المجموع : 7
إذا ما بناءٌ شادهُ العلم والتقى
إذا ما بناءٌ شادهُ العلم والتقى / تهدّمتِ الدنيا ولم يتهدّمِ
جَرى الدمعُ من عيني كصوب الغمائمِ
جَرى الدمعُ من عيني كصوب الغمائمِ / لرزءِ فقيدِ العلم والفضل كاظمِ
قَضى فَبَكت أهلُ العلوم له أسىً / وناحَت له شجواً كنوح الحمائمِ
أبى الدهرُ إلّا أن يجرّد سيفه / على كلِّ ذي فضلٍ وحبر وعالمِ
لهُ كلّ يومٍ إن يمرّ وليلة / على عُلماءِ الدين سطوة غاشمِ
يُحارِبُ أربابَ الفضائل جائراً / وَيَعدو على أهل العلى والمكارمِ
فكَم هدّ للإيمان صرحاً مشيّداً / وَرُكناً من الإسلام سامي الدعائمِ
وأردى كميّاً من بني العلم باسلاً / حَكى هيبة بأسَ الليوث الضراغمِ
مضَوا وقضى الرحمن أن لا يراهمُ / كأنّهمُ كانوا كأحلام نائمِ
لفد فَقَدت أرضُ الغريّ معظّماً / هماماً سما بالفضل كلّ الأعاظمِ
وَعلّامة قد حازَ علماً وفطنةً / وَحلماً وحزماً قبل شدّ التمائمِ
له شهرة في المُسلمين وسمعة / قدِ اِنتَشَرت في عربها والأعاجمِ
إليهِ العلوم الغرّ ألقَت زِمامها / فَنالت بهِ حقّا عظيم المغانمِ
وقد كانَ للإصلاحِ يَسعى ولم يكن / لتأخذهُ في اللّه لومة لائمِ
فأيّ فقيهٍ بعده اليوم يُرتجى / لحلّ الأمور المشكلات العظائمِ
وَمَن ينفعِ الدُنيا بواسع خلقهِ / وعلمٍ كبحرٍ زاخر مُتلاطمِ
لَقَد كانَ رَمزاً للزهادة والتقى / وليسَ لهُ في فضله من مخاصمِ
وكانَ بأوقاتِ العبادة ساهراً / بنفسي أفدي من مصلٍّ وقائمِ
تجدّد هذا اليوم ذِكراه إنّه / لأكرمُ مَن يُرثى له في المآتمِ
نؤبّنه في الأربعين وإنّنا / نؤبّن فذّاً من رجالٍ أكارمِ
بني العلم هيّا واِطلبوا العلمَ إنّما / يسودُ الفتى بالعلم لا بالدراهمِ
فَطوبى لأقوامٍ بعلمهم اِكتفوا / وقَد رَغِبوا عن شربهم والمطاعمِ
بعلمهم نالوا السعادةَ في غدٍ / وفازوا بِعيشٍ في الكرامة ناعمِ
عليهم منَ الباري المُهيمن رحمة / تحفّ برضوان من اللّه دائمِ
إذا ما اِحتفلنا فيكَ يا اِبنَ الأعاظمِ
إذا ما اِحتفلنا فيكَ يا اِبنَ الأعاظمِ / ففيكَ لقد نِلنا عظيمَ المغانمِ
رَأَيناكَ في بُرج السعادة طالعاً / كبدرٍ بَدا من بين تلك الغمائمِ
أبوكَ وأهلوكَ الكرام الألى لهم / وِسام فَخارٍ مِن عليّ وفاطمِ
بكَ اِستَبشروا لمّا رأوك لقيتهم / بوجهٍ أغرّ ساطع النور باسمِ
فَيا فرع غصن المجد والشرف الّذي / له شيّدت مِن قبل أقوى دعائمِ
أسفت بأنّي في زفافكَ لَم أكُن / منَ المُجتني أثمار تلك المراسمِ
ولم أحضَ في يوم الزفاف بمجمعٍ / له اِحتفلت أهل العلى والمكارمِ
لَيومٌ سعيد ذلك اليوم إنّه / لقد سرّ سادات الورى آل هاشمِ
لقَد طبَق المِصرَين يوم سروره / وتمَّ الهَنا في عربها والأعاجمِ
وكلّ فُؤاد ملؤهُ البِشر والهنا / وغنّت به في الغصن ورقُ الحمائمِ
فيا بدر أهل الطفّ واِبن عزيزها / ومَن سادَ فخراً قبل شدّ الحيازمِ
لأنتَ أحبّ الناس ما بين قومه / وأنت المرجّى للأمور العظائمِ
فَعِش رافلاً في حلّة البِشر والهنا / بعيشٍ رغيدٍ بالسعادة ناعمِ
عليكَ لِواءُ السعد والنصر خافق / وعزّ وتوفيق من اللّه دائمِ
بكَ اِبتَهَجت أهل العلى وتباشَرَت / فقلت ألا أفديك يا خير قادمِ
إلى العزّ أهل العلم لا بَرِحت تسمو
إلى العزّ أهل العلم لا بَرِحت تسمو / وترقى إلى العلياءِ رافعها العلمُ
وما العزّ كلّ العزّ إلّا لعالمٍ / يكونُ له من علمهِ في الورى إسمُ
وما عُلماءُ الدين إلّا كواكبٌ / إذا غابَ نجم يبدو من بعده نجمُ
لأنّهم قومٌ علَت دَرَجاتهم / وصارَ لهم في كلّ مكرمة سهمُ
فَخُذ نَهجَهم لا تتّبع غير نهجهم / فقولهمُ فصلٌ وأمرهم حكمُ
وطاعَتُهم فرضٌ على كلّ مسلم / وحبّهم بين الورى واجب حتمُ
بهِم زيّنت كلّ البقاع وأزهرت / ففي كلّ أرضٍ من مآثرهم رسمُ
بأفق سما العلياء شهباً تطالَعوا / وآية العُظمى غدى بدرها التمُّ
هو العالمُ الحبر الهمام يزينهُ / منَ الدين علمٌ ملؤه الصبر والحلمُ
له شَرفٌ مِن دوحةِ الشرفِ الّتي / عَلَت شرفاً حتّى اِستوى البدء والختمُ
إلى الطفّ قد وافى وقد زار جدّهُ / حسيناً وعنّا فيه قد ذهب الغمُّ
فعِش أيّها المولى ولا زلت للورى / إماماً بهِ كلّ البريّة تأتمُّ
أبو الحسن المولى الّذي من علومهِ / أحاديث فضل قد روى العرب والعجمُ
إليهِ مقاليدُ الرئاسة سلّمت / فما أحد إلّا لأحكامه سلمُ
أقام بِها حتّى اِكتسى ثوب صحّة / وَزال بعونِ اللّه عن جسمه السقمُ
أَلا يا شبابَ العربِ يا سادة الأمم
أَلا يا شبابَ العربِ يا سادة الأمم / أما آنَ أن تُجلى ببيضكم الغمَم
فَقوموا سِراعاً يا بني المجد والعلى / وشدّوا حَيازيماً إلى نصرةِ العَلَم
وعَن بيضة الإسلام حاموا وجاهدوا / لكَي تُدركوا حقّاً لكَم راحَ مُهتضم
فهذي جيوشُ الكافرينَ مُحيطة / بِكم ولقد حطّت بشعبكمُ قدم
لَقَد سفَكت مِنكُم دماء وأتلَفت / نُفوساً وأضحَت تَستهيجُ لكم حرم
أَلا فاِنهَضوا إنّ الجهاد لواجبٌ / ولا تقعدوا يا عصبةَ المجدِ والكرَم
أَما تنظروا إِخوانَكم دَخلوا الوغى / بعزمٍ وحزمٍ والشجاعة والهمم
يُحامونَ عن أوطانهم فكأنّهم / أسود شرى عاثَت بَجمعٍ منَ الغنَم
عَلى الكُفرِ صالوا والإله يمدّهم / بنصرٍ ومنهم كافر قطّ ما سَلِم
لَقَد تَركوا أبناء لندن أكلة / وأجسادُهم صارَت لِذؤبانها طعم
أبادوا جنودَ الإنكليز ومزّقوا / منَ الكفرِ جَمعاً بعد ذا ليسَ يَلتَئِم
بريطانيا مخذولة لا محالة / وَقَد لَبِسَت ثوباً منَ الذلّ والعدَم
بريطانيا بالعرب حانَت وضيّعت / عهودهم واللّه منهم قدِ اِنتَقَم
إلى أين يأوي الإنكليز وكلّنا / نُحاربهُ بالسيفِ والرمحِ والقلم
فَيرجع مَقهوراً ذليلاً وجيشه / بهِ الذلّ مِن كلّ الجوانبِ قَد أَلَم
لنا النصرُ حلفٌ والنجاح وإنّما / نصيبُ أعادينا الخسارة والندم
بني يَعربٌ هبّوا إلى حرب خائن / على شَعبكم بالظلمِ والجورِ قد هَجَم
على أهل دين اللّه ظلماً قدِ اِعتَدى / ولم يرعَ عهداً للبلادِ ولا ذِمَم
لنا أمَلٌ أن يرجعَ الجيشُ ظافراً / وأنفُ أعاديهِ الأراذل قد رغم
أَلا فَليَعِش جيش العراقِ مؤيّداً / وَينصره ربّ السما بارئ النسَم
أتيتُ إلى الدُنيا فأصبحت مولعاً
أتيتُ إلى الدُنيا فأصبحت مولعاً / بثديَين حتّى حان وقت فطامي
فأصبحتُ في شوقٍ شديد إليهما / إلى كبرٍ أمسى بهنّ غرامي
لنا أوبة مِن بعدِ غيبتنا العُظمى
لنا أوبة مِن بعدِ غيبتنا العُظمى / فنَملؤها عدلاً كما مُلِئَت ظُلما
وَجدّي وآبائي وعقد ولائنا / لقد كان ذا حقّاً على ربّنا حتما