المجموع : 18
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا
خَليلَيَّ عوجا بِالكَثيبِ وَعَرِّجا / عَلى لَعلَعٍ وَاِطلَبْ مِياهَ يَلَملَمِ
فَإِنَّ بها مَن قَد عَلِمتَ وَمَن لَهُم / صِيامي وَحَجّي وَاِعتِماري وَمَوسِمي
فَلا أَنسَ يَوماً بِالمَحَصَّبِ مِن مُنىً / وَبِالمَنحَرِ الأَعلى أُموراً وَزَمزَمِ
مُحَصَّبُهُم قَلبي لِرَميِ جِمارِهِم / وَمَنحَرُهُم نَفسي وَمَشرَبِهِم دَمي
فَيا حادِيَ الأَجمالِ إِن جِئتَ حاجِراً / فَقِف بِالمَطايا ساعَةً ثُمَّ سَلِّمِ
وَنادِ القِبابَ الحُمرَ مِن جانِبِ الحَمي / تَحِيَّةَ مُشتاقٍ إِلَيكُم مُتَيَّمِ
فَإِن سَلَّموا فَاِهدِ السَلامَ مَعَ الصَبا / وَإِن سَكَتوا فَاِرحَل بِها وَتَقَدَّم
إِلى نَهرِ عيسى حَيثُ حَلَّت رِكابُهُم / وَحَيثُ الخِيامِ البيضِ مِن جانِبِ الفَمِ
وَنادِ بِدَعدٍ وَالرَبابِ وَزَينَبٍ / وَهِندٍ وَسَلمى ثُمَّ لُبنى وَزَمزَمِ
وَسَلهُنَّ هَل بِالحَلبَةِ الغادَةُ الَّتي / تُريكَ سَنا البَيضاءِ عِندَ التَبَسُّمِ
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى
سَلامٌ عَلى سَلمى وَمَن حَلَّ بِالحِمى / وَحُقَّ لِمِثلي رِقَّةً أَن يُسَلِّما
وَماذا عَلَيها أَن تَرُدُّ تَحِيَّةً / عَلَينا وَلكِن لا اِحتِكامَ عَلى الدُمى
سَروا وَظَلامُ اللَيلِ أَرخى سُدولَهُ / فَقُلتُ لَها صَبّاً غَريباً مُتَيَّما
أَحاطَت بِهِ الأَشواقُ صَوتاً وَأُرصِدَت / لَهُ راشِقاتُ النَبلِ أَيّانُ يَمَّما
فَأَبدَت ثَناياها وَأَومَضَ بارِقٌ / فَلَم أَدرِ مَن شَقَّ الحَنادِسَ مِنهُما
وَقالَت أَما يَكفيهِ أَنّي بِقَلبِهِ / يُشاهِدُني في كُلِّ وَقتٍ أَما أَما
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى
بِذي سَلَمٍ وَالدَيرِ مِن حاضِرِ الحِمى / ظِباءَ تُريكَ الشَمسَ في صورَةَ الدُمى
فَأَرقُبُ أَفلاكاً وَأَخدُمُ بيعَةً / وَأَحرُسُ رَوضاً بِالرَبيعِ مُنَمنَما
فَوَقتاً أُسَمّى راعِيَ الظَبيِ بِالفَلا / وَوَقتاً أُسَمّى راهِباً وَمُنَجِّما
تَثَلَّثَ مَحبوبي وَقَد كانَ واحِداً / كَما صَيَّروا الأَقنامَ بِالذاتِ أُقنُما
فَلا تُنكِرَن يا صاحِ قَولي غَزالَةٍ / تُضيءُ لِغِزلانٍ يَطُفنَ عَلى الدُمى
فَلِلظَّبيِ أَجياداً وَلِلشَمسِ أَوجُهاً / وَلِلدُّميَةِ البَيضاءِ صَدراً وَمِعصَما
كَما قَد أَعَرنا لِلغُصونِ مَلابِساً / وَلِلرَّوضِ أَخلاقاً وَلِلبَرقِ مَبسِما
دع الظنَ واعلم أنَّ للظن آفة
دع الظنَ واعلم أنَّ للظن آفة / وقوفك حيث الظنُّ والظنُّ متهمُ
فشرِّد وساويسَ الظنونِ بملحمةٍ / من الكوكبِ العلميّ إن كنتَ تحترم
فلا ظنّ إلا ما يقال بقطعه / وإلا فنارٌ للجهالة تضطرم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم
حمدتُ إلهي والمقامُ عظيم / فأبدى سروراً والفؤادُ كليمُ
ويا عجباً من فرحةٍ كيف قورنَتْ / بترحةٍ قلبٍ حلَّ فيه عظيم
ولكنني من كشفِ بحر وجودِه / عجبتُ لقلبي والحقائقُ هِيم
كذاك الذي أبدى من النورِ ظاهراً / على سَدَفِ الأجسام ليس يقيم
وما عجبي من نور جسمي وإنّما / عجبتُ لنورِ القلبِ كيفَ يريم
فإن كان عن كشفٍ ومشهدِ رؤيةٍ / فنورٌ تجلِّيه عليه عميم
تفطّنت فاستر علة الأمر يا فتى / فهل زيّ خلق بالعليم عليم
تعالى وجودُ الذاتِ عن نيلِ علمه / به عند فصلي والفصالُ قديم
فغرنيق ربي قد أتاني مخبراً / بتعيين ختم الأوليلء كريم
فقلت وسرّ البيتِ صف لي مقامه / فقال حكيمٌ يصطفيه حكيم
فقلت يراه الختم فاشتّد قائلاً / إذا ما رآه الختم ليس يدوم
فقلت وهل يبقى له الوقت عندما / يراه نعم والأمر فيه جسيم
وللختم سرٌّ لم يزل كلُّ عارفٍ / عليه إذا يسري إليه يحومُ
أشار إليه التَّرمذيّ بختمه / ولم يُبدِه والقلبُ منه سليم
وما ناله الصدّيقُ في وقتِ كونِه / وشمسُ سماءِ الغربِ منه عديم
مذاقاً ولكنَّ الفؤادَ مشاهد / إلى كلِّ ما يبديه وهو كتوم
يغار على الأسرار أن تلحق الثرى / ولا تمتطيها الزهرُ وهي نجوم
فإن أبدروا أو أشمسوا فوقَ عرشه / وكان لهم عندَ المقامِ لزوم
فرّبما يبدو عليهم شهودُها / فمنهم نجومٌ للهدى ورجومُ
ولكنه المرموزُ لا يدرك السنا / وكيف يرى طيبَ الحياة سقيم
فسبحان من أخفى عن العينِ ذاته / وبحر تجلِّيها عليه عميمُ
فأشخاصنا خمسٌ وخمسٌ وخمسةٌ / عليهم نرى أمرّ الوجودِ يقوم
ومن قال إن الأربعين نهاية / لهم فهو قولٌ يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمانٍ ولا تزد / طريقهمُ فرد إليه قويم
فسبعتهم في الأرضِ لا يجهونها / وثامنهم عند النجوم لزوم
فعند فنا خاءِ الزمانِ ودالها / على فاءِ مدلولِ الكوور يقوم
مع السبعةِ الأعلام والناسُ غُفُلٌ / عليم بتدبيرِ الأمور حليم
وفي الروضةِ الغرّاءِ سمُّ غذائهِ / وصاحبها بالمؤمنين رحيمٌ
ويختصُ بالتدبيرِ من دون غيره / إذا فاح زهر أو يهبُّ نسيمُ
تراه إذا ناداه في الأمر جاهلٌ / كثير الدعاوى أو يكيدُ زنيم
فظاهرُه الإعراض عنه وقلبُه / غيور على الأمرِ العزيزِ زعيم
إذا ما بقي من يومه نصفَ ساعةٍ / إلى ساعة أخرى وحلَّ صَريمُ
فيهتز غص العدل بعد سكونه / ويحيي بنات الأرض وهو هشيم
ويظهر عدلُ الله شرقاً ومغرباً / وشخصُ إمامِ المؤمنين رحيم
وثم صلاةُ الحق تترى على الذي / به لم أزل في حالتيّ أهيم
إذا أفلَّ سيفي لم تُفلَّ عزايمي
إذا أفلَّ سيفي لم تُفلَّ عزايمي / فلي عزماتٌ شاحذاتٌ صوارمي
وإلاّ فسَلْ عنا القنا هل وفت لنا / وأسيافنا يوماً بقدرِ عزائمي
لنا الجودُ إذ كنا سُلالة حاتم / وما زال مذ قلدته في تمائمي
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم / ولاحت رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ / فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً / فويلٌ لدهرِ أنت فيه المقدَّم
فأخسر خلق الله مَنْ باعَ دينه / بديناً جَهولٍ غيره وهو يظلم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم / ولبَّاكَ من لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها / وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه / وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سَماعَ كلامِنا / فيتلو عليه التلاوةَ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد / عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا / فيعلنُ ما عقلي به يتكتَّمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني / بحدِّي بعيدٍ والحدُّ ودُّ توهم
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه / ففي نفسِه من نفسِه يتحكم
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة / وأعظمها في العقل ما ليس يعلمُ
هو الأعظم المطلوب في كلِّ حالةٍ / بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هو إلا كونه جامعاً لما / تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنك مفطورٌ على الحالةِ التي / تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلةً / لأنك عبدٌ بالأصالة معدَم
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى / به لسليمانَ النبيِّ المحكم
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم / لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم / فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواح في كل حالة / وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمةَ الطبعِ المحكم فيهم / لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما هم إلاّ أنّ في الطبع نكتة / لها ظلمةٌ في قلبِ كلِّ ظلوم
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه / وليس يرى ما قلتُ غيرُ فهيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ / فما قصَّرتْ عنها وعنه فهومي
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً
إذا كنت في شيءٍ ولا بد قائلاً / فقل فيه علماً لا تقل فيه بالزعم
فإنَّ الذي قد قال بالزعم مخطىءٌ / كذا جاء في القرآن إنَّ كنت ذا فهم
ولا تك ذا فكر إذا كنت طالباً / مشاهدة الأعيان واحذر من الوهم
وكن مع حكمِ الله في كلِّ حالة / فقد فاز بالإدراك من قام بالحكم
ومن قال بالتحيير أعطاه حيرة / فلا تتصرف فيه إلا على علم
تكن بين أهلِ الكشفِ عبداً مخصصاً / بأسمائه الحسنى بعيداً عن الرسم
وكن مركباً للأمر تحصل على المنى / ولا تكُ ذا قلب خليٍّ عن الجسم
وما ثم عينٌ تدرك العينَ ذاته / فيخلو عن الكيف المحكم والكمِّ
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه
ألا إنّ أمرَ الله أمرُ رسولِه / فإنّ رسولَ الله عنهُ يترجمُ
وما هو إلا واحدٌ بعد واحدٍ / يكون على شَرعِ به الله يحكم
وذلك عينُ الحقِّ في كلِّ شُرعةٍ / ومنهاجه والكلُّ منه ومنهمُ
على حسبِ الوقتِ الذي يقتضي له / فيطلبه حالاً كما جاء عنهمُ
فتختلفُ الآياتٌ والأمر واحدٌ / فإنَّ الإله الحقَّ بالوقتِ أعلم
وأعجبُ من هذا الكلام بنظرةٍ / فيفهم عني ما أقولُ وأفهم
وما ثَمَّ لفظَ يدركُ السمعَ حرفُه / وأدري بأني ناطقٌ ومكلِّم
وما ثَم صوتٌ لا ولا ثم أحرف / كما قال قبلي ناظمٌ متقدِّم
تكلم منا في الوجوه عيوننا / فنحن سكوتٌ والهوى يتكلم
فألسنة الأحوالِ أفصحُ ناطق / لها يسمعُ القلبُ الذكيُّ ويفهم
علومٌ رسولِ الله ضربٌ منزَّهٌ / عن الحدِّ والتكييفِ والكلُّ معلم
وكلُّ كلامٍ من حروفٍ تعينتْ / مخارجُها يدريه عُربٌ وأعجمُ
سَماعاً ولا يدري الذي جاءهم به / إذا جهل اللحن الذي هو مفهم
إذا حكم المجلّي عليه بصورة / فمستلزَمُ أحكامها فهي تحكم
فلا تفزعن إلا إليها فإنها / هي الحكم الأعلى الإمام المقدَّمُ
الا من هنا قد جاء في أي صورة / يشاءُ إلهي ركَّب الخلقَ فاعلموا
إذا قلتُ ذا حقٌ فقل بحقيقةٍ / بصاحبه إنَّ الحقائقَ تعصمُ
بذا نطقتْ أرساله عن شهودها / وما منهمُ إلا رسولٌ محكم
وكيف يُرى حقٌ بغيرِ حقيقة / لها في وجودِ الحقِّ حكمٌ مترجم
حقيقةُ عينِ الحقِّ رؤية ذاتِه / بها جودُه يسدي إليّ وينعمُ
وما كون حقي غير كونِ حقيقتي / ولكنها الألفاظ بالفرقِ توهم
مرادي مرادُ الطالبين أولي النهى
مرادي مرادُ الطالبين أولي النهى / وحالهمُ حالي وعلمهمُ علمي
مكانتهم مني مكانة باطني / من الجسد المشهود في عالم الرسمِ
مكانٌ وإمكانٌ وإخوانُ راحةٍ / هو الغرضُ المطلوبُ عند ذوي الفهمِ
مراتبهم عُلوية يشهدونها / فويقَ استواء الأمر في العدل والحكم
مناط الثريا كان ايمنهم بنا / وأيسرهم إكليلها وهو من كمي
مشيتُ على مثليّ بيضا نقية / بقومي فلم أجهل وما جرت في زعمي
مقامي مقامي حيث لا أين وانتهت / مقالتهم فينا وجرّدت عن جسمي
مضى زمن كان التأسي برأسهم / لأن شهودَ العينِ حيرهم في اسمي
مقابل من تعنو له أوجه العلى / أنا ولهذا لم أزل ناقص القسم
مرامهمُ كوني ومرماه غائبٌ / عن الفكر والتحديد بالعقلِ والوهم
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه
تباركتَ أنت الله جلَّ جلالُه / وعزَّ فلم يظفر به علمُ عالم
تعالى فلم تدركه أفكارُ خلقه / وردَّ بما أوحى به كلُّ حاكم
ولكن مع الردِّ الذي وردتْ به / نصوصُ الهدى أثني بأرحمِ راحم
على نفسه وحياً ليعلم سابقٌ / ومقتصدٌ من ذاك حكمةُ ظالمِ
فلا سابقٌ يزهو لتاخيرِ ذكره / لإلحاقه فيه باهل المظالم
فجاء بتنزيه بشورى وغيرها / وجاء بتشبيهِ لسانِ التراجم
وكلٌّ له وجهٌ صحيحٌ ومقصدٌ / فعم بما أوحى جميعَ المعالم
وقال أنا عند الظنونِ وحكمها / وذلك عينُ العلم بي في التراجم
وفيها ترى القيامةِ عندما / يقرِّبه بعد الجحود الملازم
لما عقدوا فينا ببرهان عقلهم / وإن فضلتهم في العلومِ بهائمي
كما جاء عنا في صريح كلامنا / على ألسن الأرسالِ من كلِّ حاكم
إذا نزل الأمرُ العزيزُ من السما
إذا نزل الأمرُ العزيزُ من السما / ويعرجُ فيها معجمُ الحرفِ مبهما
ويولج في الأرضِ الغذاء لترتوي / فيخرج منها الزهرَ وشياً منمنما
مصابيحُ أنوارٍ الكواكبِ زينةٌ / لها ورجوماً للشياطين كلما
أرادوا استراقَ السمعِ من كلِّ جانبٍ / فيحرقهم منها شهابٌ تبسَّما
ويجعلُ ما يعلو على الأرضِ زينةً / لها فالذي يبدو إلى العين منه ما
يغذي به الرحمن جسماً مروحَنا / كما قد يغذي منه رُوحاً مجسَّماً
فقلتُ ومن غذاها من سمائه / فقيل لنا عيسى المسيحُ بنُ مريما
له الامتزاجُ الصرفُ من روحِ كاتبٍ / بديوانه لما تحلَّى بآدما
فروحَن أجساماً وجسم أنفساً / وكان له التحكيم أيان يمما
فلم أر سبطاً كان يشبه جدَّه / سواه كما قال المهيمن معلما
مقولاتُ أهل العلمِ محصورةُ الكمِّ
مقولاتُ أهل العلمِ محصورةُ الكمِّ / بجوهر أعراضٍ مع الكيفِ والكم
وتتلو إضافاتٌ ووضعٌ محقق / ولفظُ متى والأين منها لذي أم
وفاعل أشياء ومنفعل له / وما ثم إلا ما ذكرت من الحكم
وقد قسموا لفظي فلفظٌ محقق / يدل على معنى كما جاء في العلم
وإن قدَّموا المعنى عليه فإنه / يدل عليه أيّ لفظ لذي فهم
وقد حصروا في المفردات حقائقاً / كجنسٍ ونوعٍ ثم فصلٍ بلا قسم
ويتلوه ما يختصُّ منه بذاته / وعارض أمر لم أقل ذاك عن وهم
فتقتص الأفرادُ بالحدِّ والذي / تركَّبَ منها بالبراهين في علمي
فبرهانُ تحقيقٍ وبرهانُ رافع / وبرهانُ إفصاحٍ وسفسطةُ الخصمِ
وما ثَم إلا ما ذكرتُ فحققوا / ولا تك من أهلِ التحكم والظلمِ
فإني أتيت الأمر في ذاك قاصداً / فقل وتنزه عن ملامي وعن ذمي
وهذي علومٌ إن تأملتها بدا / لعين سناها في الإضاءة كالنجم
وما لفظه إلا مثالٌ محقق / لها فانظروه بالتقاسيم في القسم
الهوى حيّرني
الهوى حيّرني / في الذي تعلمهْ
فإذا قلت أنا / قال لا أعلمه
وإذا قلت بلى / قال ذا أفهمه
ما أنا غير الهوى / ولذا أحكمه
والهوى يعرب ما / لم أزل أعجمه
ولنا من كل ما / قال لي محكمه
هكذا عرفني / سيدي محكمه
فبه أظهره / وله أكتمه
وأنا العبد الذي / قد هوت أنجمه
يطلب الأمر الذي / في الثرى معلمه
ولذا أعدل في / كلِّ ما أظلمه
عين ما أوضحه / عين ما أبهمه
فإذا أمدحه / فأنا أكلمه
والذي ينقض لي / فأنا أبرمه
ولذا يبصرني / أبداً أبرمه