المجموع : 10
كَفى حَزَناً أَنّي أَرى مَن أُحِبُّهُ
كَفى حَزَناً أَنّي أَرى مَن أُحِبُّهُ / قَريباً وَلا أَشكو إِلَيهِ فيَعَلَمُ
فَإِن بُحتُ نالَتني عُيونٌ كَثيرَةٌ / وَأَضعُفُ عَن كِتمانِهِ حينَ أَكتُمُ
وَأُقسِمُ لَو أَبصَرتَنا حينَ نَلتَقي / وَنَحنُ سُكوتٌ خِلتَنا نَتَكَلَّمُ
تَرى أَعيُناً تُبدي سَرائِرَ أَنفُسٍ / مِراضٍ وَدَمعاً بِعدَ ذَلِكَ يُسجَمُ
أَقولُ حِذاراً أَن يَتِمَّ صُدودُها
أَقولُ حِذاراً أَن يَتِمَّ صُدودُها / إِذا ما بَدَت بِالظُلمِ إِنّي أَظلَمُ
فَيا وَيحَ نَفسي إِن تَمادى الَّذي بِها / مِنَ الحُبِّ لا تبلى وَلا يَتَصَرَّمُ
بَدا مِن أَبي الفَضلِ الهَوى المُتَقادِمُ
بَدا مِن أَبي الفَضلِ الهَوى المُتَقادِمُ / وَكُلُّ مَحِبٍّ داؤُهُ مُتَفاقِمُ
بَكى الأَشقَرُ الشِهرِيُّ لَمّا بَدَت لَهُ / سَرائِرُ تُبديها الهُمومُ اللَوازِمُ
وَلَمّا رَآني طالَ بِالبابِ مَوقِفي / أُسائِلُ عَن شَجوي مَتى هُوَ قادِمُ
وَكُنتُ إِذا ما جِئتُ مَسَّحَ عُرفَهُ / وَصائِفُ أَمثالُ الظِباءِ نَواعِمُ
تَنَفَّسَ تَحتي وَاِستَهَلَّت دُموعُهُ / وَحمحَمَ لَو تُغني هُناكَ حَماحِمُ
فَوا كَبِدي مِن فَوزَ تَبكي صَبابَةً / وَتَشكو إِلى أَترابِها ما نُكاتِمُ
وَقَد كُنتُ لَمّا آذَنَتني بِبَينِها / وَمَرَّت بِذاكَ البارِحاتُ الأَشائِمُ
تَزَوَّدتُ مِنها بَعضَ ما فيهِ ريحُها / وَزَوَّدتُها وَالقَلبُ حَرّانُ هائِمُ
فَلي عِندَها بُردٌ تُسَكِّنُ قَلبَها / بِهِ وَلَها عِندي حِقابٌ وَخاتَمُ
مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ أَمّا وِشاحُها / فَيَبكي وَأَمّا الحِجلُ مِنها فَصائِمُ
إِذا ما اِستَقَلَّت لِلقِيامِ تَكَفَّأَت / وَأَسعَدَها حَتّى تَقومَ الخَوادِمُ
وَوَاللَهِ ما شَبَّهتُ بِالوَردِ عَهدَها / إِذا ما اِنقَضى فيما تَقومُ الأَعاجِمُ
وَلَكِنَّني شَبَّهتُهُ الآسَ وَإِنَمّا / يُلائِمُ وُدّي شَكلُها المُتَلائِمُ
وَإِنّي لَذو عَينَينِ عَينٍ شَجِيَّةٍ / وَعَينٍ تَراها دَمعُها الدَهرَ ساجِمُ
أُعَذِّبُ عَيني بِالبُكاءِ كَأَنَّني / عَدُوٌّ لَعَيني جاهِداً لا أُسالِمُ
فَطوبى لِمَن أَغفى مِنَ اللَيلِ ساعَةً / وَذاقَ اِغتِماضاً إِنَّ ذاكَ لَناعِمُ
عَجِبتُ لِطَرفي خاصَمَ القَلبَ في الهَوى / وَذو العَرشِ بَينَ القَلبِ وَالطَرفِ حاكِمُ
إِذا اِختَصَما كانَ الرَسولَ إِلَيهِما / لِسانٌ عَنِ الجِسمِ النَحيفِ مُراجِمُ
وَلَو نَطَقَت شَكوى الهَوى كُلُّ شَعرَةٍ / عَلى جَسَدي مِمّا تُجِنُّ الحَيازِمُ
لَظَلَّت تَشَكّى البَثَّ لَم تُخطِ كُنهَهُ / فَقَد مَلَأَت صَدري البَلايا العَظائِمُ
يَبيتُ ضَجيعي في المَنامِ خَيالُها / وَمِن دونِها غُبرُ الصُوى وَالمَخارِمُ
تَجَهَّمتُ فَوزاً في المَنامِ فَأَعرَضَت / وَإِنّي عَلى ما كانَ مِنّي لَنادِمُ
إِذا كانَ في الأَحلامِ ما يَشتَهي الفَتى / فَوَاللَهِ ما الأَحلامُ إِلّا غَنائِمُ
إِذا اِستَقبَلَتني الريحُ مِن نَحوِ أَرضِها / تَنَشَّقتُها حَتّى تَرِقَّ الخَياشِمُ
فَإِنَّكِ لَو جَرَّبتِ تَسهيدَ لَيلَةٍ / لَقُلتِ أَلا طوبى لِمَن هُوَ نائِمُ
وَلَولاكِ لَم آتِ الحِجازَ وَأَهلَها / وَلَم تَزوِ عَنّي بِالعِراقِ الكَرائِمُ
يَطولُ عَلَينا عَدُّ ما كانَ مِنكُمُ / لَعَمرُ أَبي إِنّي بِذاكَ لَعالِمُ
تَحَمَّل عَظيمَ الذَنبِ مِمَّن تَحِبُّهُ / وَإِن كُنتَ مَظلوماً فَقُل أَنا ظالِمُ
فَإِنَّكَ إِلّا تَغفِرِ الذَنبَ في الهَوى / يُفارِقكَ مَن تَهوى وَأَنفُكَ راغِمُ
تُحَدِّثُ عَنّا في الوُجوهِ عُيونُنا
تُحَدِّثُ عَنّا في الوُجوهِ عُيونُنا / وَنَحنُ سُكوتٌ وَالهَوى يَتَكَلَّمُ
وَنَغضَبُ أَحياناً وَنَرضى بِطَرفِنا / وَذَلِكَ فيما بَينَنا لَيسَ يُعلَمُ
إِذا ما اِتَّقَينا رَمقَةً مِن مُبَلِّغٍ / فَأَعيُنُنا عَنّا تُجيبُ وَتَفهَمُ
وَإِن عَرَّضَ الواشي صَفَحنا تَكَرُّماً / وَذو الوُدِّ عَن قَولِ العِدى يَتَكَرَّمُ
إِذا كانَ مَن يَهوى يُكاتِمُ حُبَّهُ
إِذا كانَ مَن يَهوى يُكاتِمُ حُبَّهُ / لِهَيبَةِ مَن يَهواهُ ماتَ مِنَ الغَمِّ
سَأُضمِرُ صَبري عَنكِ لا عَن تَجَلُّدِ / وَلَكِنَّني أَطوي ضَميري عَلى رُغَمِ
غَضِبتِ لِأَن جادَ الرُقادُ بِنَظرَةٍ
غَضِبتِ لِأَن جادَ الرُقادُ بِنَظرَةٍ / لَنا مِنكِ في الأَحلامِ وَالناسُ نُوَّمُ
وَلا ذَنبَ لي لَو كُنتُ أَعلَمُ لَم أَنَم / وَلَكِنَّني فيما بَقي سَوفَ أَعلَمُ
سَأَحجُبُ عَن عَيني الكَرى وَأَذودُهُ / بِذِكرِكِ فَاِرضَي لَستُ ما عِشتُ أَحلَمُ
جَمَعتُم بِفَوزٍ شَملَ مَن كانَ ذا هَوىً
جَمَعتُم بِفَوزٍ شَملَ مَن كانَ ذا هَوىً / وَلَم تَجمَعوا بَيني وَبَينَ ظَلومِ
فَإِن أَحيَ لا أَحمَد حَياتي وَإِن أَمُت / فَإِنَّ قَتيلَ الشَوقِ غَيرُ مَلومِ
يَسيرُ فَلا تَشييعَهُ أَستَطيعُهُ
يَسيرُ فَلا تَشييعَهُ أَستَطيعُهُ / حِذاراً وَلا اِستِقبالَهَ حِينَ يَقَدمُ
فَقَلبي إِذا ما سارَ حِلفُ صَبابَةٍ / وَقَلبي إِذا كانَ القُدومُ مُتَيَّمُ
أَيُبطِلُ إِحرامي كِتابٌ كَتَبتُهُ
أَيُبطِلُ إِحرامي كِتابٌ كَتَبتُهُ / إِلى أَهلِ وُدّي أَم عَلَيَّ بِهِ دَمُ
وَإِنّي لَأَلقى مُحرِماً مَن أُحِبُّهُ / فَأُعلي بِهِ طَرفي وَلا أَتَكَلَّمُ
وَلابَأَسَ أَن يَلقى المُحِبُّ حَبيبَهُ / فَيَشكو إِلَيهِ بَثَّهُ وَهُوَ مُحرِمُ
أَناسِيَةٌ ما كانَ بَيني وَبينَها
أَناسِيَةٌ ما كانَ بَيني وَبينَها / وَقاطِعَةٌ حَبلَ الصَفاءِ ظَلومُ
تَعالَوا نُجَدِّد دارِسَ الوَصلِ بَينَنا / كِلانا عَلى طولِ الجَفاءِ مَلومُ
وَأَيُّ بَلاءٍ بِالمُقامِ لَدَيكُمُ / عَلى غَيرِ وَصلٍ إِنَّ ذا لَعَظيمُ