القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 4
ديار الحمى حيث القنا والصوارم
ديار الحمى حيث القنا والصوارم / تحييك من عيني الدموع السواجم
لقد طرقتك الحادثات فجأة / وأهلك في أمن وبأسك نائم
فبيناك والليلات فيك ولائم / إذا بك والأنهار فيك مآتم
لك الله لا تنفك عنك نوائح / ألم يبق في ذا الدوح إلا الحمائم
أدهرك ذا الوادي من الدم مترع / إذا أمسكت بالوبل عنه الغمائم
حلمنا بشيء وانتبهنا بضده / وما يجتبي من كاذب الحلم حالم
وكانت لجاجات فلما تيسرت / تزهد مشتاق وأقصر هائم
أقيم بناء بالعراء على شفا / ولم تقو آساس له ودعائم
فما ظن منه قائماً فهو مائل / ومن ظن منهم بانياً فهو هادم
وهل يتفع الأطلال تجديد عهدها / إذا درست آثارها والمعالم
لحى الله قوماً حملوك مغارماً / وراحوا وفي الأعناق منك مغانم
هم وعدوك العدل كي يظلموابه / أباً ظالماً لكن دهتك المظالم
ولا خير في ملك إذا جار شعبه / ولا خير في ملك إذا جار حاكم
وكيف أتقاء الخطب قد جل وقده / إذا بردت تحت الصدور العزائم
وأربعة مرت ولم تحل لامرىء / تهادت على الأقطار وهي سمائم
سعت بالنيوب العصل تنفث موتها / ولا عجب بعض السنين اراقم
تعوض يأساً من غدا وهو أمل / وشام يقيناً من سرى وهو واهم
ولما أباحوا حرمة الرأي للهوى / أهابت باطماع الغواة المآثم
فهبت هبوب الريح من كل جانب / تدافع عنها غيرها وتزاحم
فما تستطيب الحكم فيه مشارك / ولا تستلذ الغنم فيه مقاسم
ويمسي لديها طائع وهو خائف / ويضحي لديها آمر وهو واجم
وليس بمجد في الغواية ناصح / وليس بمجد في الصبابة لائم
وكيف يقر المجد في ظل دولة / وحامدها يحيى بها وهو ناقم
تداعوا لنصر والرجا عنك ذاهب / فهلا تداعوا والرجا لك قادم
وبت وبات الداهمون تعاضدوا / فإما تراخى داهم شد داهم
فلم أر خطباً مثل خطبك ناهضاً / يدافعه ملك كملكك جاثم
ولم أر مجداً مثل مجدك ناصعاً / يظله حظ كحظك قاتم
تطالعك الأقدار وهي عوابس / ويا طالما حيتك وهي بواسم
وترثي لبلواك المدائن رحمة / وقد حسدت فيك السرور العواصم
فيامن رأى تلك الفتوح التي خلت / تجرع أسى قد أعقبتها الهزائم
لإن كنت في شكران حالك جازماً / فما أنت في شكران ماضيك جارم
سنبكي لعهد عاره متجدد / ونأسى بعهد مجد متقادم
وفي الدمع والتأساء تخفيف لوعة / إذا أثقلها الكاربات الكواظم
ومعترك للموت أنت سماؤه / فنقع وأما أرضه فجماجم
تنازع فيه الضر خصمان أعزل / يدافع عن ملك وشاك يهاجم
تأخرت الأعلام عن مستقرها / وفر محاميها موقر المخاصم
تفزعت الآجام وهي شواهد / ضراغمها تسطو عليها الضراغم
نجاوبها من حولها في زئيرها / رعود لها في الخافقين زمازم
مدافع منها قسطل متراكب / بنادق منها عارض متراكم
وصائب حتف مستهل فواقع / وراجف روع مستطار فحائم
ووجه ردي في أوجه الكل ضاحك / ووجه رجا في أوجه البعض ساهم
كأن الوغى قد صار في أنفس الورى / هياماً فمن يقتل يمت وهو هائم
فما لهم غير الدماء مشارب / ولا لهم غير الرمام مطاعم
إذ آنسوا ضعفاً فكل محارب / وإن وجدوا بأساً فكل مسالم
وما خير سلم فوقه الشر عاصف / وموج المنايا تحته متلاطم
تشير أكف بالسلام خديعة / وتنزوا بأخرى للصدور الصوارم
وكم كان في هذي النفوس منافس / فلم يبق في هذي النفوس مساوم
ولم تبق في الدنيا لنفس فضائل / ولم تبق في الدنيا لطبع مكارم
هوت فرق كليسا عند أول صدمة / ولما يكن في قرق كليسا مصادم
أناف عليها جحفل متحامل / وطال عليها مأزق متلاحم
تقاعس عبد الله فيها عن العدى / ولم يلق عبد الله جيشاً يقاوم
وقد كان فيها سلة من ضراغم / فبادت وولت للنجاة النعائم
بدت تستغيث الهاربين من الردى / زيانب في أترافها وفواطم
سوافر في ذاك الدجى قد تبذلت / ترائب منها روعة ومعاصم
فليس لها عن مورد العار دافع / وليس لها من مصدر اليأس عاصم
أما كان في القوم المغيرين راحم / فقد قيل في القوم المغيرين راحم
أدرنة لا يبرح دعامك قائماً / فإن دعام الحرب تحتك قائم
عرمت عرام الدهر جاشت صروفه / وهل يستذل الدهر والدهر عارم
ألا إن هذا موسم المجد عائداً / ولا غرو للمجد الاثيل مواسم
يظل بنوك الباسلون بعزهم / وآناف اعداهم لديك رواغم
تبوأت بين الموت والهون موضعاً / اقرك فيه خطبك المتفاقم
فإن تشتهي موتاً يرق لك كأسه / وإن تسأمي هوناً فمثلك سائم
إذا نحن أعظمنا بلاءك روعة / فذاك بلاء أعظمته العظائم
فإن تسلمي تنسي رزينة هالك / وإن تهلكي لا يهنأ العيش سالم
شطلجة لا تنفك عنها خضارم / كذلك لا تنفك عنك خضارم
فيا عجباً للويل فيه مشاكل / ويا عجباً للويل منه ملائم
يا بلادي مالي لا ارى غير واطيء / ثراك ألما يبقى في الناس لائم
توالتك تيجان فشادت لك العلى / فلما أستتمت هدمتها العمائم
لإن كان في الأسلاف بينك غالب / فما كان في الأسلاف بينك حازم
لقد بان عنك الرأي مذبان كامل / وقد مات فبك البأس مذ مات ناظم
طغى الشرفي بعض النفوس ولم يزل / يرب إلى أن اعلن الشر كاتم
ألا جمح الغاوون فيك جماحهم / فهيهات تجدي بعد هذا الشكائم
تولوا سراعاً حين سلت بواتر / وعادوا سراعاً حين صلت دراهم
فجاؤا يسوسون الأنام سياسة / سدى لم تسسها قبل ذاك البهائم
فكم عالم صاحوا به أنت جاهل / وكم جاهل قالوا له أنت عالم
أقاموا وما فيهم عن الزور تائب / وظلوا وما فيهم على الختل نادم
عزيز علينا أن ذا الملك ذاهب / وأن الذي قد أذهب الملك دائم
صحا كل شعب فاسترد حقوقه / فياليت يصحو شعبك المتناوم
هو الشعب أفنى دهره وهو خادم / وليس له فيمن تولوه خادم
يقلب كم عهد لعهد على الأذى / إذا زال عنه غاشم جد غاشم
أعادينا حكمتم السيف بيننا / فجار وحكم السيف كالسيف صارم
فلا تطمعوا أن تهضمونا بهذه / فليس لحر في البرية هاضم
أما آن أن يسترجع الدهر ما مضى
أما آن أن يسترجع الدهر ما مضى / فترجع آمال وتقوى عزائم
لقد كدت أنهى النفس عما تريدهُ / من النصح لو لا ما تجر العمائمُ
ومازالت الأيام حرباً على النهى / فإن سالمت حيناً فختلا تسالمُ
أرى الناس هاموا بالمعالي صبابة / ولا عجبٌ إني كذلك هائمُ
وهذي طباع لا يرحبّى انتزاعها / تناط بقوم إذ تناط النمائمُ
ستبقى بلاد الله تطلب مصلحاً / وهيهات أن ترضى بذاك الصوارمُ
جمال كأن النفس بعض شعاعه
جمال كأن النفس بعض شعاعه / إذا غاب أمسى موضع النفس مظلما
أظل أناجيه فالفيه صامتاً / ولو أدركته لوعتي لتكلما
رعى الله هذا القلب لم يؤت رحمة / لقد كنت أرجو أن أذوب ويرحما
هلموا بنا نحو الأمير نسلم
هلموا بنا نحو الأمير نسلم / سلام على عباس مصر المعظم
ألا إن في الاكباد شوقاً مبرحاً / إليه فقد كادت من الشوق تدَّمي
سئمنا النوى لم يبق للصبر موضع / ومن يتجرع لوعة النأي يسأم
ومن كان ذا ود على السخط والرضى / إذا صرمته فرقة لم يصرم
أمولاي إن المادحين ترنموا / بمدحك فاسمعني فهذا ترنمي
سأجزيك عن عهد الصبا شكر مخلص / فقد جزتني فيه بآلاء منعم
وما زلت من دهري بركنك أحتمي / وما زلت في فخري لمجدك أنتمي
وإني لتسمو بي إليك سجية / من الشعر تجري في عروقي مع الدم
فيأتيك منه كل زهر منثر / ويأتيك منه كل در منظم
ويخلد للأيام فيك مكرراً / يخف على أذن ويعذب في فم
تسام بمصر رب مصر إلى العلى / وإن وقفت في سيرها فتقدم
فكم لك فيها من جديد مشيد / وكم كان فيها من قديم مهدم
لك العزمات الصادقات إذا انبرت / ترد فضاضاً لك عزم مصمم
أحاطت بآمال لديك فتية / فإن تنتهزها مصر بالرأي تغنم
وما مصر إلا دولة في شبابها / فإن تبتذله في الغواية تهرم
وإن لم تفق من نومها يبق نومها / وإن لم تكرم نفسها لم تكرم
وإن لم يقومها إذا اعوج عودها / فتى صادق في نصحه لم تقوم
وأن لم ينرها بالمعارف أهلها / إذا حلكت فيها الجهالة تظلم
وإن لم يفيدوها الثراء بجدهم / وإن كثرت فيها النفائس تعدم
فكم ترغب العلياء عن وصل معرض / وكم ترغب العلياء في وصل مغرم
وعصبة شر قد أتت بعد مثلها / كذلك يأتي أشأم بعد أشأم
تشاهد أفراح البلاد عميمة / فتغدو لأفراح البلاد بمأتم
وإن تبتسم مصر تبكي من الأسى / وإن تبك مصر من أسى تتبسم
وترفل من ثوب الشبابا بصحة / ولكنها في لوعة المتألم
وتبغض طبعاً كل أمر ممدح / وتعشق طبعاً كل أمر مذمم
فويل لززور عندها متكشف / وويل لحق عندها متلئم
لحا الله هاتيك النفوس فإنها / وإن تتجبر عرضة المتهضم
فما بينها من ناظر متأمل / ولا بينها من سامع متفهم
بسطت عليها الحلم لا متحلماً / فما شكرت والحلم غير التحلم
ولو كنت ترضى رميها لرميتها / بضربة عدل أو بضربة مخذم
ليبق لك القلب الذي صيغ رحمة / فمن يؤت منا مثل قلبك يرحم
وإن يخدم الأوطان صاحب أمرها / كما تخدم الأوطان بالعين يخدم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025