامُه
حديثُ رسولِ اللهِ من هو خا / تم النَّبيّينَ مفتاحُ الهدى وإِمامُه
محمدٌ المختار أشرفُ مُرْسَلٍ / عليه صلاةُ اللهِ ثم سَلامُه
نبيٌ غدا للخلقِ خيرَ مُشَفّعٍ / يَحُفّ بهم يومَ المعادِ اهتمامُه
أضَاءَ به أفقَ الوجودِ وأشرقتْ / مطالعُه وانجابَ عنه ظلامه
له الشَّرَفُ الأعلى ومنه التماسُه / وعنه اكتساب الفخر وهو سَنامُه
رَوَتْ هديَه الأصحابُ ثم رُواتُهم / وسُلْسِلَ عنهم ضبطُه ونظامُه
وقامَ بأعباء الروايةِ بعدَهُم / سَرَاةٌ لهم شأوٌ يعزُّ مرامُه
جزا اللهُ خيراً حافظاً بعد حافظٍ / وسُنّي في دار الخلود مقامُه
وقابلَ مسعاة الهمامِ محمدٍ / بكلِّ جميلٍ مونِق يُستدامُه
هو البلبانيُّ السَريُّ ومَنْ غدا / يقرّ بعين النيّرْينِ احتشامُه
فكم بصرته حلية اشرفيَّةً / فدام على الإخلاصِ منها قِيامُه
وللسُنَّة الغرّاء أعذبُ موردٍ / يحق لنا إِجلالُه واحترامُه
أُنيطتْ به بعد الكتابِ وأحكمت / معاقدُ دين الحق دامَ انتظامه
فما روضةٌ غنّاءٌ تندى غضارةً / توالى عليها للغَمام انسجامه
فجلّلها نورُ الخمائِلِ بعْدَ ما / تَفتَّح فيها بالعشيّ كِمامُه
وفاحَ خُزاماها وطاب نسيمُها / وضاوعَ رنْدَ الحُزنِ منها بشامُه
بأطيبَ من أردانِ سُنَّة أحمدٍ / وما راح يهدي للنفوس كلامُه
فَروْضٌ معانيهِ ودرٌّ نظامُه / وصُبحٌ مباديه ومسْكٌ ختامُه
أيا مُهْدياً دُرّ القريضِ المنظّما
أيا مُهْدياً دُرّ القريضِ المنظّما / ويا نَاشِراً بُرْداً من الوشي مُعْلَما
بعثتَ لنا كأسا من الودِّ مُنْعَماً / ودبَّجتَ روضاً للغناء مُنَمْنَما
تراءى لعيني أيُّها الصادح الذي / ألمَّ بعتبٍ كالنسيم مهينما
أعدني ألحاناً على سمع مُعْربٍ / يطارح مرتاحاً على القضب معجَما
وشافه بمكنونِ الخطابِ لعَلّني / أبثّ حديثاً كانَ قبلُ مكتّما
وانشر من صحف العتاب وربّما / أبحت لطير الوجْدِ أنْ يترنما
جزا اللّهُ عنّا العيدَ خيراً بزوْرةٍ / ترشّفها منك الفؤادُ على ظما
وحيّاه من عيدٍ تسببَ باللقا / وقد يجمعُ اللّهَ الشتيتين بعد ما
أتجحدُ في دين الوفاء وتشتكي / فيا ليتَ دينَ الودّ كانَ منجَّما
فحيَّا بمرآك العيونَ فإِنّه / يكون بثاني الحال عيداً وموسما
سمحت بها من بعد فَرْطِ تمنّعٍ / فعادَ ارتياحي بعدَ ما كانَ أحجما
وعدتَ إِلى ليّ الوفاءِ مُغالِطاً / فيا ليتَه قد كان دْيناً منجَّما
وها أنا مُسترضِيكَ لا عن جنايةٍ / جنيتُ ولكني أراه مُحَتَّما
ودَوْح يريكَ الطَلَّ في جيد غصنِه
ودَوْح يريكَ الطَلَّ في جيد غصنِه / تراصفَ حباتِ اللآلئ في الكرْمِ
إِذا اعتنقَتْ شجراؤهُ جَمعتْ بها / نواويرها الأفواه شوقاً إِلى اللَثْمِ
دموعيَ لا ما أوْدَعَتْهُ الغمائمُ
دموعيَ لا ما أوْدَعَتْهُ الغمائمُ / وشكوايَ لا ما رددْتهُ الحمائِمُ
فَمَنْ مُسْعِدي والحظُّ عنيَ غافلٌ / وزَنْدَ زفيري راحَ يَوريه ضارمُ
أَلاحَ وميضُ البرقِ عندَ ابتسامه
أَلاحَ وميضُ البرقِ عندَ ابتسامه / ولاحَ سفورُ الصبحِ تحتَ لثامِه
رَشَاً يزدري بالأسمرِ اللّدنِ قَدُّهُ / تركّبَ فيه البدْرَ عندَ تَمامِه
سلاماً كأنفاسِ الحبيبِ المُلازمِ
سلاماً كأنفاسِ الحبيبِ المُلازمِ / ونفحة أرواحِ الربيعِ النواسِمِ
وما فتَّقَتْ أيدي القِطارِ بسحْرَةٍ / من النَّور في جيدِ الغصونِ النواعمِ
ينقِّطُ لامَ الصدْغِ ياقوتُ خدِّه
ينقِّطُ لامَ الصدْغِ ياقوتُ خدِّه / بخالٍ ولو لم يُلفَ نَقْطٌ للامِهِ
ومثلك من كانَ الوَسِيطُ فؤادَه
ومثلك من كانَ الوَسِيطُ فؤادَه / يكلّمهُ عنّي ولم أَتكَلّمِ