القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو المحاسن الكربلائي الكل
المجموع : 4
منازل في أرض الطفوف وارسم
منازل في أرض الطفوف وارسم / على مثلها دمع المحبين يسجم
فيا ليت شعري هل ترد لزائر / سلاما فيحظى بالجواب السملم
عهدت مغانيها حمى كل خائف / يلوذ بها في النائبات فيسلم
فهل ذلت الأشراف من آل أحمد / فأصبحت الأنذال فيهم تحكم
لقد ملكتهم عصبة أموية / تسير بهم سير الذين تقدموا
فشملهم أيدي سبقا متفرق / وما ملكوه فهو فيء مقسم
إلى أي دار بعد دار أبي الوفا / تخب ركاب الوافدين وترسم
جعلتهم سهاماً وفره فترقبوا / عواقبها ان السهام لاسهم
فما هي إلا كعبة الجود والندى / ولكنما الحجاج ارفق منكم
أفى الحق أن تبني المكارم والعلى / لكم أهلها الغادون وهي تهدم
وكم حملوا ثقل المغارم عنكم / فكيف غدت أموالهم وهي مغنم
فإن تهدموا دار الضيافة والفرى / فإن بناء الحمد لا يتهدم
تكاد ضلوع المعتفين إذا هى / عماد لها من زفرة تتقوم
ثعالب قد عاثت بغابة ضيغهم / وهل يتقى كيد الثعالب ضيغم
نهبتم خياماً للحسين هي التي / تذكرنا كيف استبيح المخيم
جفان كأمثال الجوابي امامها / رواسي قدور حولها الكوم تلحم
وكل أثاث من تليد وطارف / يجل عن الأحصاء قدراً ويعظم
ملكتم فلم تبقوا وتلك سجية / اللئام فما تبقي إذا هي تحكم
فأعمد تهوي وشم قواعد / تميل بها أيدي العدى وتحطم
أمنتجع الوفاد كيف قد انجلت / سحائب عن برق من البشر يبسم
لقد كان شمل الوفر فيك مبددا / على ان شمل المجد فيك منظم
وللشعراء المفلقين بجوده / عكاظ به للجود كم راق موسم
وجوه منيرات وايد سخية / فلمجتدي فيها بحور وانجم
فلا نضبت تلك البحور ولا خبت / نجوم تضئ الخطب والخطب مظلم
أبا أحمد صبراً على كل حادث / فانك في حرب الحوادث معلم
وما أنت الا السيف فل غراره / قليلا ولا عار إذا فل مخذم
وما هي إلا غمرة سوف تنجلي / فيلقى جزاء من اساء ويندم
بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم
بكى الشرق يا خير الصدور الاعاظم / عليك بمنهل الدموع السواجم
أصابت سهام الحتف غرة وجهه / فعاد بوجه كاسف اللون قاتم
نعيت إليه فاتحالت ربوعه / مصابا ومادت أرضه بالمآتم
الا ان سيف الامة اليوم غاله / حمام فلا ابتلت يمين بقائم
وقد غاب ذاك الليث عن غاب عزه / على حين اردى كل ليث ضبارم
لئن أوحشت منه عرينة مجده / لقد رزئت منه بمردى الضراغم
أصابوه في سلم واعظم آفة / على البطل المغوار غدر المسالم
يعدون قتل المصلحين غنيمة / وما هو الامن اجل المغارم
فان يك قد أودى فان ليومه / جوى باقيا بين الحشى والحيازم
وان يك قد أودى فقد عاد فائزا / بحسن مباديه وحسن الخواتم
تحمل أعباء الوزارة ناصحا / يدبر أمر الملك تدبير حازم
فنعم وزير السيف يعطيه حقه / إذا ارعشت كف الجبان بصارم
ونعم وزير السيف والقلم الذي / تمج ثناياه سمام الاراقم
مضى اليوم من كانت تشير بنانهم / إليه فقد عادوا بعض الأباهم
فمن لمذاكي الخيل يلبسها الوغى / ومن للعوالي الراعفات اللهاذم
ومن لثغور المسلمين يحوطها / ويكلؤها من كل باغ مهاجم
أواسطة العقد الذي حاز عقده / به جوهراً ما حازه عقد ناظم
فقدناك محمود المساعي مهذبا / من العيب لم تتبعك لومة لائم
وفي كل ناد من مديحك والثنا / نسيم رياض أو شميم لطائم
ويا أيها الناعي المعاتب من مضى / نعيت ولكن بالقوافي الاثائم
وان مقاما قد نزوت لنيله / منيع الذرى لا يرتقي بالسلالم
عتبت على محمود شوكت ناقما / وما ضر محمودا ملامة ناقم
فدع منقذ الأوطان والفاتح الذي / له شهدت اعداؤه بالمكارم
وقل سالكاً نهج الحقيقة إننا / فقدنا عظيما ناهضاً بالعظائم
تناسيت آثارا له ومساعياً / أضاءت نجوماً في الليالي الغواتم
وكان له يوم أغر محجل / يقيم له التاريخ اسنى المراسم
ألم يكشف الكرب الذي ضيق الفضا / على أمة باتت بقبضة ظالم
فشيد صرح العدل مذ هد سيفه / على يلدز الشماء صرح المظالم
الم يبعث الحرب العوان مغامراً / بعزمة مرهوب السطا والعزائم
به الجيش قد اثرى عديداً وعدة / يراع بها قلب الجيوش الخضارم
ولكن تولى أمره غير أهله / فنام وما البلقان عنه بنائم
وهل كان بالتدبير مقتل ناظم / فتعزي إليه ظالماً قتل ناظم
ولو لم يقاومهم لما ورد الردى / ولكنه لم يأل جهد المقاوم
فعارض سيل الانقلاب مخاطراً / بتيار ذاك الحادث المتفاقم
الم ترهم لم يقتلوا الصدر كاملا / وقد كان فيهم مصدراً للجرائم
على ان اخذ الثار قد حال دونه / حوادث لا تخفى على كل عالم
وان هو لم يمنع تعاطي سياسة / فلذت مجانيها وطابت لطاعم
فذاك بناء قد تأسس قبله / ومن بعده اعيى على كل هادم
وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه
وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه / تطلعن في ليل الذوائب انجما
إذا جرت الاجفان غرب دموعها / ذكا جمر أشجاني بها وتضرما
فلله أيام بحزوى تصرمت / وابقت جوى في القلب لن يتصرما
ربوع جمال كم اقام بها الهوى / بغير رقيب للمحبين موسما
جنيت بها الورد المضرج وجنة / وقبلت فيها الأقحوانة مبسما
وعانقت غصن البان قد امهفهفا / عناقي في الروع الوشيج المقوما
دع الحي أنى شاء خيم إنه / أقام بقلب المستهام وخيما
إذا العارض الساري تهلل ودقه / فجاد ربوعاً بالعقيق وارسما
عسى شمل أنس بددته يد النوى / يعود كما شاء المشوق منظما
ويا رب ليل بت فيه منعما / بوصل وغازلت الغزال المنعما
غرير يحيينا بوردة خده / ونسقي الرحيقين المدامة واللمى
فلي نشوة من راحة ورضا به / ولكن راح الثغر انقع للظما
وغيداء يا الردف ضامية الحشى / لها الحسن يعزى والملاحة تنتمى
إذا خطرت غنى الوشاح بخصرها / فأفصح والخلخال اصبح اعجما
وتشدو بالحان الغرام صبابة / فتعرب عن اسحاق فيها ترنما
جرى عن دم الأحشاء دمعي فضرجت / به وجنة الخود الجميلة عندما
فريدة حسن تخجل البدر طلعة / إذا قابلت في وجهها قمر السما
احلت دمي من غير ذنب وصيرت / سلوي وان طال الزمان محرما
بطرف وجيد والتفات ونظرة / تعلمها ريم الفلا فتريما
وخصر أعار الجسم سقماً ووجنة / اعارت فوادي جذوة فتضرما
فيا واصفاً قد أوصفت مشاهدا / ويا واصفاً خصرا وصفت توهما
كتمت هواها غير ان مدامعاً / جرين فأبدين الغرام المكتما
إذا منع الواشي على كلامها / فما منع الاحشاء ان تتكلما
أنازع قلبي سلوة فيقول لي / رضيت بسيف اللحظ فينا محكما
على نحرها عقد كأن فريده / من الثغر أو من لفظها قد تنظما
وقد لبست وشي الجمال مهللا / كما لبست وشي الحرير منجما
ترى ان فيض الدمع في العين خلقة / بما لا ترى الامشوقا متيما
حمت ورد خديها عقارب صدغها / على عاشقيها ان يثم ويلثما
وترسل في الأرداف وارد شعرها / فينساب في حقف من الرمل ارقما
ورب خلي لامني ولوانه / رماه الهوى مثلي لأصبح مغرما
يحاول سلواني واي متيم / اطاع بسلوان الأحبة مغرما
اشيم وميض البرق في غلس الدجى / فأحسبه ثغر الحبيب تبسما
وانشق نفح الطيب يأرج مسكه / إذا ما نسيم الحي صبحاً تنسما
واذكر أيام الحمى ونعيمها / فتجرى بتذكار الدمى ادمعي دما
إذا ما رنا ظبي الكناس بطرفه / تقنص من اسد العرينة ضيغما
ولم يدر من أودى بأعين سربه / ترامين لحظا أم ترامين أسهما
ولم أر كالألحاظ وهي فواتر / فواتك فينا ظالماً متظلما
يذود ويحمي العين ان ترد الكرى / تذكر عهد بالعقيق تقدما
فحياه ان لم يروه الغيث عارض / تجود به كف تكرما
وفي الغيث ري للثرى غير انني / رأيت الايادي أكرما
وماذا عليهم ان يمنوا ويسمحوا / بطيف خيال يعتريني مسلما
فدون تلاقينا غيارى تحوطها / وتمنع حتى الناظر المتوسما
تسجف عزا بالحديد خدورها / فلو رام اقداماً بها الليث احجما
فهل نوهوا باسم الملك / فهابت به اسد العرين التقدما
همام إذا الابطال في الحرب عبست / اشاح إليها ضاحكا متبسما
وتستبشر العقبان في غزواته / فهن مع الرايات يجنحن حوما
يثقن بان النصر رائد جيشه / فمن جثث الأعداء يطلبن مطعما
يعود من الفتح الجليل مظفرا / ولم يصطحب الا المكارم مغنما
وتنتجع الوفاد روضة بشره / فتلقى به بحر السماحة مفعما
تقسمت الأفكار في مدحه كما / غدا وفره بين الوفود مقسما
كتائبه كتب تجر إلى العدى / من الرعب خفاق البنود عرمرحا
جلوت لنا الدر اليتيم المنظما
جلوت لنا الدر اليتيم المنظما / وأهديت لي وشي القرض المنمنما
وموسومة بالحسن جاءت مقيمة / بغر المعاني للنصاحة موسما
بلغت مدى الاحسان فيها فاقبلت / تفوق الظبا حسناً وتهزأ بالدمى
بدائع لو اصغى لها الدهر سمعه / لرنح زهواً عطفه وتبسما
انرت سماء الفضل يا بدر أفقه / واطلعت من زهر الفضائل انجما
فلا عدمت منك المكارم والعلى / فتى يملأ الدنيا علا وتكرما
اقول اشتياقاً كلما مر ذكره / عسى وطن بدنو بهم ولعلما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025