المجموع : 17
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم
رَفَعتَ عِماد المَجد فَوقَ النَعائم / فَلا غَرو إِن أَضحى قَوي الدَعائم
وَأَسَست أَركان العلى وَرُبوعَها / وَشَيَدتُها تَشييد ماضي العَزائم
بِأَبيض مَصقول الحَديدة مُرهف / كَأَنَّ عَلَيهِ المَوت ضَربَة لازم
وَأَسمَر لَو يَنساب في حَومة الوَغى / سَعى يَطلُب الأَعداء سَعي الأَراقم
وَمَن كانَ يَبني بِاللهاذم مَجده / فَما لِعُلاه مِن سَبيل لهادم
لِأَن المَعالي بِالعَوالي تَأَسست / وَأَسوارُها شَيَدَت بِبيض الصَوارم
رَأَيتُكَ أَمضيت الأُمور وَإِنَّما / بِهنّ جَرى المَقدور مِن قَبل آدم
وَأَوسَعت بِالجود الوجود وَلَم تَزَل / إِلى أَن ذَمَمنا بخل مَعن وَحاتم
فَلا أَحَد إِلّا وَأَمَّك راغِباً / لِتورده كَفاك عشر سَواجم
وَأَنتَ الكَريم البرّ في السلم تَرتَجي / وَتَحذَر في بَحر الوَغى المُتَلاطم
فَلَولاكَ قالَ الرُمح لَست بِعامل / وَلَولاك قالَ السَيف لَستَ بِصارم
فَمَن مُبلغ الأَيّام عَني بِأَنَّني / ضَرَبت خيامي في عرين الضَراغم
وَأَورَدت آمالي نَداهم وَفَضلَهُم / فَما صَدَرَت عَنهُم بِصَفقة نادم
ضَرَبتُ عَن الأَملاك صَفحاً وَغَيرَهُم / وَجئتك يا بَحر الغَنا وَالغَنائم
فَلا تَستَمع قَول الوشاة فَإِنَّني / نَظمتهم عِندي بسلك البَهائم
فَما أَبغَضوا مثلي سُدى غَير أَنَّهُم / يَعدّون مَدحي فيكُم كَالمآثم
أَلَم تَرَ حساناً وَلي أَسوة بِهِ / وَما كانَ يَلقى مِن عِدا آل هاشم
إِذا زَعَموا أَني مَع الفَضل جاهل / فَقُل لَهُم هاتوا فَصاحة عالم
وَمَن ذا يُجاري ما أَقول بِزَعمه / وَشاطيء بَحري مغرق كُل عائم
أَنا المُحسن الأَقوال في آل محسن / لإِحسانهم دَوماً بفعل المَكارم
إِذا ما نَظَمت الدُر في حُسن وَصفِهم / رَأوني لِذاك الدُر أَحسَن ناظم
فَدَعني مِن قَول النُحاة فَإِنَّهُم / تَعَدّوا لِصَرف النُطق في غَير لازِمِ
إِذا أَنا أَحكَمت المَعاني خَفَضتَهُم / وَأَرفعها قَهراً بِقوة جازم
وَما أَنا إِلّا شاعر ذو طَبيعة / وَلَستُ بِسَراق كَبَعض الأَعاجم
أَريش سِهام القَول مني لِنَحر مَن / قَلاني وَأَرميه بِريش القَشاعم
وَلَولا اِحتِقاري لِلئام سَلقتهم / بِحَدّ لِسان لا يُبالي بِلائم
فَيا كامد الحُسّاد يا قاهر العِدا / وَغَصّة قاليه وَرَغم المَراغم
إَلَيك بَعَثت الدُرّ مِن بَحر فكرة / يَفيض بِأَمواج الهُموم العَظائم
فَلا زلت ذا صَفح لَهُ عَفو قادر / أَماناً لِمَظلوم مَنوناً لِظالم
وَلا زالَ شعري راحة فَاِصفَعوا بِها / قَفا كُلَ نَحوي وَجَبهَةَ ناظم
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي
خُذي الرُوح يا ريح الصَبا وَتَنَسَمي / وَيا بَرق حيّي حيّهم وَتَبَسم
وَيا نَسمَة الأَسحار مني تَحَمّلي / سَلاماً عَلى البَيت العَتيق المُحرم
يَطوف بِهِ سَبعاً وَيَهدي تَحيّة / وَيَسعى إِلى المَسعى بِأَشواق مُغرم
إِلى الحَجَر فَالأَركان فَالحَجَر الَّذي / يَقبّل شَوقاً لِلحَطيم فَزَمزَم
وَما قُلت شعري عَن عَناء بِطيبة / وَلَكن غَرامي بِالمَشاعر مرغمي
تجلدت لَكن لا يَفيد تَجلّدي / وَهَل يَشتَفي الداء الدَفين بِمُرِهُم
يعللني صَبري فَتَزداد شَقوتي / وَما حالَ مَن يَشقى كَحال منعم
فَما شئت فَاِفعل يا زَمان بِمُهجتي / إِذا اِنسَلَخ المَذبوح لَم يَتَأَلم
وَإِن هِيَ إِلّا النَفس إِن شئت أَخذَها / فَخُذها فَإِني لَست أَسأَل عَن دَمي
فَإِن لَم أَجد عَوناً عَلَيك فَإِنَّني / بِظل ابن عَون أَستقيل وَأَحتمي
مَليك سَما فَوق السَماكين قَدره / فَأَضحَت لَهُ الشَمس المُنيرة تَنتَمي
رَفَعتُ لَهُ شَكوى اِنكِساري وَإِنَّهُ / عَلى فَتح أَبواب الرَجا خَير مجزم
معزّ إِلى الداعي مُذل إِلى العِدى / أَمان إِلى الراجي مَنون لِمُجرم
لَهُ عزمة تَقوى عَلى الأَسَد في الوَغى / وَحَسبك بِالتَقوى عِناية مُسلم
وَسَيف حَكاه البَرق يَوم تَراكَم / بِكَف حَكاها الوَدق يَوم تكرم
يَثني بِهِ عِندَ اللقا كُل مُفرَد / إِذا ما العَوالي أَفرَدَت كُل تَوأَم
يَهزّ عَلى الأَعداء سُمراً عَواملاً / بِأَطرافها تَقويم من لَم يَقوم
أَسنة تلك السُمر زُرق تَصَوَبَت / لِصَدر الأَعادي فَاِكتَسَت لون عِندم
تَسابَق قَومٌ لِلعلا فَتَقَدَمَت / علاه فَقُلت الفَضل لِلمُتقدم
تَراه كَحصن فَوقَ ظَهر حِصانه / وَتَحسَبَهُ لَيثاً عَلى مَتن أَدهم
يُجاذب يُسراه اللِجام كَأَنَّما / يَدوس عَلى هامات قَوم ابن ملجم
تودّ الدَراري لَو غَدَت في مَديحهِ / وَأَوصافه الحُسنى كَدرّ منظم
مَجيد لِذكر الجود يَصبو وَلَم يَكُن / لِعصمتهِ يَصبو لجيد وَمعصم
إِذا ما تَغَنى السَيف يَهتَز عَطفه / لَهُ طَرَباً مَثل الشَجيّ المُتَيم
هُوَ الغَيث إِلّا أَنَّني في مَديحه / كَبلبل رَوض بِالثَنا مُتَرَنم
لَهُ شَرف قَد طابَ أَصلاً وَعُنصُراً / إِلى أَحمَد المُختار يَسمو وَينتَمي
أَصول ذَكَت طيباً وَطابَت فُروعَها / فَما أَثمَرَت إِلّا بشبل وَضيغَم
لَهُ صارم أَن أبصر العمر متنه / يصرمهُ مِن حَيث لَم يَتَصَرم
يَخاف وَيَرجى عابِساً مُتَبَسِماً / فُؤادي فِداء العابس المُتَبَسم
سَلَوت بِهِ الأَوطان لَما رَأيتَهُ / يَبلغني الأَوتار قَبل التَوَسُم
تَرَكتُ بَني الدُنيا وَيَممت نَحوَه / وَيُحسن عِندَ اليُم تَرك التَيَمم
فَيا ماجِداً لَم أَستَطع حَصر وَصفه / وَإِن كانَ فكري نَيِراً غَير مُظلم
إَلَيكَ مَع التَقصير أَهديت غادة / مِن القاصِرات الطَرف عَن كُلِ أَفخَم
شَمائلها مِثل الشَمائل أَقبَلَت / تَروم قُبولاً مِنكَ يا خَير مُنعم
بِمَنطقة الجَوزاء زَهواً تَمَنطَقَت / فَقُلت بِنور الفرقدين تَختمي
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم
كَذا فَليَكُن بَذل النَدى وَالمَكارم / وَعَون ذَوي عَون السُراة الأَكارم
حَديث عَن الأَنداء يَروى عَن الحَيا / عَن البَحر عَن آلاء أَبناء هاشم
أَطار بِذكراهم شَوارد مَدحَهُم / بِغَير خَوافٍ جودَهُم وَقَوادم
كِرام إِذا ما قُلتُ فيهُم فَإِنَّني / مَثاب عَلى مَدحي لَهُم غَير آثم
يَرون السَخا حَتماً عَلى الحر واجِباً / فَلَم يَترُكوا مَعنى لِمعن وَحاتم
لَهم بالها وَجد كَأَنَّ عَلَيهُم / قَد اِفتَرَضَ الوَهاب حَمل المَغارم
يَقولون لي أَطنَبت فيهُم وَلَم أَكُن / تَغاليت في إِغراق غَير الكَرائم
فَأَيمانَهُم وَهِيَ المَيامين قَد هَمَت / بِفَيض النَدى مِن بَين تِلكَ الأَباهم
تَود الدَراري الزُهر لَو أَن لَيلة / تَناولها في مَدحهم فَكر ناظم
أَحلوا عَلى الهامات تيجان مَجدهم / وَغَيرَهُم اِستَغنى بِلَف المَحارم
تَرَفَعَت العَلياء عَمَن سِواهم / فَمركزها بَين اللها وَالهازم
وَما رغبت عَنها الأَعادي وَإِنَّما / حَمى حَمومة الغَيل اِغتيال الضراغم
رَوَت عَنهُم زُرق الأَسنة ما رَوَت / وَكلمت الأَبطال بيض الصَوارم
كَماة إِذا ما أَطلَقوا الخَيل في الوَغى / تَلوك العِدى بِالعَدو لَوك الشَكائم
وَلَم أَرَ أَجبالاً تَصادم مثلها / سِواها وَتَدعى بِالجياد الصَلادم
وَتَسري كَما تَسري الكَواكب في الدُجا / بِقَوم يَرون النسر تَحتَ القَوائم
إِذا زَعموا أَمضوا الَّذي أَمَروا بِهِ / كَما شاءَ عَبد اللَه ماضي العَزائم
مَليك عَلَيهِ التاج يُشرق فَالوَرى / تَرى مِنهُ في الإِكليل بَدر العَوالم
تَكوّن مِن نور سَما كُل شارق / أَضاءَ بِهِ بَدر وَكَل المَعالم
تَرقى إِلى أَوج الكَمال وَلم يَكُن / بِبَدع تَرقي الصَيدِ مِن آل فاطم
لَهُ الحَجَر وَالأَرَكان تَشهَد وَالصَفا / بِمَجد أَثيل مُشمَخر الدَعائم
تَأَلَق مِن بَيت النُبوة لَمَعه / فَطارَت بِبُشراه بُروق الغَمائم
وَأَطلَعه مِن مَهبَط الوَحي مِن هُدى / بِخَير بَني حَواء مفخر آدم
تَرعرع مِن شَم العَرانين ناشِئاً / فَجَدد تَعظيم الجُدود الأَعاظم
أَولئك أَقوام تَساموا فَمَدحَهُم / تَعود بِالأَعواد لا بِالمَواسم
تَمَنى أُناس أَن يَنالوا مَحَلَهُم / فَكانَت أَمانيهم كَأَحلام نائم
تعالَت بِهُم أَوهامَهُم لِوَساوس / عَلى غَير أُس ثابت وَدَعائم
يَجول البَعيد المُستَحيل بِفكره / مَجال الظُنون الكاذِبات بِواهم
تَنَزَهَت العَلياء عَن غَير أَهلِها / وَهَل تَطَأ الأَنعام نَجم النَعائم
لئن قَلت يَوماً في سِواهُم فَطالَما / قَرَعَت عَلى ما قُلتَهُ سن نادم
أَرى لِلمَعالي فيكُم عَين ناقد / يَدور عَلى إِنسانها جفن عالم
وَكُلٌّ بَتَرديد المَدائح صادح / يَرجَع في تَمجيدَكُم غَير باغم
وَيَنظم في الوَصف الشَريف قَلائِداً / وَأَبلغ مِنها قَول أَحكَم حاكم
وَمَن فيهُم جاءَ الكِتاب مُفَصَلاً / أَحاطَت عَلاهم بِالمُلوك الخَضارم
عَلَيكُم مِن اللَهِ السَلام صَلاتِهِ / بَني أَول الرُسل الكَرام وَخاتم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم
تَجول بفكري الشارِدات الكَرائم / وَما بَرَحَت تَصبو إِلَيها الأَكارم
مخدّرة مَقصورة لا تَنالَها / عُيون عَلَيها مِن عَفاف تَمائم
وَكَم لَفظ البَحر الخَضم فَرائِداً / وَفي لجه ما لَم يَفصله ناظم
وَقَد ذهبت بَعض الكَرائم حَسرة / إِلى حَيث أَلقَقت رحلها وَالمَكارم
وَلَكِنَّني لَو شئت جَمع شُرودها / مَشَت بي إَلَيها هِمَتي وَالعَزائم
وَمِن عَجب إِن جئت مَن أَنا مادح / يُلاحظني شَذراً كَأَني شاتم
وَلَو قالَ يَوماً قَد أَجدت شكرته / وَعاديت جوداً تدَعيهِ الغَمائم
عَلى أَنَّني ان قُلت صدقاً قذَفتَهُ / وَإِن جئت بِالبُهتان فَالكُل لائم
فَأَيقَنتُ إِن القَول ضاعَ فَشَطره / مَهان وَشَطر في التَمحل عادم
وَأَعرَضت عَن زَيد وَعَمرو وَخالد / وَلَذَت بِمَن أَبقَت قُصي وَهاشم
وَسَيَرت شِعري في البَسيطة مادِحاً / لِمَن أَصله السَبط الكَريم وَفاطم
لِمن طابَ بَينَ المَأزمين غِراسَهُ / فَافصح فيهِ بِالمَدائح باغم
لِمَن عَرَفتَهُ المَشرفية وَالقَنا / وَشَعث النَواصي وَالوَغي وَالضَراغم
تَجمع فيهِ العَزم وَالحَزم وَالتُقى / فَكُل مَعانيهِ بِحار خَضارم
تَناول أَشتات المَفاخر وَحدَهُ / فَجَمَعَ الوَرى كَالفَرد وَهُوَ العَوالم
يَهزّ العَوالي بِالعَوالي فَتَتَقي / عَوامله أَعرابها وَالأَعاجم
إِذا كَشر الحَرب العوان عَن الظبا / فَثَغر اِبن عَون كَالمُهَند باسم
كَريم أَياديه الكَريمة سَيَرَت / أَياديه في الدُنيا وَمنها المَغانم
تَسامى بِهِ النور المُبين إِلى العُلا / فَأَيامَهُ لِلمُؤمنين مَواسم
لَهُ الكَعبة الغَراء وَالمنبر الَّذي / تَعالى عَلَيهِ لِلنَبيين خاتم
فَمَن شَكَ فَليَسأل بِهِ الرُكن وَالصَفا / وَزَمزم وَالمِيقات وَاللَه حاكم
هُوَ ابن الَّذي أَسرى بِهِ اللَهُ فَاِعتَلى / إِلى العَرش وَالروح الأَمين مُلازم
حمى حَومة الإِسلام مِنهُ مظفر / وَعَن لَعة تَروي القَنا وَالصوارم
تَنام عُيون الخَلق أَمناً وَغبطة / وَفي يَد عَبد اللَه للسيف قائم
مَليك لَهُ عَصر مُنيف وَعضبه / شَريف نمتهُ المُكرَمات الجسائم
فَلا تَحسَبوا أَني تَغاليت في الَّذي / أَقول فَفي القُرآن فَصل وَحاكم
بَعَثتُ إِلَيهِ بِالجُمان مُفَصلاً / وَكَيفَ يُهادي البَحرَ بِالقطر ساجم
وَمِن بَين فَكيهِ لِسان فَإِنَّهُ / يَقول فَيَروي عَنهُ لِلدَهر قادم
وَحَسب الَّذي يَروي الجَديدان شعره / مِن الفَخر مَدح في بَني السَبط دائم
فَخلدت ذكر العَبدليّ بِحَمده / وَفاء بِود عَهده مُتَقادم
وَمِن حُسن اِخلاصي مَتى رَمَت وَصفه / تَجول بِفكري الشارِدات الكَرائم
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما
نَسيم الصِبا هَزَّت قَضيباً منعما / سَقاه الحَيا ماء الحَياة وَأَنعَما
تَمايل مِن مُر الهَبوب هَنيهة / وَرنحهُ فَاِهتَزَ ثُم تَقَوَما
وَفَتَحت الأَزهار طرا عُيونَها / إَلَيهِ وَطَير العَندَليب تَرَنَما
وَصَفَقَت الأَنهار في هامة الرُبى / فَأَرقَصَت الأَغصان وَالغَيث قَد هَما
وَحَرَكَت الأَكمام مِن طَرَب بِها / وَرود كَخَد بِالعذار تَنَمنَما
تَرى غرر الأَقمار بَينَ غَياضها / وَتَسمع قَمَرَيها شَجواً كُلَما قَد تَكَلَما
وَتَفَهم مِن تَرجيعِهِ في هَديله / حَديثاً بِهِ عَقد الهَناء تَنَظَما
سُروراً بِأَن عادَ السريّ لِصحة / وَأَذهَب عَنهُ السُقم مَن كانَ أَسقَما
وَأَشرَقَت الدُنيا فَنجم رِياضها / بِنَضرَتِهِ زَهواً إِلى النجم قَد سَما
تَعالى نَسيم الرَوض بَعد اِعتِلالِهِ / كَذَلِكَ إِن صَحَ القُبول تَنَسَما
وَقَد هَزَت السُمر العَوامل لِلوَغى / قُدوداً وَثَغر المشرفي تَبَسما
وَقَد رَفَعت لِلحَمد أَلوية الصَفا / وَعَمَ الهَناء المأزمين وَزَمزَما
وَقَد رحم اللَه العَوالي وَأَهلَها / وَأَسرَج خَيل الخَير فيهُم وَأَلجَما
فَأَبدَت نَواصي الصافِنات أَهلة / أَضاءَت وَأَطراف الأَسنة أَنجُما
وَكَم قَدَحت مِنها الحَوافر بِالحَصى / لَهيباً بِهِ قَلب العَدو تَضَرَما
وَقَد سَحَبت فيها الدُروع ذُيولَها / مِن التيه وَالإِدلال وَالقَوس هَمهما
شِفاءٌ بِهِ أَمسى العَدو عَلى شَفا / وَجَرَت لَهُ البُشرى خَميساَ عَرمرما
إِذا ثارَ مِن أَرض الحَطيم عُدتَ بِهِ / جِياد بِها جَيش العَدو تَحَطَما
فَما زادَ مِن ناواه إِلّا تَأَخَراً / وَما اِزدادَ مِن والاه إِلّا تَقَدَما
وَمَن كانَت الآمال تَخشاهُ وَالمَلا / عَلى البُعد تَرجوه البَرية منعما
مَليك إِلَه العالمين أَحَله / مَع الشَرف المَوروث بَيتاً محرما
فَزانَ بِهِ تلكَ الرِحاب كَرامة / وَزادَ بِهِ قَطر السَحاب تَكَرما
أَسالَ بِهِ وادي المحصب مَن مَنى / فَنالَ المُنى مَن حَلَ فيهِ وَأَحرَما
زَها حجَر إِسماعيل وَالحَجَر اِزدَهى / سُروراً وَلَولا الطَبع كانَ تَكَلَما
وَمَن قبل عَبد اللَه كَم مِن مملك / تَقادَم لَكن مَن ذَكَرت تَقَدَما
أَقَرَت بِهِ أُم القُرى عَين مَن سَعى / وَطافَ وَلَبى بِالحَجيج وَسَلَما
فَحَمداً لِمَن أَحيا الجَميع بسيد / بِهِ بَسط الأَرزاق فيهُم وَقَسما
أَلا لَيتَني مِمَن ثَوى في رِحابِهِ / وَجازَ إِلى أَرض الحِجاز المقطما
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم
لَهمتك العَلياء تَعنو العَزائم / لِتَرقى بِها فَهِيَ الرقى وَالعَزائم
بَلَغت بِذي التاج الخديوي مَنصِباً / لَهُ البَدر في الإِكليل أَمسى بِزاحم
هُوَ الشَمس إِلّا أَنَّهُ الأَسَد الَّذي / تَقَلَد بِالمَريخ وَالإِسم صارم
عَلى مُلكه السامي بِهِ وَيَمينه / مِن النور جُلباب وَتاج وَخاتم
إِذا القَطر عَمّ القَطر رِيّاً فَعَن سَخا / يَدَيهِ يَرويِهِ النَدى لا الغَمائم
وَفيهِ لِسانُ الدَهر أَورَد مَنطِقاً / تَحَيَر في مَعناه مَعنَ وَحاتم
وَقالَ أَراهُ البَرّ وَالبَحر وَالنَدى / بَل العالم العلوي وَهِيَ المَعالم
عَلَوت بِهِ قَدراً وَعزّاً وَرفعةً / وَحَزماً بِهِ حازَ الكَمال الأَكارم
أَرى اليمّ مِن جَدوى يَمينك سائِلاً / عَلى السَبق أَضحى مَوجه يَتلاطم
تَعَهدت مِن يَثني عَلَيك وَإِن نَأى / فَمنُّك أَثمار وَمِنا الحَمائم
وَحَسبُك بِالإِجماع مِنا فَصادح / بِحَمدك غَريد وَآخر باغم
بمثلك مِما يَحدث الدَهر نَتَقي / وَكُلُ عَظيم تَتَقيهِ العَظائم
تَدارَكتُ لَما اِستَفحَلَ الخَطب خطة / قَد اِستَعرَبَت لَولاكَ فيها الأَعاجم
تَود النُجوم الزُهر لَو أَن في الدُجى / تَناولها مني لمدحك ناظم
وَكَم رمت أَسباب العُلا لالتقاطها / فَتقعد بي عَما أَروم القَوائم
كَأَني طَير أَبصَر الرَوض مُثمراً / فَما حَمَلتَهُ حينَ رَفَ القَوادم
وَلَو أَنَعَم المَولى سَمَوت بِهمة / إَلَيها وَكانَت دونَ هَمي النَعائم
وَلَكنما الأَيّام حالَت وَلَم أَحل / فَلا أَنا مَعلوم وَلا الحال كاتم
رَماني زَماني وَاِتَقى بِعصابة / رُؤوساً قَد اِلتَفَت عَلَيها المَحارم
وَقَد غَرَني دَهر تَبَسَم ضاحِكاً / وَفي فيهِ ما لاكت بفيها الأَراقم
فَدَتكَ المَواضي وَالمَواضي فَقَد عَلا / بِكَ الدين وَالدُنيا وَسَعدَك قادم
قَد اِفتّر عَنكَ العيد وَالمَجد مُشرِقاً / سُروراً فَثَغر الكَنن بِالبَشَر باسم
لِأَنَك عيد العيد وَالدَهر وَالوَرى / وَحَسبُك ما تَرويهِ عَنكَ المَكارم
نَحَرتُ بِهِ ما اللَه يَجعَلَهُ الفِدا / وَقائم يمن في يَمينك قائم
سَمَوت وَصادَقت العَزيز فَأَرخوا / بِصَديق إِسماعيل خَصَ المَواسم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم
وَجودَك في الدُنيا حَياة المَكارم / وَجودك قَد أَحيا هَبات الأَكارم
فَإِن قُلت أَنتَ الدَهر كانَت صُروفه / عَبيداً وَكانَ الدَهر في زي خادم
وَإِن زالَت الظَلماء بِالشَمس إِذ عَلَت / فَإِنَّك أَعلى في زَوال المَظالم
وَإِن ظَمَئت أَرض تَروت غياضها / بَغَيث نَوال مِن أَياديك ساجم
فَما أَنتَ إِلّا القَطر إِن أَمسَك الحَيا / وَأَنتَ حَياة القَطر وارث حاتم
وَما الخَير إِلّا في همام حَياته / لِإِعدام أَحياء وَإِحياء عادم
أَقم أَود الباغي بِقائم مُرهَف / فَلولا الأَذى ما حَلَ قَتل الأَراقم
إِذا هُوَ راش السَهم طاش وَلَم يَصب / وَخابَ وَلم يَخطئهُ ريش القشاعم
وَفي كَمد الأَعداء أَعدَل شاهد / عَلى أَن مِن عادوه أَعدل قائم
إِذا ما أَرادوا الكَيد كادوا نُفوسَهُم / وَعادوا مَتى عادوا بِصَفقة نادم
إِذا غَصّ بِالريق الحَسود عذرته / كَذلك مَن يَسقي نَقيع العَلاقم
وَهَيهات أَن يَحووا علاك وَمَن رَأى / نَعاماً تَصَدى لالتقاط النَعائم
فَقُل لِلّذي يَرجو المَنيع وَقَد سَما / أَتَطلب صَيداً في عَرين الضَراغم
وَمِن دونِهِ أَطراف سُمر تَصوَبَت / أَسِنتها زُرق وَبيض صَوارم
وَنار بِها تَرمي البَنادق في الوَغى / كَشُهب وَأَصوات كَرَعد الغَمائم
وَهَل دافع رَجم المَدافع معقل / تَخصص مِن ذاكَ الشَواظ بِراجم
فَكَم رَفَعت لِلّه دَعوة طالب / دَوام مَعاليه وَدَعوةَ عالم
إِذا اِبتَهَل الإِسلام أَمن شيخه / عَلَيهِ بِما قَد عَمَ أَبناء آدم
فَتَرفع أَوراق الرِياض أَكفُها / وَتَلهج بِالتَأمين وَرق الحَمائم
أَلا أَيُّها العالي عَلى كُل مَن عَلا / وَسادَ عَلى كُل المُلوك الخَضارم
فَلا تَرهب الأَعداء فَاللَه حافظ / وَأَنتَ عَظيم في عُيون العَظائم
وَكَيفَ يَهاب الخَلق بِاللَه عارف / رَشيد وَمَن وَلّاه أَحكم حاكم
وَقَلده صَمصام نَصرته كَما / أَعَزّ سُلَيمان النَبي بِخاتم
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم
بِذي الحَزم تَرقى لِلمَعالي العَزائم / فَيَسمو إِلَيها لا الرُقي وَالعَزائم
وَما سادَ إِلّا جَهبذ شادَ سُؤدداً / سَما شامِخاً وَالمُكرَمات دعائم
تَرفع دست الملك عَن كُل باذخ / مِن الناس طَرا وَاعتلتهُ المَكارم
يَقولون إِن المَجد جاه وَمنعة / فَقُلت لِهَذا أَحرَزتَهُ الأَكارم
لَقَد زين الدُنيا العَزيز مُحَمَد / وَذَلِكَ تَوفيق مِن اللَه دائم
وَزَهر مَصابيح المَجَرة أَشرَقَت / وَنَجم الثُريا بِالمَنازل ناجم
وكَم مَن ثُغور بِالسُرور تَبَسمَت / وَأَجمَل شَيء في الثغور البَواسم
تَأَمل لِأَمثال الكَواكب قَد بَدَت / فَلا بَلدة إِلّا وَفيها النَعائم
كَأَن رُبي مَصر الأَنيقة رَوضة / عَلى قَطرها بِالقَطر يَنهَل ساجم
رَوَت بِالنَدى حَتّى تَغانَت عَن النَدى / وَقَد أَخصَبَت مِنها الرُبى وَالمَعالم
وَبِالرَوض أَصلٌ قَد ترف فرعهُ / لِنضرتِهِ حامَت عَلَيهِ الحَمائم
وَغَنَت عَلى الأَفنان مِنهُ فَصادح / يُردد تَغريداً وَآخر باغم
يَظَل بِها النيل المُبارك جارياً / وَيَركُض مِنهُ موجهُ المتُلاطم
وتلكَ الجَواري المُنشئات كَأَنَّها / عَلى وَجهِهِ الأَعلام وَهِيَ قَشاعم
حَكتها القوافي في اِنتِظام وَقَد بَدَت / كَدر لَهُ في لُبة المَجد ناظم
تَباهَت بِتَوفيق العَزيز وَباهرَت / جُمان الثَنايا أَحرَزَتهُ المَباسم
وَأَبلَج فَخم القَدر جَلت شُؤونه / وَكَم أَحجَمَت عَنها الكماة الخَضارم
تَرفع عَن مَدح يُحيط بِوَصفِهِ / وَلَو ساعَد الأَعراب فيهِ الأَعاجم
لَئن ضَرَبَ النَطق البَليغ سَرادِقاً / عَلى البَعض مِنهُ أَعوزتهُ التَمائم
وَمَن ذا الَّذي يَحصي النُجوم إِذا بَدَت / وَيَحصُر ما قَد أَرسَلَتهُ الغَمائم
كَمال وَإِجلال وَعزّ وَمنعة / وَأَمن وَإِيمان وَملك وَقائم
وَتاج عَلى هام الفَخامة قَد عَلا / وَدَولة إِقبال بِها المَجد هائم
مَعَ السَعد قَد وافَت فَزادَ فُؤادنا / سُروراً بِما يَرويهِ وَالعزّ قادم
وَلما غَدا كَالعيد يَوم جُلوسه / تَحَلَت بِأَيام العَزيز المَواسم
لَقد صَدَرت مِن ذي الجَلال إِرادة / بِها وَرَدَت حَتماً إِلَيهِ المَراسم
فَلا زالَ ذا ملك جَليل مُتوجاً / رَعاياه مَحكوم عَلَيهِ وَحاكم
وَلا اِنفَكَ بِالنَصر العَزيز مقلداً / وَفي يَدهِ اليَمنى حسام وَخاتم
رَحَلتُم وَلَكن في فُؤادي أَقمتُم
رَحَلتُم وَلَكن في فُؤادي أَقمتُم / وَبِالسَفح لَكن مِن عُيوني نَزَحتُم
فَلَم أَذق الإِغماض مِن بَعد بَعدكم / فَهَلّا بِطَيف مِن خَيال دَنَوتُم
أَبعدكم يَرجو البَقاء مُتيم / مشوق تَمنيه اللقاء تَوَهَم
يُراعي بدور انتم شَوقاً إَلَيكُم / عَلى أَنَّها في حالةَ القُرب أَنجُم
تَكَتّمَت مِن خَوف العَواذل ذكرَكُم / وَهَيهات أَن يَخفى الذَّي أَتَكتم
وَما السحب إِلّا بَعض فَيض مَدامِعي / وَما البَرق إِلّا زفرتي حينَ تضرم
تَلهب وَجد لا تَقُلُّ أَقله / جِبال وَإِن كانَت تَجل وَتَعظم
رَأَت حَرّ أَنفاسي النَسيم فَراعَها / وَما علمت طولَ اِشتِياقي إَلَيكُم
فَإِن لَم تَبلغ حَيكم كُلَما سَرَت / تَحية مَقصور الغَرام عَلَيكُم
إِذا طَلَعَت شَمس النَهار فَإِنَّها / عَلامةَ تَسليمي عَلَيكُم فَسلموا
جَعلتُم لِأَوقات السَلام عَلامة
جَعلتُم لِأَوقات السَلام عَلامة / عَلى أَنّني في كُلِ وَقت أَسلّم
وَتَعيينكُم شَمس النَهار إِذا بَدَت / دَليل عَلى أَني سَهرت وَنمتم
سَلوا الفَجر عَن عَيني وَاللَيل وَالضُحى / وَمُرسل أَشواقي إَلَيكُم لِتلعموا
فَما جَرَت الأَنفاس وَالنَجم وَالهَوى / وَلا الشَمس إِلا بِالسَلام عَلَيكُم
قَواعد مَجد باذِخات الدَعائم
قَواعد مَجد باذِخات الدَعائم / وَمَظهَر عزّ فَوقَ مَتن النَعائم
وَملك عَلى هام السَماكين شامخ / تَقَلد مِن عَزم السَعيد بِقائم
بَنَتهُ الدَوامي فَوقَ أُس مِن الهُدى / وَأَسنى مَعال لا تَسامى دَوائم
أَنافَ بِسَعد الدَاوريّ عَلى العُلى / فَزَهر الدَراري حَولَهُ كَالتَمائم
مَليك إِذا مَسَت أَعاديه حاجة / رقاها بسُمر الخَط زُرق اللَهاذم
مَواض لَها إِقبال نَصر عَلى العِدى / فَمَن لَم يَسالمها مَضى غَير سالم
مَواكبه زَهر الكَواكب دونَها / تَحف بِبَدر في سَماء مَكارم
تَجَلى فَلَم يَحجب لَهُ نور غرة / عَلى أَن في كَفيهِ عشر غَمائم
تَساير أَفلاك السُعود ركابه / بِما يَقتَضيهِ عَزم تِلكَ العَزائم
فَيا أَيُّها المَلك المُهاب جَنابه / وَمُستَبق الخَيرات وَاِبن الأَكارم
وَيا كَعبةَ الآمال يا حَرمَ الرجا / وَأَكرَم مَن يَسعى لِكَسب المَغانم
لَقَد غَمَرتَني مِن لَدُنكَ مَواهب / تَضيق بِها ذرعاً وجوه المَعالم
فَإِن هِيَ لَم تَبرح وَأَرجو دَوامَها / تَفيض كَفَيض الوابل المُتَراكم
فَإني مُحتاج لَبيت يَصونها / كَما صانَت الأَغماد بيض الصَوارم
طلَبَت عَلى مِقدار نَفسي وَجاهَكُم / لَأَعظَم ما يُرجى لِدَفع العَظائم
وَفي النَظَر العالي إِلى العَبد نَظرَة / يؤملها مِن فَيض تِلكَ المَرام
لِيَبرَح مِنها تَحتَ ظل رِكابه / مُقيماً عَلى شُكر لِمَولاه دائم
فَلا زالَت الخَيرات تَجري رُسومها / بِأَمرك يا بَحر الغِنى وَالغَنائم
وَدُمت وَدامَ الملك باسمك مُشرِقاً / عَلى النَجم في عز بسعدك قادم
تَأَملت مَعنى لَفظ مَعن وَحاتم
تَأَملت مَعنى لَفظ مَعن وَحاتم / إِذا هُوَ صِدّيق النَدا وَالمَكارم
فَأَنزلت آمالي بِساحة منعم / لأَسمو عَلى مَتن العُلا وَالنَعائم
لَئن قيل لي قَد طالَ عَهد وَفائِهِ / بِوَعد أَقول الوَعد شَأن الأَكارم
كَما وَعَد المَولى الكَريم عِباده / بِخَير جَزاءٍ وَهُوَ أَرحَم راحم
فَوافيت أَستَسقي مِن الفَضل ديمة / لَأَرتَع في رَوض مِن الخَصب دائم
وَأَصنع مِن فَرط السُرور وَلائِماً / عَلى رغَم كُلٍّ مِن حَسود وَلائم
وَما أَكرم الحُر الَّذي صارَ باذِلاً / كَرائم أَموال لِصَون الكَرائم
أَتى نَبأ صَدق إِليَّ فَسرَني
أَتى نَبأ صَدق إِليَّ فَسرَني / وَإِن كُنتُ ذا ذَنب عَلَيهِ أَلام
فَأَبَت إِلى حُسن الثَناء تَشَكُراً / وَأَنتَ لِكُل الأَكرَمين إِمام
وَأَطلُب مِنكَ العَفو عَما جَنيتُهُ / قَديماً فَقد يَغشى الضِياء ظَلام
فَإِن قابل التَجري حُسن تَخَلُصي / مِن الذَنب فَاِبدأ وَالسَلام خِتام
قَضى العَبد بَعض الوَاجِبات بَقَصده
قَضى العَبد بَعض الوَاجِبات بَقَصده / إَلَيكُم وَقَد جوزي بِما هُوَ أَعظَم
وَنالَ الَّذي قَد كانَ يَرجوه وَاِنقَضَت / أَمانيهِ مِنكُم وَالسَلام عَلَيكُم
إِذا اِرتَفَعت بِالنَحو أَعلام علمنا
إِذا اِرتَفَعت بِالنَحو أَعلام علمنا / جَعَلنا جَواب الشَرط حَذف العَمائم
لِيَعلم مَن بِالنَصب يَرفع نَفسه / بِأن حُروف الخَفض غَير الجَوازم
وَيَعلم مَن أَعياه تَصريف اسمه / بِأَنا صَرفناه كَصَرف الدَراهم
نَصبنا عَلى حال مِن العلم وَالعُلى / وَكُنا عَلى التَمييز أَهل المَكارم
لِأَنا رَأينا كُل ثَور معمم / يكلف قرنيه بِنَطح النَعائم
يَجُر مِن الأَذلال فَضل كِسائِهِ / كَأَن الكسائي عِندَهُ غَير عالم
إِذا نَظَر الكراس حرك رَأسه / وَصاحَ أَزيد قامَ أَم غَير قائم
وَقالَ المُنادي اسم شَرط مُضارع / وَظَرف زَمان نَحو جاءَ ابن آدم
وَإِن حُروف الجَر مَهما وَكَيفَما / وَإِن لَم في قَول بَعض الأَكارم
وَجمعكَ لِلتَكسير اسم إِشارة / كَقَولك نامَ الشَيخ فَوقَ السَلالم
وَلَو كانَ مَصفوعاً عَلى أُم رَأسه / تَجَنَب دَعواه اِجتِناب المآثم
سَيَظهر نور العلم كَالشَمس في الضُحى / وَيَمحي ظَلام الجَهل مَحو المَظالم
وَنَنظُر أَهل الجَهل في جَمع قلة / وَننظمهم في سلك خرس البَهائم
إِذا ما ذكرت اللَه فَاِزددت نعمة
إِذا ما ذكرت اللَه فَاِزددت نعمة / شَكَرت لَهُ فازددتَ فَضلاً وَأَنعما
وَإِن خفت مِن ذَنبي فَمنّ بِعَفوه / نَجَوت مَع الهادي فَمَنّ وَأَنعَما
حَضَرنا وَقَد غبتم وَعدنا وَعدتم
حَضَرنا وَقَد غبتم وَعدنا وَعدتم / وَما ضَرَكُم أَنّا مرضنا وَعدتم
وَما القَصد إِلا أَن يَطول بَقاؤكم / عَلى كُل حال وَالسلام وَدمتم