المجموع : 12
ذَراها إِذا رامَت مَعاجاً إِلى الحِمى
ذَراها إِذا رامَت مَعاجاً إِلى الحِمى / فَقَد هاجَ مِنها البَرقُ داءً مُكَتَّما
أَضاءَ لَنا مِن جانِبِ الغَورِ لامِعٌ / يَلوحُ بِوادٍ بِالدُجُنَّةِ قَد طَما
فَذَكَّرَني إيماضُهُ كُلَّما خَفا / زَماناً مَضى رَغداً وَعَصراً تَصَرَّما
وَأَيّامَ دَوحِ الغوطَتَينِ وَظِلَّها ال / ظَليلَ إِذا صامَ الهَجيرُ وَصَمَّما
وَرَوضاً إِذا ما الريحُ فيهِ تَنَسَّمَت / سُحَيراً تخالُ المَندَلَ الرطبَ أُضرِما
سَقى اللَهُ ذاكَ الرَوضَ عَنّي مُدَلَّحاً / مِنَ السُحبِ موشيَّ الجَوانِبِ أَسحما
فَكَم قَد قَصُرتُ اللَيلَ فيهِ بِزائِرٍ / تَجَشَّمَ أَهوالَ السُرى وَتَهَجَّما
يُخالِسُ عَينَ الكاشِحينَ وَمَن يَخَف / عُيونَ العِدى يَركَب مِنَ اللَيلِ أَدهما
وَكَأسٍ حَباها بِالحَبابِ مِزاجُها / فَأَلقى عَلَيها المَزجُ عِقداً مُنَظَّما
كُمَيتٍ إِذا ما نلتُ مِنها ثَلاثَةً / رَأَيتُ السَما كَالأَرضِ وَالأَرضَ كَالسَما
وَغَشّى عَلى عَينَيَّ مِنها غِشاوَةٌ / فَلا أَنظُرُ الأَشياءَ إِلّا تَوَهُّما
وَأَهيَفَ عسالِ القوامِ كَأَنَّهُ / قَضيبٌ عَلى دِعصٍ مِنَ الرَملِ قَد نَما
تَحَمَّلَ في أَعلاهُ شَمساً أَظَلَّها / بِلَيلٍ وَأَبدى مِن ثَناياهُ أَنجُما
وَما كانَ يَدري ما الصُدودُ وَإِنَّما / تَصَدّى لَهُ الواشونَ حَتّى تَعَلَّما
فَأَصبَحَ غَيري يَجتَني شَهدَ ريقِهِ / شَهِيّاً وَأَجني من تَجَنّيهِ عَلقَما
وَخافَ عَلى الوَردِ الَّذي غَرسَ الحَيا / بِوَجنَتِهِ مِن أَن يُنالَ وَيُلثَما
فَسلَّ عَلَيهِ مُرهَفاً مِن جُفونِهِ / وَأَرسَلَ فيهِ مِن عَذاريهِ أَرقما
أُعَظِّمُهُ مِمّا أَرى مِن جَمالِهِ / كَما عَظَّمَ القِسيسُ عيسى بنَ مَريَما
حَلَفتُ بِرَبِّ الراقِصاتِ إِلى مِنىً / وَمَن فَرضَ السَبعَ الجِمارَ وَمَن رَمى
لَما أَرِ جاتُ الروضِ جاءَت بِها الصَبا / سُحَيراً وَلا الماءُ الزُلالُ عَلى الظَما
وَلا فَرحَةُ الإِثراءِ مِن بَعدِ فاقَةٍ / عَلى قَلبِ مَن نالَ في الدَهرِ مَغنَما
بِأَحسَنَ وَجهاً مِن حَبيبي مُقَطَّباً / فَكَيفَ إِذا عايَنتَهُ مُتَبَسِّما
دَعَت في أَعالي الصُغدِ يَوماً حَمامَةٌ
دَعَت في أَعالي الصُغدِ يَوماً حَمامَةٌ / عَلى فَنَنٍ في ظِلِّ رَيانَ كَاليَمِّ
فَهاجَت مَشوقاً وَاِستَفَزَّت مُتَيَّماً / وَأَبكَت غَريباً وَاِستَخَفَّت أَخا حلمِ
كَأَنيَ مِن أَخبارِ إِنَّ وَلَم يُجِز
كَأَنيَ مِن أَخبارِ إِنَّ وَلَم يُجِز / لَهُ أَحَدٌ في النَحوِ أَن يَتَقَدَّما
عَسى حَرفُ جَرٍّ مِن نَداكَ يَجُرُّني / إِلَيكَ فَأضحي مِن زَماني مُسَلَّما
وَلي حاجَةٌ في جَنبِ جودِكَ سَهلَةٌ
وَلي حاجَةٌ في جَنبِ جودِكَ سَهلَةٌ / وَلكِنَّها عِندي تجلُّ وَتَعظُمُ
فَإِن تُولِنيَها أَحتَسِبها صَنيعَةً / أَقومُ لَها بِالشُكرِ ما قامَ مَوسِمُ
أَجَل أَنا في لَونِ الشَبيبَةِ مُغرَمُ
أَجَل أَنا في لَونِ الشَبيبَةِ مُغرَمُ / وَإِن لَجَّ عُذّالٌ وَأَسرَفَ لُوَّمُ
وَماذا عَلَيهم أَن كَلِفتُ بِأَسوَدٍ / محلتهُ في العَينِ وَالقَلبِ مِنهُمُ
وَقَد عابَني قَومٌ بِتَقبيلِ خَدِّهِ / وَما ذاكَ عَيبٌ أَسوَدُ الرُكنِ يُلثَمُ
لَئِن ضَمَّ جُنحَ اللَيلِ أَثناءُ بُردِهِ / لَقَد شَقَّ عَن مِثلِ الصَباحِ التَبَسُّمُ
وَما شانَهُ لَونُ السَوادِ لِأَنَّهُ / بِغُرِّ الثَنايا وَالخَلائِقِ مُعلَمُ
فَكَم أَشقَرٍ يَومَ النزالِ رَأَيتَهُ ال / سُكَيتَ وَجَلّى يقدمُ النَقعَ أَدهَمُ
وَمُستَعجِمِ الأَلفاظِ يُفصِحُ تارَةً / وَيُرتَجُ عَنهُ تارَةً فَيُجَمجمُ
وَلا بُدَّ أَن أَسعى لِأَفضَلِ رُتبَةٍ
وَلا بُدَّ أَن أَسعى لِأَفضَلِ رُتبَةٍ / وَأَحمِيَ عَن عَيني لَذيذَ مَنامي
وَأَقتَحِمَ الأَمرَ الجَسيمَ بِحَيثُ أَن / أَرى المَوتَ خَلفي تارَةً وَأَمامي
فَإِمّا مَقاماً يَضرِبُ المَجدُ حَولَهُ / سُرادِقَهُ أَو باكِياً لِحِمامي
فَإِن أَنا لَم أَبلُغ مَقاماً أَرومُهُ / فَكَم حَسَراتٍ في نُفوسِ كِرامِ
تَجَوَّعَ لي الشَيخُ الزَكِيُّ وَجاءَني
تَجَوَّعَ لي الشَيخُ الزَكِيُّ وَجاءَني / مَعَ الشَمسِ قَبلَ الشَمسِ يَتلوهُما النَجمُ
وَقَد سَرَّحا ذَقنَيهِما وَتَسَربلا / مِنَ الوَشيِ ما اِزدانَت حَواشيه وَالرقمُ
وَجاءَت بَنو عَبدانَ طُرّاً كَأَنَّما / لَهُم في الَّذي اِستَصحَبتُ مِن عَدَنٍ قِسمُ
وَجاءَ أَبو الفَضلِ الأَمينُ وَعَبدُهُ / كَذِئبي غَضاً قَد مَسَّهُم مِن طَوىً سقمُ
وَأَقبَلَ شَمسُ الدينِ يَسعى مُبادِراً / وَفي كُمهِ لِلنَّهبِ مِن أَدَمٍ كَمُّ
جُموعٌ لَو اَنَّ السَدَّ أَعرَضَ دونَهُم / بَدا مِنهُمُ في جانِبي رتقِهِ ثَلمُ
يَرومونَ خُبزي وَالكَواكِبُ دونَهُ / لَقَد ضَلَّ عَنهُم رَأيُهُم وَنَأى الفَهمُ
أَما عَلِموا أَنَّ الذبابَةَ لا تَرى / طَعامي وَأَنَّ الفارَ عِندي لَها لُجمُ
أَرى اِبن عُنين وَالبَها مُذ توليا
أَرى اِبن عُنين وَالبَها مُذ توليا / عَلى الناسِ وَلَّى الخَيرُ عَن كُلِّ مُسلِمِ
فَوَاللَهِ يا عيسى بِمَن شِئتَ مِنهُما / لعنتَ وَلَو كُنتَ المَسيح اِبن مَريَمِ
لَنا حاكِمٌ أَعمى سَديدٌ قَضاؤُهُ
لَنا حاكِمٌ أَعمى سَديدٌ قَضاؤُهُ / وَلَو كانَ ذا عَينٍ لما سَدَّدَ الحُكما
لَهُ لَهجَةٌ خَرساءُ يَجري بِها القَضا / تَرى فُصحاءَ الناسِ في جَنبِها بُكما
وَلا حُكمَ حينَ يُصلَبُ جَهرَةً / فَحينَئِذٍ لا ظُلمَ تَخشى وَلا هَضما
سِوى ناقِصٍ يَسمو إِلَيهِ وَكامِلٍ / يُرى في حَضيضٍ لا يُقلُّ وَلا يُسمى
إِذا خَرَّ مِنهُ الرَأسُ ثُمَّ نَكستَهُ / غَدا ثاوِياً فَاعجَب وَصَفَّ لَكَ الأَسما
لَهُ الحُكمُ في الدُنيا كَذلِكَ حُكمُهُ / يُنَفَّذُ في الأُخرى فَدقّق لَهُ فهما
إِلى شَرَفِ الدينِ اِقتَضَيتُ مَقالَتي / إِلى سَيِّدٍ حازَ الشَهامَةَ وَالعلما
إِلى مِصقَعٍ لَو قيسَ قُسٌّ بِمِثلِهِ / لألفيتَ قُسّاً في بَلاغَتِهِ فَدما
إِلَيهِ رَجائي أَن يَرُدَّ جَوابَها / فَنَحنُ إِلى نَظمٍ بَديعٍ لَهُ نَظما
وَنَروى متى نَروي بَدائِعَ لَفظِهِ / وَنَظما إِذا لَم نَروِ يَوماً لَهُ نظما
لَكَ الفَضلُ مَجدَ الدينِ شَرَّفَت عَبدَكَ ال
لَكَ الفَضلُ مَجدَ الدينِ شَرَّفَت عَبدَكَ ال / غَريبَ بِنَظمٍ لا نَقيسُ بِهِ نَظما
وَسَقَّيتَني مِن بَحرِ فَضلِكَ شُربَةً / مُقَدَّسَةً صِرفاً حَمَتنِيَ أَن أَظما
وَأَلبَستَني بُرداً مِنَ المَجدِ ضافِياً / جَعَلتَ عَلَيهِ مِن صِفاتِكَ لي رَقما
وَأَلغَزتَ لي في حاكِمٍ غَيرِ مُبصِرٍ / وَلَسنا نَرى فَضلاً لَدَيهِ وَلا عِلما
وَتَقبَلُ مِن أَحكامِهِ كُلُّ أُمَّةٍ / وَلا بَخسَ فيهِ لِلأَنامِ وَلا هَضما
وَقُلتَ بِأَنَّ العَينَ تُبطِلُ حُكمَهُ / نعم يَحتَوي عَيناً وَنُمضي لَهُ الحُكما
وَتَنزِلُ فيهِ الشَمسُ في العامِ مَرَّةً / وَتَرحَلُ عَنهُ مِثلَما نَزَلَت حَتما
فَلَو جَعَلوا المُعتَلَّ هاءً وَرَخَّموا / لَكانَ عَلى كُلِّ الوَرى حُكمُهُ حلما
فَلا زِلتَ مَحروسَ الجنابِ مُسَلَّماً / سَنا مَجدِكَ الأَعلى وَجانِبُكَ الأَسمى
أَيا عالِماً فاقَ الأَنامَ بِعِلمِهِ
أَيا عالِماً فاقَ الأَنامَ بِعِلمِهِ / وَأَبدى خَفِيّاتِ الرُموزِ بِفهمِهِ
أَبِن لِيَ ما اسمٌ لَيتَ لي يُمنَ مَن بِهِ / تَسَمّى وَلَو يَوماً مِنَ الدَهرِ بِاسمِهِ
بِتَصحيفِكَ الثاني وَحَذفِكَ ثالِثاً / يَصيرُ حَيّاً يُحيي البِلادَ بِسِجمِهِ
فَإِن تَحذِفِ الحَرفَ الَّذي هُوَ أَوَّلٌ / تُصادِف لَهُ عِشرينَ شبهاً بِجِسمِهِ
تَيَمَّمتُ سَعدَ اللَهِ لِلفَألِ بِاسمِهِ
تَيَمَّمتُ سَعدَ اللَهِ لِلفَألِ بِاسمِهِ / وَقُلتُ كَريمٌ بَينَ موسى وَمَريَمِ
فَأَلفَيتُهُ يَهوى النَدى فَتَرُدُّهُ / عروقٌ إِلى أَخوالِهِ الزرقِ تَنتَمي
إِذا أَيقَظَتهُ نَخوَةٌ عَرَبِيَّةٌ / إِلى المَجدِ قالَت أَرمنيَّتُهُ نَمِ
فَباتَت قَوافي الشِعرِ بَينَ أَضالِعي / تَجيشُ وَأَمواجُ الأَراجيزِ تَرتَمي
أَهمُّ وَيعتاقُ اللِسانَ عَنِ الخَنا / وَعَن ذِكرِهِ بِالسوءِ إِحسانُ مُسلِمِ
فَتىً عَرَبِيُّ الخالِ وَالعَمِّ طاهِرُ ال / أَرومَةِ وَالأَخلاقِ وَالفَرجِ وَالفَمِ