القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : التِّهامي الكل
المجموع : 7
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها / فَيَقضي بأهداءِ السَلامِ ذمامُها
وَقَفتُ بِها أَبكي وَتَرزُمُ ناقَتي / وَتصهل أَفراسي وَيَدعو حِمامُها
وَلَو بكتِ الوَرَقُ الحَمائِم شَجوها / بَعَيني مَحا أَطواقهُنَّ انسِجامُها
وَفي كَبدي استغفر اللَهَ غلة / إِلى بَردٍ يَثنى عليه لِثامُها
وَبَردٌ رُضاب سَلسَل غير أَنَّهُ / إِذا شربته النَفس زادَ هِيامُها
فَيا عَجَباً مِن غُلَةٍ كُلَّما اِرتَوَت / مِنَ السَلسَبيلِ العذب زادَ اِضطِرامُها
كَأَنَّ بُعَيدَ النَومِ في رَشَفاتِها / سُلافٌ رَحيق رقَّ مِنها مُدامُها
وَيَعبق رَيّاها وَأَنفاسها مَعاً / كَنافِحجَةٍ قَد فُضَّ عَنها خِتامُها
وَلَم أَنسَها يَومَ التَقى درُّ دَمعها / وَدُرُّ الثَنايا فَذُّها وَتؤامُها
وَقَد بَسِمت عَن ثَغرِها فَكأَنَّهُ / قَلائِدُ دُرِّ في العَقيقِ اِنتظامُها
وَقَد نَثَرَت دُرُّ الكَلامِ بَعتبِها / وَلَذَّ بِسَمعي عتبُها وَملامُها
فَلَم أَدرِ أَي الدُرِّ أَنفَسُ قيمَةً / أَأَدمُعُها أَم ثَغرُها أَم كَلامُها
وَقَد سَفَرَت عَن وَجهِها فَكأَنَّهُ / تَحسَّرَ عن شَمسِ النَهارِ جَهامُها
وَمِن حَيثُ ما دارَت بِطَلعَتِها تَرى / لإِشراقِها في الحُسنِ نور أَمامها
فَأَلقَت عَصاها في رياضٍ كَأَنَّها / تَشُقُّ عَن المِسكِ الفَتيق كمامُها
وَضاحَكها نور الأَقاحي فَراقَني / تَبسُّمه رَأدَ الضُحى واِبتِسامُها
نظرت وَلي عَينانِ عَينٌ ترقرقت / فَفاضَت وَأُخرى حار فيها جِمامُها
فَلَم أَرَ عَيناً غير سُقمِ جُفونِها / وَصِحَّة أَجفان الحِسانِ سِقامُها
خَليليَّ هَل يأَتي مَع الطَيفِ نَحوها / سَلامي كَما يأَتي إِليَّ سَلامُها
أَلَمَّت بِنا في لَيلَةٍ مُكفَهَّرَةٍ / فَما سفُرت حَتّى تَجلّى ظَلامُها
أَتَت موهناً وَاللَيل أَسوَد فاحِمِ / طَويلٍ حَكاه فَرعُها وَقَوامُها
فَأَبصر مِنّي الطَيف نَفساً أَبيَّةً / تَيقُّظُها من عِفَّةٍ وَمَنامُها
إِذا كانَ حَظّي أَينَ حَلَّ خَيالُها / فَسَيّانَ عِندي نَأيُها وَمُقامُها
وَهَل نافِعي أَن تَجمع الدارَ بَينَنا / بِكُلِّ مَكانٍ وَهيَ صَعبٌ مَرامُها
أَسيِّدَتي رِفقاً بِمُهجَة عاشِقٍ / يُعذِّبها بِالبُعدِ مِنكِ غَرامُها
لَكِ الخَيرُ جودي بِالجَمالِ فَإِنَّهُ / سَحابَة صَيفٍ لا يُرجّى دَوامُها
وَما الحُسنُ إِلّا دَولَة فاِصنَعي بِها / يَداً قَبلَ أَن تَمضي وَيغبر ذامُها
أَرى النَفسَ تَستَحلي الهَوى وَهوَ حَتفُها / بِعَيشِكِ هَل يَحلو لِنَفسِ حِمامُها
وَعيسٍ أَذابَت نِيَّتي جَلَّ نِيُّها / فَرحليَ من بعد السَنامِ سَنامُها
تَصارع في البَيداء خُوصاً كَأَنَّها / قِسيّ وَلَكِنَّ الرِجال سِهامُها
وَلوَ حُزِمَت من ضُمرها بِحُذامِها / لَجالَت عَلى أَوساطِهِنَّ حُذامُها
جَنَبنا إِلَيها كُلَّ عُوَجٍ كَأَنَّما / يُناطُ عَلى أَعلى الرِماحِ لِجامُها
كَأَنّي في البَيداء بيت قَصيدَةٍ / تُناشِدُني غيطانُها وَأَكامُها
إِلى أَن لثمنا كفَّ حَسّان إِنَّها / أَمانٌ من الفَقرِ المضِرِّ التِثامها
فَلَمّا اِستَلَمنا راحَةَ ابنِ مُفرِّجٍ / تدفَّق بِالجودِ الصَريحِ غِمامُها
هوَ المَلِكُ يُبلي بُسَطهُ قَبلَ وَقتِها / سُجودُ مُلوكٍ فَوقها وَقيامُها
فَإِن قَبَّلت مِنهُ رِكاباً وَراحَةً / فَقَد فازَ بِالحَظِّ الجَزيل سِهامُها
إِذا عايَنتَهُ مِن بَعيدٍ تَرَجَّ / فَإِن هيَ لَم تَفعَل تَرَجَّل هامُها
تَصادم تيجان المُلوك بِبابِهِ / وَيكثر في يَوم السَلام ازدِحامُها
نَمَتهُ إِلى أَعلى المَراتِبِ عُصبَة / يُسَوَّدُ مِن قبل البُلوغِ غُلامُها
هيَ الأُسدُ إِلّا أَنَّها تبذل القِرى / لِطارِقِها والأُسدُ يَحمى طَعامُها
إِذا ما استَهَلَّ الطِفل منهم تَهلَّلَت / وجوه المَعالي وَاِستَهَلَّ رُكامُها
هُمُ يَمزِجون الدَرَّ لِلطِّفلِ بِالعُلى / وَيَنشأ عَلَيها لَحمُها وَعِظامُها
وَإِن فَطموا أَطفالهم بعد بُرهةٍ / فَعَن دَرِّها لا عَن عُلاها فِطامُها
جِلادٌ عَلى حر الجِلادِ إِذا اِرتَمَت / كِلامُ الأَعادي بِالدِما وَكِلامُها
غَلائلها أَدراعها وَسَماعُها / صَليلُ المَواضي وَالدِماء مُدامُها
تَظَلُّ المَنايا حَيثُ ظَلَّت سُيوفُها / وَتُمسي العَطايا حيثُ أَمسَت خِيامُها
فَما السَعدُ كل السَعيدِ إِلّا عَطاؤُها / وَما النَحسُ كُلُّ النَحسِ إِلّا اِنتِقامُها
وَأَكثر ما فيها مِنَ العَيبِ أَنَّها / تُروِّع بِالضَيفِ المَنيخ سوامُها
أَلا إِنَّ طَيّاً لِلمَكارِمِ كَعبَةً / وَحسان مِنها رُكنُها وَمُقامُها
بِناصِر دينِ اللَهِ أُيِّدَ نَصرُها / وَجارٍ عَلى كُلِّ المُلوكِ اِحتِكامُها
بَعيدٌ مَداهُ لَيسَ تأَلَفُ كَفَّهُ / مِنَ المكرُماتِ الغُرّ إِلّا حُسامُها
وَلَو أَنَّ للأَنواء جود يَمينِهِ / لَجادَت بِآمال النُفوسِ رُهامُها
وَلَو أَنَّ لِلأَقمارِ ضوء جَبينِهِ / لما زالَ عَنها نورها وَتَمامُها
وَلَيسَ بِمَشغولِ البَنانِ عَن النَدى / إِذا شغلَ الكَفّ اليَمين حُسامُها
سَجيَّة نَفسٍ لِلمَكارِمِ جَمعُها / وَشيمَة نَفسٍ لِلمَعالي اِهتمامُها
إِذا اِسوَدَّت الحَربُ اِستَضاءَتِ بِسَيفِهِ / كَذَلِكَ أَو يَنجابُ عنه قُتامُها
لدى فازَةٍ لِلنَّقعِ أَو تاد مِثلها / عِتاقُ المَذاكي وَالرِماح دُعامُها
تَظلُّ كُعوب الرُمح فيها رَواكِعاً / إِلى كُلِّ قَلبٍ وَالسِنانُ إِمامُها
تَضُجُّ القنا فيها ضَجيجاً كَأَنَّها / خُصوم وَلَكِن في النُفوس اِختِصامُها
تُحكَّم في قُصرى الضُلوعِ قِصارُها / وَيَمرُق في صُمِّ العِظامِ عِظامُها
فَمِن زَردٍ فَوقَ العَوالي كَأَنَّها / خَواتِم أَودى في البَنانِ التِحامُها
وَمن زَرَدٍ قَد طار أَنصافه كَما / تَطاير عَن أَعلى البنان قُلامُها
إِذا طلعت راياته لعداتِهِ / فَلَيسَ عَجيباً فِلُّها واِنهزامُها
لَقَد علقت قَحطان منك أَبا النَدى / بِعُروَةِ مَجدٍ لا يَخاف اِنفِصامُها
وَكانَت سُيوفاً دُثَّراً فَشحذتُها / فَطيَّر ماضيها الطِلى وَكَهامُها
فَإِن كابدَت جَدباً فَأَنتَ رَبيعُها / وَإِن باشَرَت حَرباً فَأَنتَ حُسامُها
بِذِكرِ الَّذي أَوليت كانَ اِفتِخارها / وَفَضل الَّذي أَعطيت كانَ كِرامُها
قَليلٌ لَكَ الأَرضونَ مُلكاً وَأَهلها / عَبيداً فَهل مُستَكثِرٌ لَكَ شامُها
فَسِر واِفتَحِ الدُنيا فَإِنَّ ملوكها / بِها وَبِهِم نَقصٌ وَأَنتَ تَمامُها
الا أَن أَوصاف الأَمير جَواهِر / وَإِنَّ مَديحي سلكها وَنِظامُها
وَقَد بَلَغت نَفسي إِلَيكَ فَإِن يَكُن / لَها في الغِنى حَظٌّ فَذا العامُ عامُها
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ / فَلَمّا اِستَقَلوا حَلَّ عقد ذِمامِهِ
غَدوا بِلالٍ مِن هلال ابنِ عامِرٍ / مَرامُ هِلال الأُفُقِ دونَ مَرامِهِ
تَرَدَّدَ فيهِ الحُسن من عَن يَمينه / وَيُسرتِهِ وَخَلفِهِ وَأَمامِهِ
جلت لَكَ وَجهاً من بَراقعه كَما / جَلا الوَردَ أَنفاسُ الصَبا مِن كَمامِهِ
يَشُفُّ سَناهُ مِن وَراءِ سُتورِهِ / كَما شَفَّ ضَوء البَدرِ تَحتَ جَهامِهِ
وَما زَوَّدَت نيلاً بلى إِنَّ جفنها / أَعار فُؤادي شُعبة مِن سِقامِهِ
فَظَلَّت مَتى تَنزح من العين عَبرةً / تَجُمُّ بِملءِ العَينِ أَو بِجامِهِ
هيَ البَدرُ لَولا كلفةً في أَديمه / هيَ الظَبي لَولا دقَّة في عِظامِهِ
هيَ البَدرُ لكن تستسرُّ زَمانها / وَهَل يَستَسرُّ البَدرُ عِندَ تَمامِهِ
لَقَد صَدع البين المشتَّتُ شملَنا / كَصدع الصَفا لا مَطمَعٌ في التِئامِهِ
فَإِن يك شَخصي بِالثُغور فَمُهجَتي / بِنَجدٍ سَقاهُ المزنُ صوب غِمامِهِ
فَهَل تَرَينَ عَينايَ بيض دخورِهِ / مُجاورةً بِالدَوِّ بيض نَعامِهِ
فأَشتمُّ من حُوذانِهِ وَعَرارِهِ / وَحُنوَتِهِ وَشيحه وَبشامِهِ
وَإِنّي لَنِعمَ المَرءُ خامَره الهَوى / فَما خامَرَ الفَحشاء حوبَ لِثامِهِ
إِذا ما أَرادَ الطَيفُ في النَوم لثمه / غَطا فمه عَنه بِثنيِ لِثامِهِ
فَكَيفَ يُرَجّى منه حال اِنتباهِهِ / صِبوٌ وَهَذا فعله في مَنامِهِ
إِذا ما دَعا لِلهَجرِ خِلٌّ فَلبّه / إِلَيهِ وَلوَ كانَ الرَدى في ضِرامِهِ
وَلَم أَلتَمِس بِالعَتبِ إِصلاحَ قَلبه / وَهَل يُشتَرى قَلب امرىءٍ بِخِصامِهِ
يَضُرُّ مَقام الأَكرَمَينَ بِهِم كَما / يَضُرُّ بِماء المزن طول مُقامِهِ
فَلا تعتقن مِن محمل السَيف عاتِقاً / وَلا فرساً من سَرجِهِ وَلِجامِهِ
فَموت الفَتى في العِزِّ مثل حَياتِهِ / وَعيشته في الذُلِّ مِثلَ حِمامِهِ
وَمَن فاتَهُ نَيلُ العُلى بِعُلومِهِ / وَأَقلامِهِ فَلَيبغِها بِحُسامِهِ
صَريرُ شَبا الأَقلام عِندَ كَلامِها / فِداء صَليلِ السَيفِ عِندَ كَلامِهِ
وَرأيكَ في الرُمحِ المقوَّم إِنَّما / قَوم العُلى مستودع في قَوامِهِ
وَجُردٍ جَعَلنا أَمَداً أَمَداً لَها / بِبَيداء يَوم المَرء فيها كَعامِهِ
يَلوكُ بَهيم الخَيل فيها لِجامه / إِلى أَن تَراهُ أَرثماً بِلغامِهِ
يَذرن جِمام الماءِ مِن كُلِّ مَنهَلٍ / ليكرعن من شُربِ العُلى في جمامِهِ
وَما عَدِمَت في الدَهر خَيلي أَكارِماً / وَلَكِنَّها تَبغي كَريمَ كِرامِهِ
أَبا طاهِرٍ مُحيي النَدى بَعدَ مَوتِهِ / نداه وَباني المَجد بعد اِنهِدامِهِ
كَريم المحيّا يألَف الجودُ كَفّه / كَما يألَف الآجال صَدر حُسامِهِ
تَظَلُّ المَنايا تَقتَدي بِسِنانِهِ / كَما يَقتَدي كل امرىءٍ بإِمامِهِ
أَلائمه في الجودِ لا تَعذُلَنَّه / فَطَبعُ الفَتى أَولى بِهِ مِن مَلامِهِ
رُوَيداً فَإن الجود مِثلَ رَضاعِهِ / لَدَيهِ وَترك الجودِ مثل فِطامِهِ
هوَ البَحرُ لا تَطلب بِعذلِكَ رَدّه / ومن ذا يَرُدُّ البحر عند التِطامِهِ
هَنيُّ النَدى يَفتضُّ ختم نَواله / وَوجهك نضر ماؤُهُ بِخِتامِهِ
غَدا سَعيهُ وَاللَهُ يَشكره لَهُ / سَناماً لهَذا المَجد فَوقَ سَنامِهِ
فَلَو مَلَكَ الآفاق دَع عَنكَ آمداً / غُلامٌ لَهُ ما اِستُكثِرَت لِغُلامِهِ
وَلَم يَنَلِ العَلياء بِالجَدِّ وَحدَهُ / وَلَكِن بعالي جِدِّهِ وَاِعتِزامِهِ
وطعن كأَنَّ الجَيش في الرَوع جَوهر / وَرمح عبيد اللَهِ سلك نظامِهِ
وَضرب يَظل السَيف في الهامِ خاطِباً / بِهِ وَصَليلُ السَيفِ مِثلُ كَلامِهِ
تَمُجُّ دروع القَوم منهم دِماءَهم / كَما مَجَّ فيض الخمر نسج فَدامِهِ
يَطول بِكَفَّيهِ القَصير من القَنا / وَيفري بِيمناه غرار كُهامِهِ
كَما أَنَّ ظُفرَ اللَيث يَفري بِكَفِّهِ / وَيَنبو بِكَفّي غيره عَن مَرامِهِ
وَقور فَما أَن يقلق الخَطب حَزمه / وَلا جِسمُهُ في السَرج فَقَد حِزامِهِ
تخال عَلى الجَرداء بَعضُ عِظامِها / فروسيَّة أَو تلك بعض عِظامِهِ
كَريمٌ يَسوس الحاسِدينَ بِعَفوه / فَإِن كفروه ساسَهم باِنتِقامِهِ
فَلا يغرر الأَعداء منه اِبتِسامَة / فَإِن قطوب السَيف عند اِبتِسامِهِ
إِذا ما رَماهُ المَرءُ عَن قَوسِ بُغضِهِ / أَصَبنَ المَنايا قَلبَهُ بِسِهامِهِ
وَكَم غادِرٍ قَد شَبَّ نارَ عَداوَةٍ / لَهُ فدحاه كَيدَهُ في ضِرامِهِ
فَصفحاً فَما زالَ الزَمان كَما تَرى / أَكارِمه مَرميَّة بِلئامِهِ
واِصلح بِبعض القَومِ بَعضاً فَإِنَّهُ / يُداوي بلحم الصِل شر سِمامِهِ
لكل امرىءٍ منهم دواء فَدَاوِهِ / بِذاكَ وَقِد كل امرىءٍ بِزِمامِهِ
رَعاكَ الَّذي اِستَرعاك أَمر عِبادِهِ / وَحيّاك مَن أَحياكَ غَوث أَنامِهِ
وَدم يدم المَعروف في الناس إِنَّما / دَوامك هَذا عِلَّة لِدَوامِهِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ / بِنَوَعَينِ هَطّالٍ عَلَيها وَساجِمِ
أَبوا ضِنَّة بي أَن أَرى غَيرَ مُغرَمٍ / فَهَمّوا بِقَلبي أَن يُرى غَير هائِمِ
كَأَنَّهُم إِذا أَزمَعوا سَلَبوا الكرى / جُفوني فَما أَحظى بِلَذَّة نائِمِ
وَهَبتُ نَصيبي من سُلوّي لِعاذِلي / وَصارَمت حَبلي من حَبيب مَصارِمِ
وَصاحبت هَذا الحب طِفلاً وَيافِعاً / فَلَم أَرَ أَضنى مِن مُحبٍ مَكاتِمِ
وَما بُحتُ حَتّى اِستَنطَقَ الشَوق أَدمُعي / وَذَكَّرَني عَهدُ الحِمى المُتَقادِمِ
فَسرت أَشيم الجود في كُلِّ مَعدَنٍ / وَأَنتَقِدُ الناس اِنتِقادَ الدَراهِمِ
فَلَم أَرَ مِثلَ اليُمنِ رَب إِمارَةٍ / حُميد بن مَحمود حَليف المَكارِمِ
هوَ الجَبَل العالي الَّذي شُرُفاته / تَعَلّى عَلى أُسِّ النُجومِ النَواجِمِ
فَإِن قالَ قَوم إِنَّهُ مِثلَ حاتِم / فَفي كُلِّ عُضوٍ مِنهُ أَمثال حاتِمِ
فَيا طيئاً طَيَّ الأَمير وَمن غَدا / لَهُ شرف عالي الذُرى وَالدَعائِمِ
بَقيتَ لِيَومَيكَ اللَذينَ عُلاهُما / مصنَّفة في عُربها وَلأ اعاجِمِ
فَيَومُ وَغىً يَسطو بِقَسوَةٍ جابِرٍ / وَيَوم رضىً يَحنو بِعطفة راحِمِ
وَلَمّا رأى اللَهَ النَدى في عِبادِهِ / مَقاماً وَرُكن الجودِ لَيسَ بِقائِمِ
حَباكَ بِبَحرٍ من نَوالٍ إِذا طَما / ثَوى البَحرِ في تَيارِهِ المُتَلاطِمِ
لَئِن سَلَّمت طَييٌّ إِلَيك عنانها / فَأَصبَحت أَسنى ذَخرها لِلعَظائِمِ
وَعدَّل فيها عدَّة الدَولَة الَّذي / يُشارُ إِلَيهِ في كِتابِ المَلاحِمِ
فَما عدم التَوفيق عَن مُستَحَقِّهِ / وَلَيسَ الخَوافي في الوَرى كالقَوادِمِ
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما / عَلى طَلَلٍ لَولا البلى لَتَكَلَّما
عهدت بِهِ رَوضاً أَريضاً تروده / عَذارى كغِزلان الصَريمة دُوَّما
فَأَصبَحَ قفراً لا أَنيسَ بِجَوِّهِ / كَذاكَ صُروف الدَهر بؤساً وَأَنعما
كَدأبك من أَسماء يَوم تَرَحَّلت / تريك خِلال السِجف كَفّاً وَمعصِما
بِوَجه نَقي اللون غير مُسَهَّم / تَلَفَّع بُرداً أَتحمياً مُسَهَّما
فَأَقسم لَو أَبصرت سنة وَجهها / صَبوت وَلَو كنت المَسيح بن مَريَما
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ / لِيَوم النَوى في القَلبِ منه كلومُ
فَإِن تَكُن الأَيّام فَرَّقن بَينَنا / فَمَن ذا الَّذي من ريبهنَّ سَليمُ
وَأَنشدت شِعراً قاله ذو صَبابَةٍ / كَئيبِ شَجَتهُ أَربُعٌ وَرُسومُ
سَقى بلداً كانَت سُلَيمى تَحُلُّهُ / من المُزنِ ما تَروي بِهِ وَتَشيمُ
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما / تَغَنّى بِأَفنانِ الأَراكِ حَمامُ
عَلَيكَ سَلام مِن أَخٍ لك ناصِحٍ / وَقلَّ لَهُ مِنّي عَلَيكَ سَلامُ
أَحب قرى نَجدٍ لأَنَكَ قاطِن / بهنَّ فَهَل حُبُّ الدِيار حَرامُ
يَسير إِلى أَرض السَتير عَلى النَوى / فُؤادي وَما نَحوَ المَسيرِ مُقامُ
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا / عَلى فَرَسٍ حَتّى اِستَراحَ كِلاهُما
قَريناهُما ثُمَّ اِنتَزَعنا قِراهُما / لِضَيفَينِ جاءا مِن بَعيدٍ سِواهُما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025