القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 4
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما / رأَوْا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم / ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا / بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعِرْضيَ جانباً / من الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى / ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها / مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما / وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت / أقلِّبُ فكري إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه / وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ / إذا لم أَنلها وافرض العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً / وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل / إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً / وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي / لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً / إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم / ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا / مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما / كبا حين لم يُحرسْ حماه وأُسلما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني / ولا كلُّ من في الأرضِ أرضاه مُنَعَّما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ / أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره / إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً
إذا زادت الأيامُ فينا تَحامُلاً / وحيفاً على الأحرار زاد تكَرُّما
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ
أبي فضلهٌ أن أغتدي غيرَ شاكرٍ / لأنعُمهِ أو يغتدي غيرَ مُنعِمِ
وما استبعدَ الحرَّ الكريَم كنعمةٍ / يَنَالُ بها عَفواً ولم يتكَلَّمِ
سأثني وإن لم يبلغ القولُ مبلغاً / فإنَّ لسانَ الحالِ ليسَ بأعجمِ
ولو أن شكراً مدَّ من صوت شاكر / لأسمعت من بين الحطيم وزَمزمِ
إذا قيل هذا مَغنَمٌ لك مُعرِضاً / أبيتُ وقلتُ العزُّ أعظمُ مَغنَمِ
وَوَفاكَ وفد الشُّكرِ من كُلَّ وَجهَةٍ
وَوَفاكَ وفد الشُّكرِ من كُلَّ وَجهَةٍ / ثناءٌ يُسَدَّى أو مَديحٌ يُنظَّمُ
يزفُّ إلى الأسماع كلَّ خريدةٍ / تكادُ إذا ما أُنشدَت تتبَسَّمُ
أطافت بها الأفكارُ حتى تركنها / يُقَالَ أأبياتٌ تَرَاها أو أنُجمُ
وتشرفُ أحسابُ الكلامِ وتكرَمُ /
كفى الدهر علماً أن / شهادة أهل الدَّهرِ أنِّك منهُمُ
نُباهي بك اللأفلاكَ مجداً ورتبةً / فهنَّ بُروجٌ والمكارمُ أنجمُ
أرى الشمسَ قد ذرَّت ضياءً كأَنَّما / يَلوحُ عليها باسمك الفَردِ مَيسَمُ
تكاَملَ فيه الخلقُ والخُلقُ وانتمى / به الملكُ والبيتُ الأصيل المقدَّمُ
وغايةُ شكري أن أكلِّفَ خاطري / مُحَبَّرةً لا تُستطالُ فُتسأمُ
إذا أُنشِدتَ لم يبقَ عضوٌ لفاضلٍ / من الناسِ إلا وَدَّ لو أَنَّه فَمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025