المجموع : 12
أَلَستَ تَرى لِلدَهرِ نَقضاً وَإِبراما
أَلَستَ تَرى لِلدَهرِ نَقضاً وَإِبراما / فَهَل تَمَّ عَيشٌ لِامرِئٍ فيهِ أَو داما
لَقَد أَبَتِ الأَيّامُ إِلّا تَقَلُّباً / لِتَرفَعَ أَقواماً وَتَخفِضَ أَقواما
وَنَحنُ مَعَ الأَيّامِ حَيثُ تَقَلَّبَت / فَتَرفَعُ ذا عاماً وَتَخفِضُ ذا عاما
فَلا توطِنِ الدُنيا مَحَلّاً فَإِنَّما / مُقامُكَ فيها لا أَبا لَكَ أَيّاما
أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ
أَيا رَبِّ يا ذا العَرشِ أَنتَ رَحيمُ / وَأَنتَ بِما تُخفي الصُدورُ عَليمُ
فَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ حِلماً فَإِنَّني / أَرى الحِلمَ لَم يَندَم عَلَيهِ حَليمُ
وَيا رَبِّ هَب لي مِنكَ عَزماً عَلى التُقى / أُقيمُ بِهِ ما عِشتُ حَيثُ أُقيمُ
أَلا إِنَّ تَقوى اللَهِ أَكرَمُ نِسبَةٍ / تَسامى بِها عِندَ الفَخارِ كَريمُ
إِذا ما اجتَنَبتَ الناسَ إِلّا عَلى التُقى / خَرَجتَ مِنَ الدُنيا وَأَنتَ سَليمُ
أَراكَ امرَأً تَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ / وَأَنتَ عَلى ما لا يُحِبُّ مُقيمُ
فَحَتّى مَتى تَعصي وَيَعفو إِلى مَتى / تَبارَكَ رَبّي إِنَّهُ لَرَحيمُ
وَلَو قَد تَوَسَّدتَ الثَرى وَافتَرَشتَهُ / لَقَد صِرتَ لايَلوي عَلَيكَ حَميمُ
تَدُلُّ عَلى التَقوى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ / أَيا مَن يُداوي الناسَ وَهوَ سَقيمُ
وَإِنَّ امرَأً لايَرتَجي الناسُ نَفعَهُ / وَلَم يَأمَنوا مِنهُ الأَذي لَلَئيمُ
وَإِنَّ امرَأً لَم يَجعَلِ البِرَّ كَنزَهُ / وَإِن كانَتِ الدُنيا لَهُ لَعَديمُ
وَإِنَّ امرَأً لَم يُلهِهِ اليَومَ عَن غَدٍ / تَخَوُّفُ ما يَأتي بِهِ لَحَكيمُ
وَمَن يَأمَنِ الأَيّامَ جَهلاً وَقَد رَأى / لَهُنَّ صُروفاً كَيدَهُنَّ عَظيمُ
فَإِنَّ مُنى الدُنيا غُرورٌ لِأَهلِها / أَبى اللَهُ أَن يَبقى عَلَيهِ نَعيمُ
وَأَذلَلتُ نَفسي اليَومَ كَيما أُعِزَّها / غَداً حَيثُ يَبقى العِزُّ لي وَيَدومُ
وَلِلحَقِّ بُرهانٌ وَلِلمَوتِ فِكرَةٌ / وَمُعتَبَرٌ لِلعالَمينَ قَديمُ
أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم
أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم / وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم
وَلَيسَ عَلى عَبدٍ تَقِيٍّ نَقيصَةٌ / إِذا صَحَّحَ التَقوى وَإِن حاكَ أَو حَجَم
فَتاً ما استَفادَ المالَ إِلّا أَفادَهُ
فَتاً ما استَفادَ المالَ إِلّا أَفادَهُ / سِواهُ كَأَنَّ المالَ في كَفِّهِ حُلمُ
إِذا اِبتَسَمَ المَهدِيُّ نادَت يَمينُهُ / أَلا مَن أَتانا زائِراً فَلَهُ الحُكمُ
لَئِن عُدتُ بَعدَ اليَومِ إِنّي لَظالِمُ
لَئِن عُدتُ بَعدَ اليَومِ إِنّي لَظالِمُ / سَأَصرِفُ نَفسي حَيثُ تُبغى المَكارِمُ
مَتى يَظفَرُ الغادي إِلَيكَ بِحاجَةٍ / وَنِصفُكَ مَحجوبٌ وَنِصفُكَ نائِمُ
أَبا غانِمٍ أَما ذَراكَ فَواسِعٌ
أَبا غانِمٍ أَما ذَراكَ فَواسِعٌ / وَقَبرُكَ مَعمورُ الجَوانِبِ مُحكَمُ
وَما يَنفَعُ المَقبورَ عُمرانَ قَبرِهِ / إِذا كانَ فيهِ جِسمُهُ يَتَهَدَّمُ
أَسِفتُ لِفَقدِ الأَصمَعِيِّ لَقَد مَضى
أَسِفتُ لِفَقدِ الأَصمَعِيِّ لَقَد مَضى / حَميداً لَهُ في كُلِّ صالِحَةٍ سَهمُ
تَقَضَّت بَشاشاتُ المَجالِسِ بَعدَهُ / وَوَدَّعَنا إِذ وَدَّعَ الأُنسُ وَالعِلمُ
وَقَد كانَ نَجمُ العِلمِ فينا حَياتَهُ / فَلَمّا انقَضَت أَيّامُهُ أَفَلَ النَجمُ
أَرى صاحِبَ الدُنيا بِها حَيثُما أَمّا
أَرى صاحِبَ الدُنيا بِها حَيثُما أَمّا / إِذا ازدادَ مالاً زادَهُ مالُهُ غَمّا
أَسَيِّدَتي هاتي فَدَيتُكِ ما جُرمي
أَسَيِّدَتي هاتي فَدَيتُكِ ما جُرمي / فَأَنزِلَ فيما تَشتَهينَ مِنَ الحُكمِ
تَلاعَبتِ بي يا عُتبُ ثُمَّ حَمَلتِني / عَلى مَركَبٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالسُقمِ
خَليلَيَّ ما لي لا تَزالُ مَضَرَّتي / تَكونُ عَلى الأَقدارِ حَتماً مِنَ الحَتمِ
يُصابُ فُؤادي حينَ أُرمى وَرَميَتي / تَعودُ إِلى نَحري وَيَسلَمُ مَن أَرمي
صَبَرتُ وَلا وَاللَهِ ما بي جَلادَةٌ / عَلى الصَبرِ لَكِن قَد صَبَرتُ عَلى رَغمي
أَلا في سَبيلِ اللَهِ جِسمي وَقُوَّتي / أَلا مُسعِدٌ حَتّى أَنوحَ عَلى جِسمي
تُعَدُّ عِظامي واحِداً بَعدَ واحِدٍ / بِمَنحى مِنَ العُذّالِ عَظماً عَلى عَظمِ
كَفاكِ بِحَقِّ اللَهِ ما قَد ظَلَمتِني / فَهَذا مَقامُ المُستَجيرِ مِنَ الظُلمِ
فَما الدارُ فيما بَينَنا بِبَعيدَةٍ
فَما الدارُ فيما بَينَنا بِبَعيدَةٍ / وَلا العَهدُ فيما بَينَنا بِقَديمِ
كَفاكَ عَنِ الدُنيا الذَميمَةِ مَخبَراً
كَفاكَ عَنِ الدُنيا الذَميمَةِ مَخبَراً / غِنى باخِليها وَافتِقارِ كِرامِها
وَأَنَّ رِجالَ النَفعِ تَحتَ مَداسِها / وَأَنَّ رِجالَ الضُرِّ فَوقَ سَنامِها
إِذا اغتاظَ لَم يَقلَق وَإِن صَلَ لَم يَحمِ
إِذا اغتاظَ لَم يَقلَق وَإِن صَلَ لَم يَحمِ / وَإِن قالَ لَم يَهجُر وَلَم يَتَأَثَّمِ