القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 11
نسيب ولكن بالقنا والصوارم
نسيب ولكن بالقنا والصوارم / ومدح ولكن للعلى والمكارم
ومقتضبات من قواف كأنها / جواهر لم تعبث بها كف ناظم
شغلت بأوصاف المظفر خاطراً / يرى مدحه إحدى الفروض اللوازم
فما أحسن التشبيب إلا بذكره / وإن هام قلبي بالسواجي السواجم
وفي كل شيء من شريف عتاده / علاقة مشتاق وسلوة هائم
فإن عرضت لي مقربات جياده / نسيت بها سرب الظباء النواعم
وإن بسمت يوماً بروق سيوفه / ذهلت به عن بارقات المباسم
وإن لمعت في الليل روض نصاله / ذكرت بها زهر النجوم العواتم
أراك إذا قارعت يا بدر خطة / من الدهر لم تقرع لها سن نادم
وإن نزلت في عقوتيك لقيتها / بمجتبك الأراء ماضي العزائم
ولله عزم ليلة السبت أسفرت / صبيحته عن مسفر الوجه باسم
يهون على حديه في نصرة الهدى / لقاؤهما برد السرى والسمائم
طويت بساط الأرض في نصف ليلة / كأنك طيف زار أجفان نائم
تطير بك الجرد العتاق كأنما / قوائمها من سرعة كالقوادم
كتمت السرى حتى كأنك في الدجى / خيال ملم أو سريرة كاتم
سبقت نسيم الريح لما رأيتها / تبلغ أنفاس السها للنعائم
تخوفت منها أن تنم إليهم / بمسراكم والريح أم النمائم
فما استنشقت ريح الصباح خياشم / من القوم إلا والقنا في الخياشم
رميتهم بالصافنات وفوقها / ضراغم لا يفرسن غير الضراغم
إذا اعتقلوا سمر الوشيج حسبتهم / أراقم ينهشن العدى بأراقم
تظنهم في الروع خرساً وبينهم / كلام بأطراف الرماح الهواجم
توهم بهرام ويوسف ضلة / من الرأي لم تخطر على وهم واهم
هما جمعا ضغثاً كثيراً ومنيا / نفوسهما منهم بأضغاث حالم
وقد قسم الرحمن بينهما البلا / بما فعلا والله أعدل قاسم
فهذا له بالأسر فقر وذلة / وهذا له بالقتل حز الغلاصم
وكانا يظنان الظنون جهالة / بمن ألفاه من لفيف الأعاجم
فلما التقى الجمعان بالحي أصبحا / يعضان فها حسرة بالأباهم
وصبحهم بدر بن رزيك معلماً / بجيش كموج الأخضر المتلاطم
كأن اشتعال الرزق في ليل نقعه / كواكب في قطع من الليل فاحم
كأن وميض البيض في جنباته / بروق سرت في عارض متلاطم
وأرسلتها مثل النسور كواسراً / تسوق حماماً نحو سرب الحمائم
صدمتهم منها بجرد صلادم / فصدعهم صدم الجياد الصلادم
طلعت وفيهم نجدة وحمية / وهم بين مهزوم هناك وهازم
وقد منع الأبطال أن لا تزورهم / نبال كمنهل من الوبل ساجم
وفي خيلهم كر وفر وعندهم / طعان وضرب بالقنا واللهاذم
فغادرتهم بالحي صرعى كأنهم / بقية زرع من حصيد وقائم
نثرت بحد السيف ما نظم القنا / هنالك من عقد الطلى والمعاصم
وأدركتهم والأرض واسعة الفضا / فصيرتهم في مثل حلقة خاتم
فأضحوا وهم من بعد غبطة حاسد / لنعمتهم يرجون رحمة راحم
ورحت سليم العرض من كل وصمة / ولكن حد السيف ليس بسالم
ولما رأيت الناس من خيفة الردى / وأوجههم ما بين ساه وساهم
رميت سواد الجيش بالجيش فانجلت / عجاجته عن أرع وجماجم
حملت عليهم حملة فارسية / فمزقت ثوب المأزق المتلاحم
وأوقدت نار الحرب ثم اصطليتها / بعزم مشى في جمرها المتجاحم
وباشرتها جهراً بنفس كريمة / تصان وتفدى بالنفوس الكرائم
فساد كفاه الله منك بمصلح / وداء شفاه الله منك بحاسم
وكم غمة لولا أبو النجم أصبحت / قذى في عيون أو شجاً في حلاقم
ومعضلة جلى دحاها ولم يزل / ملياً بكشف المعضل المتفاقم
وخطب عظيم قام في دفع صدره / وما زال مذخوراً لدفع العظائم
ينادى لأمر لا ينادى وليده / إذا حزم الإشفاق شمل الحيازم
تلقى تميماً حين أقبل طالباً / منى قطعت منه مناط التمائم
وقابله الملك الهمام بعزمة / غدا قاعداً عن مجدها كل قائم
وما افترق الجيشان إلا ورأسه / يميل على غصن من الخط ناعم
وأعوانه عون على ما يسؤوه / وجثمانه طعم النسور الحوائم
وما كان ذاك الجمع إلا غنيمة / لبدر وإلا عدة للهزائم
همام يروع الأسد في كل مأزق / ويصحبه التأييد في كل مأزم
فتى عدمت أيدي الليالي قناته / فألفته أيديهن صلب المعاجم
أخو الحزم ولإقدام مازال عنده / شجاعة هجام وتدبير حازم
تراه غداة الحرب أول طاعن / رعيلاً ويوم السلم آخر طاعم
أفاد جسيمات الأيادي تبرعاً / وخلد ذكر المأثرات الجسائم
أحاديث من حلم وبأس ونائل / تجدد ذكرى السؤدد المتقادم
نسينا بها أخبار قيس بن عاصم / وعمرو بن معدي وكعب وحاتم
ولاؤك مفروض على كل مسلم
ولاؤك مفروض على كل مسلم / وحبك في الدارين أفضل مغنم
إذا المرؤ لم يكرم بحبك نفسه / غدا وهو عند الله غير مكرم
ورثت الهدى عن نص عيسى بن حيدر / وفاطمة لا نص عيسى بن مريم
وقال أطيعوا لابن عمي فإنه / أميني على سر الإله الملثم
كذلك وصى المصطفى في ابن عمه / إلى منجد يوم الغدير ومتهم
على يستوي فيه قديم وحادث / وإن كان فضل السبق للمتقدم
ملكت قلوب المسلمين ببيعة / أمدت بعقد من ولائك مبرم
وأوتيت ميراث البسيطة عن أب / وجد مضى عنها ولم يتقسم
لك الحق فيها دون كل منازع / ولو أنه نال السماك بسلم
ولو حفظوا فيك الوصية لم يكن / لغيرك في أقطارها دور درهم
فمنهم فروع في قصي قصية / وأنت ابن بنت المصطفى حين تنتمي
وما كل خضراء الغصون بنبعة / ولا كل عيدان القنا بمقوم
تحملت من ثقل الخلافة ما وهت / قواعد رضوى تحته ويلملم
وجدد من سم الشريعة ما عفا / وأحييت من أعلامها كل معلم
وقمت بعهد الله بين عباده / أميناً وعهد العشر لم يتصرم
ليعلم أن الله جل جلاله / أفادك معنى العلم قبل التعلم
وأنك نور للهدى متجسد / ولست كأجساد من اللحم والدم
وأنك محروس المكانة عنده / حراسة معصوم البصيرة ملهم
ولولا التغالي قلت فيك مقالة / يخلدها في جبهة الدهر ميسمي
ولكن كفاني ذاك أنك خالد ال / مناقب في آي من الذكر محكم
وكل زمان أو مكان رضيتم / به فهو في الإسلام أكرم موسم
فلم تشرف البطحاء لولا صلاتكم / إلى جبهة البيت العتيق المحرم
ولا قدم الشهر المحرم قبل ما / عداه سوى تقديمكم للمحرم
هو العام جاء السعد يحدو ركابه / وقد قدمت أيامه خير مقدم
بداية سعد لا يزال دوامها / يصاحبه الإقبال غير متمم
أما والمقام العاضدي فإنه / أجل يمين في ألية مقسم
لقد جملت أبناء رزيك دولة / جعلت مدار الأمر فيها عليهم
وأضحوا سواراً في يمين زمانها / وسوراً عل الإسلام غير مهدم
وجلوا بنور العدل كل ظلامة / فما أن ترى في الناس من متظلم
وقام بأمر الملك منهم متوج / له بينهم حكم العزيز المحكم
ترى سيماء الملك فوق جبينه / يلوح لعين الناظر المتوسم
مهيب السطى لولا تبسم وجهه / لما كان فوق الأرض من متبسم
تظل المنايا والمنى في زمانه / مقسمة ما بين بؤس وأنعم
فلله مجد صالحي ورثته / وشنشنة نيطت عراها بأخزم
أعرت المنايا شيمة عادلية / وعلمتهن البشر بعد التجهم
فلا الجو من بعد الصباح بمشمس / ولا هو من بعد المساء بمظلم
وكانت نفوس الناس تخشاك قبل أن / ملكت ويجلى كل ظن مرجم
وقالوا أملك قاهر وشبيبة / وصولة شبل طالب ثار ضيغم
فأخلفت ما ظنوا بأحسن سيرة / يفوح بها مسك الثناء من الفم
وقلمت ظفر الشر عنهم فقبلوا / أنامل كف برها لم يقلم
وألفت أشتات القلوب برأفة / حبيب إليها العفو عن كل مجرم
جمعت إلى ما سرها من كرامة / مكارم أوجدن الغنى كل معدم
مواهب لم تفرح بها نفس واهب / سواك ولم تسمح بها كف منعم
غدا لك فيها الحمد من جملة الورى / وللصالح الهادي ثواب الترحم
إذا نحن قلنا ما عسى أن نريده / وقد جزت عن حد الندى والتكرم
صبرت على الأوهام حتى إذا انتهت / أتيت بأخرى لم تكن في التوهم
فقدنا زماناً لست مالك أمره / فما بعد فقد الماء غير التيمم
ولا برحت علياك في كل موسم / معظمة في ذا المقام المعظم
هب النبط لم تعرف طريقاً إلى العلى
هب النبط لم تعرف طريقاً إلى العلى / ولا سمعت أخبار كعب وحاتم
فما لقريش وهي أكبر حجة / نقيم بها شرع الندى والمكارم
تكلفنا بعد الولاء عقوقها / على الضيم أو نقض العرى والعزائم
عسى شيمة الأنباط وهي ذميمة / تغيرها الأسباط من آل هاشم
شكا ألم التوديع وهو أليم
شكا ألم التوديع وهو أليم / محب بروعات الفراق عليم
وذم حميد العيش من بعد راحل / صحيح الأماني أو يعود سقيم
أفي مثل عز الدين تفجعنا النوى / ولا يغتدي فوق الوجوه وجوم
أغر له من بيت عامر سؤدد / له المجد منه حادث وقديم
نودع من عالي ركابيه حضرة / لها الحمد منه ظاعن ومقيم
مضت معه الأرواح فاستوحشت لها / معالم من أجسادنا ورسوم
فأنت حياة ليس من دونها غنى / وأنت حياً هام ونحن هشيم
ألا حبذا في العمر يوم وليلة / يهب لنا بالقرب منك نسيم
ونثلم من بعد الثرى بطن راحة / أناملها فوق الغيوم غيوم
وما للغنى أزمعت بيناً وإنما / غناؤك في الخطب العظيم عظيم
وأنت الذي مازال في كل حادث / يجلي سواد الخطب وهو بهيم
وأقسم ما فوق البسيطة جاهل / بأنك للملك العقيم قسيم
وأنك من أقوى قواعده التي / بها مقعد عند العدى ومقيم
فأوص بنا صرف الزمان فإنه / لئيم وإن أوصيته فكريم
لئن قل صبر فالمصاب عظيم
لئن قل صبر فالمصاب عظيم / وإن جل شكر فالثواب جسيم
تحيرت في شكر الزمان ولومه / فلم أدر بعد الشكر كيف ألوم
غدا الدهر محمود الفعال إلى الورى / وعهدي به بالأمس وهو ذميم
وسر قلوباً بعد أن كان ساءها / ففي كل قلب جنة وجحيم
لئن عرضت للفائز الطهر نقلة / فأنت أمير المؤمنين مقيم
وإن حسدتنا جنة الخلد قربه / فقربك منا جنة ونعيم
ورثت الهدى بالنص عنه وقوله / أخي وابن عمي إن عدمت يقوم
وقد سن ذاك المصطفى في ابن عمه / فمن شرفيكم حادث وقديم
حكت بيعة الرضوان بيعتك التي / يصح بها الإيمان وهو سقيم
وقد ربحت والحمد لله صفقة / لها من رقاب المؤمنين لزوم
يدا الله فيها فوق أيد أعاذها / من النكث عقد في ولاك سليم
تواليك بالإخلاص فيها سرائر / تصلي لكم لولا التقى وتصوم
لقد رامت الأيام أمراً فنلنه / وما أقدر الأقدار حين تروم
طرقن بأم النائبات فأشرفت / على الموت أرواح لنا وجسوم
ولولا سيوف العاضدي طلائع / لخف وقور عنده وحليم
سيوف إذا ضاق المجال عن القنا / فهن لهامات الخصوم خصوم
ولكنه الطود الذي لا تهزه / رياح ولو هبت وهن حسوم
إذا طاشت الأحلام سكن جأشها / بعزم يجلي الخطب وهو بهيم
له سطوة لا يأمن الدهر بأسها / وبطش إذا ما الحلم ضاق أليم
وقلب له في نصرة الله غلظة / ولكنه بالمؤمنين رحيم
أقول لراج ألجمته مهابة / فأحجم خوفاً منك وهو كظيم
تشاجع ولا يمنعك هيبة ملكه / وسله وكثر فالكريم كريم
مليك له من آل رزيك عصبة / تحل خناق الخطب وهو عظيم
هو البدر حفته نجوم كثيرة / بها لشياطين النفاق رجوم
تنير وجوه القوم في كل موقف / يلوح به فوق الوجوه وجوم
ليوث وسمر السمهرية غابها / غيوث لها النقع المثار غيوم
هم وسموا رقي بحسن اصطناعهم / وكم حفظت رق الجياد وسوم
هم خلصوني منعمين بأنفس / لها الدهر عبد والزمان خديم
فأم المعالي لن تجيء بمثلهم / على أنها الأم الولود عقيم
لهم شرف باق بأبلج كشفت / به كرب عن ذي الورى وغموم
أقر نصاب العز في آل أحمد / كفيل لهم لا للقضاة زعيم
عدو معاديهم ولي وليهم / خبير بأسرار الولاء عليم
يجاهد فيهم سيفه ولسانه / ورب كلام كان منه كلوم
وزير به شد المهيمن أزرهم / وأثرى به الإسلام وهو عديم
فدى لأبي الغارات أهل ممالك / أحاديثهم قبل الممات رميم
يعمهم اسم الملك ثم يخصه / فيبطل من بعد الخصوص عموم
وما كل محمود السجايا محمد / لا كل من يوحى إليه كليم
لياليك من بشر تهش وتبسم
لياليك من بشر تهش وتبسم / وأيامك الحسنى بمجدك تقسم
يسوق التهاني طاعة ومحبة / على بابك الميمون عيد وموسم
لك الحظ من عامين ماض ومقبل / يحثهما ذو حجة ومحرم
فمستقبل أضحى بشكرك يبتدي / وماض وقد أمسى بذكرك يختم
وفي مثل هذا الشهر عرفت يمنه / سما بك عزم نحو يحيى مصمم
تيممت أعمال الصعيد لحربه / فضاق به فوق الصعيد التيمم
جلبت إليه عصبة كاملية / بأمثالهم تبنى المعالي وتهدم
إذا نطقت يوم الجلاد سيوفها / فإن لسان النصر منهم يفهم
تريك سنى الأصباح منها أسنة / حكتهن في ليل العجاجة أنجم
صدمت بها يحيى وقد كاد أمره / وتدبيره الثاني يتم ويبرم
فعثرت مسعاه وأطفأت ناره / وعوقت مجرى سيله وهو خضرم
ولم يقدم الفسطاط إلا وعزمه / يؤخر رجلاً خوفه ويقدم
أرادت قريش نصره وولاءه / وما ذاك إلا للمخافة منكم
وإلا فلم تنكر قريش بأنكم / سنام العلى والناس خف ومنسم
وقد علمت أحلامها وعقولها / غداة عصتكم أنها سوف تندم
وما جهلت أيام إسنى وطنبد / وساحل هروط بأنك ضيغم
وقفت بها تحمي فوارسك التي / كفيت أذاهم حين دافعت عنهم
وأبقيت فيها يا شجاع بن شاور / طرازاً على كم الشجاعة يرقم
وإن عجيباً أن سيفك في الوغى / محل لأرواح العدى وهو محرم
وقد ولدت منك الوزارة واحداً / له النصر يوم الروع والنصل توأم
لئن عرفت منك الشناشن في الوغى / فوالدك الهادي أبو الفتح أخزم
أمير الجيوش العاضدي الذي غدت / بطاعته الأقدار تعطي وتحرم
أخو معجزات لم يصل قط كاهن / إلى السر من مكنونها أو منجم
وكم من يد قد نازعتكم إلى العلى / ففزتم بها والله بالغيب أعلم
وقد أعرضت عمن سواكم فلم تبت / أعنتها إلا إليكم تسلم
حملت من الأثقال عن قلب شاور / نوائب لا يقوى بهن يلملم
إذا نابه أمر فإنك مخدم / وإن نابه ثغر فإنك لهذم
تكفلت عنه رحلة الصيف والشتا / كأنك تلتذ الشقاحين ينعم
فيوماً إلى أنجاده أنت منجد / ويوماً إلى إسعاده أنت متهم
نهضت لأعمال المحلة نهضة / يداوى بها جسم العلى حين يسقم
ومهدت أكناف البلاد بهيبة / كفتك وما أهريق بالسيف محجم
بثثت بها بأساً وجوداً تنافيا / كما تتنافى جنة وجهنم
فلم يبق فيها من عفاتك معدم / ولم يبق فيها من عذابك مجرم
وعدت إلى دست الوزارة قافلاً / وجيشك بالتأييد والنصر معلم
وكفك مبسوط وعدلك شامل / ومجدك محروس ونهجك أقوم
وأضحت رحاب الملك لما حللتها / تحيا بتعفير الوجوه وتلثم
أعدت على الأيام كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
فلو بلغت نحو السماء بلاغة / لباتت لك الشعرى مع الشعر تنظم
أناجيك والهم الدخيل مقيم
أناجيك والهم الدخيل مقيم / وأدعوك والصبر الصحيح سقيم
قست رأفة الدنيا فلا الدهر عاطف / علي ولا عبد الرحيم رحيم
عفا الله عن آرائه كل فترة / كلام العدى فيها علي كلوم
وسامحه في قطع رزق بفضله / وصلت إليه والزمان ذميم
ألا هل له عطف علي فإنني / فقير إلى ما اعتدت منه عديم
ألا هب لنا من حية الهم رقية / فإنك من ليل السليم سليم
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة / جنيت بها من جودكم ثمر العلم
وأحضرتموني في صدور مجالس / سرت بعلاكم وهي أعلى من النجم
فهل أنت يا ذخر الأئمة مقبل / علي ومجر لي على سابق الرسم
فإن ابتسام البرق ليس بنافع / إذا لم يبت فوق الثرى صوبه يهمي
ومن عجب أن مر حول مجرم / بما ساءني من غير ذنب ولا جرم
أمور غدت في النفس منها حزازة / وحظ يحز الدهر فيه إلى العظم
وما جاءني من قلة الحزم حادث / وإني لمدلول على طرق الحزم
ولكنها الأقدار تمضي صروفها / على المرء مختاراً لها وعلى الرغم
وكم من يد مجدية فارسية / أتتني كما يأتي الشفاء إلى السقم
فقل لليالي قد حللت ببرزخ / يحيط به بحران فضلهما يطمي
إذا اختار غيري ساحل اليم مورداً / وجدت جهاتي كلها ساحل اليم
وفي أي ظل منهما كنت نازلاً / رأيت نزول المكرمات على حكمي
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً / وأجياد شعري ما عليهن ميسم
وأنسيتني حتى وقفت مذكراً / بنفسي وقوفاً حقه لك يلزم
وألغيتني حتى رأيت غنيمة / دخولي مع الجم الغفير أسلم
كأني لم أخدمكم في مواطن / أصرح فيها والرجال تجمجم
ولم أغش هذا الباب أيام لم يكن / تضايقني فيه الرجال وتزحم
كذبت على نفسي إذا قمت شاكراً / وليس لسان الحال فيها يترجم
وقالوا تجمل لا تخل بعادة / عرفت بها فالصبر أولى وأحزم
وهل بعد عبادان تعلم قرية / كما قيل أو مثل بن شاور يعلم
تسائلني عن قصتي متجاهلاً
تسائلني عن قصتي متجاهلاً / لتوجد لي عذراً وعندك علمها
وتدعو على الجاني بكل عظيمة / وأنت أبوها يا صديقي وأمها
عنان الليالي في يديك مسلم
عنان الليالي في يديك مسلم / ومجدك من أحداثهن مسلم
سبقت الملوك السابقين وفت من / يجيء فأنت السابق المتقدم
ستروي مساعيك الليالي بألسن / مآثرها في صفحة الدهر ترقم
ويحدث جيل بعد جيل وكلهم / بذكرك يبدأ أو بشكرك يختم
إذا قرنت فيهم مآثر شاور / وسيرته صلوا عليه وسلموا
فأما ملوك الأرض شرقاً ومغرباً / فإنك شمس لو رأوا نورها عموا
عذرناهم في العجز عما بلغته / وليسوا بمعذورين أن يتعلموا
فإنك يا بدر الزمان وفرده / حجرت عليه أن يرى لك توأم
وألزمته أن يجلب الفجر والدجى / إليك وفي الأحكام ما ليس يلزم
فقاد عنان الصبح والصبح أشهب / وساق إليك الليل والليل أدهم
فوافاك هذا وهو بالعز مسرج / وزارك هذا وهو بالنصر ملجم
ووافق أمر الله أمرك فيهما / موافقة يجري به الرزق والدم
فلا ظفر إلا بسيفك يجتنى / ولا عدم إلا بسيبك يعدم
ليهنك أن الذل والعز أصبحا / وقد قسما فيمن تهين وتكرم
وأن قضاء الله مصغ بسمعه / إلى حفظ ألفاظ بها تتكلم
وإنك تبني حول قوم بلفظة / وتبني بأخرى حال قوم فتهدم
وأنت الذي يرمي بك الله إن رمى / ومن نصره قوس وسيف وأسهم
أجرت الهدى يا ابن المجير فأصبحت / عليك ثنايا الدين تثني وتبسم
لك الحمد عن آل النبي محمد / ومثلك من يستوجب الحمد منهم
كفلت لهم أن يكشف الغم عنهم / ولو أنه قطع من الليل مظلم
كأنك ما في الأرض غيرك مؤمن / ولي ولا في الأرض غيرك مسلم
حسرت لثام الخوف عن وجه ملكهم / ووجهك بالنقع المثار ملثم
جلوت جبيناً مثل سيفك أبيضاً / عليه قناع بالعجاجة أقتم
وذدت الأعادي عن حريم خلائف / حمى حلها سيف بكفك محرم
لعمري لقد فرجت عن مصر غمة / تشيب لها الأهرام خوفاً ويهرم
ويا طالما كشفت عنها عظيمة / يكاد لها وجه المقطم يحطم
ولولا دفاع الله عنها بشاور / لأمسى عليها للمذلة ميسم
وغادرها غدر الزمان وريبه / وأكثر من فيها يتيم وأيم
ولكن تلافاها أبو الفتح ناظماً / فرائد شمل لم تكن قط تنظم
فما يتقى كسر وجودك جابر / ولا يشتكى جرح وسيفك مرهم
رفعت ببسط العدل كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
وما أهون الدنيا عليك وإنها / لتكبر في عين الملوك وتعظم
بسطت على الآمال عفواً ونائلاً / فأغني محروم وأومن مجرم
لك الأرض ملك والملوك رعية / وأنت بمن ترعى أبر وأرحم
ولابد من زرع الرعايا وردعهم / وذلك في حكم السياسة أحزم
لسانك فيه بالوعيد مصرح / وقلبك ينهاه التقى فيجمجم
وما ضرهم أن بات قلبك بارداً / ولفظك نار جمرها يتضرم
لقد عمت الأفراح أيامنا بكم / فلا يوم إلا وهو عيد وموسم
وحيتكم الأفلاك خير تحية / أتاكم بها قبل الشهور المحرم
تهنوا بعام قابلتكم سعوده / بدولة إقبال تدوم وتسلم
ملكتم بنعماكم ضميري فخاطري / إليكم يصلي أو يصوم ويحرم
وأغنيتموني أن أقول تحرضاً / بدأتم بمعروف إلي فتمموا
واغنيتموا فكري عفا الله عنكم / فشكراً لا أوليتم وصنعتم
سيثني عليكم ضيفكم وغريبكم / ثناء جميلاً والزمان له فم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025