المجموع : 7
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها
هَل الوَجدُ إِلّا أَن تَلوح خِيامُها / فَيَقضي بأهداءِ السَلامِ ذمامُها
وَقَفتُ بِها أَبكي وَتَرزُمُ ناقَتي / وَتصهل أَفراسي وَيَدعو حِمامُها
وَلَو بكتِ الوَرَقُ الحَمائِم شَجوها / بَعَيني مَحا أَطواقهُنَّ انسِجامُها
وَفي كَبدي استغفر اللَهَ غلة / إِلى بَردٍ يَثنى عليه لِثامُها
وَبَردٌ رُضاب سَلسَل غير أَنَّهُ / إِذا شربته النَفس زادَ هِيامُها
فَيا عَجَباً مِن غُلَةٍ كُلَّما اِرتَوَت / مِنَ السَلسَبيلِ العذب زادَ اِضطِرامُها
كَأَنَّ بُعَيدَ النَومِ في رَشَفاتِها / سُلافٌ رَحيق رقَّ مِنها مُدامُها
وَيَعبق رَيّاها وَأَنفاسها مَعاً / كَنافِحجَةٍ قَد فُضَّ عَنها خِتامُها
وَلَم أَنسَها يَومَ التَقى درُّ دَمعها / وَدُرُّ الثَنايا فَذُّها وَتؤامُها
وَقَد بَسِمت عَن ثَغرِها فَكأَنَّهُ / قَلائِدُ دُرِّ في العَقيقِ اِنتظامُها
وَقَد نَثَرَت دُرُّ الكَلامِ بَعتبِها / وَلَذَّ بِسَمعي عتبُها وَملامُها
فَلَم أَدرِ أَي الدُرِّ أَنفَسُ قيمَةً / أَأَدمُعُها أَم ثَغرُها أَم كَلامُها
وَقَد سَفَرَت عَن وَجهِها فَكأَنَّهُ / تَحسَّرَ عن شَمسِ النَهارِ جَهامُها
وَمِن حَيثُ ما دارَت بِطَلعَتِها تَرى / لإِشراقِها في الحُسنِ نور أَمامها
فَأَلقَت عَصاها في رياضٍ كَأَنَّها / تَشُقُّ عَن المِسكِ الفَتيق كمامُها
وَضاحَكها نور الأَقاحي فَراقَني / تَبسُّمه رَأدَ الضُحى واِبتِسامُها
نظرت وَلي عَينانِ عَينٌ ترقرقت / فَفاضَت وَأُخرى حار فيها جِمامُها
فَلَم أَرَ عَيناً غير سُقمِ جُفونِها / وَصِحَّة أَجفان الحِسانِ سِقامُها
خَليليَّ هَل يأَتي مَع الطَيفِ نَحوها / سَلامي كَما يأَتي إِليَّ سَلامُها
أَلَمَّت بِنا في لَيلَةٍ مُكفَهَّرَةٍ / فَما سفُرت حَتّى تَجلّى ظَلامُها
أَتَت موهناً وَاللَيل أَسوَد فاحِمِ / طَويلٍ حَكاه فَرعُها وَقَوامُها
فَأَبصر مِنّي الطَيف نَفساً أَبيَّةً / تَيقُّظُها من عِفَّةٍ وَمَنامُها
إِذا كانَ حَظّي أَينَ حَلَّ خَيالُها / فَسَيّانَ عِندي نَأيُها وَمُقامُها
وَهَل نافِعي أَن تَجمع الدارَ بَينَنا / بِكُلِّ مَكانٍ وَهيَ صَعبٌ مَرامُها
أَسيِّدَتي رِفقاً بِمُهجَة عاشِقٍ / يُعذِّبها بِالبُعدِ مِنكِ غَرامُها
لَكِ الخَيرُ جودي بِالجَمالِ فَإِنَّهُ / سَحابَة صَيفٍ لا يُرجّى دَوامُها
وَما الحُسنُ إِلّا دَولَة فاِصنَعي بِها / يَداً قَبلَ أَن تَمضي وَيغبر ذامُها
أَرى النَفسَ تَستَحلي الهَوى وَهوَ حَتفُها / بِعَيشِكِ هَل يَحلو لِنَفسِ حِمامُها
وَعيسٍ أَذابَت نِيَّتي جَلَّ نِيُّها / فَرحليَ من بعد السَنامِ سَنامُها
تَصارع في البَيداء خُوصاً كَأَنَّها / قِسيّ وَلَكِنَّ الرِجال سِهامُها
وَلوَ حُزِمَت من ضُمرها بِحُذامِها / لَجالَت عَلى أَوساطِهِنَّ حُذامُها
جَنَبنا إِلَيها كُلَّ عُوَجٍ كَأَنَّما / يُناطُ عَلى أَعلى الرِماحِ لِجامُها
كَأَنّي في البَيداء بيت قَصيدَةٍ / تُناشِدُني غيطانُها وَأَكامُها
إِلى أَن لثمنا كفَّ حَسّان إِنَّها / أَمانٌ من الفَقرِ المضِرِّ التِثامها
فَلَمّا اِستَلَمنا راحَةَ ابنِ مُفرِّجٍ / تدفَّق بِالجودِ الصَريحِ غِمامُها
هوَ المَلِكُ يُبلي بُسَطهُ قَبلَ وَقتِها / سُجودُ مُلوكٍ فَوقها وَقيامُها
فَإِن قَبَّلت مِنهُ رِكاباً وَراحَةً / فَقَد فازَ بِالحَظِّ الجَزيل سِهامُها
إِذا عايَنتَهُ مِن بَعيدٍ تَرَجَّ / فَإِن هيَ لَم تَفعَل تَرَجَّل هامُها
تَصادم تيجان المُلوك بِبابِهِ / وَيكثر في يَوم السَلام ازدِحامُها
نَمَتهُ إِلى أَعلى المَراتِبِ عُصبَة / يُسَوَّدُ مِن قبل البُلوغِ غُلامُها
هيَ الأُسدُ إِلّا أَنَّها تبذل القِرى / لِطارِقِها والأُسدُ يَحمى طَعامُها
إِذا ما استَهَلَّ الطِفل منهم تَهلَّلَت / وجوه المَعالي وَاِستَهَلَّ رُكامُها
هُمُ يَمزِجون الدَرَّ لِلطِّفلِ بِالعُلى / وَيَنشأ عَلَيها لَحمُها وَعِظامُها
وَإِن فَطموا أَطفالهم بعد بُرهةٍ / فَعَن دَرِّها لا عَن عُلاها فِطامُها
جِلادٌ عَلى حر الجِلادِ إِذا اِرتَمَت / كِلامُ الأَعادي بِالدِما وَكِلامُها
غَلائلها أَدراعها وَسَماعُها / صَليلُ المَواضي وَالدِماء مُدامُها
تَظَلُّ المَنايا حَيثُ ظَلَّت سُيوفُها / وَتُمسي العَطايا حيثُ أَمسَت خِيامُها
فَما السَعدُ كل السَعيدِ إِلّا عَطاؤُها / وَما النَحسُ كُلُّ النَحسِ إِلّا اِنتِقامُها
وَأَكثر ما فيها مِنَ العَيبِ أَنَّها / تُروِّع بِالضَيفِ المَنيخ سوامُها
أَلا إِنَّ طَيّاً لِلمَكارِمِ كَعبَةً / وَحسان مِنها رُكنُها وَمُقامُها
بِناصِر دينِ اللَهِ أُيِّدَ نَصرُها / وَجارٍ عَلى كُلِّ المُلوكِ اِحتِكامُها
بَعيدٌ مَداهُ لَيسَ تأَلَفُ كَفَّهُ / مِنَ المكرُماتِ الغُرّ إِلّا حُسامُها
وَلَو أَنَّ للأَنواء جود يَمينِهِ / لَجادَت بِآمال النُفوسِ رُهامُها
وَلَو أَنَّ لِلأَقمارِ ضوء جَبينِهِ / لما زالَ عَنها نورها وَتَمامُها
وَلَيسَ بِمَشغولِ البَنانِ عَن النَدى / إِذا شغلَ الكَفّ اليَمين حُسامُها
سَجيَّة نَفسٍ لِلمَكارِمِ جَمعُها / وَشيمَة نَفسٍ لِلمَعالي اِهتمامُها
إِذا اِسوَدَّت الحَربُ اِستَضاءَتِ بِسَيفِهِ / كَذَلِكَ أَو يَنجابُ عنه قُتامُها
لدى فازَةٍ لِلنَّقعِ أَو تاد مِثلها / عِتاقُ المَذاكي وَالرِماح دُعامُها
تَظلُّ كُعوب الرُمح فيها رَواكِعاً / إِلى كُلِّ قَلبٍ وَالسِنانُ إِمامُها
تَضُجُّ القنا فيها ضَجيجاً كَأَنَّها / خُصوم وَلَكِن في النُفوس اِختِصامُها
تُحكَّم في قُصرى الضُلوعِ قِصارُها / وَيَمرُق في صُمِّ العِظامِ عِظامُها
فَمِن زَردٍ فَوقَ العَوالي كَأَنَّها / خَواتِم أَودى في البَنانِ التِحامُها
وَمن زَرَدٍ قَد طار أَنصافه كَما / تَطاير عَن أَعلى البنان قُلامُها
إِذا طلعت راياته لعداتِهِ / فَلَيسَ عَجيباً فِلُّها واِنهزامُها
لَقَد علقت قَحطان منك أَبا النَدى / بِعُروَةِ مَجدٍ لا يَخاف اِنفِصامُها
وَكانَت سُيوفاً دُثَّراً فَشحذتُها / فَطيَّر ماضيها الطِلى وَكَهامُها
فَإِن كابدَت جَدباً فَأَنتَ رَبيعُها / وَإِن باشَرَت حَرباً فَأَنتَ حُسامُها
بِذِكرِ الَّذي أَوليت كانَ اِفتِخارها / وَفَضل الَّذي أَعطيت كانَ كِرامُها
قَليلٌ لَكَ الأَرضونَ مُلكاً وَأَهلها / عَبيداً فَهل مُستَكثِرٌ لَكَ شامُها
فَسِر واِفتَحِ الدُنيا فَإِنَّ ملوكها / بِها وَبِهِم نَقصٌ وَأَنتَ تَمامُها
الا أَن أَوصاف الأَمير جَواهِر / وَإِنَّ مَديحي سلكها وَنِظامُها
وَقَد بَلَغت نَفسي إِلَيكَ فَإِن يَكُن / لَها في الغِنى حَظٌّ فَذا العامُ عامُها
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ
أَخذن زِمام الدَمع خَوف اِنسِجامِهِ / فَلَمّا اِستَقَلوا حَلَّ عقد ذِمامِهِ
غَدوا بِلالٍ مِن هلال ابنِ عامِرٍ / مَرامُ هِلال الأُفُقِ دونَ مَرامِهِ
تَرَدَّدَ فيهِ الحُسن من عَن يَمينه / وَيُسرتِهِ وَخَلفِهِ وَأَمامِهِ
جلت لَكَ وَجهاً من بَراقعه كَما / جَلا الوَردَ أَنفاسُ الصَبا مِن كَمامِهِ
يَشُفُّ سَناهُ مِن وَراءِ سُتورِهِ / كَما شَفَّ ضَوء البَدرِ تَحتَ جَهامِهِ
وَما زَوَّدَت نيلاً بلى إِنَّ جفنها / أَعار فُؤادي شُعبة مِن سِقامِهِ
فَظَلَّت مَتى تَنزح من العين عَبرةً / تَجُمُّ بِملءِ العَينِ أَو بِجامِهِ
هيَ البَدرُ لَولا كلفةً في أَديمه / هيَ الظَبي لَولا دقَّة في عِظامِهِ
هيَ البَدرُ لكن تستسرُّ زَمانها / وَهَل يَستَسرُّ البَدرُ عِندَ تَمامِهِ
لَقَد صَدع البين المشتَّتُ شملَنا / كَصدع الصَفا لا مَطمَعٌ في التِئامِهِ
فَإِن يك شَخصي بِالثُغور فَمُهجَتي / بِنَجدٍ سَقاهُ المزنُ صوب غِمامِهِ
فَهَل تَرَينَ عَينايَ بيض دخورِهِ / مُجاورةً بِالدَوِّ بيض نَعامِهِ
فأَشتمُّ من حُوذانِهِ وَعَرارِهِ / وَحُنوَتِهِ وَشيحه وَبشامِهِ
وَإِنّي لَنِعمَ المَرءُ خامَره الهَوى / فَما خامَرَ الفَحشاء حوبَ لِثامِهِ
إِذا ما أَرادَ الطَيفُ في النَوم لثمه / غَطا فمه عَنه بِثنيِ لِثامِهِ
فَكَيفَ يُرَجّى منه حال اِنتباهِهِ / صِبوٌ وَهَذا فعله في مَنامِهِ
إِذا ما دَعا لِلهَجرِ خِلٌّ فَلبّه / إِلَيهِ وَلوَ كانَ الرَدى في ضِرامِهِ
وَلَم أَلتَمِس بِالعَتبِ إِصلاحَ قَلبه / وَهَل يُشتَرى قَلب امرىءٍ بِخِصامِهِ
يَضُرُّ مَقام الأَكرَمَينَ بِهِم كَما / يَضُرُّ بِماء المزن طول مُقامِهِ
فَلا تعتقن مِن محمل السَيف عاتِقاً / وَلا فرساً من سَرجِهِ وَلِجامِهِ
فَموت الفَتى في العِزِّ مثل حَياتِهِ / وَعيشته في الذُلِّ مِثلَ حِمامِهِ
وَمَن فاتَهُ نَيلُ العُلى بِعُلومِهِ / وَأَقلامِهِ فَلَيبغِها بِحُسامِهِ
صَريرُ شَبا الأَقلام عِندَ كَلامِها / فِداء صَليلِ السَيفِ عِندَ كَلامِهِ
وَرأيكَ في الرُمحِ المقوَّم إِنَّما / قَوم العُلى مستودع في قَوامِهِ
وَجُردٍ جَعَلنا أَمَداً أَمَداً لَها / بِبَيداء يَوم المَرء فيها كَعامِهِ
يَلوكُ بَهيم الخَيل فيها لِجامه / إِلى أَن تَراهُ أَرثماً بِلغامِهِ
يَذرن جِمام الماءِ مِن كُلِّ مَنهَلٍ / ليكرعن من شُربِ العُلى في جمامِهِ
وَما عَدِمَت في الدَهر خَيلي أَكارِماً / وَلَكِنَّها تَبغي كَريمَ كِرامِهِ
أَبا طاهِرٍ مُحيي النَدى بَعدَ مَوتِهِ / نداه وَباني المَجد بعد اِنهِدامِهِ
كَريم المحيّا يألَف الجودُ كَفّه / كَما يألَف الآجال صَدر حُسامِهِ
تَظَلُّ المَنايا تَقتَدي بِسِنانِهِ / كَما يَقتَدي كل امرىءٍ بإِمامِهِ
أَلائمه في الجودِ لا تَعذُلَنَّه / فَطَبعُ الفَتى أَولى بِهِ مِن مَلامِهِ
رُوَيداً فَإن الجود مِثلَ رَضاعِهِ / لَدَيهِ وَترك الجودِ مثل فِطامِهِ
هوَ البَحرُ لا تَطلب بِعذلِكَ رَدّه / ومن ذا يَرُدُّ البحر عند التِطامِهِ
هَنيُّ النَدى يَفتضُّ ختم نَواله / وَوجهك نضر ماؤُهُ بِخِتامِهِ
غَدا سَعيهُ وَاللَهُ يَشكره لَهُ / سَناماً لهَذا المَجد فَوقَ سَنامِهِ
فَلَو مَلَكَ الآفاق دَع عَنكَ آمداً / غُلامٌ لَهُ ما اِستُكثِرَت لِغُلامِهِ
وَلَم يَنَلِ العَلياء بِالجَدِّ وَحدَهُ / وَلَكِن بعالي جِدِّهِ وَاِعتِزامِهِ
وطعن كأَنَّ الجَيش في الرَوع جَوهر / وَرمح عبيد اللَهِ سلك نظامِهِ
وَضرب يَظل السَيف في الهامِ خاطِباً / بِهِ وَصَليلُ السَيفِ مِثلُ كَلامِهِ
تَمُجُّ دروع القَوم منهم دِماءَهم / كَما مَجَّ فيض الخمر نسج فَدامِهِ
يَطول بِكَفَّيهِ القَصير من القَنا / وَيفري بِيمناه غرار كُهامِهِ
كَما أَنَّ ظُفرَ اللَيث يَفري بِكَفِّهِ / وَيَنبو بِكَفّي غيره عَن مَرامِهِ
وَقور فَما أَن يقلق الخَطب حَزمه / وَلا جِسمُهُ في السَرج فَقَد حِزامِهِ
تخال عَلى الجَرداء بَعضُ عِظامِها / فروسيَّة أَو تلك بعض عِظامِهِ
كَريمٌ يَسوس الحاسِدينَ بِعَفوه / فَإِن كفروه ساسَهم باِنتِقامِهِ
فَلا يغرر الأَعداء منه اِبتِسامَة / فَإِن قطوب السَيف عند اِبتِسامِهِ
إِذا ما رَماهُ المَرءُ عَن قَوسِ بُغضِهِ / أَصَبنَ المَنايا قَلبَهُ بِسِهامِهِ
وَكَم غادِرٍ قَد شَبَّ نارَ عَداوَةٍ / لَهُ فدحاه كَيدَهُ في ضِرامِهِ
فَصفحاً فَما زالَ الزَمان كَما تَرى / أَكارِمه مَرميَّة بِلئامِهِ
واِصلح بِبعض القَومِ بَعضاً فَإِنَّهُ / يُداوي بلحم الصِل شر سِمامِهِ
لكل امرىءٍ منهم دواء فَدَاوِهِ / بِذاكَ وَقِد كل امرىءٍ بِزِمامِهِ
رَعاكَ الَّذي اِستَرعاك أَمر عِبادِهِ / وَحيّاك مَن أَحياكَ غَوث أَنامِهِ
وَدم يدم المَعروف في الناس إِنَّما / دَوامك هَذا عِلَّة لِدَوامِهِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ
هُمّو عَلَّموا عَيني سُؤال المَعالِمِ / بِنَوَعَينِ هَطّالٍ عَلَيها وَساجِمِ
أَبوا ضِنَّة بي أَن أَرى غَيرَ مُغرَمٍ / فَهَمّوا بِقَلبي أَن يُرى غَير هائِمِ
كَأَنَّهُم إِذا أَزمَعوا سَلَبوا الكرى / جُفوني فَما أَحظى بِلَذَّة نائِمِ
وَهَبتُ نَصيبي من سُلوّي لِعاذِلي / وَصارَمت حَبلي من حَبيب مَصارِمِ
وَصاحبت هَذا الحب طِفلاً وَيافِعاً / فَلَم أَرَ أَضنى مِن مُحبٍ مَكاتِمِ
وَما بُحتُ حَتّى اِستَنطَقَ الشَوق أَدمُعي / وَذَكَّرَني عَهدُ الحِمى المُتَقادِمِ
فَسرت أَشيم الجود في كُلِّ مَعدَنٍ / وَأَنتَقِدُ الناس اِنتِقادَ الدَراهِمِ
فَلَم أَرَ مِثلَ اليُمنِ رَب إِمارَةٍ / حُميد بن مَحمود حَليف المَكارِمِ
هوَ الجَبَل العالي الَّذي شُرُفاته / تَعَلّى عَلى أُسِّ النُجومِ النَواجِمِ
فَإِن قالَ قَوم إِنَّهُ مِثلَ حاتِم / فَفي كُلِّ عُضوٍ مِنهُ أَمثال حاتِمِ
فَيا طيئاً طَيَّ الأَمير وَمن غَدا / لَهُ شرف عالي الذُرى وَالدَعائِمِ
بَقيتَ لِيَومَيكَ اللَذينَ عُلاهُما / مصنَّفة في عُربها وَلأ اعاجِمِ
فَيَومُ وَغىً يَسطو بِقَسوَةٍ جابِرٍ / وَيَوم رضىً يَحنو بِعطفة راحِمِ
وَلَمّا رأى اللَهَ النَدى في عِبادِهِ / مَقاماً وَرُكن الجودِ لَيسَ بِقائِمِ
حَباكَ بِبَحرٍ من نَوالٍ إِذا طَما / ثَوى البَحرِ في تَيارِهِ المُتَلاطِمِ
لَئِن سَلَّمت طَييٌّ إِلَيك عنانها / فَأَصبَحت أَسنى ذَخرها لِلعَظائِمِ
وَعدَّل فيها عدَّة الدَولَة الَّذي / يُشارُ إِلَيهِ في كِتابِ المَلاحِمِ
فَما عدم التَوفيق عَن مُستَحَقِّهِ / وَلَيسَ الخَوافي في الوَرى كالقَوادِمِ
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما
خَليليَّ مُرّا بِالعَقيقِ فَسَلِّما / عَلى طَلَلٍ لَولا البلى لَتَكَلَّما
عهدت بِهِ رَوضاً أَريضاً تروده / عَذارى كغِزلان الصَريمة دُوَّما
فَأَصبَحَ قفراً لا أَنيسَ بِجَوِّهِ / كَذاكَ صُروف الدَهر بؤساً وَأَنعما
كَدأبك من أَسماء يَوم تَرَحَّلت / تريك خِلال السِجف كَفّاً وَمعصِما
بِوَجه نَقي اللون غير مُسَهَّم / تَلَفَّع بُرداً أَتحمياً مُسَهَّما
فَأَقسم لَو أَبصرت سنة وَجهها / صَبوت وَلَو كنت المَسيح بن مَريَما
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ
إِذا اِشتَدَّ ما بي قلت قَولَ مُتَيَّمِ / لِيَوم النَوى في القَلبِ منه كلومُ
فَإِن تَكُن الأَيّام فَرَّقن بَينَنا / فَمَن ذا الَّذي من ريبهنَّ سَليمُ
وَأَنشدت شِعراً قاله ذو صَبابَةٍ / كَئيبِ شَجَتهُ أَربُعٌ وَرُسومُ
سَقى بلداً كانَت سُلَيمى تَحُلُّهُ / من المُزنِ ما تَروي بِهِ وَتَشيمُ
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما
أَبا ثَعلَبٍ حَيّاك رَبّك كُلَّما / تَغَنّى بِأَفنانِ الأَراكِ حَمامُ
عَلَيكَ سَلام مِن أَخٍ لك ناصِحٍ / وَقلَّ لَهُ مِنّي عَلَيكَ سَلامُ
أَحب قرى نَجدٍ لأَنَكَ قاطِن / بهنَّ فَهَل حُبُّ الدِيار حَرامُ
يَسير إِلى أَرض السَتير عَلى النَوى / فُؤادي وَما نَحوَ المَسيرِ مُقامُ
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا
وَضَيفَين جاءا مِن بَعيد فَقَرَّبا / عَلى فَرَسٍ حَتّى اِستَراحَ كِلاهُما
قَريناهُما ثُمَّ اِنتَزَعنا قِراهُما / لِضَيفَينِ جاءا مِن بَعيدٍ سِواهُما