المجموع : 11
نسيب ولكن بالقنا والصوارم
نسيب ولكن بالقنا والصوارم / ومدح ولكن للعلى والمكارم
ومقتضبات من قواف كأنها / جواهر لم تعبث بها كف ناظم
شغلت بأوصاف المظفر خاطراً / يرى مدحه إحدى الفروض اللوازم
فما أحسن التشبيب إلا بذكره / وإن هام قلبي بالسواجي السواجم
وفي كل شيء من شريف عتاده / علاقة مشتاق وسلوة هائم
فإن عرضت لي مقربات جياده / نسيت بها سرب الظباء النواعم
وإن بسمت يوماً بروق سيوفه / ذهلت به عن بارقات المباسم
وإن لمعت في الليل روض نصاله / ذكرت بها زهر النجوم العواتم
أراك إذا قارعت يا بدر خطة / من الدهر لم تقرع لها سن نادم
وإن نزلت في عقوتيك لقيتها / بمجتبك الأراء ماضي العزائم
ولله عزم ليلة السبت أسفرت / صبيحته عن مسفر الوجه باسم
يهون على حديه في نصرة الهدى / لقاؤهما برد السرى والسمائم
طويت بساط الأرض في نصف ليلة / كأنك طيف زار أجفان نائم
تطير بك الجرد العتاق كأنما / قوائمها من سرعة كالقوادم
كتمت السرى حتى كأنك في الدجى / خيال ملم أو سريرة كاتم
سبقت نسيم الريح لما رأيتها / تبلغ أنفاس السها للنعائم
تخوفت منها أن تنم إليهم / بمسراكم والريح أم النمائم
فما استنشقت ريح الصباح خياشم / من القوم إلا والقنا في الخياشم
رميتهم بالصافنات وفوقها / ضراغم لا يفرسن غير الضراغم
إذا اعتقلوا سمر الوشيج حسبتهم / أراقم ينهشن العدى بأراقم
تظنهم في الروع خرساً وبينهم / كلام بأطراف الرماح الهواجم
توهم بهرام ويوسف ضلة / من الرأي لم تخطر على وهم واهم
هما جمعا ضغثاً كثيراً ومنيا / نفوسهما منهم بأضغاث حالم
وقد قسم الرحمن بينهما البلا / بما فعلا والله أعدل قاسم
فهذا له بالأسر فقر وذلة / وهذا له بالقتل حز الغلاصم
وكانا يظنان الظنون جهالة / بمن ألفاه من لفيف الأعاجم
فلما التقى الجمعان بالحي أصبحا / يعضان فها حسرة بالأباهم
وصبحهم بدر بن رزيك معلماً / بجيش كموج الأخضر المتلاطم
كأن اشتعال الرزق في ليل نقعه / كواكب في قطع من الليل فاحم
كأن وميض البيض في جنباته / بروق سرت في عارض متلاطم
وأرسلتها مثل النسور كواسراً / تسوق حماماً نحو سرب الحمائم
صدمتهم منها بجرد صلادم / فصدعهم صدم الجياد الصلادم
طلعت وفيهم نجدة وحمية / وهم بين مهزوم هناك وهازم
وقد منع الأبطال أن لا تزورهم / نبال كمنهل من الوبل ساجم
وفي خيلهم كر وفر وعندهم / طعان وضرب بالقنا واللهاذم
فغادرتهم بالحي صرعى كأنهم / بقية زرع من حصيد وقائم
نثرت بحد السيف ما نظم القنا / هنالك من عقد الطلى والمعاصم
وأدركتهم والأرض واسعة الفضا / فصيرتهم في مثل حلقة خاتم
فأضحوا وهم من بعد غبطة حاسد / لنعمتهم يرجون رحمة راحم
ورحت سليم العرض من كل وصمة / ولكن حد السيف ليس بسالم
ولما رأيت الناس من خيفة الردى / وأوجههم ما بين ساه وساهم
رميت سواد الجيش بالجيش فانجلت / عجاجته عن أرع وجماجم
حملت عليهم حملة فارسية / فمزقت ثوب المأزق المتلاحم
وأوقدت نار الحرب ثم اصطليتها / بعزم مشى في جمرها المتجاحم
وباشرتها جهراً بنفس كريمة / تصان وتفدى بالنفوس الكرائم
فساد كفاه الله منك بمصلح / وداء شفاه الله منك بحاسم
وكم غمة لولا أبو النجم أصبحت / قذى في عيون أو شجاً في حلاقم
ومعضلة جلى دحاها ولم يزل / ملياً بكشف المعضل المتفاقم
وخطب عظيم قام في دفع صدره / وما زال مذخوراً لدفع العظائم
ينادى لأمر لا ينادى وليده / إذا حزم الإشفاق شمل الحيازم
تلقى تميماً حين أقبل طالباً / منى قطعت منه مناط التمائم
وقابله الملك الهمام بعزمة / غدا قاعداً عن مجدها كل قائم
وما افترق الجيشان إلا ورأسه / يميل على غصن من الخط ناعم
وأعوانه عون على ما يسؤوه / وجثمانه طعم النسور الحوائم
وما كان ذاك الجمع إلا غنيمة / لبدر وإلا عدة للهزائم
همام يروع الأسد في كل مأزق / ويصحبه التأييد في كل مأزم
فتى عدمت أيدي الليالي قناته / فألفته أيديهن صلب المعاجم
أخو الحزم ولإقدام مازال عنده / شجاعة هجام وتدبير حازم
تراه غداة الحرب أول طاعن / رعيلاً ويوم السلم آخر طاعم
أفاد جسيمات الأيادي تبرعاً / وخلد ذكر المأثرات الجسائم
أحاديث من حلم وبأس ونائل / تجدد ذكرى السؤدد المتقادم
نسينا بها أخبار قيس بن عاصم / وعمرو بن معدي وكعب وحاتم
ولاؤك مفروض على كل مسلم
ولاؤك مفروض على كل مسلم / وحبك في الدارين أفضل مغنم
إذا المرؤ لم يكرم بحبك نفسه / غدا وهو عند الله غير مكرم
ورثت الهدى عن نص عيسى بن حيدر / وفاطمة لا نص عيسى بن مريم
وقال أطيعوا لابن عمي فإنه / أميني على سر الإله الملثم
كذلك وصى المصطفى في ابن عمه / إلى منجد يوم الغدير ومتهم
على يستوي فيه قديم وحادث / وإن كان فضل السبق للمتقدم
ملكت قلوب المسلمين ببيعة / أمدت بعقد من ولائك مبرم
وأوتيت ميراث البسيطة عن أب / وجد مضى عنها ولم يتقسم
لك الحق فيها دون كل منازع / ولو أنه نال السماك بسلم
ولو حفظوا فيك الوصية لم يكن / لغيرك في أقطارها دور درهم
فمنهم فروع في قصي قصية / وأنت ابن بنت المصطفى حين تنتمي
وما كل خضراء الغصون بنبعة / ولا كل عيدان القنا بمقوم
تحملت من ثقل الخلافة ما وهت / قواعد رضوى تحته ويلملم
وجدد من سم الشريعة ما عفا / وأحييت من أعلامها كل معلم
وقمت بعهد الله بين عباده / أميناً وعهد العشر لم يتصرم
ليعلم أن الله جل جلاله / أفادك معنى العلم قبل التعلم
وأنك نور للهدى متجسد / ولست كأجساد من اللحم والدم
وأنك محروس المكانة عنده / حراسة معصوم البصيرة ملهم
ولولا التغالي قلت فيك مقالة / يخلدها في جبهة الدهر ميسمي
ولكن كفاني ذاك أنك خالد ال / مناقب في آي من الذكر محكم
وكل زمان أو مكان رضيتم / به فهو في الإسلام أكرم موسم
فلم تشرف البطحاء لولا صلاتكم / إلى جبهة البيت العتيق المحرم
ولا قدم الشهر المحرم قبل ما / عداه سوى تقديمكم للمحرم
هو العام جاء السعد يحدو ركابه / وقد قدمت أيامه خير مقدم
بداية سعد لا يزال دوامها / يصاحبه الإقبال غير متمم
أما والمقام العاضدي فإنه / أجل يمين في ألية مقسم
لقد جملت أبناء رزيك دولة / جعلت مدار الأمر فيها عليهم
وأضحوا سواراً في يمين زمانها / وسوراً عل الإسلام غير مهدم
وجلوا بنور العدل كل ظلامة / فما أن ترى في الناس من متظلم
وقام بأمر الملك منهم متوج / له بينهم حكم العزيز المحكم
ترى سيماء الملك فوق جبينه / يلوح لعين الناظر المتوسم
مهيب السطى لولا تبسم وجهه / لما كان فوق الأرض من متبسم
تظل المنايا والمنى في زمانه / مقسمة ما بين بؤس وأنعم
فلله مجد صالحي ورثته / وشنشنة نيطت عراها بأخزم
أعرت المنايا شيمة عادلية / وعلمتهن البشر بعد التجهم
فلا الجو من بعد الصباح بمشمس / ولا هو من بعد المساء بمظلم
وكانت نفوس الناس تخشاك قبل أن / ملكت ويجلى كل ظن مرجم
وقالوا أملك قاهر وشبيبة / وصولة شبل طالب ثار ضيغم
فأخلفت ما ظنوا بأحسن سيرة / يفوح بها مسك الثناء من الفم
وقلمت ظفر الشر عنهم فقبلوا / أنامل كف برها لم يقلم
وألفت أشتات القلوب برأفة / حبيب إليها العفو عن كل مجرم
جمعت إلى ما سرها من كرامة / مكارم أوجدن الغنى كل معدم
مواهب لم تفرح بها نفس واهب / سواك ولم تسمح بها كف منعم
غدا لك فيها الحمد من جملة الورى / وللصالح الهادي ثواب الترحم
إذا نحن قلنا ما عسى أن نريده / وقد جزت عن حد الندى والتكرم
صبرت على الأوهام حتى إذا انتهت / أتيت بأخرى لم تكن في التوهم
فقدنا زماناً لست مالك أمره / فما بعد فقد الماء غير التيمم
ولا برحت علياك في كل موسم / معظمة في ذا المقام المعظم
هب النبط لم تعرف طريقاً إلى العلى
هب النبط لم تعرف طريقاً إلى العلى / ولا سمعت أخبار كعب وحاتم
فما لقريش وهي أكبر حجة / نقيم بها شرع الندى والمكارم
تكلفنا بعد الولاء عقوقها / على الضيم أو نقض العرى والعزائم
عسى شيمة الأنباط وهي ذميمة / تغيرها الأسباط من آل هاشم
شكا ألم التوديع وهو أليم
شكا ألم التوديع وهو أليم / محب بروعات الفراق عليم
وذم حميد العيش من بعد راحل / صحيح الأماني أو يعود سقيم
أفي مثل عز الدين تفجعنا النوى / ولا يغتدي فوق الوجوه وجوم
أغر له من بيت عامر سؤدد / له المجد منه حادث وقديم
نودع من عالي ركابيه حضرة / لها الحمد منه ظاعن ومقيم
مضت معه الأرواح فاستوحشت لها / معالم من أجسادنا ورسوم
فأنت حياة ليس من دونها غنى / وأنت حياً هام ونحن هشيم
ألا حبذا في العمر يوم وليلة / يهب لنا بالقرب منك نسيم
ونثلم من بعد الثرى بطن راحة / أناملها فوق الغيوم غيوم
وما للغنى أزمعت بيناً وإنما / غناؤك في الخطب العظيم عظيم
وأنت الذي مازال في كل حادث / يجلي سواد الخطب وهو بهيم
وأقسم ما فوق البسيطة جاهل / بأنك للملك العقيم قسيم
وأنك من أقوى قواعده التي / بها مقعد عند العدى ومقيم
فأوص بنا صرف الزمان فإنه / لئيم وإن أوصيته فكريم
لئن قل صبر فالمصاب عظيم
لئن قل صبر فالمصاب عظيم / وإن جل شكر فالثواب جسيم
تحيرت في شكر الزمان ولومه / فلم أدر بعد الشكر كيف ألوم
غدا الدهر محمود الفعال إلى الورى / وعهدي به بالأمس وهو ذميم
وسر قلوباً بعد أن كان ساءها / ففي كل قلب جنة وجحيم
لئن عرضت للفائز الطهر نقلة / فأنت أمير المؤمنين مقيم
وإن حسدتنا جنة الخلد قربه / فقربك منا جنة ونعيم
ورثت الهدى بالنص عنه وقوله / أخي وابن عمي إن عدمت يقوم
وقد سن ذاك المصطفى في ابن عمه / فمن شرفيكم حادث وقديم
حكت بيعة الرضوان بيعتك التي / يصح بها الإيمان وهو سقيم
وقد ربحت والحمد لله صفقة / لها من رقاب المؤمنين لزوم
يدا الله فيها فوق أيد أعاذها / من النكث عقد في ولاك سليم
تواليك بالإخلاص فيها سرائر / تصلي لكم لولا التقى وتصوم
لقد رامت الأيام أمراً فنلنه / وما أقدر الأقدار حين تروم
طرقن بأم النائبات فأشرفت / على الموت أرواح لنا وجسوم
ولولا سيوف العاضدي طلائع / لخف وقور عنده وحليم
سيوف إذا ضاق المجال عن القنا / فهن لهامات الخصوم خصوم
ولكنه الطود الذي لا تهزه / رياح ولو هبت وهن حسوم
إذا طاشت الأحلام سكن جأشها / بعزم يجلي الخطب وهو بهيم
له سطوة لا يأمن الدهر بأسها / وبطش إذا ما الحلم ضاق أليم
وقلب له في نصرة الله غلظة / ولكنه بالمؤمنين رحيم
أقول لراج ألجمته مهابة / فأحجم خوفاً منك وهو كظيم
تشاجع ولا يمنعك هيبة ملكه / وسله وكثر فالكريم كريم
مليك له من آل رزيك عصبة / تحل خناق الخطب وهو عظيم
هو البدر حفته نجوم كثيرة / بها لشياطين النفاق رجوم
تنير وجوه القوم في كل موقف / يلوح به فوق الوجوه وجوم
ليوث وسمر السمهرية غابها / غيوث لها النقع المثار غيوم
هم وسموا رقي بحسن اصطناعهم / وكم حفظت رق الجياد وسوم
هم خلصوني منعمين بأنفس / لها الدهر عبد والزمان خديم
فأم المعالي لن تجيء بمثلهم / على أنها الأم الولود عقيم
لهم شرف باق بأبلج كشفت / به كرب عن ذي الورى وغموم
أقر نصاب العز في آل أحمد / كفيل لهم لا للقضاة زعيم
عدو معاديهم ولي وليهم / خبير بأسرار الولاء عليم
يجاهد فيهم سيفه ولسانه / ورب كلام كان منه كلوم
وزير به شد المهيمن أزرهم / وأثرى به الإسلام وهو عديم
فدى لأبي الغارات أهل ممالك / أحاديثهم قبل الممات رميم
يعمهم اسم الملك ثم يخصه / فيبطل من بعد الخصوص عموم
وما كل محمود السجايا محمد / لا كل من يوحى إليه كليم
لياليك من بشر تهش وتبسم
لياليك من بشر تهش وتبسم / وأيامك الحسنى بمجدك تقسم
يسوق التهاني طاعة ومحبة / على بابك الميمون عيد وموسم
لك الحظ من عامين ماض ومقبل / يحثهما ذو حجة ومحرم
فمستقبل أضحى بشكرك يبتدي / وماض وقد أمسى بذكرك يختم
وفي مثل هذا الشهر عرفت يمنه / سما بك عزم نحو يحيى مصمم
تيممت أعمال الصعيد لحربه / فضاق به فوق الصعيد التيمم
جلبت إليه عصبة كاملية / بأمثالهم تبنى المعالي وتهدم
إذا نطقت يوم الجلاد سيوفها / فإن لسان النصر منهم يفهم
تريك سنى الأصباح منها أسنة / حكتهن في ليل العجاجة أنجم
صدمت بها يحيى وقد كاد أمره / وتدبيره الثاني يتم ويبرم
فعثرت مسعاه وأطفأت ناره / وعوقت مجرى سيله وهو خضرم
ولم يقدم الفسطاط إلا وعزمه / يؤخر رجلاً خوفه ويقدم
أرادت قريش نصره وولاءه / وما ذاك إلا للمخافة منكم
وإلا فلم تنكر قريش بأنكم / سنام العلى والناس خف ومنسم
وقد علمت أحلامها وعقولها / غداة عصتكم أنها سوف تندم
وما جهلت أيام إسنى وطنبد / وساحل هروط بأنك ضيغم
وقفت بها تحمي فوارسك التي / كفيت أذاهم حين دافعت عنهم
وأبقيت فيها يا شجاع بن شاور / طرازاً على كم الشجاعة يرقم
وإن عجيباً أن سيفك في الوغى / محل لأرواح العدى وهو محرم
وقد ولدت منك الوزارة واحداً / له النصر يوم الروع والنصل توأم
لئن عرفت منك الشناشن في الوغى / فوالدك الهادي أبو الفتح أخزم
أمير الجيوش العاضدي الذي غدت / بطاعته الأقدار تعطي وتحرم
أخو معجزات لم يصل قط كاهن / إلى السر من مكنونها أو منجم
وكم من يد قد نازعتكم إلى العلى / ففزتم بها والله بالغيب أعلم
وقد أعرضت عمن سواكم فلم تبت / أعنتها إلا إليكم تسلم
حملت من الأثقال عن قلب شاور / نوائب لا يقوى بهن يلملم
إذا نابه أمر فإنك مخدم / وإن نابه ثغر فإنك لهذم
تكفلت عنه رحلة الصيف والشتا / كأنك تلتذ الشقاحين ينعم
فيوماً إلى أنجاده أنت منجد / ويوماً إلى إسعاده أنت متهم
نهضت لأعمال المحلة نهضة / يداوى بها جسم العلى حين يسقم
ومهدت أكناف البلاد بهيبة / كفتك وما أهريق بالسيف محجم
بثثت بها بأساً وجوداً تنافيا / كما تتنافى جنة وجهنم
فلم يبق فيها من عفاتك معدم / ولم يبق فيها من عذابك مجرم
وعدت إلى دست الوزارة قافلاً / وجيشك بالتأييد والنصر معلم
وكفك مبسوط وعدلك شامل / ومجدك محروس ونهجك أقوم
وأضحت رحاب الملك لما حللتها / تحيا بتعفير الوجوه وتلثم
أعدت على الأيام كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
فلو بلغت نحو السماء بلاغة / لباتت لك الشعرى مع الشعر تنظم
أناجيك والهم الدخيل مقيم
أناجيك والهم الدخيل مقيم / وأدعوك والصبر الصحيح سقيم
قست رأفة الدنيا فلا الدهر عاطف / علي ولا عبد الرحيم رحيم
عفا الله عن آرائه كل فترة / كلام العدى فيها علي كلوم
وسامحه في قطع رزق بفضله / وصلت إليه والزمان ذميم
ألا هل له عطف علي فإنني / فقير إلى ما اعتدت منه عديم
ألا هب لنا من حية الهم رقية / فإنك من ليل السليم سليم
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة / جنيت بها من جودكم ثمر العلم
وأحضرتموني في صدور مجالس / سرت بعلاكم وهي أعلى من النجم
فهل أنت يا ذخر الأئمة مقبل / علي ومجر لي على سابق الرسم
فإن ابتسام البرق ليس بنافع / إذا لم يبت فوق الثرى صوبه يهمي
ومن عجب أن مر حول مجرم / بما ساءني من غير ذنب ولا جرم
أمور غدت في النفس منها حزازة / وحظ يحز الدهر فيه إلى العظم
وما جاءني من قلة الحزم حادث / وإني لمدلول على طرق الحزم
ولكنها الأقدار تمضي صروفها / على المرء مختاراً لها وعلى الرغم
وكم من يد مجدية فارسية / أتتني كما يأتي الشفاء إلى السقم
فقل لليالي قد حللت ببرزخ / يحيط به بحران فضلهما يطمي
إذا اختار غيري ساحل اليم مورداً / وجدت جهاتي كلها ساحل اليم
وفي أي ظل منهما كنت نازلاً / رأيت نزول المكرمات على حكمي
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً / وأجياد شعري ما عليهن ميسم
وأنسيتني حتى وقفت مذكراً / بنفسي وقوفاً حقه لك يلزم
وألغيتني حتى رأيت غنيمة / دخولي مع الجم الغفير أسلم
كأني لم أخدمكم في مواطن / أصرح فيها والرجال تجمجم
ولم أغش هذا الباب أيام لم يكن / تضايقني فيه الرجال وتزحم
كذبت على نفسي إذا قمت شاكراً / وليس لسان الحال فيها يترجم
وقالوا تجمل لا تخل بعادة / عرفت بها فالصبر أولى وأحزم
وهل بعد عبادان تعلم قرية / كما قيل أو مثل بن شاور يعلم
تسائلني عن قصتي متجاهلاً
تسائلني عن قصتي متجاهلاً / لتوجد لي عذراً وعندك علمها
وتدعو على الجاني بكل عظيمة / وأنت أبوها يا صديقي وأمها
عنان الليالي في يديك مسلم
عنان الليالي في يديك مسلم / ومجدك من أحداثهن مسلم
سبقت الملوك السابقين وفت من / يجيء فأنت السابق المتقدم
ستروي مساعيك الليالي بألسن / مآثرها في صفحة الدهر ترقم
ويحدث جيل بعد جيل وكلهم / بذكرك يبدأ أو بشكرك يختم
إذا قرنت فيهم مآثر شاور / وسيرته صلوا عليه وسلموا
فأما ملوك الأرض شرقاً ومغرباً / فإنك شمس لو رأوا نورها عموا
عذرناهم في العجز عما بلغته / وليسوا بمعذورين أن يتعلموا
فإنك يا بدر الزمان وفرده / حجرت عليه أن يرى لك توأم
وألزمته أن يجلب الفجر والدجى / إليك وفي الأحكام ما ليس يلزم
فقاد عنان الصبح والصبح أشهب / وساق إليك الليل والليل أدهم
فوافاك هذا وهو بالعز مسرج / وزارك هذا وهو بالنصر ملجم
ووافق أمر الله أمرك فيهما / موافقة يجري به الرزق والدم
فلا ظفر إلا بسيفك يجتنى / ولا عدم إلا بسيبك يعدم
ليهنك أن الذل والعز أصبحا / وقد قسما فيمن تهين وتكرم
وأن قضاء الله مصغ بسمعه / إلى حفظ ألفاظ بها تتكلم
وإنك تبني حول قوم بلفظة / وتبني بأخرى حال قوم فتهدم
وأنت الذي يرمي بك الله إن رمى / ومن نصره قوس وسيف وأسهم
أجرت الهدى يا ابن المجير فأصبحت / عليك ثنايا الدين تثني وتبسم
لك الحمد عن آل النبي محمد / ومثلك من يستوجب الحمد منهم
كفلت لهم أن يكشف الغم عنهم / ولو أنه قطع من الليل مظلم
كأنك ما في الأرض غيرك مؤمن / ولي ولا في الأرض غيرك مسلم
حسرت لثام الخوف عن وجه ملكهم / ووجهك بالنقع المثار ملثم
جلوت جبيناً مثل سيفك أبيضاً / عليه قناع بالعجاجة أقتم
وذدت الأعادي عن حريم خلائف / حمى حلها سيف بكفك محرم
لعمري لقد فرجت عن مصر غمة / تشيب لها الأهرام خوفاً ويهرم
ويا طالما كشفت عنها عظيمة / يكاد لها وجه المقطم يحطم
ولولا دفاع الله عنها بشاور / لأمسى عليها للمذلة ميسم
وغادرها غدر الزمان وريبه / وأكثر من فيها يتيم وأيم
ولكن تلافاها أبو الفتح ناظماً / فرائد شمل لم تكن قط تنظم
فما يتقى كسر وجودك جابر / ولا يشتكى جرح وسيفك مرهم
رفعت ببسط العدل كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
وما أهون الدنيا عليك وإنها / لتكبر في عين الملوك وتعظم
بسطت على الآمال عفواً ونائلاً / فأغني محروم وأومن مجرم
لك الأرض ملك والملوك رعية / وأنت بمن ترعى أبر وأرحم
ولابد من زرع الرعايا وردعهم / وذلك في حكم السياسة أحزم
لسانك فيه بالوعيد مصرح / وقلبك ينهاه التقى فيجمجم
وما ضرهم أن بات قلبك بارداً / ولفظك نار جمرها يتضرم
لقد عمت الأفراح أيامنا بكم / فلا يوم إلا وهو عيد وموسم
وحيتكم الأفلاك خير تحية / أتاكم بها قبل الشهور المحرم
تهنوا بعام قابلتكم سعوده / بدولة إقبال تدوم وتسلم
ملكتم بنعماكم ضميري فخاطري / إليكم يصلي أو يصوم ويحرم
وأغنيتموني أن أقول تحرضاً / بدأتم بمعروف إلي فتمموا
واغنيتموا فكري عفا الله عنكم / فشكراً لا أوليتم وصنعتم
سيثني عليكم ضيفكم وغريبكم / ثناء جميلاً والزمان له فم