المجموع : 4
فَمَا أَنْسَهُ لاَ أَنْسَ مِنْهَا إِشَارَةً
فَمَا أَنْسَهُ لاَ أَنْسَ مِنْهَا إِشَارَةً / بِسَبَّابَةِ اليُمْنَى عَلَى خَاتَمِ الفَمِ
وَأَعْلَنْتُ بِالشَّكْوَى إِلَيْهَا فَأَوْمَأَتْ / حَذَارَاً مِنَ الوَاشِيْنَ أَنْ لاَ تَكَلَّمِ
فَلَمْ أَرَ شَكْلاً وَاقِعَاً فَوْقَ شَكْلِهِ / كَعُنَّابَةٍ تُومِي بِهَا فَوْقَ عَنْدَمِ
هَنِيْئَاً لِأًصْحَابِ السُّيُوفِ بَطَالَةً
هَنِيْئَاً لِأًصْحَابِ السُّيُوفِ بَطَالَةً / تُقْضَّى بِهَا أَيَّامُهُمْ فِي التَّنَعُّمِ
فَكَمْ فِيْهِمُ مِنْ دَائِمِ الأَمْنِ لَمْ يُرَعْ / بِحَرْبٍ وَلَمْ يَنْهَدْ لِقِرْنٍ مُصَمِّمِ
يَرُوحُ وَيَغْدُو عَاقِدَاً فِي نِجَادِهِ / حُسَامَاً سَلِيْمَ الحَدِّ لَمْ يَتَثَلَّمِ
وَيَمْكُثُ لاَ يَلْقَى عَدُوَّاً فَإِنْ غَزَا / فَوَاحِدَةً فِي الدَّهْرِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
وَلَكِنْ ذَوُو الأَقْلاَمِ فِي كُلِّ سَاعَةٍ / سُيُوفُهُمُ لَيْسَتْ تَجِفُّ مِنَ الدَّمِ
سَلاَمٌ عَلَى الأَطْلاَلِ وَحْشٌ خِيَامُهَا
سَلاَمٌ عَلَى الأَطْلاَلِ وَحْشٌ خِيَامُهَا / وَهَلْ مُسْتَطَاعٌ أَنْ يُرَدَّ سَلاَمُهَا
تَحِيَّةَ مُشْتَاقٍ أَطَاعَ دُمُوعَهُ / وَأَسْعَدَهَا بَيْنَ الرُّسُومِ انْسِجَامُهَا
غَدَتْ لِظَلِيْمِ الوَحْشِ بَعْدَ ظُلُومِهَا / وَحَالَفَهَا مِنْ بَعْدِ نُعْمٍ نَعَامُهَا
فَأَيْنَ عُيُونَ العَيْنِ وَالأَوْجُهِ الَّتِي / إَذَا لُحْنَ فِي الظَّلْمَاءِ جِيْبَ ظَلاَمُهَا
نَأَيْنَ وَفِيْهِنَّ الَّتِي لِفِرَاقِهَا / نَأَى عَنْ جُفُونِ المُسْتَهَامِ مَنَامُهَا
مُعَدَّلَةُ الأَقْسَامِ لِلْبَدْرِ وَجْهُهَا / وَلِلْغُصْنِ مِنْهَا قَدُّهَا وَقَوَامُهَا
وَكَمْ عَاذِلٍ لَوْ كَانَ يُصْغَى لِعَذْلِهِ / وَلاَئِمَةٍ لَو كَانَ يَنْهَى مَلاَمُهَا
لَحَتْنِي وَأَرْبَتْ فِي المَلاَمِ وَأَنْكَرَتْ / مَقَامِي وَسَامَتْ خُطَّةً لاَ أُسَامُهَا
وَقَدْ يُتَّقَى مِنْ صَوْلَةِ الأُسْدِ رَبْضُهَا / وَيُحْمَدُ لِلْغُرِّ الجِيَادِ جَمَامُهَا
تُحَاوِلُ أَنْ أَعدُو وَأَتْبَعَ مَعْشَرَاً / أَرَاذِلَ تَنْبُو عَنْ كِرَامٍ لِئَامُهَا
وَتُغْمَدُ مَحْمُودُ النُّصُولِ وَيَخْتَبِي / وَقَدْ يُنْتَضَى فِي كُلِّ حِيْنٍ كَهَامُهَا
فَيَا لَيْتَ نَفْسَاً لاَ يُصَانُ مَصُونُهَا / عَنِ الذُّلِّ لاَقَاهَا وَشِيْكَاً حِمَامُهَا
سَأُكْرِمُ نَفْسِي أَنْ يُهَانَ كَرِيْمُهَا / وَأَحْرُسُهَا مِنْ أَنْ يَزِلَّ مَقَامُهَا
أَبَا حَسَنٍ حُسْنُ الأُمُورِ تَمَامُهَا / وَزِيْنَتُهَا إِكْمَالُهَا وَخِتَامُهَا
وَلَيْسَ يَرُبَّ العُرْفَ بَعْدَ اصْطِنَاعِهِ / جَدِيْدٌ مِنَ الأَمْلاَكِ إِلاَّ كِرَامُهَا
وَكَمْ لَكَ عِنْدِي مِنْ صَنِيْعَةِ مُجْمِلْ / وَبِيْضِ أَيَادٍ طَوَّقَتْنِي جِسَامُهَا
أَخُوكَ الَّذِي إِنْ أَفْسَدَ الدَّهْرُ وُدَّهُ
أَخُوكَ الَّذِي إِنْ أَفْسَدَ الدَّهْرُ وُدَّهُ / تَلَطَّفُ لاِسْتِصْلاَحِهِ فَتَقَوَّمَا
وَلَمْ يَجْفُهُ مُسْتَأْنِفَاً وُدَّ صَاحِبٍ / لَعَلَّكَ تَلْقَاهُ أَعَقَّ وَأَظْلَمَا
وَإِنَّ عِلاَجِي عِلَّةً قَدْ عَرَفْتُهَا / أُدَارِي الَّذِي أَدْوِيْهِ مِنِّي لِأَسْلَمَا
لأَيْسَرُ خَطْبَاً مِنْ عِلاَجِ غَرِيْبَةٍ / مِنَ السُّقْمِ مَا عَايَنْتُهَا مُتَقَدِّمَا