المجموع : 7
بَرَّحَ بِالعَينَينِ كُلُّ مُغيرَةٍ
بَرَّحَ بِالعَينَينِ كُلُّ مُغيرَةٍ / أَسِنَّتُها مِن قانِئِ الدَمِ تَرذُمِ
أُمارِسُ فيها اِبنَي قُشَيرٍ كِلَيهِما / بِرُمحِيَ حَتّى بَلَّ عامِلَهُ الدَمُ
أُمارِسُ خَيلاً لِلهُجَيمِ كَأَنَّها / سَعالٍ بِأَيديها الوَشيجُ المُقَوَّمُ
إِنَّ اِبنَ سَلمى فَاِعلَموا عِندَهُ دَمي
إِنَّ اِبنَ سَلمى فَاِعلَموا عِندَهُ دَمي / وَهَيهاتَ لا يُرجى اِبنُ سَلمى وَلا دَمي
يُحِلُّ بِأَكنافِ الشِعابِ وَيَنتَمي / مَكانَ الثُرَيّا لَيسَ بِالمُتَهَضِّمِ
رَماني وَلَم يَدهَش بِأَزرَقَ لَهذَمٍ / عَشِيَّةَ حَلّوا بَينَ نَعفٍ وَمَخرَمِ
وَأَنتَ الَّذي كَلَّفتَني دَلَجَ السُرى
وَأَنتَ الَّذي كَلَّفتَني دَلَجَ السُرى / وَجونُ القَطا بِالجَلهَتَينِ جُثومُ
سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ
سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ / وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ
وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ / وَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ
وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍ / وَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ
فَمُنّي بِطَيفٍ مِن خَيالِكِ وَاِسأَلي / إِذا عادَ عَنّي كَيفَ باتَ المُتَيَّمُ
وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَمي / فَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ
أَلَم تَسمَعي نَوحَ الحَمائِمِ في الدُجى / فَمِن بَعضِ أَشجاني وَنَوحي تَعَلَّموا
وَلَم يَبقَ لي يا عَبلَ شَخصٌ مُعَرَّفٌ / سِوى كَبِدٍ حَرّى تَذوبُ فَأَسقَمُ
وَتِلكَ عِظامٌ بالِياتٌ وَأَضلُعٌ / عَلى جِلدِها جَيشُ الصُدودِ مُخَيِّمُ
وَإِن عُشتُ مِن بَعدِ الفُراقِ فَما أَنا / كَما أَدَّعي أَنّي بِعَبلَةَ مُغرَمُ
وَإِن نامَ جَفني كانَ نَومي عُلالَةً / أَقولُ لَعَلَّ الطَيفَ يَأتي يُسَلِّمُ
أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَنازِلِ كُلَّما / غَدا طائِرٌ في أَيكَةٍ يَتَرَنَّمُ
بَكَيتُ مِنَ البَينِ المُشِتِّ وَإِنَّني / صَبورٌ عَلى طَعنِ القَنا لَو عَلِمتُم
سَلي يا اِبنَةَ العَبسِيِّ رُمحي وَصارِمي
سَلي يا اِبنَةَ العَبسِيِّ رُمحي وَصارِمي / وَما فَعَلا في يَومِ حَربِ الأَعاجِمِ
سَقَيتُهُما وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا / دِماءَ العِدا مَمزوجَةً بِالعَلاقِمِ
وَفَرَّقتُ جَيشاً كانَ في جَنَباتِهِ / دَمادِمُ رَعدٍ تَحتَ بَرقِ الصَوارِمِ
عَلى مُهرَةٍ مَنسوبَةٍ عَرَبِيَّةٍ / تَطيرُ إِذا اِشتَدَّ الوَغى بِالقَوائِمِ
وَتَصهَلُ خَوفاً وَالرِماحُ قَواصِدٌ / إِلَيها وَتَنسَلُّ اِنسِلالَ الأَراقِمِ
قَحَمتُ بِها بَحرَ المَنايا فَحَمحَمَت / وَقَد غَرِقَت في مَوجِهِ المُتَلاطِمِ
وَكَم فارِسٍ يا عَبلَ غادَرتُ ثاوِياً / يَعَضُّ عَلى كَفَّيهِ عَضَّةَ نادِمِ
تُقَلِّبُهُ وَحشُ الفَلا وَتَنوشُهُ / مِنَ الجَوِّ أَسرابُ النُسورِ القَشاعِمِ
أُحِبُّ بَني عَبسٍ وَلَو هَدَروا دَمي / لِأَجلِكِ يا بِنتَ السَراةِ الأَكارِمِ
وَأَحمِلُ ثِقلَ الضَيمِ وَالضَيمُ جائِرٌ / وَأُظهِرُ أَنّي ظالِمٌ وَاِبنُ ظالِمِ
أَظُلماً وَرُمحي ناصِري وَحُسامي
أَظُلماً وَرُمحي ناصِري وَحُسامي / وَذُلّاً وَعِزّي قائِدٌ بِزِمامي
وَلي بَأسُ مَفتولِ الذِراعَينِ خادِرٍ / يُدافِعُ عَن أَشبالِهِ وَيُحامي
وَإِنّي عَزيزُ الجارِ في كُلِّ مَوطِنٍ / وَأُكرِمُ نَفسي أَن يَهونَ مَقامي
هَجَرتُ البُيوتَ المُشرِفاتِ وَشاقَني / بَريقُ المَواضي تَحتَ ظِلِّ قَتامِ
وَقَد خَيَّروني كَأسَ خَمرٍ فَلَم أَجِد / سِوى لَوعَةٍ في الحَربِ ذاتِ ضِرامِ
سَأَرحَلُ عَنكُم لا أَزورُ دِيارَكُم / وَأَقصِدُها في كُلِّ جُنحِ ظَلامِ
وَأَطلُبُ أَعدائي بِكُلِّ سَمَيذَعٍ / وَكُلِّ هِزَبرٍ في اللِقاءِ هُمامِ
مُنِعتُ الكَرى إِن لَم أَقُدها عَوابِساً / عَلَيها كِرامٌ في سُروجِ كِرامِ
تَهُزُّ رِماحاً في يَدَيها كَأَنَّما / سُقينَ مِنَ اللَبّاتِ صِرفَ مُدامِ
إِذا أَشرَعوها لِلطِعانِ حَسِبتَها / كَواكِبَ تُهديها بُدورُ تَمامِ
وَبيضُ سُيوفٍ في ظِلالِ عَجاجَةٍ / كَقَطرِ غَوادٍ في سَوادِ غَمامِ
أَلا غَنِّيا لي بِالصَهيلِ فَإِنَّهُ / سَماعي وَرَقراقُ الدِماءِ نِدامي
وَحُطّا عَلى الرَمضاءِ رَحلي فَإِنَّها / مَقيلي وَإِخفاقُ البُنودِ خِيامي
وَلا تَذكُرا لي طيبَ عَيشٍ فَإِنَّما / بُلوغُ الأَماني صِحَّتي وَسَقامي
وَفي الغَزوِ أَلقى أَرغَدَ العَيشِ لَذَّةً / وَفي المَجدِ لا في مَشرَبٍ وَطَعامِ
فَما لِيَ أَرضى الذُلَّ حَظّاً وَصارِمي / جَريءٌ عَلى الأَعناقِ غَيرُ كَهامِ
وَلي فَرَسٌ يَحكي الرِياحَ إِذا جَرى / لِأَبعَدِ شَأوٍ مِن بَعيدِ مَرامِ
يُجيبُ إِشاراتِ الضَميرِ حَساسَةً / وَيُغنيكَ عَن سَوطٍ لَهُ وَلِجامِ
قِفا يا خَليلَيَّ الغَداةَ وَسَلِّما
قِفا يا خَليلَيَّ الغَداةَ وَسَلِّما / وَعوجا فَإِن لَم تَفعَلا اليَومَ تَندَما
عَلى طَلَلٍ لَو أَنَّهُ كانَ قَبلَهُ / تَكَلَّمَ رَسمٌ دارِسٌ لَتَكَلَّما
أَيا عِزِّنا لا عِزَّ في الناسِ مِثلُهُ / عَلى عَهدِ ذي القَرنَينِ لَن يَتَهَدَّما
إِذا خَطَرَت عَبسٌ وَرائِيَ بِالقَنا / عَلَوتُ بِها بَيتاً مِنَ المَجدِ مُعلَما
إِذا ما اِبتَدَرنا النَهبَ مِن بَعدِ غارَةٍ / أَثَرنا غُباراً بِالسَنابِكِ أَقتَما
أَلا رُبَّ يَومٍ قَد أَنَخنا بِدارِهِم / أُقيمُ بِهِم سَيفي وَرُمحي المُقَوَّما
وَما هَزَّ قَومٌ رايَةً لِلِقائِنا / مِنَ الناسِ إِلّا دارُهُم مُلِئَت دَما
وَإِنّا أَبَدنا جَمعَهُم بِرِماحِنا / وَإِنّا ضَرَبنا كَبشَهُم فَتَحَطَّما
بِكُلِّ رَقيقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدٍ / حُسامٍ إِذا لاقى الضَريبَةَ صَمَّما
يُفَلِّقُ هامَ الدارِعينَ ذُبابُهُ / وَيَفري مِنَ الأَبطالِ كَفّاً وَمِعصَما