القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 18
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا / عَلى لَعلَعٍ وَاِطلَبْ مِياهَ يَلَملَمِ
فَإِنَّ بها مَن قَد عَلِمتَ وَمَن لَهُم / صِيامي وَحَجّي وَاِعتِماري وَمَوسِمي
فَلا أَنسَ يَوماً بِالمَحَصَّبِ مِن مُنىً / وَبِالمَنحَرِ الأَعلى أُموراً وَزَمزَمِ
مُحَصَّبُهُم قَلبي لِرَميِ جِمارِهِم / وَمَنحَرُهُم نَفسي وَمَشرَبِهِم دَمي
فَيا حادِيَ الأَجمالِ إِن جِئتَ حاجِراً / فَقِف بِالمَطايا ساعَةً ثُمَّ سَلِّمِ
وَنادِ القِبابَ الحُمرَ مِن جانِبِ الحَمي / تَحِيَّةَ مُشتاقٍ إِلَيكُم مُتَيَّمِ
فَإِن سَلَّموا فَاِهدِ السَلامَ مَعَ الصَبا / وَإِن سَكَتوا فَاِرحَل بِها وَتَقَدَّم
إِلى نَهرِ عيسى حَيثُ حَلَّت رِكابُهُم / وَحَيثُ الخِيامِ البيضِ مِن جانِبِ الفَمِ
وَنادِ بِدَعدٍ وَالرَبابِ وَزَينَبٍ / وَهِندٍ وَسَلمى ثُمَّ لُبنى وَزَمزَمِ
وَسَلهُنَّ هَل بِالحَلبَةِ الغادَةُ الَّتي / تُريكَ سَنا البَيضاءِ عِندَ التَبَسُّمِ
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى / وَحُقَّ لِمِثلي رِقَّةً أَن يُسَلِّما
وَماذا عَلَيها أَن تَرُدُّ تَحِيَّةً / عَلَينا وَلكِن لا اِحتِكامَ عَلى الدُمى
سَروا وَظَلامُ اللَيلِ أَرخى سُدولَهُ / فَقُلتُ لَها صَبّاً غَريباً مُتَيَّما
أَحاطَت بِهِ الأَشواقُ صَوتاً وَأُرصِدَت / لَهُ راشِقاتُ النَبلِ أَيّانُ يَمَّما
فَأَبدَت ثَناياها وَأَومَضَ بارِقٌ / فَلَم أَدرِ مَن شَقَّ الحَنادِسَ مِنهُما
وَقالَت أَما يَكفيهِ أَنّي بِقَلبِهِ / يُشاهِدُني في كُلِّ وَقتٍ أَما أَما
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى / ظِباءَ تُريكَ الشَمسَ في صورَةَ الدُمى
فَأَرقُبُ أَفلاكاً وَأَخدُمُ بيعَةً / وَأَحرُسُ رَوضاً بِالرَبيعِ مُنَمنَما
فَوَقتاً أُسَمّى راعِيَ الظَبيِ بِالفَلا / وَوَقتاً أُسَمّى راهِباً وَمُنَجِّما
تَثَلَّثَ مَحبوبي وَقَد كانَ واحِداً / كَما صَيَّروا الأَقنامَ بِالذاتِ أُقنُما
فَلا تُنكِرَن يا صاحِ قَولي غَزالَةٍ / تُضيءُ لِغِزلانٍ يَطُفنَ عَلى الدُمى
فَلِلظَّبيِ أَجياداً وَلِلشَمسِ أَوجُهاً / وَلِلدُّميَةِ البَيضاءِ صَدراً وَمِعصَما
كَما قَد أَعَرنا لِلغُصونِ مَلابِساً / وَلِلرَّوضِ أَخلاقاً وَلِلبَرقِ مَبسِما
دع الظنَ واعلم أنَّ للظن آفة
دع الظنَ واعلم أنَّ للظن آفة / وقوفك حيث الظنُّ والظنُّ متهمُ
فشرِّد وساويسَ الظنونِ بملحمةٍ / من الكوكبِ العلميّ إن كنتَ تحترم
فلا ظنّ إلا ما يقال بقطعه / وإلا فنارٌ للجهالة تضطرم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم / فأبدى سروراً والفؤادُ كليمُ
ويا عجباً من فرحةٍ كيف قورنَتْ / بترحةٍ قلبٍ حلَّ فيه عظيم
ولكنني من كشفِ بحر وجودِه / عجبتُ لقلبي والحقائقُ هِيم
كذاك الذي أبدى من النورِ ظاهراً / على سَدَفِ الأجسام ليس يقيم
وما عجبي من نور جسمي وإنّما / عجبتُ لنورِ القلبِ كيفَ يريم
فإن كان عن كشفٍ ومشهدِ رؤيةٍ / فنورٌ تجلِّيه عليه عميم
تفطّنت فاستر علة الأمر يا فتى / فهل زيّ خلق بالعليم عليم
تعالى وجودُ الذاتِ عن نيلِ علمه / به عند فصلي والفصالُ قديم
فغرنيق ربي قد أتاني مخبراً / بتعيين ختم الأوليلء كريم
فقلت وسرّ البيتِ صف لي مقامه / فقال حكيمٌ يصطفيه حكيم
فقلت يراه الختم فاشتّد قائلاً / إذا ما رآه الختم ليس يدوم
فقلت وهل يبقى له الوقت عندما / يراه نعم والأمر فيه جسيم
وللختم سرٌّ لم يزل كلُّ عارفٍ / عليه إذا يسري إليه يحومُ
أشار إليه التَّرمذيّ بختمه / ولم يُبدِه والقلبُ منه سليم
وما ناله الصدّيقُ في وقتِ كونِه / وشمسُ سماءِ الغربِ منه عديم
مذاقاً ولكنَّ الفؤادَ مشاهد / إلى كلِّ ما يبديه وهو كتوم
يغار على الأسرار أن تلحق الثرى / ولا تمتطيها الزهرُ وهي نجوم
فإن أبدروا أو أشمسوا فوقَ عرشه / وكان لهم عندَ المقامِ لزوم
فرّبما يبدو عليهم شهودُها / فمنهم نجومٌ للهدى ورجومُ
ولكنه المرموزُ لا يدرك السنا / وكيف يرى طيبَ الحياة سقيم
فسبحان من أخفى عن العينِ ذاته / وبحر تجلِّيها عليه عميمُ
فأشخاصنا خمسٌ وخمسٌ وخمسةٌ / عليهم نرى أمرّ الوجودِ يقوم
ومن قال إن الأربعين نهاية / لهم فهو قولٌ يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمانٍ ولا تزد / طريقهمُ فرد إليه قويم
فسبعتهم في الأرضِ لا يجهونها / وثامنهم عند النجوم لزوم
فعند فنا خاءِ الزمانِ ودالها / على فاءِ مدلولِ الكوور يقوم
مع السبعةِ الأعلام والناسُ غُفُلٌ / عليم بتدبيرِ الأمور حليم
وفي الروضةِ الغرّاءِ سمُّ غذائهِ / وصاحبها بالمؤمنين رحيمٌ
ويختصُ بالتدبيرِ من دون غيره / إذا فاح زهر أو يهبُّ نسيمُ
تراه إذا ناداه في الأمر جاهلٌ / كثير الدعاوى أو يكيدُ زنيم
فظاهرُه الإعراض عنه وقلبُه / غيور على الأمرِ العزيزِ زعيم
إذا ما بقي من يومه نصفَ ساعةٍ / إلى ساعة أخرى وحلَّ صَريمُ
فيهتز غص العدل بعد سكونه / ويحيي بنات الأرض وهو هشيم
ويظهر عدلُ الله شرقاً ومغرباً / وشخصُ إمامِ المؤمنين رحيم
وثم صلاةُ الحق تترى على الذي / به لم أزل في حالتيّ أهيم
إذا أفلَّ سيفي لم تُفلَّ عزايمي
إذا أفلَّ سيفي لم تُفلَّ عزايمي / فلي عزماتٌ شاحذاتٌ صوارمي
وإلاّ فسَلْ عنا القنا هل وفت لنا / وأسيافنا يوماً بقدرِ عزائمي
لنا الجودُ إذ كنا سُلالة حاتم / وما زال مذ قلدته في تمائمي
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم / ولاحت رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ / فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً / فويلٌ لدهرِ أنت فيه المقدَّم
فأخسر خلق الله مَنْ باعَ دينه / بديناً جَهولٍ غيره وهو يظلم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم / ولبَّاكَ من لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها / وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه / وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سَماعَ كلامِنا / فيتلو عليه التلاوةَ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد / عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا / فيعلنُ ما عقلي به يتكتَّمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني / بحدِّي بعيدٍ والحدُّ ودُّ توهم
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه / ففي نفسِه من نفسِه يتحكم
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة / وأعظمها في العقل ما ليس يعلمُ
هو الأعظم المطلوب في كلِّ حالةٍ / بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هو إلا كونه جامعاً لما / تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنك مفطورٌ على الحالةِ التي / تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلةً / لأنك عبدٌ بالأصالة معدَم
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى / به لسليمانَ النبيِّ المحكم
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم / لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم / فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواح في كل حالة / وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمةَ الطبعِ المحكم فيهم / لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما هم إلاّ أنّ في الطبع نكتة / لها ظلمةٌ في قلبِ كلِّ ظلوم
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه / وليس يرى ما قلتُ غيرُ فهيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ / فما قصَّرتْ عنها وعنه فهومي
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً / فقل فيه علماً لا تقل فيه بالزعم
فإنَّ الذي قد قال بالزعم مخطىءٌ / كذا جاء في القرآن إنَّ كنت ذا فهم
ولا تك ذا فكر إذا كنت طالباً / مشاهدة الأعيان واحذر من الوهم
وكن مع حكمِ الله في كلِّ حالة / فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم
ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة / فلا تتصرف فيه إلا على علم
تكن بين أهلِ الكشفِ عبداً مخصصاً / بأسمائه الحسنى بعيداً عن الرسم
وكن مركباً للأمر تحصل على المنى / ولا تكُ ذا قلب خليٍّ عن الجسم
وما ثم عينٌ تدرك العينَ ذاته / فيخلو عن الكيف المحكم والكمِّ
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه / فإنّ رسولَ الله عنهُ يترجمُ
وما هو إلا واحدٌ بعد واحدٍ / يكون على شَرعِ به الله يحكم
وذلك عينُ الحقِّ في كلِّ شُرعةٍ / ومنهاجه والكلُّ منه ومنهمُ
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي له / فيطلبه حالاً كما جاء عنهمُ
فتختلفُ الآياتٌ والأمر واحدٌ / فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم
وأعجبُ من هذا الكلام بنظرةٍ / فيفهم عني ما أقولُ وأفهم
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه / وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف / كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم
تكلم منا في الوجوه عيوننا / فنحن سكوتٌ والهوى يتكلم
فألسنة الأحوالِ أفصحُ ناطق / لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومٌ رسولِ الله ضربٌ منزَّهٌ / عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلم
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ / مخارجُها يدريه عُربٌ وأعجمُ
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به / إذا جهل اللحن الذي هو مفهم
إذا حكم المجلّي عليه بصورة / فمستلزَمُ أحكامها فهي تحكم
فلا تفزعن إلا إليها فإنها / هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
الا من هنا قد جاء في أي صورة / يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌ فقل بحقيقةٍ / بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
بذا نطقتْ أرساله عن شهودها / وما منهمُ إلا رسولٌ محكم
وكيف يُرى حقٌ بغيرِ حقيقة / لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجم
حقيقةُ عينِ الحقِّ رؤية ذاتِه / بها جودُه يسدي إليّ وينعمُ
وما كون حقي غير كونِ حقيقتي / ولكنها الألفاظ بالفرقِ توهم
مرادي مرادُ الطالبين أولي النهى
مرادي مرادُ الطالبين أولي النهى / وحالهمُ حالي وعلمهمُ علمي
مكانتهم مني مكانة باطني / من الجسد المشهود في عالم الرسمِ
مكانٌ وإمكانٌ وإخوانُ راحةٍ / هو الغرضُ المطلوبُ عند ذوي الفهمِ
مراتبهم عُلوية يشهدونها / فويقَ استواء الأمر في العدل والحكم
مناط الثريا كان ايمنهم بنا / وأيسرهم إكليلها وهو من كمي
مشيتُ على مثليّ بيضا نقية / بقومي فلم أجهل وما جرت في زعمي
مقامي مقامي حيث لا أين وانتهت / مقالتهم فينا وجرّدت عن جسمي
مضى زمن كان التأسي برأسهم / لأن شهودَ العينِ حيرهم في اسمي
مقابل من تعنو له أوجه العلى / أنا ولهذا لم أزل ناقص القسم
مرامهمُ كوني ومرماه غائبٌ / عن الفكر والتحديد بالعقلِ والوهم
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه / وعزَّ فلم يظفر به علمُ عالم
تعالى فلم تدركه أفكارُ خلقه / وردَّ بما أوحى به كلُّ حاكم
ولكن مع الردِّ الذي وردتْ به / نصوصُ الهدى أثني بأرحمِ راحم
على نفسه وحياً ليعلم سابقٌ / ومقتصدٌ من ذاك حكمةُ ظالمِ
فلا سابقٌ يزهو لتاخيرِ ذكره / لإلحاقه فيه باهل المظالم
فجاء بتنزيه بشورى وغيرها / وجاء بتشبيهِ لسانِ التراجم
وكلٌّ له وجهٌ صحيحٌ ومقصدٌ / فعم بما أوحى جميعَ المعالم
وقال أنا عند الظنونِ وحكمها / وذلك عينُ العلم بي في التراجم
وفيها ترى القيامةِ عندما / يقرِّبه بعد الجحود الملازم
لما عقدوا فينا ببرهان عقلهم / وإن فضلتهم في العلومِ بهائمي
كما جاء عنا في صريح كلامنا / على ألسن الأرسالِ من كلِّ حاكم
إذا نزل الأمرُ العزيزُ من السما
إذا نزل الأمرُ العزيزُ من السما / ويعرجُ فيها معجمُ الحرفِ مبهما
ويولج في الأرضِ الغذاء لترتوي / فيخرج منها الزهرَ وشياً منمنما
مصابيحُ أنوارٍ الكواكبِ زينةٌ / لها ورجوماً للشياطين كلما
أرادوا استراقَ السمعِ من كلِّ جانبٍ / فيحرقهم منها شهابٌ تبسَّما
ويجعلُ ما يعلو على الأرضِ زينةً / لها فالذي يبدو إلى العين منه ما
يغذي به الرحمن جسماً مروحَنا / كما قد يغذي منه رُوحاً مجسَّماً
فقلتُ ومن غذاها من سمائه / فقيل لنا عيسى المسيحُ بنُ مريما
له الامتزاجُ الصرفُ من روحِ كاتبٍ / بديوانه لما تحلَّى بآدما
فروحَن أجساماً وجسم أنفساً / وكان له التحكيم أيان يمما
فلم أر سبطاً كان يشبه جدَّه / سواه كما قال المهيمن معلما
مقولاتُ أهل العلمِ محصورةُ الكمِّ
مقولاتُ أهل العلمِ محصورةُ الكمِّ / بجوهر أعراضٍ مع الكيفِ والكم
وتتلو إضافاتٌ ووضعٌ محقق / ولفظُ متى والأين منها لذي أم
وفاعل أشياء ومنفعل له / وما ثم إلا ما ذكرت من الحكم
وقد قسموا لفظي فلفظٌ محقق / يدل على معنى كما جاء في العلم
وإن قدَّموا المعنى عليه فإنه / يدل عليه أيّ لفظ لذي فهم
وقد حصروا في المفردات حقائقاً / كجنسٍ ونوعٍ ثم فصلٍ بلا قسم
ويتلوه ما يختصُّ منه بذاته / وعارض أمر لم أقل ذاك عن وهم
فتقتص الأفرادُ بالحدِّ والذي / تركَّبَ منها بالبراهين في علمي
فبرهانُ تحقيقٍ وبرهانُ رافع / وبرهانُ إفصاحٍ وسفسطةُ الخصمِ
وما ثَم إلا ما ذكرتُ فحققوا / ولا تك من أهلِ التحكم والظلمِ
فإني أتيت الأمر في ذاك قاصداً / فقل وتنزه عن ملامي وعن ذمي
وهذي علومٌ إن تأملتها بدا / لعين سناها في الإضاءة كالنجم
وما لفظه إلا مثالٌ محقق / لها فانظروه بالتقاسيم في القسم
الهوى حيّرني
الهوى حيّرني / في الذي تعلمهْ
فإذا قلت أنا / قال لا أعلمه
وإذا قلت بلى / قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى / ولذا أحكمه
والهوى يعرب ما / لم أزل أعجمه
ولنا من كل ما / قال لي محكمه
هكذا عرفني / سيدي محكمه
فبه أظهره / وله أكتمه
وأنا العبد الذي / قد هوت أنجمه
يطلب الأمر الذي / في الثرى معلمه
ولذا أعدل في / كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه / عين ما أبهمه
فإذا أمدحه / فأنا أكلمه
والذي ينقض لي / فأنا أبرمه
ولذا يبصرني / أبداً أبرمه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025