المجموع : 4
منازل في أرض الطفوف وارسم
منازل في أرض الطفوف وارسم / على مثلها دمع المحبين يسجم
فيا ليت شعري هل ترد لزائر / سلاما فيحظى بالجواب السملم
عهدت مغانيها حمى كل خائف / يلوذ بها في النائبات فيسلم
فهل ذلت الأشراف من آل أحمد / فأصبحت الأنذال فيهم تحكم
لقد ملكتهم عصبة أموية / تسير بهم سير الذين تقدموا
فشملهم أيدي سبقا متفرق / وما ملكوه فهو فيء مقسم
إلى أي دار بعد دار أبي الوفا / تخب ركاب الوافدين وترسم
جعلتهم سهاماً وفره فترقبوا / عواقبها ان السهام لاسهم
فما هي إلا كعبة الجود والندى / ولكنما الحجاج ارفق منكم
أفى الحق أن تبني المكارم والعلى / لكم أهلها الغادون وهي تهدم
وكم حملوا ثقل المغارم عنكم / فكيف غدت أموالهم وهي مغنم
فإن تهدموا دار الضيافة والفرى / فإن بناء الحمد لا يتهدم
تكاد ضلوع المعتفين إذا هى / عماد لها من زفرة تتقوم
ثعالب قد عاثت بغابة ضيغهم / وهل يتقى كيد الثعالب ضيغم
نهبتم خياماً للحسين هي التي / تذكرنا كيف استبيح المخيم
جفان كأمثال الجوابي امامها / رواسي قدور حولها الكوم تلحم
وكل أثاث من تليد وطارف / يجل عن الأحصاء قدراً ويعظم
ملكتم فلم تبقوا وتلك سجية / اللئام فما تبقي إذا هي تحكم
فأعمد تهوي وشم قواعد / تميل بها أيدي العدى وتحطم
أمنتجع الوفاد كيف قد انجلت / سحائب عن برق من البشر يبسم
لقد كان شمل الوفر فيك مبددا / على ان شمل المجد فيك منظم
وللشعراء المفلقين بجوده / عكاظ به للجود كم راق موسم
وجوه منيرات وايد سخية / فلمجتدي فيها بحور وانجم
فلا نضبت تلك البحور ولا خبت / نجوم تضئ الخطب والخطب مظلم
أبا أحمد صبراً على كل حادث / فانك في حرب الحوادث معلم
وما أنت الا السيف فل غراره / قليلا ولا عار إذا فل مخذم
وما هي إلا غمرة سوف تنجلي / فيلقى جزاء من اساء ويندم
بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم
بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم / عليك بمنهل الدموع السواجم
أصابت سهام الحتف غرة وجهه / فعاد بوجه كاسف اللون قاتم
نعيت إليه فاتحالت ربوعه / مصابا ومادت أرضه بالمآتم
الا ان سيف الامة اليوم غاله / حمام فلا ابتلت يمين بقائم
وقد غاب ذاك الليث عن غاب عزه / على حين اردى كل ليث ضبارم
لئن أوحشت منه عرينة مجده / لقد رزئت منه بمردى الضراغم
أصابوه في سلم واعظم آفة / على البطل المغوار غدر المسالم
يعدون قتل المصلحين غنيمة / وما هو الامن اجل المغارم
فان يك قد أودى فان ليومه / جوى باقيا بين الحشى والحيازم
وان يك قد أودى فقد عاد فائزا / بحسن مباديه وحسن الخواتم
تحمل أعباء الوزارة ناصحا / يدبر أمر الملك تدبير حازم
فنعم وزير السيف يعطيه حقه / إذا ارعشت كف الجبان بصارم
ونعم وزير السيف والقلم الذي / تمج ثناياه سمام الاراقم
مضى اليوم من كانت تشير بنانهم / إليه فقد عادوا بعض الأباهم
فمن لمذاكي الخيل يلبسها الوغى / ومن للعوالي الراعفات اللهاذم
ومن لثغور المسلمين يحوطها / ويكلؤها من كل باغ مهاجم
أواسطة العقد الذي حاز عقده / به جوهراً ما حازه عقد ناظم
فقدناك محمود المساعي مهذبا / من العيب لم تتبعك لومة لائم
وفي كل ناد من مديحك والثنا / نسيم رياض أو شميم لطائم
ويا أيها الناعي المعاتب من مضى / نعيت ولكن بالقوافي الاثائم
وان مقاما قد نزوت لنيله / منيع الذرى لا يرتقي بالسلالم
عتبت على محمود شوكت ناقما / وما ضر محمودا ملامة ناقم
فدع منقذ الأوطان والفاتح الذي / له شهدت اعداؤه بالمكارم
وقل سالكاً نهج الحقيقة إننا / فقدنا عظيما ناهضاً بالعظائم
تناسيت آثارا له ومساعياً / أضاءت نجوماً في الليالي الغواتم
وكان له يوم أغر محجل / يقيم له التاريخ اسنى المراسم
ألم يكشف الكرب الذي ضيق الفضا / على أمة باتت بقبضة ظالم
فشيد صرح العدل مذ هد سيفه / على يلدز الشماء صرح المظالم
الم يبعث الحرب العوان مغامراً / بعزمة مرهوب السطا والعزائم
به الجيش قد اثرى عديداً وعدة / يراع بها قلب الجيوش الخضارم
ولكن تولى أمره غير أهله / فنام وما البلقان عنه بنائم
وهل كان بالتدبير مقتل ناظم / فتعزي إليه ظالماً قتل ناظم
ولو لم يقاومهم لما ورد الردى / ولكنه لم يأل جهد المقاوم
فعارض سيل الانقلاب مخاطراً / بتيار ذاك الحادث المتفاقم
الم ترهم لم يقتلوا الصدر كاملا / وقد كان فيهم مصدراً للجرائم
على ان اخذ الثار قد حال دونه / حوادث لا تخفى على كل عالم
وان هو لم يمنع تعاطي سياسة / فلذت مجانيها وطابت لطاعم
فذاك بناء قد تأسس قبله / ومن بعده اعيى على كل هادم
وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه
وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه / تطلعن في ليل الذوائب انجما
إذا جرت الاجفان غرب دموعها / ذكا جمر أشجاني بها وتضرما
فلله أيام بحزوى تصرمت / وابقت جوى في القلب لن يتصرما
ربوع جمال كم اقام بها الهوى / بغير رقيب للمحبين موسما
جنيت بها الورد المضرج وجنة / وقبلت فيها الأقحوانة مبسما
وعانقت غصن البان قد امهفهفا / عناقي في الروع الوشيج المقوما
دع الحي أنى شاء خيم إنه / أقام بقلب المستهام وخيما
إذا العارض الساري تهلل ودقه / فجاد ربوعاً بالعقيق وارسما
عسى شمل أنس بددته يد النوى / يعود كما شاء المشوق منظما
ويا رب ليل بت فيه منعما / بوصل وغازلت الغزال المنعما
غرير يحيينا بوردة خده / ونسقي الرحيقين المدامة واللمى
فلي نشوة من راحة ورضا به / ولكن راح الثغر انقع للظما
وغيداء يا الردف ضامية الحشى / لها الحسن يعزى والملاحة تنتمى
إذا خطرت غنى الوشاح بخصرها / فأفصح والخلخال اصبح اعجما
وتشدو بالحان الغرام صبابة / فتعرب عن اسحاق فيها ترنما
جرى عن دم الأحشاء دمعي فضرجت / به وجنة الخود الجميلة عندما
فريدة حسن تخجل البدر طلعة / إذا قابلت في وجهها قمر السما
احلت دمي من غير ذنب وصيرت / سلوي وان طال الزمان محرما
بطرف وجيد والتفات ونظرة / تعلمها ريم الفلا فتريما
وخصر أعار الجسم سقماً ووجنة / اعارت فوادي جذوة فتضرما
فيا واصفاً قد أوصفت مشاهدا / ويا واصفاً خصرا وصفت توهما
كتمت هواها غير ان مدامعاً / جرين فأبدين الغرام المكتما
إذا منع الواشي على كلامها / فما منع الاحشاء ان تتكلما
أنازع قلبي سلوة فيقول لي / رضيت بسيف اللحظ فينا محكما
على نحرها عقد كأن فريده / من الثغر أو من لفظها قد تنظما
وقد لبست وشي الجمال مهللا / كما لبست وشي الحرير منجما
ترى ان فيض الدمع في العين خلقة / بما لا ترى الامشوقا متيما
حمت ورد خديها عقارب صدغها / على عاشقيها ان يثم ويلثما
وترسل في الأرداف وارد شعرها / فينساب في حقف من الرمل ارقما
ورب خلي لامني ولوانه / رماه الهوى مثلي لأصبح مغرما
يحاول سلواني واي متيم / اطاع بسلوان الأحبة مغرما
اشيم وميض البرق في غلس الدجى / فأحسبه ثغر الحبيب تبسما
وانشق نفح الطيب يأرج مسكه / إذا ما نسيم الحي صبحاً تنسما
واذكر أيام الحمى ونعيمها / فتجرى بتذكار الدمى ادمعي دما
إذا ما رنا ظبي الكناس بطرفه / تقنص من اسد العرينة ضيغما
ولم يدر من أودى بأعين سربه / ترامين لحظا أم ترامين أسهما
ولم أر كالألحاظ وهي فواتر / فواتك فينا ظالماً متظلما
يذود ويحمي العين ان ترد الكرى / تذكر عهد بالعقيق تقدما
فحياه ان لم يروه الغيث عارض / تجود به كف تكرما
وفي الغيث ري للثرى غير انني / رأيت الايادي أكرما
وماذا عليهم ان يمنوا ويسمحوا / بطيف خيال يعتريني مسلما
فدون تلاقينا غيارى تحوطها / وتمنع حتى الناظر المتوسما
تسجف عزا بالحديد خدورها / فلو رام اقداماً بها الليث احجما
فهل نوهوا باسم الملك / فهابت به اسد العرين التقدما
همام إذا الابطال في الحرب عبست / اشاح إليها ضاحكا متبسما
وتستبشر العقبان في غزواته / فهن مع الرايات يجنحن حوما
يثقن بان النصر رائد جيشه / فمن جثث الأعداء يطلبن مطعما
يعود من الفتح الجليل مظفرا / ولم يصطحب الا المكارم مغنما
وتنتجع الوفاد روضة بشره / فتلقى به بحر السماحة مفعما
تقسمت الأفكار في مدحه كما / غدا وفره بين الوفود مقسما
كتائبه كتب تجر إلى العدى / من الرعب خفاق البنود عرمرحا
جلوت لنا الدر اليتيم المنظما
جلوت لنا الدر اليتيم المنظما / وأهديت لي وشي القرض المنمنما
وموسومة بالحسن جاءت مقيمة / بغر المعاني للنصاحة موسما
بلغت مدى الاحسان فيها فاقبلت / تفوق الظبا حسناً وتهزأ بالدمى
بدائع لو اصغى لها الدهر سمعه / لرنح زهواً عطفه وتبسما
انرت سماء الفضل يا بدر أفقه / واطلعت من زهر الفضائل انجما
فلا عدمت منك المكارم والعلى / فتى يملأ الدنيا علا وتكرما
اقول اشتياقاً كلما مر ذكره / عسى وطن بدنو بهم ولعلما